رمضانيات

                                                                                                        1 

رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير

هذه الحلقات هي رمضانيات نرجوا الله أن يوفقنا لما فيه خير شعبنا

وسوف أتطرق فيها أن شاء الله عن قضايا تهمنا جميعاً .

المعارضة الإريترية

وصايا علي الطريق .

 

عمر جابر عمر

 ملبورن استراليا 

2006/9/23

خمسة عشر عاما مضت علي التحرير وثلاثة عشر علي الاستقلال .

المعارضة الإريترية كانت علي عدد أصابع اليد الواحدة  وأصبحت علي عدد أصابع اليدين والرجليين ! . بعضها نشأ علي أساس معارضة النظام والبعض الأخر موروثا من حقبة الثورة  والبعض الأخر جاء رافعاً مطالب جديد ( ثقافية وقومية ) والبعض أنقسم وتفرع عن الذي كان موجود ، التوجه العام لا غبار عليه ولكن البعض استغرقته قضايا داخلية ( ترتيب أوضاع وبناء إداري وتشكيل سياسي ) والبعض أستهلكته مطالب مالية والتزامات اجتماعية وقلة أصبحت ( المعارضة بالنسبة لها ( حالة ) فكرية وممارسة تلقائية تنطلق من موقف الرفض لما هو كائن والتشكيك فيما يمكن أن يكون ! وبعيدا عن محاولة معالجة حالات الغيبوبة والاتحال الذهني الذي اصاب البعض فان القصد هو تقديم النصح للأغلبية التي لم تفقد الاتجاه والتوجه ولكن ربما كانت تعاني من ترتيب الأولويات واختلاط العام بالخاص واختيار المناسب زماناً ومكاناً وهي في سعيها للبحث عن المعادلة التي تحقق لها التوازن بين القدرة والمهام بين الممكن والعاجل من جهة والمستحيل والمؤجل من جهة ثانية أقول أنها وصايا للتذكير والتنبيه وليس لأنها غائبة عن أجندة المعارضة – أنها نصائح تساعد علي ترتيب الأولويات وتسليط الضوء علي العاجل والأهم .

الوصية الأولى

إعطاء المواجهة ضد الدكتاتورية الأولوية المطلقة  جهد ووقتاً  وتخطيطاً وتنفيذأ لابد أن يحاسب كل تنظيم نفسه ( أجهزته وعضويته ) عن الذي تحقق خلال شهر أو بضعة أشهر في إتجاه إضعاف النظام وكشف أخطائه وخطاياه وفضح ممارساته . ليس من خلال بيانات السباب والشتائم بل من خلال خطوات عملية – إعطاء معلومة صحيحة عن أوضاع شعبنا في الداخل ( اقتصادياً واجتماعياً ) عن الذين أنضموا إلي معسكر المعارضة – عن تناقضات النظام الداخلية – عن صورته القبيحة إمام العالم .

ليس معنى ذلك إصطياد أخطاء النظام – وهي كثيرة  –  واستغلالها فقط بل لابد من التحرك الإيجابي وتوجيه ضربات إلي المفاصل الحيوية للنظام وإضعافه اقتصادياً وسياسيا وزيادة عزلته الداخلية والإقليمية لا يكفي أن نذكر ونكشف أخطاء النظام ، وهو بالطبيعة نظام غبي ناجح في اكتساب العداوة وفقدان الأنصار ولكن لابد من وضعه دائماً في موقف حرج وزاوية ضيقة ليكشف عن حقيقة ما تبقى خلف الستار والاعلان عن عجزه وفشله في إدارة البلاد (  كمثال حقيقة ما جرى للمعتقلين وهل هم أحياء أم تمت تصفيتهم )

المواجهة الإعلامية والسياسية وأن وجدت العسكرية ( بشروطها ) يجب أن يكون العمل اليومي والهم الذي يحرك كل مفاصل المعارضة الإريترية . الأولوية هنا لا تعني إهمال أو أسقاط شروط البناء الداخلي وتقوية البنية التنظيمية ولكن تعني تقسيم الوقت والجهد بحيث تأخذ المواجهة مع الدكتاتورية نصيب الأسد .

الوصية الثانية

الديمقراطية ثم الديمقراطية ثم الديمقراطية . ( لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله — عار عليك  إذا فعلت عظيم ( شعر ) ( أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ( قرأن كريم ) .

