زمن عدي قٌرح

عبد الرحيم الشاعر.    

 

 

 

 قالت  الام الارترية وهي تشهد راداءة الواقع وقبحه:

 

” زمن ماطئ هلا زمن عدي قٌرح

 

انت لـ حيت ازم ، وانت لـ كلب نبح “

 

 

 

ولا نملك الا ان نردد مقولتها فهي رغم بساطتها فهي اكثر قو ة في دلالتها وتصويرها للواقع المعاش، فالشعب الارتري لا يحتاج الى قراءة ” فرجت ” ليعرف رداءة الواقع الذي يعيشه وأى امرأة ارترية لا تعرف القراءة أوالكتابة  تفهم مدى الانحطاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمجرد ذهابها الى السوق، هي تعرف تفاصيل  الارهاب والقمع أكثر من أى متمشدق يهيم  على وجهه في العواصم  الغربية ويعيش على فتات مخابرات السلطان، والذي ثبت بالدليل الملموس ان هذا الصنف لا يعرف شعبه على الاطلاق بل هو مقيم في حفنة مقولات بائدة ولا يستطيع تحليل التحول الذي طرأ على سلوك الحمير بعد اختراقها لدفاعات بادمى المحصنة بالصفيح، هؤلاء حاولوا جرنا الى مأزق السطحية والسخف والارتجال وفشلوا ..وسيفشلون للمرة الألف.  

 

 

 

ولا نملك الا ان نردد قولها  ونحن نرى  ان الكلاب ارتفعت عقيرتها بالنباح بعيد اختتام مهزلة ” لله يامحسنين ” المسمى افكا بالمهرجان ولماذا ترتفتع اصوات الكلاب اذا كان ما يلقى اليها من عظام ومن فتات الموائد يكفيها ؟ الا اذا تم زجرها أو الهاب ظهرها بالسياط؟ نعم انها تنبح من الوجعة بعد ان تصدت لها جماهيرنا في استراليا وتمت تعريتها امام الضيوف فلم يكن المهرجان سوى قعدة لم شمل لشلة الانس اياها وعاشقي الشمبانيا التي تغيب عن الوعى على حساب الشعب الارتري ثم تملأ الدنيا ضجيجا لقبض المكافأة ، هكذا هم باشكتبة السلطان والذين نستنكف ذكر اسمائهم حتى لا تتسخ هذه المساحة البيضاء فهم بارعون في كتابة مقالات القدح والشتم و سؤال الرئيس عن هوايته في الرسم والنحت بدلا من القضايا الوطنية  المهمة( اقرأ ارتريا الحديثة الثلاثاء 22/11/2005 السنة الخامسة عشر العدد 59 )- فاذا كانت المظاهرات ليست ذات وزن كما يدعون وان افرادها مجموعة ” تعبانة” اذن هذا كله لا يستدعي تناول القضية من اساسه ولكن التهريج السنوي الذي يقيمونه فشل فشلا ذريعا بهروب أحد اعضاء الفرقة الموسيقية التي تجبر لاقامة مثل هذه المهرجانات في الخارج بلا أجر لتعفى من ادا ما يسمى بالخدمة الوطنية، فالضربة كانت قاضية مما جعل الكلاب بعد زوال حالة السكر في البدء من جديد في رزالتها  المعهودة. وبغض النظر عن فشل المهرجان ونجاح المظاهرة الا هنالك مؤشرات خطيرة تطرح نفسها بالحاح  نلمسها في خطاب باشكتبة الحكومة منها : في زمن فشلت فيه الحكومة من تحقيق اى انجاز على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتنموي فان اقامة مهرجان للتهريج يعتبر انجازا بالقياس وبرنامجا ثقافيا شيقا للفضائية الارترية ” الفاضية ” ، فالحكومة التي يتبارى باشكتبة الحكومة في الدفاع عنها  فشلت فشلا ذريعا حتى على الحفاظ على السيادة الوطنية التي يتباكون عليها ليس هذا فحسب بل وفرطت فيها وادت الى موت الألاف من الشباب الارتري نتيجة سياسات هذه الحكومة الرعناء، بينما هم يعدون الملايين التي تبرعت بها جاليات المهجر للحفاظ على السيادة الوطنية والتي ذهبت الى جيوب السلطان ومرتزقته وجنرلاته بدلا من شراء الطلقة والطائرة والطيار والحمار؟ كذالك فشلت حكومة القمبار في تحقيق اى تقدم في مجال تأمين الغذاء فناهيك عن الرغيف وحليب الاطفال فأى فرد من الشعب يمكن ان يحاكم بالمؤبد لمجرد اقتنائه قارورة ” البيبسي كولا” ، لأن المستثمرين الاجانب تحاشوا هذا البلد وفروا الى بلاد مثل الصومال ؟؟! فهذا بلد عجز عن تحقيق اى سياسة اقتصادية سوى سياسة الشقط فالرئيس في نهاية العام يتحدث عن مشاريع وبنى تحتية وفوقية دون ان يحددها بالاسم أو الموقع ؟ اى مشاريع هلامية ونراه كل يوم يقلد القذافي وصدام حسين في اقتناء الطاقيات وزى الكابوى ويسرح ويمرح في القرى والحضر على الفاضي؟.  على الصعيد السياسي والدبلوماسي عجزت الحكومة الارهابية في ارتريا من تحقيق اى تقدم ما يخص اتفاق الجزائر لاحلال سلام شامل وعادل لقضية الحدود مع اثيوبيا – قميص عثمان الحكومة – بعد ان فشل دبلوماسيها من تحقيق اى نصر في هذا المجال لانشغالهم باقامة المهرجانات وجباية الضرائب وعند فوات الأوان يحاولون ممارسة اساليب الصيع والفتوة مع الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، اذن في حالة انعدام اى انجاز للحكومة على الاصعدة المهمة فان اقامة مهرجان يصبح انجازا يستحق الكتابة والشماتة والتهليل.

