عام مضى واخر أتى ….. فماذا جرى وما هو القادم يا ترى !؟

عمر جابر عمر

ملبورن -أستراليا  

البشر مقسمة هى ايامهم – ومرتبة هى مناسباتهم – السعيدة منها والاليمة فالحياة فى نهاية الامر لا تستقيم ولا تنتظم الابترتيبها وبرمجتها وتقسيم الحقوق والواجبات وتثبيت القيم والموجهات وتطبيق القانون (ما اتفق عليه ) على الجميع .

عام 2005 كان عاما تميز بالاحداث العاصفة والمتلاحقة وفى معظم الاحيان يصعب تفسيرها وتصديقها .

الطبيعة زمجرت ورعدت وقذفت باهوالها واظهرت قلة الحيلة والعجز لدى بنى البشر .

كان اولها (تسونامى ) اكبر كارثة طبيعية فى التاريخ المعاصر – تبعه زلزال (باكستان ) المدمر ثم كاترينا واخواتها بالاضافة الى كوارث اخرى هنا وهناك ربما يحق للمرء ان يسأل :

لماذا محاولات اكتشاف الفضاء الخارجى وصرف مليارات الدولارات اذا كان الانسان عاجز عن حماية نفسه وبيته على الارض ؟؟

لماذا التسابق على التسلح وتخصيص ميزانيات خرافية للابحاث العسكرية لتطوير اسلحة الدمار الشامل والانسان عاجز عن توفير الدواء لملايين المرضى ولقمة العيش لملايين اخرين؟؟

انه الجشع الانسانى وحب الذات وسيطرة روح التعالى والهيمنة ( العنصرية والثقافية والدينية ).

انه ضيق الافق وغياب الحكمة وعدم قراءة التاريخ والاستفادة من دروسه وكأن الكوارث الطبيعية لا تكفى _ فان عام 2005 شهد كوارث من صنع البشر لتزداد مصائب سكان هذا الكوكب وتتواصل محنتهم باستمرار( ظلم الانسان لاخيه الانسان ).

تحت شعار( الديموقراطية والاصلاح وحقوق الانسان ) استيقظت بعض الشعوب خاصة المحرومة من حقوقها الطبيعيه ورات فى ذلك الشعار تباشير عصر جديد ووعى ووعد بغد يعيش فيه الانسان حياته الطبيعيه .

ولكن مع اول اختبار لتطبيق تلك الشعارات فوجىء العالم بممارسات على الارض تناقض تلك الشعارات ومضامينها. وا جه البشر فى اكثر من مكان ظلما وقهرا وقتلا وتعذيبا ونفيا وسجنا تحت عناوين ومظلة تلك الشعارات.

من العراق الى افغانستان ومن فلسطين الى لبنان والى امريكا اللاتينية ومن القارة السمراء (المظلومة ابدا) الى اسيا وحتى فى قلعة الديموقراطية نفسها الغرب ( امريكا واوربا ) !!

*الاحساس با لأ من والامان تراجع

* السعى نحو السلام والتعايش اصبح حلما بعيد المنال

* تحقيق العدالة والديموقراطية وحرية الانسان اصبحت خاضعة للصفقات والمساومات واستخدمت تغطية لتحقيق مارب اخرى شريرة ومدمرة.

ناتى الى قارتنا السمراء ومنطقتنا ( القرن الافريقى ) فماذا نجد ؟

الصومال     كما كان – محلك سر .

اثيوبيا – اختلطت فيها شعارات الديموقراطية برواسب الموروثات الثقافية والاثنية – وتضاربت فيها اولويات المصالح ( القومية ) مع مسؤليات الدولة الشاملة وما الصراع مع ارتريا الا وجها من وجوه تلك الحالة.

السودان – ربما كان البلد الوحيد الذى حقق بعض التقدم – اتفاقية الجنوب حققت السلام ووضعت اسس التحول الديموقراطى والدستورى للسودان الجديد.

ولكن ما يزال امام السودان طريقا طويلا – من غرب السودان الى شرقه بل ووسطه.

ارتريا – وناتى الى الهم الخاص –

بالاضافة الى الهموم العامة على مستوى العالم فان الارتريين يضاف اليهم هما اقليميا – ولكن المحنة الكبرى هى ما يعيشونه فى بلدهم.

ماذا نقول وماذا نعيد ؟

نظام لا يريد ان يتعلم ولا يستفيد مما حوله . من يقرأ رسالة التهنئة التى ارسلها رئيس النظام  بمناسبة العام الجديد يشعر بالرثاء والشفقة لما اصاب شعبنا على يد هذا النظام.

محاولة من موقع ( اسمرينو) الذى استبق رسالة رئيس النظام باذاعته لرسالة (مصنوعة ) كانت من باب التمنى – لعل وعسى !

ما غاب عنهم ان النظام لا يستطيع التحرك الى الامام لانه عاجز – ولا يريد التراجع لانه محكوم بعقلية ومناخ صنعه بنفسه واحلام يقظة لا يزال يعيش فيها.

التكرار علامة على الافلاس السياسى والاجترار خاصية طبيعية توجد فى بعض الحيوانات – عندما لا تجد ما تاكله او تعجز عن الوصول الى موقع العشب تسترجع مافى داخلها وتقنع نفسها بانها وجدت ( وجبة) جديدة !

عندما يصل الانسان الى هذه المرحلة يصبح وجوده عبئا واستمراره حملا لا يمكن الصبر عليه .

 

 

كان الله فى عون الشعب الارترى  

 

برقيات


الى الاخ حسن ود الخليفة –
التحية لك على كل ما تكتب على حرصك على معرفة الحقيقة واشاعة مناخ التألف سألت : الى اين وصلت الممسيرة؟ 
اننى كتبت عن تجربة عشتها وعاصرتها ولا ادعى امتلاك كل الحقيقة  وليكتب الاخرون ما يرون انه الحق من جانبهم
سألت : اين الوثائق؟
 : كنت تقصد نسخة او صورة من الرسائل والقرارات. اهديك هذه المعلومة :
 بعد دخول جبهة التحرير الى السودان تم جمع واحراق جميع وثائق التنظيم بقرار .( وكنت شاهدا وحاضرا )
وكلفت لجنة لذلك – واعضاء تلك اللجنة احياء يرزقون .
بمعنى اخر لا توجد وثائق رسمية ولكننى اعلم بان بعض القيادات كانت تكتب مذكراتها ويومياتها – وبعض منهم توفاه الله ولا نعلم اين توجد تلك المذ كرات
ولكننى اعلم علم اليقين ان السيد / ابراهيم توتيل سجل مذكراته ويومياته فى كتاب ولكنه لم يجد الفرصة لنشرها
وخشى من استيلاء الغير عليها او تحريفها .
تسجيل التجربة هو فى حد ذاته بداية للتوثيق فليكتب كل من له التجربةوليكن عقله مفتوحا لتقبل الملاحظات والتصويب       .
الى ابو حيوت
اتفق معك بان المعارضة ما زالت ( سنة اولى ) فى الديموقراطية – نتمنى لهاالاستمرار فى السلم التعليمى لأن البديل هو الخروج من المدرسة وفقدان الاتجاه والتوجه.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6921

نشرت بواسطة في يناير 7 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010