رسالة الي قواعـــــد ومناصــري جبهة التحرير الارترية / المجلس الثوري

رسالة الي قواعـــــد ومناصــري

جبهة التحرير الارترية / المجلس الثوري

 

السادة والسيدات مستمعي إذاعة (( صوت ارتريا الديمقراطية )):ـ 

 

في البدء يسعدني ويشرفني كثيراً أن أتقدم بالتحية النضالية الأخوية الصادقة الي أعضاء ومناصري جبهة التحرير الارترية / المجلس الثوري و
سائر الارتريين المهتمين بشؤون وطنهم، وأخص منهم بالذكر أولئك الذين يناضلون في الداخل والخارج ويسخـّـــرون طاقاتهم في المعركة ضد نظام أسمرا الجائر ويعملون بلا كلل على بناء ارتريا التي تسودها الديمقراطية والاستقرار والعدالة والسلام.

كعادتنا نودع شهداء النضال وبمجرد مواراتهم الثرى نعمل على مواصلة حمل الراية والأمانة التي تركوها لنا بكلّ جدٍّ وإصرار، وتعلمون أنه قد مرّ اليوم الشهر ونصف الشهر على الرحيل الفاجع والمفاجئ للمناضل البطل الشهيد/ سيوم عقباميكائيل الذي كان فقده خسارةً فادحة لأعضاء تنظيمنا وعموم معسكر المعارضة.   

إن الاستشهاد ثمنٌ فادح ولكنه أيضاً يتمخض عن نتائج تستحق أن يدفع من أجلها ذلك المهر الغالي، فالنضال يتقدم ويشتد عوده كلما سقط في الساحة الأبطال الشهداء، ولم يحدث أن انتكس النضال أو تراجع بسقوط الضحايا والشهداء، بل يتعزز ويصبح أكثر ضراوة لما يبذله المناضلون من عطاءٍ مضاعف وما يتزودون به من روحٍ نضاليةٍ جديدة، وبذلك سرعان ما تصل معركة النضال الي مراميها الوطنية، وها هو استشهاد المناضل الشهيد/ سيوم عقباميكائيل بدوره يدفعنا الي مزيدٍ من الإخلاص والوفاء والاقتراب من أبواب النصر النهائي، ونحن من جانبنا نعاهد الشهيد على حمل الشعلة التي سلمنا إياها حتى تحقيق جميع ما حلم به وناضل من أجله.      

عبر مسيرته النضالية التي امتدت الي واحدٍ وأربعين عاماً ترك لنا الشهيد/ سيوم تراثاً ثميناً نذكر منه الآتي:ـ

1-      تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية.

2-      حب العمل والروح المفعمة بالأمل والنشاط.

3-      النضال بلا هوادة من أجل ارتريا الديمقراطية التي تسودها العدالة.

4-      العمل على إقامة وتعزيز النظام الديمقراطي عبر الانصياع لقوة القانون.

5-      الحفاظ على وحدة ووفاق شعبنا الفسيفسائي الانتماء بواسطة السبل الديمقراطية العادلة وليس عبر القوة والقهر.

وإيماناً منا بهذه المواريث العريقة نعاهد الجميع ونبشر شعبنا بأننا سوف نبني ونقدم أفضل نموذج لارتريا الغد، وبعد رحيل الفقيد رئيس التنظيم أيضاً اتخذ تنظيمنا في جميع مستوياته القيادية والقاعدية القرارات الجادة والعاجلة بمواصلة وتصعيد النضال، وسوف يستمر تنظيمنا في تنفيذ استراتيجية الإنجاز المبنية علي ثلاثة من الأجندة والتي صدرت في حينه إثر وفاة الرئيس، وبالفعل تم التعهد بمضاعفة الجهد وتحقيق نتائج باهرة في المجالات الرئيسية الثلاث التي ورد ذكرها في بيان الاجتماع الطارئ للمجلس الثوري الصادر في الواحد والثلاثين من ديسمبر 2005م والمشتمل على تعزيز مكتسباتنا التنظيمية والوطنية علي مستويات التنظيم، معسكر المعارضة الوطنية، العلاقة بالدول والشعوب الشقيقة.