وهكذا نرى النهي عن ذلك قالت له الأديان والتجربة الأنسانية . والديمقراطية في اولها إيمان وقناعة  وفي نهايتها رسالة وفيما بين ذلك ممارسة وإعطاء نموذج عملي لما يجب أن تكون عليه اذا لم نمارس الديمقراطية الأن قبل سقوط الدكتاتورية – فلن نقدر علي تطبيقها بعد رحيل الدكتاتورية . قبل أن نعلم الشعب ونبشره بالديمقراطية علينا أن نقدم له نموذجاً عملياً لما تعنيه ممارسة الديمقراطية .

1- لإكتساب التجربة .

2- لمعرفة العام والخاص – بمعني خصوصية الواقع الإريتري وإضافة الأبداع الإريتري إلي التجربة الإنسانية .

3- لخلق بيئة اجتماعية وثقافية تشكل ضمانة لنجاح التجربة في المستقبل .

4- لتأكيد مصداقية المعارضة في التمسك بشعاراتها وإضعاف النظام الدكتاتوري .

كيف ؟؟.

1- بداء بالعلاقات التنظيمية داخل كل تنظيم في مؤتمراته – أنتخاب قياداته – إصدار قراراته وأحترام رأي الأقلية داخل كل تنظيم .

2-  تطبيق ذلك في وسائل الإعلام لكل تنظيم – اتباع الموضوعية والاحتكام إلي حقائق الواقع وما يقدمه من أرقام وإحصائيات والابتعاد عن إعطاء الخلاف في الرأي طابعاً شخصياً.

3- العلاقات بين الفصائل – احترام المواقف والأراء والتعبير عن نقاط الخلاف باسلوب حضاري وبطريقة لا تقفل الباب أمام إمكانية أستئناف الحوار مرة أخرى .

4- القناعة بوجود رأي ورأي أخر – بقبول وموافقة الأكثرية والحوار يتم بشأن ما يكون الخلاف حوله .

5- الديمقراطية – عملية متواصلة ومستمرة لا تتوقف – وهي بهذا المعنى بحاجة إلي ( وقود ) فكري وروحي والتزام عملي وأبداع ورؤية شمولية لمكونات الصورة الاجتماعية والثقافية  والسياسية .

الوصية الثالثة .

النظام وأنصاره يطرحون البديل ذلك من باب التعجيز وصرف الأنظار عن لب المشكلة يقولون ( نعم ) هناك أخطاء وعجز ولكن ما هو البديل ؟. المقصود هنا هو : من هو الشخص البديل للرئيس الحالي ؟.

ويدخل النقاش في جوانب شحصية ويتم تحليل مواصفات كل فرد من قيادات المعارضة والهدف هو الوصول إلي نتيجة تقول : لا فائدة – لا يوجد بديل ؟؟. ذلك التوجه كما قلنا محاولة لصرف الأنظار عن المشكلة الحقيقية وطبيعتها ومن جانب أخر فهو أستخفاف بعقول ابناء الشعب الإريتري وكأن العقم البيولوجي والسياسي أصاب المجتمع  الإريتري بحيث عجز عن تقديم شخص يقود البلاد بصورة أفضل مما هي عليه الأن .

ولكن اذا كان النظام وأنصاره يقولون ذلك دفاعاً عن الوجود فأن بعض قيادات المعارضة تقع في المصيدة فنسمعها تقول نعم جاهزون لاستلام السلطة !؟ .

المعارضة لها مهمة أولى ورئيسية هي إسقاط النظام وقيادة البلاد خلال مرحلة أنتقالية إلي حين إنتخاب قيادة يختارها الشعب لقيادة البلاد ، تلك القيادة التي يختارها الشعب هي ( البديل ) الذي يتصدر الصورة ولكن البديل الحقيقي هو(  نظام يحل محل نظام ) ديمقراطية بدلاً عن الدكتاتورية – مؤسسات في مكان قيادة الفرد – العدالة والمساواة بدلا عن التهميش وإغتصاب حقوق الأخرين – دولة سيادة القانون بدلا عن دولة العصابات المتحالفة أنه نظام جديد تماما يحل محل نظام فشل وعجز عن الخروج بالبلاد من مأزقها – أن البديل هو إريتريا الجديدة والتي يتساوى ويشارك فيها الجميع .

