رمضانيات : حقوق الانسان ”7”

عمر جابر عمر

ملبورن -أستراليا   

 

العالم كله اصبح يتحدث عن حقوق الانسان ومؤسسات وهيئات تنشأ للدفاع عن حقوق الانسان  والامم المتحدة تنقل مركزها لحقوق الانسان الى ( جنيف) حتى يكون فى مكان يصله الجميع . بل وحتى ا لحروب تندلع وتجعل مبررا لها استرجاع حقوق الانسان !

ماهى تلك الحقوق ؟

 يمكن تقسيمها الى :

1- حقوق اساسية   basic rights   

يجب توفرها للانسان من حيث كونه بشرا

*حق الحياة وما تتطلبه من ماكل ومشرب وصحة ومعرفة

*السلامة والامن – فى داره وعمله ومجتمعه

*حرية العقيدة والانتماء والاحتفاظ بالثقافة والتراث وحق التملك

2- حقوق عامة –

*حرية اختيار العمل والتنقل حرية الرأى وحق الدفاع عن النفس وفقا للقانون

*حرية التعبير عن الرأى سواء كان عن طريق صحافة حرة او مظاهرات او اعتصام .

* حرية اختيار ممثليه فى الهيئات التشريعيه ( حرية الترشح والانتخاب )

*الحصول على المعلومات الضرورية التى تساعده على الاختيار.

*ان يعيش تحت دولة يحكمها دستور ومجتمع يقوم على العدل والمساواة .

ودولة ارتريا ليس فيها شئ من ذلك .

ومنظمة حقوق الانسان الوحيدة التى نشأت بعد التحرير تم ايقافها ومنع نشاطاتها.

ذلك النهج هو امتداد لمرحلة الثورة حيث لم يكن مفهوم حقوق الانسان قد تبلور فى ذلك الوقت ولم تكن قيادات الثورة الارترية فى مجملها تعطى من وقتها وجهدها لهذه المسألة   

والحال انه كانت هناك انتهاكات متواصلة لحقوق الانسان فى الممارسة اليومية.

ولكن المبرر كان : انها مرحلة ثورة وكل التنظيم هو من اجل الدفاع عن حقوق الانسان- اى الحرية ! ولكن ما غاب عن الجميع هو ان عدم ممارسة القيم وعدم تطبيق المثل والمبادئ فى حياتنا اليومية حتى لو كانت (ثورة) تؤدى فى نهاية الامر الى نسيان تلك القيم والمثل ومن ثم تتراجع الى الزوايا الخلفية من ذاكرتنا الجمعية حتى نصل مرحلة لا نرى لها اهمية فى حياتنا.

ولكن مع  دخولنا فى مرحلة مواجهة الدكتاتورية بدأت تبرز ممارسات وافكار  ومبادرات بناء وتأسيس مؤسسات المجتمع المدنى والذى هو ركيزة لبناء مجتمع ديمقراطى متعدد ومتنوع تحكمه قوانين وقيم الحضارة والحرية والعدالة. ظهرت (جمعية الاطباء الارترين)  ومؤسسات اعلامية مستقلة ومراكز للدراسات والتوثيق

واخيرا قرأنا عن بدء نشاط (مركز سويرا لحقوق الانسان) .

انه انجاز يفخر به كل ارترى ,وهى مبادرة قام بها شباب متطوعون تنقصهم الامكانيات ولكنهم مصممون على المضى قدما وتقديم ما تسمح به الظروف. ولكننا يجب ان ندرك ان تلك المبادرة هى ملك لكل ارترى وبالتالى فان تقديم العون بكافة اشكاله ( معلومات – وثائق – احصائيات – وبالطبع الدعم المادى والتطوع للمساهمة بالخبرة والجهد والوقت) مطلوب  وهى مهمة عاجلة وملحة.

وبما ان المركز يوجد خارج ارتريا فان الحصول على المعلومات يكون عسيرا والمصدر الوحيد هم الهاربون من الجنود وموظفى النظام. وفى هذا المجال فان منظمات التحالف الديمقراطى بامكانها تزويد المركز بما لديها من معلومات ووثائق كذلك فان الجاليات الارترية فى المهجر تستطيع ان تجعل من المركز اداة لجمع الوثائق والمعلومات وان تقدم له الدعم الذى يساعده على تأدية رسالته.

فى غياب الحقيقة وفى زمن الضياع لكل ملف ووثيقه فان مركز (سويرا ) لحقوق الانسان سيكون حلقة الصلة بيننا وبين العالم وسيكون صوت الحق الذى يقدم للعالم المعلومة الصحيحة والاحصائية الدقيقة التى تساعد المظلومين فى سجون الدكتاتورية.

واكثر من ذلك فان هذا المركز سيكون مجمعا لهذا التراث فى المستقبل وحاميا للحريات العامة وحقوق الانسان فى ارتريا الديموقراطية ليقدم كل منا ما عنده فهو بذلك يضئ شمعة تبدد الظلام ويقوم بخطوة تعزز وتعمق الوعى باهمية الدفاع عن حقوق الانسان. انه اضافه هامة الى تراثنا الايجابى ومبادرة تساهم فى رسم الصورة الكبرى لارتريا

ولكن بما ان المستقبل يتم تشكيله من خلال الحاضر فان مساهمتنا الان هى التى تحدد شكل ومحتوى المستقبل.

 

 

                                               كان الله فى عون الشعب الارترى  

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6553

نشرت بواسطة في أكتوبر 31 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010