 

في إطار تنظيمنا:ـ

·      لأننا على قناعة تامة بأن البرنامج الذي نسير على هداه يمثــّــل جوهر وحدة ووفاق شعبنا وأحد عوامل الانتصار، سوف نناضل بقوة من أجل تحويل جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري الي تنظيمٍ قويٍّ وفاعل.

·        في مجال التأطير نجد أن قوةً ضخمة من العناصر الوطنية الديمقراطية التي شاركت في الكفاح التحرّري قد واصلت اليوم أيضاً بلا كلل نضالها في المعركة من أجل الديمقراطية والتغيير، إما منتسبةً الي جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري وإما مناصرةً لها، ولا تزال برامجنا الجاذبة لهذه العناصر الواعية والفاعلة تتواصل وتتجدد فاتحةً أمامها أوسع الآفاق، ومن هنا نوجه الدعوة الي كل القوى والعناصر المثقفة وصاحبة الوعي الوطني الديمقراطي أن تشاركنا السير في طريق الوحدة والوفاق والنصر، ونحن سواء في القيادة العليا، المناطق، الفروع أو الخلايا، لن ندخر جهداً في توفير الأجواء الصالحة للملمة أطراف هذه القوى وتهيئة أفضل الظروف لنشاطها الوطنيّ البناء.

·        سوف نقوم بأعلى الأدوار في سبيل إشراك المرأة والشباب في تنظيمنا وفي عموم معسكر المعارضة الوطنية، وسنعمل علي خلق الأرضية الصالحة لانخراط هاتين الفئتين في هذا النشاط بقناعة وثقة بالنفس.

·        قواعد تنظيمنا بدورها تعهدت عبر مختلف سميناراتها واجتماعاتها بأن تسخر جهودها البشرية والمادية من أجل إنجاح برامج وخطط التنظيم.

 

في إطار معسكر المعارضة:ـ

كما كان يردد تنظيمنا عبر صوت رئيسه الداوي فإن تطوير وتفعيل مبادئ معسكر المعارضة من أهم عوامل انتصارنا، وإيماننا بتقوية تنظيمنا يعني أيضاً أن تتقوّى التنظيمات الأخرى، أن تؤطــّــــر الشعب بما يحفظ ويرعى وحدتنا، أن تعمل على بناء الديمقراطية الداخلية، وعندما نتمكن جميعاً من القيام بذلك، سوف يتمكن شعبنا بدوره من الوقوف بجانبنا في أقرب وقت فيعجــّــــل ببدء دخولنا مرحلة حياة السلم والرخاء.

لذلك وجب علينا ليس فقط أن نظل مجرد أعضاء في التحالف الديمقراطي الارتري الذي أقمناه ليكون دافعاً نحو انتصار شعبنا، بل يجب علينا أن نجعله يحظى بقبول سائر الشعب الارتري، وسوف لن يدخر تنظيمنا جهداً في تحقيق ذلك.

وفي ذات الإطار، لدى تنظيمنا الآن برنامجاً وحدوياً كبيراً يهدف الي تخليص أحلام شعبنا في السلم والوفاق والاستقرار من قبضة نظام إسياس الشمولي الذي قطع الطريق عليها، وذلك عبر الوصول الي أعلى سقفٍ وحدويٍّ ممكن مع التنظيمات التي نلتقي معها في الرؤى البرامجية، وسيواصل التنظيم جهوده لتحقيق هذا الهدف، ومع التنظيمات التي لا تتوفر لنا معها تلك الأرضية البرامجية سوف يدفع التنظيم الى ازدهار علاقات العمل المشترك القائمة معها أكثر فأكثر.

إن شعبنا السجين داخل ارتريا التي دمـّـــرت ولا تزال تتعرض للدمار في شتى المناحي وبكل المقاييس، يأمل هذا الشعب ويتوقع أن يسمع صوتاً عالياً للمعارضة، وتحقيق ذلك يتطلب تضافر جهودنا جميعاً، واليوم يجب على الجميع الانتباه الي حقيقة أن المعركة الآن قد انحصرت بين الشعب الارتري بأسره وبين النظام الدكتاتوري الذي استنفد كل وسائل البقاء، والقبول بواقعية هذه الحقيقة والجهر بها علناً وبالصوت العالي، وما لم نتمكن من استيعاب هذا الواقع فإن ذلك يعني بصريح العبارة أننا قد تنكــّـــبنا طريق النصر.