كان الله في عون الشعب الإريتري .

وكل عام وأنتم بخير رمضان كريم

يتبع في الحلقة القادمة

————————-

الحلقة الثانية :

إلي المعارضة الإريترية : وصايا علي الطريق.

الوصية الرابعة  : التحالفات.

أما أن تكون داخلية ( أي بين فصائل المعارضة ) أو خارجية ( إقليمية ودولية ).

1- التفاهم أو التحالف بين الأحزاب والمنظمات أمر مفهوم ومشروع تفرضه ضرورات العمل السياسي وتحكمه تشابه البرامج وتقارب المواقف ، ولكن يجب أن يكون دافعاً وداعماً للتوجه العام والاتفاق الوطني بين الجميع – بعبارة أخرى يجب عدم اتباع سياسة المحاور .

2- الأبتعاد عن خلق صراعات أنصرافية تدخل المعارضة في دوامة جديدة وتشغلها عن مهام المواجهة ضد النظام الدكتاتوري . الهدف هو أن تتوقف الأنشطارات الأميبية والانقسامات  العبثية لأن القواعد أصبحت تتشك في قدرة المعارضة الإريترية علي تحقيق اتفاق وتنسيق فيما بينها ناهيك  عن الوحدة الكاملة وأن كانت جبهة الإنقاذ قدمت نموذجاً إيجابياً نتمنى أن يستمر ويتكرر علي محاور أخرى بين تنظيمات تتقارب وتشابه في برامجها ومواقفها .

3- أما التحالف مع الدول الداعمة ( أقليمية كانت أم دولية ) فذلك شرط مهم من شروط الوجود والاستمرار والقدرة علي الفعل .

وبما أنه لاتوجد صداقات دائمة في السياسة فأن المثل الشعبي الذي يقول ( إذا كان أخوك عسل – لا تلحسه ) لا ينطبق هنا – علي المعارضة أن ( تلحس ) ذلك الحليف إلي أخر قطرة بل وتقوم بتخزين الفائض لليوم الأسود ! ليس ذلك فحسب ، بل عليها أن تعمل علي ( توريط ) ذلك الحليف في مواقف ( سياسية وإعلامية ) بحيث يصعب عليه التراجع وأن فعل فانه يكون لديه بقية من حياء ومراعاة للعلاقة القائمة .

الوصية الخامسة .

الشباب – ثم الشباب – لابد من دماء جديدة في مواقع القيادة – أنها تمثل من جهة رسالة إلي الشباب بأن الأبواب مفتوحة أمامهم وأن المستقبل ملك لهم ومن جهة ثانية فان التنظيم الذي يفعل ذلك يكتسب الحيوية ويضمن الاستمرارية – بالطبع فأن أصحاب الخبرة لهم مواقعهم خاصة في المجالس التشريعية . المطلوب هو إقتران أصحاب التجربة  مع الدماء الجديدة يتعلم خلالها الشباب من أصحاب الخبرة ويطمئن هؤلاء بأن التنظيم سيواصل مسيرته ويحافظ علي مبادئه .

الوصية السادسة .

فتش عن المرأة !!.

الظاهرة الملفتة للنظر هي غياب المرأة عن المواقع القيادية في جميع منظمات المعارضة الإريترية . هل هو  تطبيق لرؤية ونهج أم قصور وعجز عن تجنيد العنصر النسائي ؟ .

أمرأة واحدة وحيدة تحتل موقعاً قيادياً في الحزب الديمقراطي الإريتري . هذه قضية لها أبعاد دولية حيث أن الدول الأروبية مثلا يهمها أن ترى العنصر النسائي ضمن قيادات أي تنظيم المعني في مدي إيمانه بالمساواة ويؤكد في الوقت ذاته جديته في تطبيق النهج الديمقراطي بالاضافة إلي إرسال رسالة إلي من يهمه الأمر بأن ذلك التنظيم له قواعد شعبية من كل فئات المجتمع .

الوصية السابعة : الإعلام .

ما أكثر الصحف ووسائل الإعلام التي تمتلكها منظمات وأحزاب المعارضة – يضاف إلي ذلك المواقع الالكترونية .