 

في ” زمن عدي قرح” أى مرحلة الظلام والضباب والحرائق وتمزيغ انوف الشرفاء من الشيوخ واصحاب الرأى والكلمة ، نعم في مرحلة كهذه لا غرابة ان يتشابه البقر وتلتقي الجرذان التي طالما تسترت بمعاطف متعددة ومتنوعة، وتلونت بأصباغ كثيرة صاغت مقولاتها على التناقض والاختزال، نعم تشابه البقر وتجمعت حول مشاريع مصلحية وذرائعية فلا غرو  في ان يسير الثعلب قطا اليفا والجربوع حمامة سلام بيضاء، وصاحب الحانة والماخور والمرتزق وتاجر السوق السوداء وطنيا غيورا. هذه الجرابيع تريد ان تصل عبر جثث الشرفاء الى احلامها الصغيرة المتمثلة في الموقع  والمكسب والوظيفة أو استقبال في المطار في الاجازات وصحن شية في مطعم ” مهدي” في كازينو الساحل هذه احلام سهلة التحقيق لمن يدير مؤخرته لنعل السلطان أى أحلام ضئيلة بحجم القامة!. ولكن احلامنا بحجم الوطن كله حلم المثقف الأعزل والمختلف وغير الشبيه والمعتز بحلمه ورؤيته  ومعايشته لواقعه حسب رؤيا ومفاهيم ليست بالضرورة اشبه باحلام السلطان وعسسه وباشكتبته الذين لا يفرقون بين انتصار الجيش في جبهة عصب وانتصار فريق ” ليفربول ” في الدوري الانجليزي أو الاروبي؟! او يحالون اقناعنا في موضوع انشائي مطول ” الشعب يحب الرئيس”  اليس ذلك هراء ما بعده هراء، ثم يحاولون النيل من الشرفاء الذين يحاولون اداء رسالتهم  المقدسة الرامية الى فضح الانتهاكات اليومية لحقوق الانسان وفضائح السلطان وجنرالاته الأغبياء ، نعم اصحاب رسالة مقدسة رامية الى تحريك السواكن واثارة الحوار وتجميع الامكانيات لاسقاط السلطان ونظامه والرمى به الى مزبلة التأريخ، أيغيظهم ان يروا الشعب وقد بدأ يقرأ لهم ويشجعهم ويرى في صنيعهم خيارا مشرفا وموقفا وطنيا يستحق التشجيع والاكبار، ان محاولة النيل من هؤلاء الشرفاء وتلفيق القصص الخيالية لا يثنيهم عن مواصلة الطريق وسيزيدهم صلابة وعزم على مواصلة الدرب الذي عبدوه بالعرق والدم والدموع، اما هذه الشريحة التي تبحث عن الفتات في قمامة السلطان التي خانت وبايعت الشيطان وتحاول اجهاض النضال الوطني الديمقراطي لقوى وطنية عريقة بقيامها بدور الواشي والدليل للسلطان وعسكره ، ولكنهم لا يجيدون الدور وهم يضربون خبط عشواء ويثيرون غضب الناس وازدرائهم ، و نقول ان من يسرق علبة صلصة وبطانية من شحنة اغاثة متجه الى معسكرات اللاجئين لا يصلح ان يكون محررا لفواتير الكهرباء ناهيك عن تحرير جريدة أو موقع الكتروني.