رحيـل الاسـتاذ/ على الـديـن فـــرو

نعـت الأنبـاء الواردة من المملكة المتحـدة الاسـتاذ الجليـل الشـيخ على الـدين محمـد على  المشـهور ب,, على الـديـن فـرو،، الـذى أسـلم روحه الطاهـرة لبارئهـا مسـاء يوم الجمعة الموافق 12 مارس الجارى فى العاصمة البـريطانية لنـدن .. يالهـا من انبـاء شـؤم تحمـل لنـا كل يوم رحيـل أحـد شـيوخنـا وأسـاتـذتنـا ومـراجعنـا التاريخية .. وياله من رحيـل يحمـل دومـا  الفواجـع والمكـدرات، ويـذكـرنـا ونحـن الـذين لم ننـس يومـا حياة الغـربة وكـربهـا المتكـررة ـ صحيح ان كل غـريب عن الأهـل والوطن يكابـد آلام الغـربة الموحشـة، ولـكن المواطن الارتـرى يظل النموذج لأنه يعيشـها بشـكل مـركب، فالارتـريون يعيـشـون غـربة الـدار والأهل أحيـاءا يـرزقون ثم الغـربة الغـريبة التى فـرضـت على  جثامـينهم بعـد الـرحيـل عن الفانية .. نعم هـو رحيـل لأنه فعـلا رحيـل بكل ماتحمـل الكلمة وأكثـر .. هـو رحيـل مـن غيـر وداع لأننـا سـبق ان رحلنـا عن الوطـن والأهـل والاصحاب مـرغمـين .. مـرغمـين، وكانت أهـدافنـا الوطنية السـلوى التى تعيننـا على كـرب الغـربة ـ لأننـا رحلنـا نحملهـا فى مقـل العيون بعـد ان أقسـمنـا أمـام جثامـين الأبـاء التى علقـتهـا قوات المسـتعمـر الاثيوبى على أعمـدة المشـانق فى القـرى والحضـر ـ فأين نحـن من ذلك القسـم وأين أوصلنـا الاهـداف التى خـرجنـا لتحقيقهـا.

 لا شـك انه رحيـل ظمآن مضى عن دنيـانـا الفانية قبـل ان يـرتوى، بـل رحيـل صاحـب ثـأر وطنى لم يتحقق بعـد ..  وهـو أيضـا رحيل مفجـع لأنه أبـدى لا تـرجى بعـده فـرحة لقـاء، ولـكن الأمـر الأمـرْ هـو حـرمان جثاميننـا التى لم ولن توارى فى ثـراهـا المقـدس مالم نجتمـع ونتماسـك، وهـو رحيـل عيون أغمضـت مـدمعة قبـل ان تكتحـل بالنظـر الى ارتـريـا التى أفنى الفقيـد وصحبه الكـرام اعمارهم ذودا عنهـا وعن كـرامتهـا وعـزتهـا .. اننـا نقـر بطـلان حـرماننـا من العـودة للوطن ونحن احيـاء بشـرط اٍكتمال الوحـدة والجمـع، لأن الحي هـو من يتنـادى ليسـبح فى لجج النضـال وامواجه المتلاطمة متكاتفـا، بـل يتنـادى ليذوب فى أداء العمـل متماسـكا، اليـد تشـد على اليـد والقلـوب تنبض بوتيـرة واحـدة تمامـا كالقلـب الواحـد ـ على الأقـل حتى نتجاوز النفـق المظلم ـ ولـكن هـل نحن أحيـاء فعـلا !! منـذ متى كانـت الحياة تعنى التواكل والتشـاحن وصناعة الخـلاف والاختـلاف والاقتتـال من أجـل تبوء المناصـب بالتشـرذم وتفـريغ الجماعة..؟  هـل يعقـل ان تـدفن جثامـين قادتنـا وأبطالنـا ومـراجعنـا بعيـدا عن أرض الوطـن، بعيـدا عن التـراب الـذى قاتلوا وقتلوا وعاشـوا على شـظف العيـش من أجله !! .. اٍن كنـا فعـلا نـرغـب فى تبـديل هـذا الموال القبيح ليصبح موالا ارتـريـا عادلا ـ لابـد ان نحافظ على وحـدة النضـال الـذى رفعنـا رايـاته منـذ الواحـد والسـتون ـ هلـموا بنـا لنجتمـع ونتحـدث بصـدق صادق ونعيـد للوطن كبـريـاءه الـذى فقـد، نجتمـع  رجالا ونسـاءا ونعمـل كاليـد الواحـدة، هـذا هو النضـال المفقود الـذى طال عمـر أعـداء الوطن بغيابه. حينمـا ينتصـر كل على لجم جماحه وطموحه الفـردى ـ حينئـذ فقط سـنعود منتصـرين .. سـنعود  نحمـل رفاتنـا المبعثـرة، رفاة أسـودنـا الـذين وعـدناهم بمواصلة النضال من أجل تحقيق الحـرية والعـدل والسـلام، لابـد ان نعود بـرفاة الشـهـداء لأنهم اكـرم منـا جميعـا.

رحم ألله الاسـتاذ المناضل على الـدين فــرو الـذى ظل يـردد مقولته الشـهيـرة ,, قول الحـق أفقـدنى الأهـل والاصـدقـاء، فاليعـذرنى من لم اجامله قولا أو فعـلا ضـد الحق،، رحم ألله الفقيـد وألهم أهله وذويه وكافة معارفه الكثـر، الصبـر وحسـن العـزاء .. انـا لله وانـا اليه راجعـون، ولا حول ولا قوة الآ بالله الحي الـذى لا يمـوت.

 

جابـر سـعيـد ـ أرض ألهـرم

 

   

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8189

نشرت بواسطة في مارس 17 2005 في صفحة شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010