ثم أن التحالف كمظلة جامعة بدأ بتكوين أجهزته الإعلامية الخاصة ( إذاعة – صحف – الخ ) هذا بالاضافة إلي البيانات والمطبوعات الدورية والسيمنارات والمهرجانات ، ورغم هذا الحشد الهائل من الأمكانات والقدرات وقنوات الاتصال فان النتائج لا تتناسب مع ذلك العطاء .

لماذا كان ذلك ؟.

لنأخذ مثالين أثنين :

1- ما فعلته  وقدمته الجالية الإريترية في استراليا خلال السنوات الماضية بحيث أصبح البعض يصف استراليا بأنها قلعة المواجهة ضد النظام الدكتاتوري كل ذلك تم بإمكانيات متواضعة ومحدودة .

2- ما فعله ويفعله كل من موقع ( عواتى ) وموقع( أسمرينو )

3- مسيرة واشنطن وتسليم المذكرة إلي المسؤولين الأمريكيين .

4- الأعداد للمسيرة الشعبية في جميع أنحاء العالم في نفس اليوم ضد النظام ( أكتوبر ).

لماذا لم يحقق إعلام التحالف ما حققته قوي أخرى لا تنتمي إلي التحالف كاطار ولكنها ضمن معسكر المعارضة !؟.

هناك أسباب عدة أهمها .

1- القواعد تنتظر شيئاً عملياً – مسيرة- مقابلة مسئولين – الخ أنها تشبعت من التحليلات والتبشير النظري .

2- التكوين النفسي والعقلي للأنسان الإريتري بعد سنوات الثورة ومظالم الدولة جعل من المواطن العادي يتشكك في نوايا القيادات – بمعني أن غايتها هي الحصول علي المواقع وأن تكون بديلاً فقط – وما يساعد علي تكوين تلك الصورة بعض الصراعات التي تبرز من حين لأخر بين القيادات المعارضة وكلها في قناعة المواطن من أجل الكرسي ! . والجانب الثقافي الموروث ربما في المنطقة كلها هو أن من كان مع الحكومة أو يعمل من أجل الوصول إلي موقع حكومي فهو مشكوك فيه – ومن كان ( شعبياً ) لا يسأل الا ( مرضاة الله ) يجد الدعوات والقبول والتأييد في مصر : حينما يبني ( فاكهاني ) عمارة يقول الناس : ربنا فتحها عليه وعندما يبني موظف حكومي من الدرجة العليا وأستمرت خدمته لأكثر من ثلاثين عاما يقول الناس أنه حرامي سرق أموال الدولة !؟ .

والحال أن الفاكهاني قد يكون تاجر مخدرات ! .

3- بعض قيادات المعارضة أصبحت تكتب في المواقع الألكترانية وتطالب ( المعارضة بأن تفعل كذا كذا – تماما مثل المواطنين العاديين !!.

هذا خلط في الأدوار وقصور في ترتيب أدوات المواجهة – فأذا كان أصحاب القرار يطالبون غيرهم بالفعل فماذا يفعل من لا يملك القرار أصلاً .

الإعلام يعكس ما يتم إنجازه علي أرض الواقع فإذا لم يكن هناك إنجاز يستحق أن يذكر فأن أقوى أجهزة الإعلام ستفشل فى إقناع المتلقي. ربما كان البحث عن منظمات المجتمع المدني والتفكير في إعطائها دوراً في هذا المجال يسد هذه الثغرة أو البحث عن وسائل جديدة والأهم هو تحقيق إنجاز علي أرض الواقع .

الوصية الثامنة : العلم نور .

نحن في عصر يأخذ بأسباب العلم ونتائجه ومع توفر عوامل الألتزام والإيمان بتحقيق الهدف لابد من إتباع الوسائل العلمية بدءا من الحصول علي المعلومات ثم التخطيط ثم التنفيذ والمتابعة وفي كل ذلك فأن أمامكم وسائل حديثة يمكن الاستفادة منها . في مرحلة الثورة كانت بعض القيادات تلجأ إلي ( ست الودع ) و ( ضارب الرمل ) و ( بخرات الفكي ) لطلب المشورة ومعرفة النبوءة ! الأن بين أيديكم ( فكي العصر ) الا وهو ( الكومبيوتر ) يؤدي مهمة التخزين والتوثيق وجمع المعلومات بل وإعطاء مؤشرات للمستقبل ! .