ان اشد الاصوات النابحة هو من هذا النوع فهو كلب شرس يفتقد الى اخلاق كلب البيت، وحرباء استوائية تغير جلدها امام كل عملات العالم ، ومهرج قادر على القيام بالدور ونقيضه في كل لحظة حسب اسعار السوق ، مستعد للركض خلف كل وليمة حتى لو كانت المسافة هي آخر الكرة الارضية، ويقبل بالغنيمة حتى لو كان خاتم ميت أو محفظة مخمور، يقبض من كل يد ممدودة حتى لو كانت يد عابر ليل مخنوق بالرغبة ، ديك مثل صاحبه نعم ديك على كل مزبلة وذبابة على كل معلقة عسل فماذا تبقى لديه من شرف وسمعة باعه بأبخث الاثمان ، ألديه الضمير ليسائل الناس عن افعالهم وهو يكتب عن السكين والساطور وزوار الفجر ألديه الشرف حتى يطعن في شخوص الناس و شرفه اراقه على جدارن الكنائس والمنظمات الخيرية وأزقة المدمنين في ” بون” اصادق عفيف النفس ذلك الذي يعلن نفسه شيخا للطريقة القادرية لكون اسمه عبد القادر ، أأمينا هو ذلك الذي  يحاول بيع اسرار اصدقائه من جبهة الانقاذ السودانية للمخابرات المركزية بحجة كونه ” خبير في الحركات الاسلامية في القرن الافريقي” والى متى سيظل يمارس القتل المعنوي بينما السلطان يمارس القتل المادي في داخل البلاد فنهايتك قريبة وسنرد الصاع صاعين.

 

اما رفيقنا صاحب عينان يحبهما السلطان عين باتت تتلصص على الناس من اجل السلطان وعين باتت تملأ الليل كلاما في مدح السلطان، نقول له ان الحرف الذي يصيب خاصرة الشرفاء بامكانه ان يفقأ هاتين العينين المصابتين بعمى الألوان ، نحن نعلم ان الذين يمضون على بياض يتنازلون عن الشرف والكرامة وغيرها وان ما ينشره بعض الصغار من التلاميذ الجدد الذي لم يحن الوقت لكشفهم انما هو سقط المتاع فليتركوا هذه المهمة لابناء السفاح الذين اكل الحقد قلوبهم ولم يترك فيها مكانا لغير الارتزاق والتسول، وان احباركم التي تحاولون تلطيخ وجوه الشرفاء بها انما تلطخون بها وجوهكم لو تعلمون، ان من يستأجرونكم لتوقعو علي الهذيان والتطاول على الهامات والقامات هم انفسهم الذين سوف يبيعونكم في سوق النخاسة غدا ، ولتعلمو ان ” فرجت”  هي اكثر من منبر للأراء والافكار الحرة لا يثنيها عن عزمها في مواصلة هذا الحق والواجب مؤمرات تحاك في الظلام والعاب يمارسها الصغار. فلسنا من الذين يخافون من الدمى أو يرتعدون  من فرقعة السيوف الخشبية.  

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7971

نشرت بواسطة في نوفمبر 9 2006 في صفحة مرفأ الذاكرة. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010