شبح المواطنة

ياإخوتي ..إسمعوا مقالتي
مضى نصف قرن ..من الزمان
ونحن ننتقل من نضال الى نضال
ومن خيبة أمل ..الى أخرى
حتى مللنا ..يا إخوتي
من هواية ترديد الأحلام
ومن تصديق.. الحالمين بلا قرار
تعبنا ..من التجمع والزحام
من أجل الكلام
ولا شئ.. وراء الكلام
********
لا زلنا يا إخوتي..كما لأمس
نردد.. أنشودة السلام
عائدون .. عائدون
لا زلنا ..نتبع ظل الحائط
ونخشى.. أن تسطع الأضواء
من حولنا ..فجأةً
فينكشف.. وضعنا
ونصبح ..كذاك السجين
أو ذاك ..الواقع في الرمضاء
*******
لازلنا ..يا إخوتي
نعيش.. بلا غطاء
وبلا حصانة ..كالوزراء
بالرغم ..من إستحقاقنا لذلك
بعد جلاء المستعمر
وذهاب أسباب
التمرق ..في التراب
لا زلنا نبتعد ..عن حقوقنا
ونحيا ..على الهامش
بلا أسماء.. وبلا ألقاب
********
لا زلنا نقيم ..في حي البسطاء
لأننا لا ندري.. حياةً أخرى
ولا نجرؤ ..على السؤال
إن كانت.. لنا مطالب
خوفاً ..من الأضواء
ومن.. العلامة الحمراء
كي لا توضع ..على سجلاتنا
فنصبح رقماً ..في دفاتر الأمن
وتصبح لنا رائحة.. كالبصمة
تتبعها ..كلابهم البوليسية
*******
لا تسألوني .. يا إخوتي
أمن أجل هذا.. تحررنا
من قبضة المستعمر
وماذا نسمى ما نحن فيه
إن كانت ..لنا سيادة
ولنا دولة ..تحمينا
وقوانين ..تضبط حراكنا
وتحدد ..نغمة أداءنا
لا تسألوا .. يا إخوتي
إن كانت الحرية.. نقلة
من الحضيض..الى القمة
أو حقاً.. هي خروج
من الظلمة.. الى النور
ومن العجز ..الى الإرادة
ومن سلطة الآخرين
الى سلطتناالحقيقية
******
أضحى اليوم .. يا إخوتي
ليس من حقكم السؤال
أين ..حق السلطة المزعوم ؟؟
بعد تأميمه ..على يد النواب
وأين حق السيادة
وهي حصر ..لأصحاب الفخامة
المنتخبين من أحزابهم
لا تسألوا .. يا إخوتي
إن كانت الحقوق ..كما الأمس
ليست من نصيبنا..ولكن
هي ..رهن إنتماءنا
لما يسمى.. بالأحزاب
رهن خضوعنا لإملاءاتها
ولأساليب حكمها
شئنا أم أبينا….
********
صدقوني إنها الحرية ..يا إخوتي
ولكنها.. بباسورد محمية
لايمكن الوصول إليها
إلا عند ملئ الإستمارة
وقبول مبدأ الإزعان
لسيادة نوابنا الكرام
المنتخبين لممارسة أدوارنا
الماسية ..بل الذهبية
ليملئوا فراغ المستعمر
فبدونه يتزلزل البناء
ونصبح ..جسم متطفل
تابع.. لجميع الدول
فهنيئاً لمن آمن بذلك
ولزم بيته ..وابتعد
*******
فالمواطنة ..ياإخوتي تقتضي
أن نبتعد من المشاكل
وأن نستسلم للحكام
ونتقبل منهم.. أية قرار
فهم أدرى.. بالمصلحة العامة
وأعلى مقاماً ..منها.. ألا ترى
السلطة بأكملها رهن إشارتهم
والسيادة تعبير عن وجودهم
فلا وجود لنا.. بدونهم
فأنت.. بلا أسماء ولا ألقاب
أنت شبح ..ولكن مواطن
********

عمر عبدالله

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=22190

نشرت بواسطة في أبريل 15 2012 في صفحة الشعر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010