الشعب الإريتري معروف بالصبر والقدرة علي التحمل ولكن ذلك مرهون بما يتحقق أمامه من إنجازات – فأن ذلك ما يطيل عمر النظام الدكتاتوري ووقتها فأن للشعب رأي أخر .

كان الله في عون الشعب الإريتري .

 ====================

الحلقة الثالثة :

الجهاد والاجتهاد والجريمة

الجهاد  : في جوهره دفاع عن النفس – له دوافعه وأسبابه وشروطه . وهو درجات  أعلاها ( الجهاد الأكبر ) جهاد النفس . ذلك أن النفس ( أمارة بالسوء ) والأنسان يواجه نفسه ( عيوبه ومساوئه ) يومياً بل كل  ساعة ولحظة وإذا لم ينجح في تلك المعركة فلن يكون مؤهلاً للدخول في أنواع أخرى من الجهاد . البداية هي النفس وجهادها صعب يتطلب إرادة وصبر . في الأسابيع الماضية كانت لي تجربة مع النفس أثناء وعكة صحية قررت أن أترك عادة سيئة مارستها طويلاً : التدخين . كنت في السابق كغيري من المدخنين أعطي المبررات والأسباب التي أعرف في داخلي أنها غير صحيحة – كقولي أنها تساعد علي ( التركيز ) والكتابة – الخ . وفي لحظة تحد – أتخذت قراراي وتوقفت – لم أشعر بأي خلل أو نقص – بل أحسست بالراحة الجسدية والنفسية والمالية ! العالم كله في حالة أستنفار لإنقاذ الأرض من التلوث البيئ – لنساهم علي الأقل بعدم ارسال تلك السموم إلي ما حولنا.

الاجتهاد : هل أقفل باب الاجتهاد في الاسلام ؟ من قال ذلك ؟ .

الترابي قدم اجتهادا حول حقوق المرأة – في الأمامة والزواج من الكتابي .

الشيخ عبد الله بن جبريل مفتي السعودية أعطي فتوى بعدم جواز مساعدة حزب الله ولا حتى الدعاء لهم .

هل كان ذلك كله خطأ كما قال الشيخ يوسف القرضاوي وبعض العلماء – حسناَ فالاجتهاد هو كذلك دائماَ لا يحظى بأجماع .

ولكن ما رأيكم في أجتهاد باحث مصري قدم بحثا عن أسماء الله الحسنى . يقول الباحث المصري ( محمود الرضواني ) أن بعض الأسماء لا تستحق أن تكون ضمن الصفات الألهية . لا يمكن أن يكون الله ( نافعاً وضاراً ) في الوقت ذاته – أو( رافعاً ) (وخافضاً) تلك الأسماء يجب حذفها . وبالمقابل يقول الباحث أن هناك أسماء يجب إضافتها إلي القائمة – مثل : الأعلى – وهي مذكورة في القرأن ( سبح باسم ربك الأعلى و ( السيد ) و( الجميل ) .

وقد وافق الأزهر علي البحث وأعطى الضوء الأخضر لنشره . ولكن هناك من يعترض ويقول نعم – يمكن أن يكون الله هو المنتقم — المهيمن – الخ  ويرد الرضواني قائلا  لا يمكن أن نتبع قاعدة المتناقضات في تسمية الأله – فمثلاً أسمه ( الكريم ) لا يمكن أن نقول عنه (البخيل) وهو ( الحي ) ولا يمكن أن يكون ( الميت )  أستغفر الله ! . وما زال الجدل يدور ولكل مجتهد نصيب . المهم أن الباحث أحتفظ بالعدد الكلي للأسماء كما كانت تسعة وتسعون – بعد الحذف والأضافة !!.

 

 

الجريمة : من حيث المبدأ فهي مرفوضة ومدانة من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية. بعض الجرائم نفهم دوافعها وأسبابها وأن لم نتفق معها أو نقبلها .

بعض الجرائم تكون غامضة ولا نعرف لها أسبابا . هناك جرائم يتوقف أمامها العقل البشري ويقشعر البدن ويعجز الأنسان أن يجد لها تفسيراً  ويظل يسأل : لماذا وكيف؟ . جريمة اغتيال الصحفي السوداني ( طه محمد أحمد ) هي من النوع الأخير . ليس لهذاهو السودان الذي عهدنا – سودان السماحة والتسامح – سودان التكافل والتراحم – ماذا حدث ؟ .