إننا إذا نجحنا في إدارة تعددنا اللغوي والديني والمناطقي بالطريقة الموضوعية التي تضعه في موضعه الصحيح، لن يكون تعددنا بأي حالٍ من الأحوال عائقاً أمام رغبات شعبنا المشتركة ومصالحه العليا، حيث إن كل الخلافات القائمة الآن وسط معسكر المعارضة وينظر اليها على أنها معضلات كبيرة هناك إمكانية لتجاوزها، نستطيع الوصول الي ذلك بسهولة ويسر إذا كنا نمتلك تنظيماتٍ قوية قد دفنت وتجاوزت حزازاتها واستوعبت مهمتها الحقيقية بدقة ثم تحالفت وتواثقت على إنجاز برنامجها الوطنيّ المشترك.

 

في الإطار الدولي:ـ

أهم عنصر في هذا المجال هو تقوية العلاقات المبنية على أسس الاحترام المتبادل والحرص على المصالح المشتركة مع الجيران، فكما نعتز بامتلاك الأرض والبحر فإننا أيضاً وبذات القدر نعتز بامتلاك دول وشعوب مجاورة، ولا نبالغ إذا قلنا إنهم جزءٌ منا، وإذا أحسنـــّـــا التعامل مع هذه العلاقة فإن دول وشعوب الجوار، وبالذات السودان واثيوبيا، يمكن أن تعدّ من أغلى الثروات التي حظينا بها، ولذلك يجب علينا ليس فقط أن نبقي على تلك المصالح الكبرى المشتركة بيننا وبين الشعوب الشقيقة المجاورة بل علينا أن ننجحها وننمــّــيها.

وفي ذات الإطار يجب أن يجد النزاع الحدودي مع الشقيقة اثيوبيا الحل السلمي بأسرع ما يمكن، وهذا هو الطريق الي بداية مستقبل مزدهر للعلاقة، وبالتأكيد سوف تتواصل جهودنا من أجل التوصل الي الحل السلمي المستند الى اتفاقية الجزائر والقرار الدولي لمفوضية الحدود، وفي اعتقادنا أنه إذا حلـــّـــت قضية الحدود وفق هذا المنهج، فإننا لا نشك أبداً في أن المشجب الوحيد المتمثل في عدم ترسيم الحدود والذي يعلق عليه النظام الدكتاتوري مصادرته كافة حقوق شعبنا ويستغله في إطالة عمر سلطته سوف ينقطع ويعجـّـــل بسقوطه.  

من خطط تنظيمنا أيضاً أن يبني أقوى وأوضح العلاقات مع كل القوى المحبة للعدالة والسلام والمقـــّدرة لحقوق الإنسان، من أحزاب، جمعيات، شعوب وحكومات.

في الختام أود أن أؤكد مجدداً لشعبنا ومحبـــّـــي استقراره ورخائه، أننا بالتعاون والمشاركة مع كافة قوى المعارضة الارترية سوف نعمل على التصدي بجهدٍ وإخلاصٍ مضاعفين لكل التحديات التي تقف أمامنا، وبهذه المناسبة أيضاً أزجي الشكر والتقدير لكل الذين شاركونا ما مررنا ولا نزال نمر به من الحزن الأليم وقدموا لنا كافة أشكال المواساة في فقدنا الجلل المتمثل في الرحيل الفاجع والمفاجئ لرفيقنا وقائدنا الشهيد/ سيوم عقباميكائيل.

 

وصية كل الشهداء هي بناء ارتريا المتطورة المزدهرة التي تسودها قيم العدل والديمقراطية والحريصة والأمينة على وحدتها الوطنية.

 

لا بد لقيد نظام الشعبية الدكتاتوري أن ينكسر على أيدي شعبنا

المجد والخلود لشهدائنا الأبطال

 

ولدي يسوس عمـّــــــــار

رئيس اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري

الثاني من فبراير/ 2006م

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4796

نشرت بواسطة في يونيو 2 2006 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010