عُجُولٌ وَجُعُولٌ.

شعر عبدالقادر
محمد هاشم :

مَاذَا    لِمُجتَمَعٍ  سَاهٍ  وَمُختَدَعِ
إذْ يَرتَمِي غَافِلاً فِي شَرِّ مُختَضَعِ؟

وهَل    ترَىٰ    أمَلاً   لَهُ  يُخَلّصُهُ
مِن  تِيهِهِ   وَاتّباعِ   شَرّ  مُتّبَعِ؟
 
وهَل يُجيبُ نِداءَ العِتقِ ذُو شَبَثٍ
بِالوَهنِ مُتّصِلاً وغَيرَ مُنقَطِعِ؟

وَالسّامِرِيُّ  الّذِي يَصطَادُ غَفلتَهُ
يَأتِي بِعِجلٍ مِنَ الإذلَالِ مُصطَنَعِ

وَثَمَّ   أَعجِلَةٌ     أخرَىٰ    يُنَصّبُهَا
فِي  كُلِّ  حاضِرَةٍ  وَكُلِّ  مُجتَمَعِ

حتّىٰ إذَا عَكَفَ السّاهُونَ ثَمَّ مَعاً
مِن غَيرِ مُعتَرِضٍ مِنهُم وَمُمتَنِعِ

أذَلَّهُمْ ذلِكَ الْمُحتَالُ يَدفَعُهُمْ
دَفعاً إِلَىٰ شَرَكٍ بِالْكَيدِ مُلْتَفِعِ

لِذَا أقُولُ : أَمَا لِلجَمْعِ ذاكَ حِجَا
أمْ جَمْعُهُمْ بِحِجَاهُ غَيرُ مُنتَفِعِ؟

ومَن تَرَىٰ جَالِبَ العِجلِ البَكِيمِ سِوَىٰ
عِلْجٍ ومُحتَرِفٍ بِالجُرمِ مُنْطَبِعِ؟

يَختَالُ مُستَلِباً مِنْهُمْ كَرامَتَهُمْ
وليسَ مِن مُنقِذٍ لَهَا ومُرتَجِعِ؟

وَإن بِغَطرَسَةٍ يُصدِر أوامِرَهُ
عَليهِمُو وَالْإصدَارُ غَيرُ مُشتَرَعِ

فَلَا  تَرَىٰ جَمعَهُمْ بِالرَّفضِ مُنتَفِضاً
وَلَستَ تَسمَعُ مَن يَقولُ لَمْ  نُطِعِ

وَكُلُّ شَعبٍ مَتَىٰ مَا صارَ   مُنحَنِياً
أمَامَ عِجلٍ مِنَ  الطُّغيَانِ   مُرتَضِعِ

لَا  يَستَقِمْ  قَامَةَ المُعتَزِّ فِي شَمَمٍ
مَا دَامَ  مُلْتَزِمَ الرُّكُوعِ     لِلُّكَعِ

فَلا تَثُر إن  رَأيتَ  العِجلَ  طاغِيَةً
والقَوْمُ  يُعطُونَهُ  الوَلاءَ  فِي ضَرَعِ

أوْ تَمْتَعِضْ إن هُمُو فَدَوْهُ  أنفُسَهُمْ
فِدَاءَ مُنذَهِلٍ سَاعٍ وَمُندَفِعِ

وَالسَّامِرِيُّ الّذِي يُبدِي مُسَالَمَةً
يَبغِي اجتِثَاثَهُمُو فِي غَيرِ مُطَّلَعِ

وَلِلْعُجُولِ جُعُولُ المَكْرِ يَدفَعُهَا
ذَوُو الشَّقَاءٍ بِهَا إلَىٰ ذَوِي الجَشَعِ

وَهَكَذَا يُستَبَاحُ القَومُ عَن رَغَمٍ
أمَّا تَذَمُّرُهُمْ فَغَيرُ مُستَمَعِ

فَالعِجلُ يَمْتَصُّهُم بِأمْرِ سَيِّدِهِ
يَقضِي علىٰ سَائرِ الأمْوَالِ وَالضِّيَعِ

وَبَعدَ ذَا يُمْنَحُ التّوْقِيرَ عِندَهُمُو
إذ يَخلَعُونَ  عَلَيهِ  أفخَمَ  الخُلَعِ

وَوَصفُهُ الْمُلْهَمُ اللَّمَّاحُ عِندَهُمُو
مَدحٌ لِمُنجَرِدٍ عَن كُلِّ ذَاكَ دَعِي

وَالعجلُ ذَا  دُمْيَةٌ  لكِن  يُحَرِّكُهُ
عِلْجٌ    بِآلَتِهِ   كَجَامِدِ القِطَعِ

وإنَّما   اصطَنَعُوهُ  كَيْ   تُوَالِيَهُم
تِلْكَ الشُّعُوبُ الّتِي إنْ رُوِّعَت تُرَعِ

فَإن تَجِد هَؤلاءِ يُعجَبُونَ بِهِ
إعجَابَ مُنهَزِمٍ بِالخَصمِ فِي  وَلَعِ

فَذَاكَ مَا يَجعَلُ المَأفُونَ يَغلِبُهُمْ
مَا دَامَ مَغلُوبُهُ بِالكَيدِ لَيسَ يَعِي

والقَوْمُ فِي أرضِهِم مَا بَينَ  مُضطَهَدٍ
فِيهَا  وَمُرتَحِلٍ مِنهَا  وَمُقتَلَعِ