أنتهي عهد الصفاء والتصافي وحل مكانه حقد اسود يحاول أن يطفئ كل شمعة تضئ لتبدد ظلام الجهل والتخلف ، أصيبت البيئة الاجتماعية والثقافية بتلوث عقلي وروحي أصبح معه كل صاحب رأي  وقلم عرضة  لهوس وجنون ، تمارسه قلة لا تعرف الله ولا رسوله ولا رسالته .

العزاء لأسرته والرحمة له فقد كان صاحب قلم جرئ في وسط أختلط فيه الحق بالباطل – غابت عنه عدالة السماء وحلت فيه شريعة الغاب .

—————————–

الحلقة الرابعة

 

اللية الثانية بعد الألف .

في ليلة من ليالى رمضان التي تمتد في السهر ويحلو فيها السمر جلسنا مجموعة من الأصدقاء والأهل نتجاذب أطراف الحديث ( لا علي التعيين ) كما يقول العراقيون – يعني دون أجندة أو جدول أعمال وفجأة قال أحد الحاضرين : هناك سؤال مازال يشغلني منذ فترة ولا أجد له إجابة – لقد قرأنا الف ليلة وليلة وكيف أن ( شهر زاد ) بحلاوة لسانها وخيالها أستطاعت أن تصرف شهر يار ) عن قتل بنات جنسها لفترة أمتدت ألف ليلة وليلة إذ لولاها لكان( شهريار) يريد قتل أمرأة كل ليلة . والسؤال هو ماذا حدث لشهر زاد ؟ هل لحقت ببنات جنسها بعد أن ضاق بها شهر يار صدرا وماذا حدث لشهر يار ؟ .

قال أخر : بالفعل أنه سؤال مشوق ومعرفة أجابته ربما تستحق التأمل .

قال ثالث : اعرف أن بعض الكتاب الغربيين منهم ( مارك توين ) و ( أدجار ألن بو ) قد حاولا ذلك كذلك الكاتب والمفكر .المصري الدكتور ( زكى نجيب محمود ) ساهم في ذلك ولكن الجميع لم يغادر مساحة الخيال لأن الأصل في القصة كلها هو الخيال .

قال رابع : لماذا تريدون العودة بنا إلي الخيال ومتاهات التاريخ و( شهر يار ) يعيش بين ظهرانينا ؟؟ فالتفت إليه الجميع ورمقوه بنظرات تطرح سؤالا واحداً دون أن تنطق ألسنتهم : من هو ؟ أين هو ؟؟ وهذا بدوره التفت ‘لي جاره ورمقه بنظرة استنجاد تقول : هيا أجبهم !.

قال الخامس : شهر يار نموذج لتسلط شهوة السلطة علي الأنسان وهي عند الحاكم تكون أبرز وأكثر إيلاماً للعباد . أنها روح تدميرية تقتلع كل من يقف في طريقها ولا يهمها حال وأحوال العباد بل يصبح الهدف تحقيق رغبة الأنتقام وبسط التسلط علي الناس. وشهر زاد بالمقابل هي رمز للمقاومة و التمسك بالحياة ورفض الأنسان أن يدفن حياً ليس لسبب بل لإرضاء  رغبة السلطان وأشباع شهوته ، وبهذا المعنى فأن ( شهريار ) الإريتري يعمل علي وقف النمو وتقدم وأستمرار الحياة في حين أن شهر زاد ( المقاومة ) تعمل علي أن تستمر الحياة وتنمو وتزدهر .

وتدخل أحد المتحدثين قائلاً ولكن شهر يار الإريتري لا يقتل النساء ؟

أجاب المتحدث : نعم … ولكنه يقوم بوضعهن في السجن إذا تخطين الخطوط الحمراء .

