عبدالله أدم يتحدث إلى “الخليج” بالصراحة والوضوح

ذكرى الاستقلال تتحول إلى لحظة حزن
سياسة الإقصاء هي من ثقافة النظام ونحن نحاربها
المعارضة الإرترية هي البديل للنظام
وعلى دول الجوار إعادة  النظر في كيفية التعامل معها
مركز الخليج
حاوره :ياسين احمد معلم
22/5/2006م
في حوار صريح تحدث عبد الله أدم نائب رئيس جبهة الإنقاذ الإرتري عن التطورات الجارية على الساحة السياسية في إرتريا علي الصعيدين الداخلي والخارجي، وكشف عن نتائج لقاءاته مع المسئولين الإثيوبيين، وأكد إلى أهمية إقامة علاقات استراتيجية بين المعارضة ودول الإقليم. واشار إلى جهود المعارضة لمواجهة النظام، وتوقع حدوث نقلة في التحالف، وأوضح إلى وجود تفاهم مشتركة بين التنظيمات المعارضة.. وقال إن  احتفالات إرتريا بالذكرى الخامسة عشر للاستقلال تعد لحظة حزينة للشعب الإرتري ..وتشبث النظام بها تضليل لعقول الناس ومحاولة لصرفهم عن التذمر علي الواقع المرير من خلال تذكريهم بالحروب والمأساة.. ولهروبه من المشاكل الداخلية .. ويعترف أدم بفشل المعارضة الإرترية في بعض الجوانب وتحدث إلى مركز الخليج وهو الحوار الثاني له منذ انضمامه في المعارضة في أكتوبر 2003، وأجرى لقاء هام في ختام زيارته لأديس أبابا، حيث حرصنا إجراء هذا اللقاء الذي تناول عدداً من الملفات الساخنة.. فإلى مضابط الحوار.

*- ماذا تعني لك اللحظات التاريخية للذكرى الخامسة عشر لاستقلال إرتريا ؟

**-هذه اللحظات التاريخية هي الآن لحظة ووقفة حزن وليست لحظة فرح، صحيح أن عظمة المناسبة كبيرة لانه اليوم الذي تحررت فيه إرتريا ولكن ما نعيشه في هذه الفترة يحجب عنا فرح الاستقلال لانه عام مليئ بالمأساة ومليئ بالانهيارات فهناك مجاعة عالية وفقر مستمر، شباب يجيش في الجيش بصورة مستمرة لعدم وجود فرص عمل، انهيار واضح للسلطة وغياب حكومة في ارتريا والسلطة أصبحت سلطة شخص واحد وبالتالي هي محطة حزن  وما تم من استشهاد ونضال في سبيل تحرير هذا البلد لكي يحتفل كل سنة على ما أنجزه من تقدم في كافة مجالات الحياة ولكن نري النظام الإرتري يحاول أن يهرب من خلال ربط عقول الناس بالماضي والحروب والحملة السادسة وما إلي هناك من تواريخ انتهت. ما يريده الشعب اليوم هو حياة جديدة وهو ليس بحاجة إلي هذه التفاصيل حتى تكرر الحديث وتحكي لها عن الحملة السادسة والسابعة والرابعة. وهذا نضال ومرحلة فالذي يريده الشعب كل سنة ماذا أنجز وما هو التقدم الذي حصل في إرتريا على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والتقني، وعلى كافة أصعدة الحياة بالنسبة للمجتمع الإرتري، وبالتالي يقف الإنسان في مثل هذه اللحظات  بالتأمل والحزن في وطننا إرتريا.

