رسالة تضامن مع الشعب الليبي في ثورته وتصديه البطولي للآلة القمعية

نتابع اليوم الواحد والعشرون من فبراير 2011م واحدة من أبشع  المجازر في الألفية الثالثة بشروع أزلام القذافي ومرتزقته في إبادة شاملة لشعبه، لمجرد أن هذا الشعب طالب كغيره من شعوب الأرض بحقه في التغيير والحياة الإنسانية الكريمة، فيقصف بأحدث الطائرات الحربية وفي وضح النهار، وتسفح دماء بني الشعب الليبي على أيدي المرتزقة ورجال العصابات من كل حدب وصوب، عقب ظهور على شاشة فضية، نجل  لا يملك أي من الصفات – حتى ما ينب به إسمه –  سوى أنه إبن أبيه، متوعدا الشعب الليبي بالويل والثبور، إن لم يستكن لإرادته وأبيه. ليقف هذا الشعب  الأعزل وحيدا أمام هذا التسونامي القاتل، والعالم – بكل مقدراته وأدواته – يقف متفرجا، ليكون بالقطع جزءا أصيلا من مشهد لن يزول من ذاكرة الإنسانية عظم مأساويته، في وقت تصاعد فيه مد شعارات حقوق الإنسان  وحريات الشعوب  وحقها في خياراتها الديمقراطية. فأين ضمير الإنسانية، وقيم المجتمعات – أنى كان درجة رقيها – وكيف سينظر العالم يوم غد لنفسه وقد زال شعب عن الوجود لمجرد أنه سعى للتغيير!؟ لله درك شعب ليبيا، فأنت كما قال قائدك الملهم عمر المختار يوم شنقه : إننا شعب لن يستسلم ، فإما ننتصر وإما  نموت ! وأن عمره سيكون أكبر من عمر شانقيه ! فها أنت اليوم تسجل تاريخ جديد لليبيا بدمي شبابك الأعزل، إلاّ من الإرادة والإيمان ، بحقوقك المشروعة ، وبحياة أكثر إنسانية وكرامة! فكل النصرلك !

 

إننا في الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإريترية وبإسم شعبنا الإريتري الذي يناضل من أجل التغيير الديمقراطي في وطننا، نعلن إدانتنا للمجزرة الهمجية الجارية في ليبيا اليوم، والتي يقترفها نظام حكم قاتل يدعي أنه مبتدع نظرية حكم الشعب لنفسه بنفسه! ويتحدث عن عصر الجماهير والجماهيريات! ليكشف وقت الحقيقة عن وجهه الإبادي القميئ ! والذي ليس له مثيلا سوى نظامي بول بوت بكمبوديا سابقا ، ونظام أسياس أفورقي بإرتريا اليوم ، كنماذج أنظمة خرجت من قماقم حسبت الإنسانية أنها

 

 

 

 

 

تجاوزتها منذ قرون عدة. ولتطرح أيضا تساؤلات محيرة عن حقيقة عديد أنظمة جاءت عبر طفرات، وأثبتت قدرتها بجدارة للتحول إلى ما هو أسوء مما مرت به شعوبها من قبلها، ما يتطلب معها من كل قوى التغيير أن تجيب عليها، في معادلة النظرية والتطبيق، وهي تناضل حاملة لشعارات وأهداف تجد طريقها لوجدان شعوبها، وتدفعها إلى أتون الثورة، لتعود بها كرة أخرى إلى هزلية التاريخ ومأساوية الواقع.

 

إننا إذ نعبرعن عميق تضامننا مع الشعب الليبي الشقيق في ثورته ومعركته النضالية الجارية، والتي سينتصر فيها كحتمية تاريخية، فإنه حري أن نلفت  إنتباه  المجتمع الدولي وقواه وهيئاته إلى ضرورة التحول من مناصرة قضايا الشعوب وحقوقها المشروعة من المستوى النظري والإعلامي، إلى دعم حقيقي يحد بوضوح من قدرات أنظمة القمع والإستبداد في مواجهة ثوراتها، وغيرخاف ما تموربه المنطقة ، خاصة وأن بلادنا إريتريا أسوءها وضعا في كافة النواحي، والتي يتطابق حالها مع الواقع الليبي، في سيادة المليشياوية عليهما! واللادستورية واللامؤسساتية! والقمع الممنهج! ما أرسى أسس شراكة حقيقية وعملية بين نظامي عبادة الفرد فيهما! ولا فارق بين البلدين  سوى في الإحتياطات الإستراتيجية التي يقدرعظمتها عالم اليوم !

 

كل تضامننا المبدئي والنضالي مع الشعب الليبي الشقيق في ثورته لبناء دولته الحديثة وفق إرادته الحرة، وعبر سيادته الدستورية الحقيقية، وممارسة كافة حقوقه المشروعة !

السقوط للملوك الثورجية وأنجالهم وأذيالهم!

المجد لأحفاد المختار وعواتي!

 

بشير إسحاق

السكرتير العام للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإريترية

21 فبراير 2011م

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=11281

نشرت بواسطة في فبراير 21 2011 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010