ثم أن تجربة شهر يار تختلف من بلد لأخر ومن عصر إلي أخر – فشهر يار في القصة الأصلية كان يعاني من عقدة نفسية جعلته يكره المرأة ويعمل علي الأنتقام منها ( ربما وجد أمه في فراش رجل أخر غير أبيه كما حدث للملك فاروق ) أما شهر يار الإريتري فأن عدوه الأول وخصمه الأساسي هم الرجال وأن المرأة يمكن استخدامها لكشف هؤلاء الخصوم وأضعافهم والسيطرة عليهم . همه الأول والأخير هو السلطة وهو يتوجس خيفة من كل رجل يمكن أن يكون بديلاً له أو يفكر حتى مجرد تفكير في ذلك . نراه ينقل التجمعات الطلابية من مكان إلي مكان ويشتت المجموعات القومية ويستخدم كل الوسائل لإبقاء مصادر الخطر بعيدة عنه . ولولا صعوبة المهمة ربما كان لفعل مثلما فعل فرعون وأمر بقتل كل طفل يولد حتى لا يصبح خطراً عليه عندما يكبر كما تقول قصة موسى عليه السلام !. ولكنه يفعلها مع الكبار – لذا فاننا نرى الأباء والأمهات الأريتريات يقومون بتهريب الأولاد والبنات عبر الحدود ويدفعون الأموال ويتحملون السجن بعد ذلك . قال متحدث أخر : لماذا لا يتعظ شهر يار العصر بشهريار الماضي – لماذا يقع في نفس الأخطاء ويرتكب نفس الخطيئة ؟.

أجاب المتحدث .

أولاً لأنه – أي شهر يار ضحية مرض نفسي لا يستطيع مقاومته أو التخلص منه وثانياً أن الدكتاتور لا يقرأ التاريخ – بل ينتقي منه ما يشاء ويعتقد بأنه أكثر ذكاءاً وحرصاً ممن سبقوه ولكنهم كما قال فيهم الشاعر الإريتري :

لو تقرأوا التاريخ يرشدكم .

لو تسألوا من كان يسبقكم

لو دامت لهم لما كات معكم

لكنكم صم —– عمى —– بكم .

سيظل ( شهر يار ) في غيه تحركه شهوة التسلط والسلطان وستبقى شهر زاد تقاوم وتحمي نفسها وبنا ت وأبناء جنسها البشري .

وقام أحد الحاضرين من المجلس ليتناول كوبا من الماء وقال: ولكن إلي متى ؟؟.

وأجاب أخر ربما حتى الليلة الثانية بعد الألف !!.

==================

الحلقة الخامسة

الحضارة الواحدة والدين الوحيد .

هو الغرب دائماً الذي يبدأ الحديث ثم يقرر نهايته فجأة . قالوا بصراع الحضارات – قلنا حسناً ولكنه يجب أن يكون صراعاً حضارياً أدواته الحوار والاحترام المتبادل والفهم والرغبة المشتركة في التعايش .

ثم قرر الناطق الرسمي بأسمهم ( بوش ) أنه صراع من أجل الحضارة ! ؟.

بمعني أن ما يدور في العراق وأفغنستان  والشرق الأوسط هو السبيل لفرض حضارة واحدة ضد التخلف والجهل ! أية حضارة ؟ الحضارة الغربية – وكل ماعداها فهو أما في خانة العدو يجب محاربته والقضاء عليه وأما متفرج يترك لحاله – والغريب أن المواجهة أخذت طابعاً دينيا أي ضد الاسلام وكأنه هو العقبة أمام الحضارة الغربية – لماذا هذا التشخيص والتحديد لبلاد وشعوب كلها تقع في نفس الدائرة ؟ العراق – أفغنستان – فلسطين – إيران _ لبنان – السودان – الصومال . وحتى باكستان يطالها التهديد وإرجاعها إلي العصر الحجري أن لم تتعاون وتنفذ مايريد الغرب ؟ إنها بالفعل ماساة تواجه المجتمع البشري كله وليس الأسلام والمسلمين وحدهم .

ماذا يريد الغرب ؟.

 . الديمقراطية ؟ — أخذ بها الفلسطينيون وطبقوها علي أكمل وجه ولكن الغرب رفض نتائجها .

. التعايش وتحقيق السلام وإيقاف الأقتتال بين المكونات الأجتماعية للشعوب ؟ ذلك ما حققه السودان باتفاق الجنوب ثم الغرب والأن الشرق ولكن الدول الغربية لا تقتنع وتريد ان تعود كما كانت في القرن التاسع عشر بجيوشها وسلاحها ولكن تحت رأية الأمم المتحدة .