*- هذه المأساة التي ذكرتها لكن ما هو العمل على صعيد المعارضة لتغيير هذا الواقع؟

**- ما ذا العمل لتغيير هذا الواقع هو العمل من أجل تغيير هذا الوطن من النظام وتعتبر  مهمة الشعب بقيادة المعارضة، صحيح إن المعارضة هي المسئولة عن توجيه ودفع هذا الشعب نحو التغيير لكن المعارضة ما هي تنظيمات المعارضة هي شعبية بمعنى حتى تكون المعارضة شاملة في الداخل والخارج وعليها أن تضع أولويات تحريك الشعب في الداخل والخارج وكشف البطش الذي يحصل في شباب إرتريا والمجتمع الإرتري عامة من قبل النظام، وكشف وتعريته على المستوى الدولي في منظمات حقوق الإنسان العالمية والأحزاب والبرلمانات العالمية بحيث يزداد الضغط على هذا النظام والشعب يأخذ دوره الريادي ويتحرك في مواجهة هذا النظام من خلال نشاطات شعبية ضد النظام بجوانب كثيرة إعلامية ودعم المعارضة من الناحية المادية وإلى آخره. وبالتالي مهمة المعارضة هي مهمة كبيرة وصعبة في نفس الوقت، لكن ليس هناك أي خيار أمام المعارضة غير تحريك هذا الشعب من الداخل والخارج وهذا الشيء يفرض على المعارضة أن تضع برامجها وأن تحدد أولوياتها في هذه المعركة.

*-  ما هي علاقة المعارضة على مستوى دول الإقليم خاصة مع دول تعاون صنعاء؟
**- العلاقات مع محور صنعاء بشكل عام هي علاقات تعاون إيجابية هذه الأنظمة في حد ذاتها تضررت من هذا النظام باعتبار إن النظام أصبح عنصر عدم الاستقرار في المنطقة من تصرفاته ومن ممارساته المتضرر الأول نحن الإرتريين ويأتي في الدرجة الثانية هذه الدول المجاورة، طبيعة أي نظام في أي بلد لا يجد استقرار في الداخل ينعكس سلباً في علاقاته مع الدول المجاورة وأبعد من ذلك. أما علاقة المعارضة بهذه الدول فهي كما أسلفت إيجابية من حيث المبدأ ولكن ليس بالمستوى المطلوب بمعنى لا يكفي أن نكون ضد النظام (الهقدف) في إرتريا باعتباره نظام ديكتاتوري وقمعي يقف ضد العدالة والديمقراطية، ونعلم أن هذه الدول متضررة نتيجة ممارساته. وهنا يمكن أن نقول لدينا عدو مشترك وهذا وحده لا يكفي بل يجب أن ترتقي العلاقة إلى مستوى التفاهم الاستراتيجي بمعنى إن المعارضة هي قوى سياسية في المنطقة في مواجهة النظام في إرتريا، إذاً على هذه الدول وهي متضررة بالفعل من النظام ومن عدم توفر الاستقرار والسلام والديمقراطية في إرتريا، أن تدرك أن استقرار المنطقة يقتضي أن تتعامل مع البديل وهو المعارضة السياسية الإرترية. ومن هذا المنطلق والمفهوم يجب أن تتطور العلاقة مع المعارضة الأريترية لكي لا تكون مجرد تلبية لبعض المطالب في حدود المستطاع وإنما ينبغي لهذه العلاقة أن تتطور للوصول إلى الهدف المشترك. وبالتالي مع تأكيدي على المواقف الإيجابية لهذه الدول، إلا أن ما تحقق في العلاقات معها لم يصل إلى مستوى ما نطمح إليه، باعتبارنا قوى سياسية تريد أن تكون شريكة في التغييرات التي نسعى إليها في المنطقة على مستوى القرن الأفريقي ككل وفي إرتريا على وجه التحديد. ولذلك ندعو إلى صياغة موقف جديد ورؤية موحدة للتعامل معنا بوصفنا قوى جادة في إحداث تغيير حقيقي في الأوضاع في أريتريا والمنطقة بأجمعها.