وإنَّهُمْ مِن صُرُوفِ الدَّهْرِ إن سَلِمُوا
فالعِجلُ  يَقتُلُهُم   بِالجُوعِ    وَالوَجَعِ

وَإن يَكُن مَوْتُ  هَؤُلَاءِ مِن سَغَبٍ
فَمَوْتُ مُمْتَصِّهِمْ  يَكُونُ   مِن شِبَعِ

لِذَا تَثُورُ هُنَا     وَثَمَّ    أسئِلَةٌ
وإن   تَجِد  مُقْنِعَ  الجَوَابِ   تَقتَنِعِ

إنَّ الجُمُوعَ الّتِي عَلَىٰ العُكُوفِ رَسَت
أَيَستَمِرُّ بِهَا اجتِيَاحُ ذَا السَّبُعِ؟

وَهَلْ يَظَلُّ عَلَىٰ ازدِرَاءِ قِيمَتِهَا
مُستَرخِصاً وَزنَهَا كَكَاسِدِ السِّلَعِ

وَإِن يَبِعهَا فَمَن يَكُونُ مُنقِذَها
مِن بَيعِهِ جُمْلَةً وَغَيْرَ  مُقتَطَعِ؟

وَهَلْ   تُعَاقِبُهُ   يَوْماً   بِمَحكَمَةٍ
مِن  مُنصِفٍ  بِسِلَاحِ الْعَدلِ مُدَّرِعِ؟

عَمَّا استَبَاحَ بِهَا هَادّاً ومُجتَرِئاً
وَعَن مَآسٍ تُصِيبُ  الْقَلْبَ بِالهَلَعِ

وَعَن جُمُوعٍ إِلَىٰ حُرِّيَّةٍ نَظَرَت
فَاجتَثَّهَا كُلَّهَا قَتلاً عَلَىٰ النَّطَعِ

ألَيْسَ ذَا فِي حَياةِ الشَّعبِ كَارِثَةً
أَن يَستَحِيلَ إلىٰ فَرِيسةِ الشُّنُعِ؟

يَا شَعبُ إنِّي  أرَىٰ لَدَيكَ مَقدِرَةً
لكِن مَتَىٰ يَنتَفِشْ عِدَاكَ تَنقَمِعِ

قُلْ لِّي بِرَبّكَ مَن يُعطِيكَ مِسمَعَهُ
إن قُلْتَ مَنْ يَحرُبِ الطُّغَاةَ يُبتَلَعِ؟

بَلِ  المُذِلِّ   لَهَا     يَنالُ   عِزّتَهُ
وذا مَتَىٰ تَلقَهُ بِالعَزمِ يَنصَرِعِ

وكُلُّ شَعبٍ صَحَا استَرَدَّ هَيبَتَهُ
فَاردَع بِصَحوَتِكَ الطُّغيَانَ يَرتَدِعِ

وَلَا يَكُن فَوْقَكَ المَصنُوعُ مُرتَئِساً
ولَا تُتِح بُرهَةً لَهُ وَلَا تَدَعِ

إنَّ الرَّئيسَ تَكُونُ  أنتَ  مُنتِجَهُ
إن كَانَ مِن بَشَرٍ وَما مِنَ الصُّنُعِ

وَذِي سِيَادَتُكَ العُظمَىٰ فَجِدَّ لَهَا
وفِي حِمَايَتِهَا وَالذَّوْدِ فَاصطَرِعِ

وَمَا الرّئيسُ الذِي تَغدُو نَتِيجتُهُ
كَمّاً مِنَ العَددِ المَصفُوفِ بِالتِّسَعِ

أوِ الّذِي يَسرِقُ الكُرسِيَّ مُغتَصِباً
برَغمِ  مُجتَمَعٍ  كُثْرٍ  وَمُتَّسِعِ

مُستَرهِباً بِقُوَىٰ الطُّغيَانِ عَن رَغَمٍ
حتّىٰ يَمُوتَ عَنِ الكُرسِيِّ لَمْ يَقَعِ

فَيَغتَدِي آسِناً أُسُونَ مَاءٍ غَدَا
مُستَنقَعاً ليسَ شُربُهُ بِمُجتَرَعِ

لَكِن مَتَيٰ تَتَّقِد فِي الشّعبِ نَخوَتُهُ
يُطِح بِذِي سُلَطٍ مِنْهُمْ وَمُختَرَعِ

والشَّعبُ مِن تِحتِهم مَا دَامَ يَرفُضُهُمْ
فَلَيْسَ   فِي   حَالِهِ  هَذَا   بِمُتَّضِعِ

ألَا تَرَىٰ جِيَفَ  اللُّجِّيِّ  طَافِيَةً
تَعلُو عَلَىٰ لُؤلُؤٍ فِي القَاعِ  مُنقَبِعِ

وَالبَغيُ مَهْمَا يَصُلْ يَصِلْ نِهَايَتَهُ
وَالْغَمُّ مَهْمَا يَطُلْ -يَا شَعبُ- يَنقَشِعِ

فَارفَع كَرَامَتَكَ العُليَا مُقَاوَمَةً
تَرفَعْكَ مُنتَصِراً دَوْماً وَلَا تضَعِ

وَعِندَ ذَا تَسقُطُ الطُّغَاةُ هَاوِيَةً
مِن شَاهِقٍ بَاذِخٍ عَالٍ وَمُرتَفِعِ.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46739

نشرت بواسطة في يناير 1 2023 في صفحة الشعر, المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010