سلام مربع ….

عمر جابر عمر

منذ أنطلاق الثورات الشعبية فى تونس ومصر وليبيا واليمن وبقية الدول العربية … والأرتريون يتابعون الأخبار ليل نهار ويستحضرون أحوالهم ويذكرون ليلهم الذى لا ينتهى ويسألون ( هذا الليل متى غده ) ؟

السياسيون والمثقفون يناقشون ويجا دلون : هل يمكن أن نشاهد فى أرتريا نفس المشهد ؟ بعضهم يقول أنها حتمية التاريخ – ؟ بعضهم يقول أن لكل شعب تجربته وظروفه ومحيطه – ها هى ليبيا من أنتفاضة شعبية داخلية أصبحت تواجه حربا دولية !؟ يقول المجادلون – ربما هذا ما سيحدث فى أرتريا – ربما نرى حربا أقليمية ( أثيوبيا ) ؟ ومن بين كل الكلام وبالرغم منه خرج الفعل ! سكت الكلام وبدأ الفعل – توقف الجدل و بدأ الحراك الشعبى – حراك شباب التغيير …

يقولون أن الشباب هم نصف مجتمع اليوم وكل مجتمع الغد – ذلك يكون صحيحا فى حال المجتمعات المستقرة والموجودة على أرضها والتى تمارس د ورة الحياة بشكل طبيعى – ولكن فى الحالة الأرترية فأن الشباب يشكلون فعليا كل المجتمع فى الحاضر والمستقبل كله مرهون بهم وبما يمكن أن يقومو ن به فى الحاضر ! فى الداخل هم الذين يحرسون الحدود ( الجيش ) وهم الذين يزرعون وهم الذين يبنون ويعبدون الطرقات وهم الذين … يتعلمون فى المدارس والجامعات ويخدمون فى دوائر الدولة … الخ وفى الخا رج يبحثون عن ملجأ آمن لهم ولأسرهم وأقاربهم وأصدقائهم – أصبح كل شاب مسئولا عن أسرة قبل أن يتزوج وعن أطفال قبل أن ينجب وعن رفاق وأصدقاء فى كل بقاع العالم . الأوضاع الأخيرة فى ليبيا وما أفرزته من أوضاع مأساوية للأرتريين المقيمين فى ليبيا أوضحت الى أى درجة يهتم الأرتريون بأحوال بعضهم

البعض. رغم كل تلك المسئوليات اليومية والضغوط الحياتية والأوضاع الغير مستقرة قانونيا وأجتماعيا وأقتصاديا – الا أن الشباب الأرترى لبى نداء الوطن وأعطى الأولوية لمواجهة الدكتاتورية وخرج فى مسيرات جابت شوارع بريطانيا وسويسرا وأستراليا . تراجع الهمس وأرتفع الهتاف – توقف الجدل حول الوسيلة وتوحدت الشعارات – أنتهى عهد الخلاف حول من يجلس على المنصة وتقدم الصفوف من له الأستعداد للمواجهة والتحدى – طويت صفحة التهميش والأقصاء والأستئثا ر وبدأت صفحة جديدة يوقع عليها كل من أراد أو يبصم بأصبعه أو حتى بالأشارة ! تم الأتصال والتواصل – الأتفاق والتنسيق – الحشد والتعبئة – تحديد الزمان والمكان والشعارات والمسارات – كل ذلك دون عقد مؤتمرات أو مو ا زنات أو تذاكر سفر أو دعم من جهة أقليمية أو دولية !؟ أنه حراك شعبى ليس فيه ( محاصصة ) أو توزيع

( حقائب ) بل هو تحرك مفتوح لكل من يقدم وقته وجهده وأبداعه . من أنضم اليه نال ثناء الدنيا وثواب الآخرة ومن يتوارى مكرها ومضطرا فله العذر ومن جاهر بمعارضته له لاحقته لعنة الشعب. أنه حراك يقوده جيل أمتلك الوعى والأرادة – جيل ليس بحاجة الى توجيه أو أشراف – يعرف ما يريد وكيف يحقق ما يريد . لا تسألوا عن قياداته – أنه مشغول بالتغيير كهدف وبجمع الصفوف كوسيلة – أنهم لا يسألون عن حزب أو طائفة أو قبيلة أى مشارك – المشاركة فى الحراك هى الهوية والشعارات هى البرنامج والأهداف هى خلاص الشعب من الدكتاتورية .