*- ما هي نتائج زيارتك لإثيوبيا؟

**- زيارتي لإثيوبيا طبعاً لي فترة من سبتمبر العام الماضي قمت خلالها بزيارات إلى أمريكا ودول أخرى في إطار الجهد الدبلوماسي لحشد التأييد لصالح قوى المعارضة الأريترية، بالإضافة إلى اجتماعات جبهة الإنقاذ والتحالف الديمقراطي الإرتري. وبعد ذلك أتيت إلي اديس ابابا في زيارة لتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الأثيوبيين وكانت زيارتي ايجابية وناجحة، حيث التقيت بوزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفن مرتين يوم الخامس عشر والتاسع عشر من مايو الحالي وتناقشنا حول مستقبل الأوضاع في ارتريا والمتغيرات الموجودة في الساحة الإرترية والقرن الأفريقي، وكذلك ناقشنا العلاقات بين المعارضة الإرترية وإثيوبيا بشكل عام. وفي هذا الجانب تحدثنا بشكل صريح وعميق، وكان لدى الوزير تفهم لوجهة النظر المطروحة من الجانب الإرتري، بمعني أنه كان متفهماً لوجهة نظرنا حول المنحى الذي ينبغي أن تأخذه العلاقة بين إثيوبيا والمعارضة، باعتبار أن هنالك مصالح استراتيجية لإثيوبيا في إرتريا وأيضا هناك مصالح استراتيجية لإرتريا في إثيوبيا، وبالتالي علي ضوء هذه المصالح يجب ان نحدد أو نحصر علاقة الطرفين في التعامل مع المعارضة الإرترية المتمثلة في التحالف الديمقراطي الإرتري والحكومة الإثيوبية المتمثلة في (إهادق) وبالتالى توصلنا إلى تفاهم جيد، وحدث تقدم أكثر من أي وقت مضى، وكانت وجهات نظرنا متقاربة حول العلاقة بين الحكومة الإثيوبية والمعارضة الأريترية. وتطرقنا إلى قضايا استراتيجية في هذا اللقاء، وكان هناك تقارب في الرؤى ووجهات النظر.  وأيضاً، اتفقنا على عقد لقاءات على مستوى عالي بين الجانبين في لمستقبل لرسم إطار أوسع للعلاقات بشكل يمكننا أن نعمل سوياً في هذا الاتجاه.

*- وماذا عن لقاءاتك مع بقية المسؤولين الأثيوبيين؟

**- أجربت عدد من القاءات مع المسؤولين الأثيوبيين وعلى رأسهم مستشار رئيس الوزراء برخت سيمون، وكان اللقاء إيجابي للغاية، ووجدت لديه تفهم كبير لما طرحته من قضايا هامة، وهناك رغبة صادقة لدى المسؤولين الذين التقيت بهم لتعزيز العلاقات مع قوى المعارضة.

*- ما هي نتائج اجتماع التحالف الأخير على مستوى القيادة العليا؟

**- نتائج اجتماعات القيادة العليا للتحالف الديمقراطي كانت إيجابية حيث تم تقييم اعمال  السنة الماضية، كما تم مناقشة تقرير المكتب التنفيذي الذي عكس مناشط التحالف في مختلف المجالات وتم وضع خطة العمل المستقبلي للفترة القادمة. وتناول الاجتماع عددا من المواضيع ذات الصلة بميثاق التحالف وتطوير الهيكل وقضية الدستور وقضايا اخرى مرتبطة بهذه الشأن. كما نظرت القيادة العليا في مجمل التطورات علي الصعيد الإرتري والإقليمي والدولي واتخذت عددا من القرارات والتوصيات التي سوف يقوم المكتب التنفيذي بمتابعتها وتنفيذها.

وهناك آراء حول الميثاق الذي يمثل برنامج الحد الأدنى للقوى المكونة للتحالف، حيث أجمع الكل على أهمية تطوير عمل التحالف، سواء على مستوى البرامج أو الهياكل أو آليات المتابعة. وهذا سوف يساعدنا على تحديد رؤية العمل كما يساعدنا على تكوين رؤية مشتركة في الوقت الحاضر والمستقبل، لأن الميثاق هو واجهة المعارضة ويجب أن يكون هناك اتفاق على برنامج الحد الأدنى وكذلك يجب تطوير آليات العمل، إذ إن تركيبة التحالف لم تتغير منذ إنشائه عام 1999، الأمر الذي يقتضي التطوير كافة آليات التحالف تفادياً للجمود وتحقيقاً للمرونة المطلوبة آخذين في الاعتبار المتغيرات التي طرأت على الساحتين الأريترية والإقليمية والبيئة الدولية بشكل عام.  كذلك اتفقنا على عقد مؤتمر للتحالف وهذا يعتبر نقلة نوعية، حيث تم الاتفاق على فتح المؤتمر بصورة تتيح للمراقبين والمساندين لقضية المعارضة المساهمة الفاعلة، إضافة إلى الاستفادة من الكوادر الأريترية المتخصصة الموجودة في دول المهجر، ومساهمة جالياتنا وأصدقاؤنا. وأتفقنا أن تساهم التنظيمات بتقديم مقترحاتها وتصوراتها للقضايا التي ستناقش ضمن جدول أعمال المؤتمر العام. ويمكن الاستفادة من تجارب المعارضة في المنطقة التي توصلت إلى اتفاق عام حول برامج الحد الأدنى.

