عفواً فخامة الرئيس ( فاقد الشيء لا يعطيه )

حمّلت نفسها عناء السفر وحملت عقلها وقلبها علها ترسم صورة جميلة للدولة ارتريا موفدة الأهرام الاسبوعي وحطت رحالها عند كبير القوم معتقدة أن كبير القوم قائدهم وكلها أمل في الحصول على معلومة تفيد في حل مشاكل المنطقة أو تصور يقود إلى ازدهارها ولكن ما لم يجول في خاطرها أن تعود أدراجها ( بخفي حنيّن ) وهذا لم يكن مفاجأ للأرتريين من طاغية البلاد ( اسياس أفورقي )

تحدث الرجل كأحد المفكرين المرموقين وداهية السياسة في العالم وأصبح يتناول المجتمع الدولي باستخفاف وتعالٍ وقال إن النظام العالمي الجديد ألعوبة أمريكية كي تتحكم بدول العالم وإن فرنسا وبريطانية وأمريكا ليسوا بالمجتمع الدولي كله وتناول قضايا كثيرة حتى أحسسنا بأنه زعيم أحد القوى العظمى في العالم وباستطاعتة أن يرد على هذه التجاوزات الغربية .                                                    حيث تناول قضايا الصومال والسودان شمالا وجنوبا ودارفور وشرق السودان والخلاف مع جيبوتي والحرب مع أثيوبيا وعلى حد قوله إن المشكلة الصومالية يجب أن يحلها الصوماليون أكانو في الجنوب أم في الشمال وأن يخرج المجتمع الدولي وأمريكا من هذا الموضوع (حكومة جاية  حكومة ماشية لا يحل قضية الصومال )

 فيا عجبي…. من هذا الرجل الذي كان طرفا في تأجيج القضية الصومالية ؟! واستخدمها كورقة ضغط في صراعه مع الجارة أثيوبيا ودعم فصيل ضد فصيل آخر واليوم يتحدث بكل مثالية عن قضية الصومال وكيفية حلها

نعم أنه جنون العظمة وكما تناول الخلاف مع جيبوتي بكل استخفاف وحتى الوساطة القطرية  وقال لم تكن هناك وساطة بل كانت هناك مبادرة من أمير قطر وعندما سألت الصحفية عن الخلاف الحدودي مع أثيوبيا قال لا توجد مشكلة بين الشعبين أنما هناك قوى خفية لا تريد السلام بين البلدين وحل مشكلة ترسيم الحدود

نعم ……لا توجد مشكلة بين الشعبين إنما المشكلة هي أنت…. إرحل أيها الطاغية بلا عودة وسوف تحل كل المشاكل والقضايا العالقة بالمنطقة بالحوار والسلام والعدل والديموقراطية .

ولم ينهِ حديثه حتى تناول موضوع السودان وقال إن إنفصال جنوب السودان جاء نتيجة ( لخطأ بشري ) ومشاكل السودان الشمالي يجب أن تحل بالحوار مع أهله

( أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك استعجب )

بالأمس كان المحرض والداعم لقوى المعارضة في السودان واليوم يلعب دور الداعية للسلام وحل المشاكل بالحوار كما تحدث عن الثورات في البلاد العربية ووصفها بالإنفجارات وتناول موضوع ليبيا وقال ليس دفاعاً عن القذافي ولكن لماذا ليبيا الآن ………؟

ونسي أن العالم قد تغير بعد هبوب رياح الثورة في العواصم العربية وأن الشعوب هي التي تحدد مصيرها بيدها لا الإتفاقات السرية والعلنية التي كانت تدار فيها البلاد العربية في العقود الماضية  إن هذه الثورات ستكون كوابيس لكل طاغية , أما اللغة التي تحدث بها فهي لغة خشبية قديمة والهروب إلى الأمام وصرف الروشيتات الثورية المغلفة بالوطنية والتي تخفي ورائها الخبث وأطالت عمر نظام الحكم فانكشف أمرها وأصبحت الشعوب تعي واجبها ودورها وحقها في العيش الكريم ولن تحارب في قضية دون معرفة عدالتها ولن تدفع قرشاً واحداً دون أن تعلم أنه يعود عليها بالنفع

أما الحديث عن الحوار وحل المشاكل بالمفاوضات فهذه كلمة حق يُراد بها باطل فلماذا لا يطبق ذلك على نظامه قبل مطالبة الآخرين العمل به في دولهم وقضاياهم فهل الشعب الأرتري لا يستحق ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ونقول له هيهات فكلامك ذهب مع الريح والشعب الأرتري ومعارضته الوطنية وشبابه عازمون على اسقاط النظام وإقامة دولة العدل والقانون في أرتريا المستقبل ومن كل ما تقدم في حديث الطاغية خرجنا بنتيجة أن فاقد الشيء لا يعطيه

أما حديثه عن الأتفاقات الأمنية والأقتصادية مع بعض الدول التي تتشابه معه في نظام الحكم ( حكم الفرد ) ما هي إلا حالة عابرة سوف تزول بزوال كل طاغية ونظامه إلى مزبلة التاريخ .

وأكرر فاقد الشيء لا يعطيه هذه العبارة مرة ثانية من جراء الحرقة التي أصابتني أثناء مشاهدتي تلك المقابلة والدكتاتور يوزع صكوك الحلول يميناً ويساراً وهو في حالة انتشاء فهل إجراء مثل تلك المقابلات مع دكتاتوريات متهالكة يقويها ويدعمها أم يكشف عيوبها ويجعلها عرضة ً السخرية أمام الناس بل ويعجل في رحيلها ….

وفي هذه المرحلة التي تسمح بالتحرك يجب على المعارضة الأرترية مناقشة كافة القضايا بل والدخول في معادلة المنطقة التي تشهد ميلاد دول وحلولا ً ومبادراتٍ لبعض القضايا ( الصومال وأمن البحر الأحمر وباب المندب )    وطرق باب منظومة السياسة الدولية والمنظمات الحقوقية و البرلمانية  في أوروبا وأفريقيا والعالم العربي وأن تطرح نفسها البديل لنظام الدكتاتور الذي أصبح ملفوظا بالمنطقة مستفيدة من الظروف المؤاتية …………    

الصحفي : محمد نور وسوك

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16187

نشرت بواسطة في يوليو 10 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010