. البترول – ذلك ما تسعى الدول المنتجة إلي تسويقه وهي مسرورة أن تفعل ذلك حتى ( شافيز ) فنزويلا – ولكن الغرب يريد أن يسرق وينهب وأن يبقى الدول صاحبة تلك الثروات أسيرة لاتفاقيات وعلاقات تضمن أستمرارها في دائرة التخلف والمديوينة .

. أم أن الغرب يريد الهيمنة الثقافية وأن تكون أسواق البلاد مفتوحة أمام منتجانه المادية والثقافية والفنية ؟ . حتى هذه أصبحت متاحة ومحلات ( ماكدونالد ) موجودة في كل ركن من العالم حتى الصين والمراكز الثقافية والوسائل الإعلامية العامة والخاصة تسرح وتمرح في المنطقة التى قبلت بتغيير مناهجها الدراسية خاصة الدينية حتى لا تغضب أمريكا ! .

. ماذا يريد الغرب بعد هذا الأستسلام والخنوع ؟ وكأن القوة العسكرية والسياسية لا تكفي جاء بابا الفاتيكات ليسهم بدوره في إبلاغ المسلمين أن دينهم هو دين الأرهاب والسيف وأن لا مكانة له في الحضارة المعاصرة مستشهداً بطاغوت من القرن الخامس عشر لا يعرف الحضارة بأي شكل كانت ولا يؤمن بالإنسانية أي كان منبعها وأصلها وغايتها ، لم ينقل البابا كلام الأمبرطور بل قال : أستوقفه وأعجبه !! ثم يقول سؤ فهم ؟

ماذا يريد الغرب ؟ حقاً ماذا يريد ؟ ولكن من هو الغرب الذي نتحدث عنه ؟

أن مصطلحات مثل ( المجتمع الدولي ) لا اساس لها في الواقع – أنها تعني أمريكا واوربا بصفة خاصة وأمريكا فقط بصورة أكثر خصوصية . إذا وافقت أوربا علي غزو العراق كان بها والا فأن أمريكا تقوم بالمهمة وحدها وباسم المجتمع الدولي !

إذا رفضت أمريكا وقف إطلاق النار في لبنان فعلي العالم أن يقبل والا فان ذلك سيكون قرارا من الأمم المتحدة .

إذا قررت أمريكا محاصرة ومقاطعة حكومة فلسطين فعلى أروبا والبقية أن توافق .

ولكن الصورة ليست كلها وردية بالنسبة لأمريكا فالعالم أكبر مما تحاول أمريكا السيطرة عليه والبشرية أكثر تنوعاً وإتساعاً مما يحاول بابا الفاتكان حصرها فيه .

. الصين قا لت لا عدة مرات وستقولها وأمريكا تعلم قبل غيرها إنها – الصين – العدو القادم الذي ستواجهه . روسيا تسير في نفس الاتجاه ولا يقبل عملاق الأمس أن يكون قزماً في حسابات اليوم أو الغد . دول مثل كوريا الشمالية – إيران – فنزويلا – بوليفيا – كوبا- البرزيل – السودان لا تقبل ذلك وهي تعلن رفضها علانية التوجه الأمريكي الذي يستهدف الهيمنة والسيطرة علي العالم .

دول وقوى أخرى كثيرة لا تقبل بمفهوم الحضارة الوحيدة والديانة الواحدة . فالكاثوليك قد يكونون أكثر عدد ضمن الطوائف المسيحية الأخرى ولكنهم بالتاكيد لا يزيدون علي المسلمين أو البوذيين أو الهندوس . لقد ذهب المحافظون الجدد بعيداً في سياساتهم وأدخلوا الولايات المتحدة نفسها في أزمات ولهذا بدأنا نرى الرفض الشعبي الأمريكي  للرئيس الأمريكي والذي سينعكس علي أنتخابات الكونجرس الأمريكي في نوفمبر القادم حيث تشير كل الأستطلاعات بأن الحزب الديمقراطي سينجح في تعديل ميزان التمثيل في المجالس الأمريكية ( الشيوخ والنواب ) وتلك هي الذروة التي وصلتها الحضارة الغربية وهي ما قال عنها المؤرخ البريطاني ( أرنولد تويني ) مقدمة سقوط الحضارة وبداية نهايتها .

 


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6915

نشرت بواسطة في أكتوبر 26 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010