*- مؤخراً، تصدر مؤتمر الحوار جدول المناقشات وفرض نفسه على مستوى التحالف، ما هي رؤيتكم لهذا الجانب؟

**- موضوع مؤتمر الحوار ربما يكون مقبول من الكل، ولكن لا بد من صياغة فهم موحد له بدلاً من الاجتهادات والتفسيرات المتشعبة له، وعلى أية حال نحن بحاجة إلى هذا النوع من الآليات بمعنى يمكن أن نعمل على تحريك الشعب الإرتري عامة. لكن هذا الشيء لا يمكن تحقيقه بدون ترتيبات وبدون فهم ويجب تحديد أجندته وما ذا تريد من وراء هذا العمل، هذه المسائل وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات، لذلك نحتاج الآن لتكوين لجنة تكلف بدراسة هذا الموضوع من جوانبه المختلفة، وعندما تكتمل دراستها تقدم إلى المكتب التنفيذي ويناقش المكتب هذه الدراسة ويحدد ضرورتها، ولكن قبل هذا وذاك التحالف بجد ذاته بحاجة إلى ترتيب البيت من الداخل، واعتقد أن أي مواطن إرتري اليوم هو معارض للنظام، وهو فقط بحاجة إلى قوة دفع وتحريك. ومطلوب من القوى السياسية أن تضع آليات للتحرك الميداني والخروج من مرحلة التنظير. وبالتالي نحن نقول أولاً مؤتمر التحالف لا بد من إتمامه خلال فترة لا تتجاوز نهاية العام الحالي، ومن ثم نتفرغ لمؤتمر الحوار.

*- هناك اتهامات لجبهة الإنقاذ والمجلس الثوري الحزب الديمقراطي بقصاء الآخرين داخل التحالف، ماذا تقول في ذلك؟

**- هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، أول ليس هناك إقصاء واي تنظيم يفكر في إقصاء الآخرين هو بعيد من مفهوم المعارضة، لأن النظام هو الذي مارس الإقصاء ضد الآخرين ونحن نناضل من أجل إزالة هذا الوضع. هذا الحديث يصب في مصلحة النظام الذي يسعى إلى إثارة الخلافات بين قوى المعارضة بالترويج لمثل هذه الخلافات، ونحن ضد التصنيفات التي تشق الصف الأريتري المعارض للنظام ولن نسمح بتحقيق مثل هذه المآرب التي نعرف أهدافها الحقيقية. وندعو الإخوة في جميع الفصائل لاستشعار مسؤليتهم التاريخية تجاه شعبهم وتناسي الخلافات الجانبية والأجندة الضيقة المرتبطة بحسابات محدودة والاقبال على صياغة برنامج عام. المعروف أن التحالف يضم أكثر من 13 تنظيم واتجاهات مختلفة، ونرى أنه يمكن أن نوحد هذه التنظيمات في برنامج الحد الأدنى الذي يمثل جميع قوى وفصائل المعارضة، وهنا نؤكد على ضرورة تقيد تنازلات لصالح القضية العامة لأن بلادنا وشعبنا مهددان وهناك تحديات لا بد لنا من استيعابها والتعامل معها بجدية وموضوعية. مثلاً هناك تنظيمات قومية تتفق في كثير من الأحيان مع تنيظمات تتشابه معها ولديها برنامج واحد وهذا شيئ طبيعي وقد يكون عندهم اتفاق أكثر من الآخرين فيما بينهم، وهناك تنظميات إسلامية داخل التحالف هذه التتنظميات يكون عندها تنسيق فيما بينها على مستوى اللجان وهذا المسألة لا يمكن أن تجعلك متحسس أو قلق لأنه شيئ طبيعي في تنظيمات تتتفق بنسبة 80% و 90% وعلى برنامج ومن حقها أن تتفق وهذا حق مشروع وهذا لا يمكن أن يوجه ضد شخص معين واعتقد ان التحالف على أسس البرامج والرؤية هو تحالف متطور يقوي التكتلات السياسية ويعطي صفة مشروعية لإدارة الصراع السياسي وإن التحالفات على أسس الاتفاق في البرامج الحد الأعلى قد يقوي التحالف ولا يضعفه، وهناك عدم فهم لهذه المسألة نحن في إريتريا تجربتنا السياسية محدودة لذلك نتخوف من أي تغيير أو تقاربات وهذا مرتبط بالجانب التاريخي لتجربتنا الحديثة، لو نظرنا إلى تجربة الثروة الإريترية فتحالفاتها كانت مضطربة وكثيرا من التنظيمات لم تتمكن من إقامة تحالف على أسس البرامج وتجربتنا تجربة محدودة في فترة الثورة وورثتها الدولة بعد الاستقلال، حيث عجزت عن تكوين أمة إريترية. وعلى الرغم من تحرير إريتريا على الأقل 40% من سكانها خرجوا ولم يعودو وهذا يعكس حجم المآساة وانعدام ثقافة العمل السياسي المتطور الذي لديه قدر من التسامح يمكن القوى السياسية للعمل سويا تتفق فيما تتفق إليه وتترك نقاط الخلاف والتباين للنقاش لأننا نفتقر إلى تجربة سياسية وهذا حقيقة يجب أن نقرها مقارنة مع تجارب الدول المحيطة بنا فمثلا التجربة السودانية تجربة غنية بالعمل السياسي والأحزاب السياسية التي لها إرث قديم وثقافة الحوار لها مرتكزات الذي عكس من خلال حل الخلافات بين مختلف القوى السياسية عبر الحوار او التفاوض وهو ما نفتقره في إريتريا.

أما إثيوبيا رغم من تجارب الأنظمة الأحادية من هيلي سلاسي إلى منجستو شهدت ثلاثة انتخابات ومن أشرفوا على الانتخابات كانوا حلفائنا إبان معركة حرب التحرير ، فالمهم إثيوبيا شهدت انتخابات ديمقراطية وهي نقلة في الاتجاه الصحيح فيما يتمسك النظام الإريتري بنظام ديكتاتوري جسد الدولة والجبهة في شخصه ودول الإقليم مرت بمراحل مختلفة منها الدكتاتورية والتحول الديمقراطي مما جعل لها تجارب كبيرة انعكس إيجابيا على رياح التغيير الديمقراطي الذي تشهده دول الإقليم وعندنا في إريتريا تجربتنا ضعيفة بمستوى يمكن القول من تحت الصفر، ولهذا على حملة  التغيير الديمقراطي في إريتريا أن يأسسوا الديمقراطية من معسكر المعارضة وجعل التحالف مراية يرى فيها كل إريتري نفسه ولكن يجب أن يبتدئ كل تنظيم بنفسه حتى نتمكن من إصلاح التحالف وثم إصلاح النظام السياسي في إريتريا، طالما إننا نحارب من اجل الديمقراطية وان الديمقراطية معناها احترام الرأي الآخر والالتزام بقدر كاف من الشفافية بقبول النقد والنقد الآخر وأن تكون مناقشتنا أمام المواطنين والتخلص من عقدة سرية المعلومة والانقلاق على الذات وعلينا الانفتاح على الشارع الإريتري وإعطاء مزيداً من المساحة لمشاركة الإعلام في تغطية أنشطة المعارضة والقبول بالنقد الموضوعي من قبل الصحافة أو المواقع الإريترية التي تلتزم بأخلاقية المهنة وتدافع عن قيم ومبادئ الشعب الإريتري.