أما القيادة – ألم تسمعوا عن الطائرة التى تطير وتستكشف وتقصف أهدافها وتعود الى موقعها – كل ذلك دون طيار !؟ أذا كان العقل البشرى قد أستطاع أن يتوصل الى تلك التقنية هل يعجز عن أيجاد قيادة ميدانية تلقائية من رحم ذلك الحراك الشعبى ؟ لا تقلقوا – أذا كنتم حريصين على حركة الشباب – كونوا جزءا من مسيراتهم – – أنشروا شعاراتهم فى مواقعكم الأعلامية المشغولة با لمعارك الأنصرافية. هؤلاء الشباب ليس لهم من هدف غير تغيير النظام ومن ثم يختار الشعب من يمثله . أنهم يريدون أزالة الصدأ الذى علق بأسم الوطن فى خريطة العالم وأعادة لمعانه وبريقه اليه— يريدون أستعادة روح الكبرياء والعزة التى عاشها الأرتريون يوم خرج جيش الأحتلال الأثيوبى مهزوما ودخل جيش الثوار الى العاصمة الأرترية منتصرا – أنهم يريدون أستحضا ر مواقف الشموخ والفخر يوم صوت الشعب بنعم للأستقلال ورفع العلم الأرترى معلنا ميلاد الدولة الأرترية – أنهم يتحركون فى الحاضر لصناعة وتشكيل المستقبل . أنهم شباب باركتهم السماء و رافقتهم دعوات الآباء والأمهات وخرجت من حناجرهم أصوات الأرامل واليتامى والمعتقلين والمشردين. أنه ليس حدثا منعزلا ومنقطعا ليس له أمتداد أو تواصل – كلا أنه حراك منظم ومنسق ومتصل سيمتد ويتسع يوما بعد يوم ويكبر حتى يعم كل بقعة فيها أرترى – لتنتقل بعدها تدريجيا الى داخل الوطن وبوسائل وأسلوب يحدده أبداع هذا الشعب الذى لا يعجز عن صنع المستحيل.

عشت عن قرب مع شباب التغيير فى ( ملبورن ) ورأيت صبية فى السابعة من العمر يرفعون شعارات تندد بالدكتاتورية وتطالب بالحرية – شاهدت شيوخا فى العقد السابع من العمر وهم يرسمون بأيديهم شارات النصر – سمعت هتافات النساء والرجال وهى تطالب بأطلاق سراح المعتقلين … تابعت عن بعد أيضا مسيرات بريطانيا وسويسرا والسويد التى نظمها الأرتريون ضد النظام الدكتاتورى … هذا الشعب سيخرج من مخزونه التاريخى وتجاربه الغنية أبداعات ستجعل النظام الدكتاتورى فى أرتريا يلحق بأقرانه فى تونس ومصر وليبيا واليمن …

#- السلام لشباب التغيير وهم يهتفون بسقوط الدكتاتورية …

#- السلام لهم وهم يرسمون ملامح أرتريا المستقبل – أرتريا العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية .

#- السلام لكل أحرار العالم وهم يدكون عروش الطغاة ويحطمون أنظمة الفراعنة .

#- والسلام – من قبل ومن بعد – لشعبنا الصامد ونبشره ونقول له : نحن آتون العشية .. لأتمام الزفاف ..

والتواقيع التفاف …أيا شعب آتون اليك راجلين وراكبين .. ولشعارات الخلاص رافعين … أيا شعب قم أنتفض .. قف أتحد وأصرخ فى وجه الطغاة …أيا شعب حرك تحرك وأكتب نهاية الد كتاتور وسجل فى دفتر الوطن بزوغ فجر الحرية …

كان الله فى عون الشعب الأرترى

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=12377

نشرت بواسطة في مارس 27 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010