رحيل القائد الأرترى د/هبتى تسفاماريام

(1)
إن صفحات النضال الوطنى المُشرقة فى مسيرة البلاد الطويلة كان يقودها رجالُ أَفْذاذ أفنُوا زهرة شبابهم وكل عُمرهم للقضية بل وربطوا حياتهم بها فسطروا تاريخها وصنعوا أحداثها فصانوها بشرف وتعاملوا مع قضاياها بِوَلاء فى إطار مشروعٍ وطنى صاغوه وأرتضوه ليكون نِبراسهم وحاديهم ، الفقيد الراحل كان من تلك الكوكبة الوطنية الخالدة .

(2)

الراحل الدكتور هبتى تسفاماريام كان قيادياً شريفاً ووطنياً خالصاً من القلائل الذين وَهَبوا حياتهم للنضال وتركوا نعيم الدنيا وحظوتها ليكون مُرابطاً فى ساحات النضال مُنذ باكورة الثورة فى مسيرة نضالية إمتدت لعُقود كان فيها الراحل نِعم القائد الوفي لشعبه ولقضيته ولِرفاقه .

(3)

إن الكلمات تتقاصر لتكتب عن قامة وطنية فى مقام الشهيد الدكتور هبتى تسفاماريام المُتفرد فى خصاله وصفاته ! المُتواضع رغم درجته العِلمية ! البسيط رغم مكانته القيادية ! لكننا قطعاً نكتب من باب التوثيق للحدث المُفجع والرَحيل المُرُّ وعزاؤنا فى ذلك إن الراحل ينتمى لمدرسةٍ نضالية ووطنية تُورث الأجيال سماتها ومبادئها وأن المبادىء التى ناضل من أجلها الفقيد ستكون حيَة مُمتدة أصلها ثابت وفرعها فى سماء البلاد.

(4)

بتاريخ 13 يناير 2017 رحل عن دنيانا المناضل د/ هبتى تسفاماريام الذى وُلد بمدينة أسمرا فى 16 يوليو 1943م ، ثم أنتقل إلى مدينة عدى خوالا مع أسرته حيث تربى فيها ثم أكمل تعليمه الثانوى بأسمرا ثم أنتقل إلى المعهد الزراعى البيطرى بأثيوبيا

( ألمايو كُولج ) ثم أنتقل إلى بولندا وأكمل تعليمه الجامعى بها وحصل على الدكتوراة من جامعة برلين بألمانيا ،

إلتحق الراحل بالعمل الوطنى مُبكراً حيث كان عضواً فى حركة تحرير أرتريا وبعد إنتقاله إلى أوروبا واصل نشاطه السياسى وكان أحد مؤسسى إتحاد الطلبة الأرتريين فى أوروبا وأصبح رئيساً له ، وفى بداية الستينيات أصبح عضواً فى جبهة التحرير الأرترية ثم ألتحق بالميدان بعد نيله درجة الدكتوارة  فى المؤتمر الوطنى الثانى لجبهة التحرير الذى عُقد فى مايو 1975م تم إختياره عضواً بالمجلس الثورى، الراحل من مؤسسى جمعية الهلال والصليب الأحمر الأرترية مع رفيق دربه الدكتور يوسف برهانو وكان لهما دوراً كبيراً فى إقناع مُنظمة اليونسكو لفتح مدرسة ثانوية بمدينة كسلا السودانية والتى تخرج منها العديد من الطلاب الأرتريين ، تدرَّجَ الفَقَيد فى العمل الوطنى وعَمِل فى مواقع مُختلفة منها مسؤولاً للشؤن الأفريقية فى مكتب العلاقات الخارجية لجبهة التحرير الأرترية بدمشق وغيرها من المواقع المُتقدمة وأستشهد وهو رئيساً لجبهة الإنقاذ الوطنى الأرترية أحد أبرز التنظيمات الوطنية بجبهة المعارضة .

(5)

الراحل كان رجلاً مُختلفاً فى أخلاقه مُتميزاً فى وطنيته وحَدَوياً فى رؤيته الوطنية وفوق كل ذلك كان رمزاً للوحدة ومِثالاً للتعايش وركيزة من ركائز الإعتدال وإنسانياً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى كان معياره فى التعامل الوَلاء للوطن وللقضية كان يتخلل رِفاق دربه بالرعاية والمُساعدة والدعم خاصة رفاقه المُحتاجين وهنالك الكثير من المواقف لاتزال شاهدة .

(6)

إن الشعب الأرترى فَقْد رجلاً عظيماً وكبيراً فى مرحلةٍ تاريخيةٍ حساسة وحرجة والوطن فى أشد الحَوجة له لكن المسيرة الوطنية التى كان أحد صانِعيها حُبلى ستنجب لنا أمثاله وأن رفاقه من المناضلين سيصُونون العهد، تعازينا الحارة لجماهير الشعب الأرترى كافة وقُواه الوطنية وعلى رأسها جبهة الإنقاذ الوطنى قيادة وقواعد على هذا الفَقْد الكبير وتعازينا الحارة لأسرته وأبنائه وأن يُلهمهم الصبر.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرارا،،،،

 

بقلم : محمد رمضان

كاتب أرترى

Abuhusam55@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38436

نشرت بواسطة في يناير 15 2017 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010