وعلينا أن نحترم أي تحالفات بين التنظيمات أو القوى السياسية المتشابهة لصالح العمل العام وليس لمواجهة آخر ومن الخطأ دائماً إصدار تفسيرات واجتهادات خاطئة لأي تحالفات سياسية وأنا استغرب لمو يروجوا إن هذا التنظيم يستهدف التنظيم الآخر والتمسك بإرث الماضي وتصنيف الناس حسب المصالحة الذاتية الضيقة وإن تجاربنا أثبتت سرعة تغير التحالفات وكل هذا يرجع إلى عدم وجود مرجعيات وثوابت في العلاقات بين القوى السياسية ولهذا أنا من الداعيين بأن تعلن كل التنظيمات نتائج لقاءاتها إلى الشعب وأن توقع على مذكرة التفاهم في نقاط الالتقاء والاختلاف، والمخرج لنا هو التزام الشفافية والمصداقية في علاقاتنا والخروج من التحالفات والعلاقات التي تأخذ طابع السرية وأضرارها أكثر من فوائدها لقوى المعارضة. وانا في اعتقادي الشخصي علينا أن نصحح المفاهيم الخاطئة وأن نطور مفاهيمنا سواء في داخل تنظيماتنا أو على مستوى علاقات بين القوى السياسية المعارضة.

*- ما هي آخر استعدادات لانعقاد المؤتمر التوحيدي الأول لجبهة الإنقاذ؟

**- بعد عامين من اللقاءات والمشاورات اكتملت كافة الاستعدادات لانعقاد المؤتمر في يوليو القادم ولم يتبق لنا إلا أيام قليلة، والاستعدادات تجري على قدم وساق وإن الرغبة تزداد كل يوم مع اقتراب موعد المؤتمر. ونحن الآن على أبواب دخول المؤتمر الذي سوف يوحد التنظيمات الثلاثة بصفة رسمية. وحتى الآن الإجراءات التي اتخذت لتوحيد مؤسسات التنظيمات أحرزت خطوات هامة مهدت لخلق مناخ جيد وعكست رغبة التنظيمات الثلاثة في تحقيق الوحدة.

*- لكن لماذا اعتمدتم نظام التمثيل النسبي، ولما ذا لم تجروا انتخابات حرة؟

**- أولاً إن مجلس الإنقاذ السلطة التشريعية لجبهة الإنقاذ في اجتماعه التداولي أقر خيارين لاختيار أعضاء المؤتمر ومنح صلاحية للجنة التنفيذية لاختيار إحد القرارين. وهما إما انتخاب ديمقراطي مباشر أو الاعتماد على التمثيل النسبي، حيث اتخذت اللجنة التنفيذية قرار باعتماد نظام الحصص، واللجنة  اعتمدت ما رأته قرار مناسب اتفقت عليه، وهو قرار تم تبنيه من قبل المجلس واعتمدته اللجنة التنفيذية، وأنا اعتبره مسألة طبيعية وحتى في تنظيم واحد يمكن توزيع النسب، هذا تقليد معروف.

ثانياً التظيمات الثلاثة لا زالت ممثلة في التحالف بصفتها المعروفة ونحن لم نعلن حلها، فالمؤتر القادم سوف يشهد حل التنظيمات الثلاثة، والمهم المؤتمر بعد حل التنظيمات سوف يكون هو السلطة المرجعية، وإننا اعتمدنا إحدى الخيارين اختيار أعضاء المؤتمر بالنسبة بعد تقييم الأمور وقراءة كافة التقارير ومسألة دمج الفروع تمت في بعض المناطق وخاصة أمريكا واستراليا وأوروبا ولم تكتمل في بقية المناطق، واللجنة التنفيذية المخولة من السلطة التشريعية اعتمدت القرار المناسب الذي يتناسب مع حجم التنظيمات وتركيباتها، ووحدة بعض الفروع كانت إيجابية ولكنه لا يعني اكتمالها في مناطق أخرى توجد فيه بقية مؤسسات التنظيم، المهم الرغبة موجودة وتتسع بصورة كبيرة.  ونحن نريد في النهاية الطريق أن نحدد النسب على اعتبار نحن قمنا بالعمل خلال المرحلة الانتقالية.  وهذا يعني المرحلة الانتقالية هي مرحلة تأسيسية، فقرار اجتماع اللجنة  التنفيذية وفق مقررات المؤتمر التداولي بأن الخيار الثاني أفضل وهو التمثيل النسبي في المؤتمر القادم.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3565

نشرت بواسطة في مايو 22 2006 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010