عندما يكون التاريخ تزويرا

   

اكد محمد ادريساى

 
 
بالعودة الى مقالات الحركة الطلابية الارترية المسيرة والمسار على موقع النهضة الالكترونى اود ان ادلى بدلوى فيه باعتبار كونى احد اعضاء الاتحاد العام لطلبة ارتريا قبل التوحيد وبعده.فبحكم صغر سنى انذاك كنت احمل صفة عضو مراقب فيه قبل التوحيد ذلك مما لا ياهلنى ان اقيم واخوض بصفة منصفة فى الفترة التى سبقت التوحيد فاترك ذلك لاهل الذكر والدراية ولكن ذلك لايمنع من سرد معايشتى ومشاهدانى لما كان يجرى فى تلك الفترة.
 
ولذلك تابعت وباهتمام شديد مقالات صاحب المسيرة والمسار وكنت مقدرا تقديرا شديدا لصاحبه عقب فراغى من قراءت كل مقال مع التشوق الشديد لقراءة الحلقة التى سوف تليه بل ومتلهفا لقراءة ما سيكتبه من حلقات عاصرتها وكنت طرفا فيها كعضو راشد بالغ وفاعل وهى الفترة التى اعقبت قرار الجبهة بسحب الثقة من الاتحاد الموحد.
 
كنت مقيما فى كسلا تلك المدينة الشاهدة على احداث الثورة الارترية منذ بداياتها وهذا ياهلنى من ان اروى ما عايشته وعايشه الكثيرون من غيرى كشاهد عيان لممارسة التنظيمات اليومية ومنظماتها الجماهيرية ولكنى هنا سوف اتحدث عن الممارسات التى كانت سائدة فى الحركة الطلابية لفروع السودان و علاقاتها بقياداتها.
 
كان مقر الاتحاد وقياداته فى الشرق الاوسط مؤتمراته وكل نشاطاته كانت تتم هناك ايضا غالبا لاتعرفهم ولاتشاهدهم العضوية فى السودان الا اذا ما اتى احدا منهم فى اجازته الى السودان وتكرم بزيارة الفروع حيث تعقد له جمعية عمومية وتحشر له العضوية عصرا على بروش مبثوثة تحت راكوبة كبيرة متهالكة فى دار الاتحاد فيلقى على مسامعها خطابا مطولا بلغة عربية فصحى مطعمة ومرشوشة ببعض الكلمات الدارجة من اهل ذلك البلد الشرق اوسطى الذى قدم منه وهو يداعب حبيبات عقد السبحة التى تتدلى من بين انامله وينهى الخطاب بعد الترغيب بقدوم منح والسفر للخارج ثم بعد ذلك يتم التصفيق وترفع الجلسة وينفض الجمع والكل يحلم ان يكون مثل ذلك القيادى القادم من الخارج ويامل بالفوز بمنحة لعلها تاتى على يده قريبا.
 
تمر ايام وشهور بل العام فتسمع فى السوق او من الجيران بان فلان قريب فلان هو من قيادات الاتحاد قدم من الخارج وفى حقيبته عدة منح فبعد الاستفسار عن اسمه الرباعى واسم قبيلته تركض الى منزلك وتتفحص شجرة عائلتك من جانبى الام والاب لعلك تجد ربطا بينك وبينه فاذا ضاق صدرك تستعين بذاكرة الام تارة والاب تارة اخرى حتى تجد صلة ما تتوسل بها عند لقائك به. ثم تذهب فتصطف مع الجموع على باب ذلك المنزل الذى يقيم فيه ذلك القيادى الطلابى !!! ويتم تسجيل البعض الذين يتمتعون بصلة القرابة حتى وان لم يكونوا طلابا اصلا ويوعد الاخرون بمنح اخرى قادمة فيذهب ومعه هؤلاء القوم او بالاحرى هذه الاصوات المرجحة فى المؤتمر الطلابى القادم.
 
