على ماذا يراهـن هذا النظـام المـتـعـنت ؟

نظام الشعبية يراهن على أوهام كثيرة ، ويعلم أنه قد تخطىء حساباته وقد تصيب ، ولكنه يريد أن يعيش هذا الوهم للفترة التي يتوقع فيها إطالة بقاءه في الحكم .

الرهان الأول :-

فناء جيل الثورة

بعد مرور خمسة وأربعون عاماً من بداية الكفاح المسلح ، هؤلاء الذين عاشوا تلك المرحلة ستتعدى أعمارهم في المتوسط الخمسة والستون عاماً ، وعليه فهؤلاء في طريقهم لعدم القدرة على العطاء ، بل إن شئت فقل في طريقهم للفناء ، وهكذا تدفن معهم روح الحماس الثوري والوطني والحس الفدائي ويختفي معه الكم الهائل من هاجس التحدي الخطير الذي يخشاه النظام ، علماً أن معظم هؤلاء يتواجدون خارج الوطن بفعل عراقيل النظام .

 

الرهان الثاني :

قيادات المعارضة الهشة

تشتت المعارضة إلى أكثر من خمسة عشر تنظيماً مما أضعف قوتها وأفقدها فاعليتها وأصبحت لا تشكل أي خطورة على النظام ، لأنها لا تلتقي حتى على الحد الأدنى سوى أنها تتفق في معارضة النظام ، وجماهير المعارضة بمرور الزمن ستتلاشى وتفقد قدرتها وستتساقط كأوراق الخريف وسيتنفس النظام الصعداء ما لم تحصل معجزة ويتولى الجيل الجديد زمام المبادرة في قيادة المعارضة من جديد ويطالب بحقه المسلوب .

 

الرهان الثالث :

الأعتماد على شباب فري جدلي ( اللقطاء )

ثمار الإنفلات الثوري الإجتماعي في الساحة وبتشجيع من قيادات الشعبية أوجد أكثر من ستة آلاف لقيط ( أبناء الزنا ) وقد تجاوز فيما بعد إلى أكثر من عشرة آلاف أعمارهم اليوم بين العشرين والخمس والعشرون عاماً ، ولهم رعاية خاصة ويعتمد عليهم النظام في حماية مؤسساته بالدرجة الأولى مع المقربين إليه من أعضاء الحزب الذين يحملون عقيدة (( أنا ومن بعدي الطوفان )) .

 

الرهان الرابع :

تحييد الدول المجاورة

اللجوء إلى شتى الوسائل لإحتواء أنظمة الدول المجاورة ، تارة بالتهديد والإعتداء العسكري وتارة أخرى بإقامة علاقات حسنة حتى يضمن تحييدها وعدم دعمها للمعارضة ، كما فعلت مع اليمن ثم السودان والآن تسعى جاهدة لإنهاء خلافها مع النظام الاثيوبي حتى تضيق الخناق على المعارضة الارترية المهترية أصلاً ولا ننسى أن حلم تجراي الكبرى لا زال في مخيلته .

 

الرهان الخامس :

مواصلة القهر للمواطن لتشريده

لقد مارس النظام سياسة إفقار الشعب وتجويعه ومطاردة الشباب أمنياً .. وحيث ُووجه بالصبر والصمود الغير متناهي ، وأمام فشله هذا لجأ النظام إلى أساليب اُخرى .. منها شروط تعجيزية في كل شؤون الحياة التوظيفية وتشييد البناء والإستيلاء على كل ما يمثل مصدر دخل للمواطن ، حتى تحتكر شركات الحزب وأنصاره تلك الأعمال . وهكذا تنشر الرعب والفزع بين المواطنين لتضمن خضوعهم لسياساتها ، مما يؤكد إصرار النظام على ممارسة الضغط النفسي والجسدي على المواطنين ليكونوا أداة طيعة  لزبانيته أو يتم تهجيرهم قسراً ، ويبقى النظام منفرداً بالوطن .

فهل نظام أساياس أفورقي سيجني ثمار ما ذهب إليه مفكروه أم ستأتي الرياح بما لا يتوقعه زبانيته ؟ .

علماً بأنه ليس هناك في الأفق ما يوحي من بادرة أمل لإنتعاش المعارضة وإتباع الخطوات الإيجابية التي تمكنها من مقارعة هذا النظام الظالم المتعنت .

ألا يعلم الرئيس أساياس أن هذا الكرسي لم ولن يدوم لأحد ، أم أنه يريد أن يخلق فتنة من بعده تأكل الأخضر واليابس .

أما آن الأوان أيتها الجماهير الوطنية الشابة للنهوض بشكل جماعي منظم لننقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تقوم جرافات الشعبية بإلغاء هويتنا لا سمح الله .

 

علي فرج الله

 

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6705

نشرت بواسطة في ديسمبر 20 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010