زيارة الوفد الإرتري للسودان

التحالف الديمقراطي الإرتري

مكتب الإعلام

16.10.2005 م

 

وصل إلى الخرطوم وفد من الحكومة الإرترية بتاريخ 10/10/2005 م برئاسة عبد الله جابر مسئول الشئون التنظيمية في الحزب الحاكم ، وعضوية محمد عمر محمود وزير الخارجية بالوكالة ، وآخرين لم تذكر أسماءهم

وقد جرى اللقاء بين الطرفين بطلب من الحكومة الإرترية ، وحسب ما تشير إليه المصادر فإن الغرض من الزيارة تحسين العلاقات التي توترت لفترة طويلة بين البلدين ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ، ما الذي يضطر الحكومة الإرترية في الوقت الحاضر من السعي لتحسين العلاقات بين البلدين ، بينما كانت تتمنع ـ أي الحكومة الإرترية ـ خلال السنوات الماضية من التجاوب مع مبادرات الحكومة السودانية في هذا الإطار؟

وفي تقديرنا فإن محاولات الحكومة الإرترية الحالية لرأب الصدع في جدار العلاقات الإرترية السودانية مرده الأسباب التالية:ـ

أولا:ـ أن أحد الأسباب التي تدفع الحكومة الإرترية للسعي من أجل إصلاح العلاقات بينها وبين السودان هو تقلص أوراق الضغط التي كانت بيدها والتي كانت تستخدمها ضد الحكومة السودانية عقب توقيع اتفاقيات السلام بين الحكومة والمعارضة السودانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ذات القاعدة السياسية الموسعة بمشاركة القوى والأحزاب السياسية السودانية المختلفة . أضف إلى ذلك تحذير الولايات المتحدة الأمريكية لنظام أسياس من مغبة زعزعة الإستقرار بشرق السودان .

ثانيا : ـ ليس خافيا من أن نظام أسياس يعيش اليوم أزمة إقتصادية خانقة من صنع يده أخذت بتلابيبه ، فتوقف التبادل التجاري عبر الحدود ، وحدثت ندرة في العملة الصعبة ، وهذا بدوره أدى إلى إرتفاع أسعار السلع وخاصة الوقود ” البترول ” الذي بلغت أزمته حدا لا يطاق ، اضطر معها مجلس وزراء النظام الذي التأم مؤخرا من تناولها .

وبالتالي فإن أحد العوامل إن لم يكن أهمها من سعي النظام لتحسين علاقاته مع السودان هي محاولة الخروج من أزمته الإقتصادية الخانقة .

ثالثا : ـ من القضايا التي تشغل بال نظام أسياس في الوقت الراهن قيام التحالف الديمقراطي الإرتري الذي حظي بمباركة دول الجوار ، وكان النظام كما اتضح من الحملات المغرضة التي أطلقت عنانها أبواق النظام قبيل انعقاد الاجتماع الدوري الثاني للقيادة المركزية المراهنة على إخفاق التحالف في تجاوز بعض المشكلات التي طرأت داخل التنظيمات الأعضاء ومن ثم  المراهنة على انهياره ، وهو ما تتبعه المهتمون بالشأن الإرتري خلال الأسابيع القليلة الماضية .

ولكن أصيب النظام بهلع وبخيبة أمل كبيرة من نجاح الاجتماع حسب ما أفادت به مصادرنا في داخل الوطن ، وهو ما بدى واضحا في خمود الحملة المسعورة التي انطلقت للنيل من التحالف قبيل الاجتماع الدوري الثاني للقيادة المركزية عقب اختتامه بنجاح .

ولذا فإن مبادرة النظام لتحسين علاقاته مع السودان تأتي في إطار مساعيه لعرقلة نشاطات المعارضة الإرترية التي تمددت وتوحدت جبهتها وتجد قبولا واسعا داخليا وخارجيا يوما إثر آخر ، وذلك بالتأكيد من خلال طرح النظام رؤية تنطلق من وقف متبادل من دعم كل طرف معارضة الطرف الآخر ، أي على طريقة ” أوقفوا دعم معارضتنا لنوقف دعم معارضتكم ” .

رابعا : ـ يعيد مراقبين عديدين أسباب هذه الزيارة المفاجئة أيضا إلى رغبة نظام أسياس في زعزعة الثقة بين أطراف دول ” تجمع صنعاء ” .

وسواء كان السبب هذا أو ذاك فإن نظام أسياس ليس في وضعية دبلوماسية تسمح له بتحقيق رغباته تلك ، ومهما طرح من برنامج فهو ليس في وضعية تؤهله لوضعها موضع التنفيذ . خصوصا وأن السياسات اللامسئولة التي تبناها طوال العشرة سنوات الفائتة تجاه دول الجوار من افتعال الحروب والأزمات والمواقف المتناقضة وعدم الثقة التي كان سببها نظامه لا يمكن القفز عليها بسهولة ، بل أن تجاوز تلك الأوضاع مسألة تحتاج إلى وقت .

وما يؤكد ما ذهبنا إليه حول طبيعة الأزمة في العلاقة الإرترية السودانية هو ما ذكره وزير خارجية السودان السابق الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في جريدة الوطن عدد 02/08/2005م ، من قوله أن ” الأسباب التي أدت إلى فشل المساعي الهادفة إلى إقامة علاقات أخوية وتطبيع العلاقات الديبلوماسية بين إرتريا والسودان تعود إلى طبيعة نظام أسياس ” .

وعموما فإن ما وجده الوفد الإرتري الزائر من حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة ، والاتفاق على وقف الحملات الإعلامية وتشكيل لجنة مشتركة بين الطرفين لايعد مؤشرا كافيا لتحسن العلاقات بينهما ، في ظل وجود اتفاقيات أفضل حالا من هذه سبق للطرفين التوقيع عليها إلا أنها لم تر النور .

ويجب ألا ننسي بأن إقامة علاقات سليمة قائمة على أساس حسن الجوار أمر وثيق الصلة بالنظم الديمقراطية ، وفي إرتريا لا يمكن للشعب الإرتري ولشعوب دول الجوار أن تهنأ بالسلام والاستقرار ما لم يتم إقامة نظام ديمقراطي في إرتريا .

ولهذا وكما قال رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي الإرتري الأخ حسين خليفة ” أن الحكومة السودانية لم تغلق أبواب الحوار أمام نظام أسياس ، بل كان نظام هو المعرقل للحوار بين البلدين ، وأن المعارضة الإرترية مستعدة لعقد مؤتمر الحوار الجامع التي تشارك فيه جميع القوى السياسية الإرترية بما فيها الحزب الحاكم ” وأن النظام هو الطرف الذي ينبغي عليه أن يقدم تنازلات وليست المعارضة التي لم تتلق حتى الآن ردا من نظام أسياس على عرضها

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4187

نشرت بواسطة في أكتوبر 16 2005 في صفحة تقارير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010