يمر عاما اخر فياتى قيادى اخر يبدو منافسا وتتكرر نفس المشاهد ويذهب من ذهب ويبقى من بقى. هكذا كانت معايشتنا للفترة ما قبل قرار الجبهة بسحب الثقة من الاتحاد الموحد او هذا هو ما عقلته من تلك الفترة التى زرف صاحب المسيرة والمسار الدموع عليها. هكذا كانت تبدو القيادات الطلابية التى عول عليها الشعب الارترى المغلوب على امره والثوار الاشاوس على حدا سواء فى استلام امر قيادة المسيرة النضالية ومن ثم بناء دولة العدل والمساواة.
 
فجاء القرار المشهود كالطبيب الذى يحمل مشرطا ومعقما لكى يستاصل ورما خبيثا نمى فى داخل جسم احدى منظمات الثورة فاستدعى الامر الجراحة ذلك لان الورم كان فى موضع من الجسم معول عليه القيام بقيادة المسيرة وبناء دولة العدل فيما بعد.
 
تم الاستاصال بنجاح وقبل بقية الجسم بازالت ذلك الجزء التالف فتماثلة الشفاء لتوه وبدء النهوض للعمل وللارتقاء الى مستوى ما يرجو منه شعبه وثورته.
 
تم الفرز ونودية الى مؤتمر عام اين ؟ فى الاراضى المحررة عجيب !!! عقدت الجمعيات العمومية وتم اختيار من يمثل الفروع فى المؤتمر عبر ممارسة ديمغراطية مثل ترشيح النفس او الغير والتثنية ومن ثم الاقتراع وعد الاصوات.
 
وبنفس الكيفية يعقد المؤتمر العام فى ارتريا لاول مرة فى تاريخ الحركة الطلابية الارترية ويقر المؤتمر ربط الطالب وقياداته بالثورة ربطا عضويا كما تبنى اداء الخدمة الوطنية بمد مدارس مكتب الشؤون الاجتماعية المنتشرة فى جميع انحاء ارتريا وفى اواسط جيش التحرير ومعسكرات الاجئين بل حتى المدن السودانية زات الكثافة السكانية الارترية مثل كسلا وبورتسوان والقضارف و ما مدرسة النضال الشهيرة فى كسلا الا خير مثال لذلك.
 
وتم تاطير معظم الطلاب اينما وجدوا فى فروع وخلايا واختيرت قيادة جديدة للاتحاد من بين المؤتمرين لتكون ساهرة فى تنفيذ ما كلفت به فابلت فيه بلاءا حسنا وتجاهد وتتحصل على منح دراسية  لها فتوزع هذه المنح على الفروع وتضع لها معايير كيفية توزيعها وللمرشحين لها وهى الاولوية لابن الشهيد ثم يليه ابن المقاتل ثم يليه المقتر الفقير الذى لايستطيع من مواصلة دراسته فى السودان و المتفوق ويتم ترشيح الممنوحين من قبل فروعهم مباشرة.
 
هذا فضلا عن التوعية وترسيخ الممارسة الديمغراطية والشفافية ونكران الزات والتدريب العسكرى والجهوزية للقتال ونيل العلم بل والمشاركة فى المعارك والاستشهاد.
 
زهلت….عندما انهى صاحب المسيرة و المسار مقالاته وبالطريقة التى انهى بها مهمشا وناكرا ومسقطا كل هذا الانجاز والجهد والاستشهاد ظانا ان ما سرده سيغنى عن كل سىء بعده.هل يكتب عن تاريخ الفراعنة الضارب فى القدم ؟ انه يكب عن حقبة زمنية قريبة والذاكرة لا زالت حية.
 
عجبت….لتزيينه وتجميله وتباكيه على الفترة ما قبل القرار
 
سعقت…. عندما استشهد بهبتيس كذبا
 
اصبت بالطمام….. عندما وصفه البعض بمؤرخ مرموق.
 
 
فالذى كتبه ان لم يكن تزويرا فاضحا لايمكن باى حال من الاحوال ان يكون كتابة للتاريخ او حتى لا 
 
يرقى ان كون مجرد محاولة لكتابة التاريخ. فهلا اعتزر صاحبنا حتى تكون لمقالاته القادمة صدى
 
ووقع في نفوسنا ونقدم عليها باريحية ومصداقية !!!!!!!
 
 
                 والسلام
 
 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6458

نشرت بواسطة في نوفمبر 25 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010