سجين سوداني يروي قصته في معتقلات نظام اسمرا سجون النظام يفقد فيها البعض عقله والبعض الآخر حياته

الخرطوم –مركز الخليج للدراسات الاعلامية بالقرن الافريقي

16/8/2005

صديق محمد احمد سجين سوداني سابق في المعتقلات الارترية وهو متزوج من ارترية له منها سبعة اطفال وهو ضمن الذين شاركو في حرب التحرير الارترية، و من المقاتلين الذين دخلو اسمرا على دبابات الثوار ، وهو فخور بمشاركته في حرب التحرير الارترية. ويروي صديق بعد اطلاق سراحهه وعودته الى السودان حكايته في سجون النظام عبر صحيفة الوطن السودانية متحدثا عن رحلة العذاب والتجول في اكثر السجون قساوةً وظلماً وانتهاكا على مستوى العالم. وقال صديق انه بدأ مزاولة اعمال تجارية حرة بعد تحقيق الاستقلال في ارتريا بدعوة تلقاها من بطرس سلمون، ممتدحا دور بطرس في حرب التحرير، واضاف صديق انه وبعض زملائه بدو في اعمال استثمارية في ارتريا في عام 1995 موضحا انه قام فاتتاح مطعم سوداني مشهور في اسمرا، واضاف انه كان يتولى عملية استيراد معظم المواد التموينية من الامارات. ويقول صديق انه ورغم محاولات المعارضة السودانية في استقطابه الا انه رفض ذلك الى درجة حدوث خلافات وتباينات واضحة بينه وبين المعارضة السودانية في اسمرا. ويضيف صديق في لقائه المطول مع صحيفة الوطن ان بعض من المعلومات المغلوطة عنه تم تقديمها الى السلطات الارترية توهم النظام بانه يعمل لصالح الاجهزة الامنية السودانية ويقول على ضوء تلك المعلومات تم اعتقاله، حيث كانت محطته الاولى سجن دهلك الذي يصنف من اسوء السجون نتجية ارتفاع درجة الحرارة فيه. وقد خضع صديق في هذا السجن الانفرادي الى اجراءات تحقيق استمرت لمدة ثلاثة اشهر وقال صديق انه نقل الى سجن آخر بعد ان كادت ان تتوقف دقات قلبه جراء التعذيب. وكانت محطته الثانية سجن ( تراكبي ) في ضواحي اسمرا وهو سجن تحت الارض تصل فيه درجة البرودة تحت الصفر حيث مكث هناك لعدة شهور ويقول انه تعرض لاسوء انواع التعذيب بالصعقات الكهربائية. و قال صديق رغم قساوة التعذيب انه صمد وتقاسم المعاناة مع المعتقلين السودانيين الذين وجدهم في السجن وذكر منهم النقيب وليد التوم، الذي اتهم هو الآخر بالتعاون مع اجهزة الامن السوداني. وبعد رحلة العذاب بين السجنين نقل صديق الى سجن ( ونجيل مرمرا )الذي سماه هو بسجن (المرمطة) لسوء احواله ومعاملته. ويقول صديق ان الطابق العلوي لهذا السجن مخصص بالهاربين من الارتريين الى السودان واثيوبيا واليمن وجيبوتي، والطابق الاسفل وهو الطابق الاساسي كما يقول صديق انه كانت به مجموعة الـ (15) وهم المجموعة الاصلاحية من قادة الجبهة الشعبية الذين نادو باصلاح الحكم في ارتريا، وقال انه شاهد محمود شريفو, وبطرس سلمون وهيلي وحسن كيكيا وعدد كبير من الموالين لهم القابعين في سجون النظام، اضافة الى عدد مقدر من السودانيين منهم ابو الخيرات المتهم بمحاولة اغتيال افورقي في عام 1996 ورجل الاعمال السوداني محمد عثمان الاحيمر، وآخرين يعيشون ظروف صعبة وقاسية جعلت بعضهم يفقد عقله لطول المدة وعدم وجود تحقيق او زيارات او حتى بارقة امل في الخروج الى النور. كما كشف صديق مقابلته مع صحيفة الوطن ان قادة الجبهة الشعبية الذين قادو معركة التحرير يعانون اسوء انواع التعديب. وذكر صديق ما سماه بالمفارقات العجيبة وجود بطرس سلمون وزوجته استير يوهانس ، في زنزانتين متجاورتين دون ان يعرف كل منهما عن الآخر شيئا. وكشف ان عددا من المعتقلين يعانون من وضع صحي مأساوي يتطلب تدخل المجتمع الدولي وقال صديق انه يضم صوته الى جريدة الوطن و منظمة العفو الدولية للضغط على النظام الارتري لاطلاق سراح هؤلاء المعتقيلن.

وحول خروجه من السجن اوضح صديق ان اصدقاء له في اللجان الثورية جمعه بهم النضال في تحرير ارتريا وبحكم علاقتهم الجيدة مع ليبيا قام سيف الاسلام القذافي ومنسق حركة اللجان الثورية محمود عابدين وقاسم بدري وغازي سلميان بجهود كبيرة ومقدرة انتهت باطلاق سراحهه مع قرار ابعاده من ارتريا الى السودان. ويضيف صديق في لقائه المطول انه لم يأخذ ( مليما واحدا ) من امواله التي قال انها تقدر بـ( 400 ) الف دولار. وتعهد صديق بان يسخر كل امكانياته لمحاربة النظام الدكتاتوري وقال انه وكما ساهم في معركة حرب التحرير سيشارك في معركة التحول الديمقراطي التي يقودها الشعب الارتري، و انه ليس امامنا سوى ان نتصدى للنظام الدكتاتوري الذي يستهدف الشعبين الارتري والسوداني.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40773

نشرت بواسطة في أغسطس 16 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010