رثاء المعلم صالح حمدى فى اربعينيته‏

كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى الجلال والاكرام

saleh hamde salmanماذا نقول فى حق من وجه وعلم وقاد وأخى وصادق واعطى واخذ دون من او رياء ..!؟ ماذا نقول فى اربعينية هذا المربى الكبير الذى رحـل عنا بهدوء تام يماثل هدوءه المعهود عندما كان يسعى بيننا بنشاط وحيوية داعيا الى لم شـمل قوانا الحية لخلق حياة سعيدة للأجيال القادمة .                                                                    

رحيل استاذنا الجليل المناضل/ صالح حمدى ومن قبله رحيل رتل من اصحابه الكرام هـو خسارة كبيرة على مؤسـساتنا الوطنية التعليمية منها والسياسية، فقد رحل من قبله مجموعة فاضلة من الاساتذة المناضلين الاجلاء: محمد عثمان كجراي/ جابر سعد محمد/ صالح محمد محمود/ حامد احمد/ سـراج محمد احمد/ محمد على ابراهيم/ محمود ابراهيم جامع/ محمود نوراي/ ادريس محمد ابراهيم/ محمد علي اسماعيل سليمان / عبد الرحيم كجراي/ محمد محمود محمد ابراهيم/ عثمان عمر ابراهيم ومحمد نور عثمان عمر ضرار وعشـرات آخرين من المربيين .. ماذا نقول فى شأن هؤلاء الرجال، كيف نصفهم وكيف نقاوم غيابهم .. كان رحيل هذه المجموعة صدمة كبيرة على طلابهم وابنائهم ومريديهم وكل الذين نهلوا العلم على ايديهم مثلما كان رحيلهم وبالا على المؤسسة التعليمية حيث لا ننسى انهم من جهز وراجع واقر المقررات الدراسىية التى اعتمدت لمدارس الثورة فى الأراضى المحررة آنذاك، أي فى مطلع ثمانينيات القرن المنصرم عندما ظلوا هناك حتى تم الفراغ من وضع المنهج الدراسى .. رحيل هؤلاء الرجال هو مصدر خوف على الابناء والاحفاد وعلى مسيرة العلم ودروب المعرفة واستمرارالنضال، لاشك ان غيابهم يشكل نقصا كبيرا على دور العلم فى ارتريـا لأنهم كانوا اهراماتنا التى نعتز بها وقاماتنا الرفيعة التى نحب ونجل، ذلك لأنهم كانوا المعلمين والموجهين والقـادة الكرام الذين رعوا الصغار حتى كبروا وقادوهم فى مراحل شبابهم صانعين منهم اساس العلم والمعرفة منذ بدايات القرن العشرين، هم من صنع الثورة ورعى التعليم وجمع شباب الامة، وهم من تصدى للمستعمر الاثيوبى وشجع الشباب ليخرجوا عليه عارفين اهدافهم وحاملين سلاحهم وأملين من الله النصر على اعدائهم رغم كثرة عدته وعتاده وتعداده وكم وقوة ونوعية سلاحه. واليوم ونحن واقفون حيارى فى مفترق الطرق السياسية غيب عنا الموت احد اساتذتنا ومعلمينا وحاملى بوصلتنا السياسية الآ وهو الاستاذ/ صالح حمدى سلمان يقين الذى انتقل الى جوار ربه الكريم فى منتصف شهر يوليو 2015م ليدفن بعيدا عن مسقط رأسه وميدان نضاله العلمى والسياسى والعسكرى الذى صال فيه وجال ضمن اصدقاءه من المعلمين والمناضلين الكرام، انتقل استاذنا الكبير الى جوار ربه محمولا على اعناق احبابه وابناءه واحفاده وطلابه ورفاقه الارتريين حيث تم مواراته فى مقابر مدينة مولبورن الاسترالية، ورغم ان المصاب جلل والامر عظيم لا نقول الا ما يرضى الله تعالى انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.                              

استاذنا صالح حمدى سلمان يقين من مواليد احدى قرى منطقة ” فانـا ” فى ثلاثينيات القرن المنصرم .. عين معلما ضمن الدفعة الثالثة التى عملت بادارة المعارف الارترية فى نهايات اربعينيات القرن الماضى وكان عدد مجموع الدفعات الوطنية آنذاك 79 معلما من خريجى المراحل الابتداية والمتوسطة بعد ان تم تدريبهم وتأهيلهم فى كلية المعلمين المعروفة آنذاك بـ ” تى تى سى”. ومعلوم ان قلة الكوادر الوطنية ادت الى الاستعانة بضباط الاحتياطى السودانى العاملين بالجيش بالجيش البريطانى آنـذاك. أيضا ان تعيين المعلمين تم على دفعات متتابعة نذكرمنهم الاتية اسماءهم : المجموعة الاولى ( الاساتذة/ حامد عبد الهادى بشير/ سرور احمد سرور/ عبد الله محمد يوسف صائغ وعثمان منتاي) والمجموعة الثانية منهم الاساتذة محمد احمد ادريس نور محمود/ احمد موسى صادق/ عبد الحميد القاضى عبد العليم/ طاهر امام موسى/ محمد نور عثمان عمر ضرار وعثمان سالم) والمجموعة الثالثة منهم الاساتذة المرحوم صالح حمدى سلمان يقين/ عثمان عمر عمران/ محمود محمد ابراهيم تركاي ونجاش خليفة آدم ) ولا شك ان هناك عدد آخر من معلمينا الاجلاء لم نتمكن من ذكر اسمائهم .. التحق الراحل بالعمل الوطنى مبكرا وكان ضمن الرواد الأوائل الذين كانوا يسعون لتجميع الجماهير حول العمل الوطنى ( الرابطة الاسلامية/ الكتلة الاستقلالية/ حركة التحرير الارترية ومن ثم جبهة التحرير الارترية ) .. كان على رأس المعلمين الذين أنشـؤا مدرسة اليونسكو بمدينة كسلا السودانية التى كان الراحل مديرا لها، وقد استفاد من تلك المدرسة عدد مقدر من الشباب الارترى يعملون اليوم فى شتى مواقع العمل الوطنى فى داخل الوطن وخارجه .. بدأ الراحل حياته معلما ومن ثم مناضلا وعضوا تنفيذيا فى جبهة التحرير الارترية، وقبل هذا وذاك كان الراحل هاشا باشا وصديقا للجميع، وكان عفيف اللسان ونظيف اليد نقيا طيبا ومستمعا كريما لا يتكلم الآ اذا طلب منه الحديث او ابداء الرؤى، وكان الراحل من الذين قال الله فيهم : بسم الله الرحمن الرحيم: رجال صـدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظـر وما بـدلوا تبـديلا : صدق الله العظيم. اللهم اغفـر له وارحمه برحمتك الواسعة واسكنه فى اعلى الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الابرار وحسن اولئك رفيقا،  وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله الحي الدائم الذى لا يمـوت.                   

أبـو ايهـــاب ـ المملكة المتحدة

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35223

نشرت بواسطة في أغسطس 29 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010