فــراســة سـلاحـي

 بقلم : خالد  ( ابن البلد)

بداية أود الإشادة وبكل صراحة بالمواطن الإرتري هو مواطن شجاع ولا يقبل الخطأ ، والظلم ، و الاستعمار ، وهو صبور جدا وهذا ما أثبتته السنيين الثلاثين المرة التي مضت بهمومها و أحزانها وهذا هو المفترض حتى عام 1991م . حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

مات محمد ومات تسفاى وماتت سلام وماتت فاطمة ومات أكثر من خمسين ألف جندي إرتري وجاء النصر والفضل لله واستبشرنا خيرا .

كانت السنة التي تم فيها اٌلاستغلال هي أجمل سنة على المواطن الإرتري هي سنة فقط ، أحس بأنه إنسان حر ، له وطن وسيبدأ في خوض غمار الأحلام . له ولوطنه للفوز بحياة مدنية كريمة .

قام بدفن سلاحه ودع سلاحه وبداخله عدت طلقات حسب وصيته ، وتمنى أن لا يراه مجددا . حتى يعيش حياة مدنية كريمة

ظل يغنى وظل الناس يبكون من الفرح لدرجة الإغماء الكل فقد فلذات أكباده في تلك السنين لهذا اليوم فقط . راودنا إحساس جميل بدأنا أيضا نحن في البكاء تمنينا وجودنا في هذه الاحتفالات التي كانت تستمر إلي الصباح الباكر أحببنا جنودنا و أحببنا كل من ناضل في ساحات القتال . حتى نعيش حياة مدنية كريمة

شكر لكل من ناضل وصنع لنا بعد الله عز وجل سنة من الحرية والكرامة عشنا سنة كاملة نتعهد ونتعهد على أن نكمل المسيرة إحساسنا بأن هذا هو دورنا الوطني ويجب أن ننهض بوطننا وأن نلحق بالركب وبالتطور والتكنولوجيا . حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

 

أخي المواطن الصبور :

سأسرد لكم قصة من القصص الكثيرة الواقعية والمؤلمة . و التي تم اختيارها لأنها شاملة وحاصلة مع كل شبابنا . لحصد كافة الشعب الإرتري هي لشاب إرتري طموح أجل كل أحلامه الوردية إلي أن يتحقق النصر للوطن حتى يعيش حياة مدنية كريمة كــان ذلك أمله .

 

الــقـصـة

الاسم : الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا

العمر : 20 عام

الوظيفة : جندي

أحلامه : أن يعيش حياة مدنية كريمة

بدأت النضال و أنا في العشرين من عمري حتى نموت ويحي الوطن تاركا خلفي كل حلم جميل أردت تحقيقه أملا في تحقيقه لاحقا إلي أن تنتهي الحرب . وانتهت الحرب والحمد لله .  وقمت بدفن سلاحي بعيدا وأدرت وجهي فرحا راكضا أريد أن أعوض ما فاتني أنا في الخمسين من عمري …

مضت سنتين على ذلك ونحن إلي ألان لم ننهض من فرحة النصر والحرية مازلنا في احتفالات ومازلنا نسهر حتى الصباح رقص وطبل وشرب وانحلال اعتبرناه ضمن دائرة الفرح .

وبينما نحن في ظل هذا الفرح فوجئنا بمشكلة حدودية مع السودان راودنا الخوف أن نفقد ما نحن فيه . حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

طلبنا للخدمة مرة أخرى ، قلت في نفسي ترى ما حجم المشكلة ذهبت للقبر الذي دفنت فيه سلاحي ونبشت القبر وإذا بسلاحي مبتسما فقال لي مازلت أعمل جيدا فأخذته وانضممت للجيش . حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

انتهت المشكلة والحمد لله وقمت بدفن سلاحي مرة أخرى وكانت بضع رصاصات بداخله حسب وصيته تمنيت أن لا أراه مجددا حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

مرة أخرى احتفالات ورقص وشرب وانحلال وفساد أخلاقي  بسبب النصر لانتهاء مشكلة السودان لتصورنا أننا سنعيش حياة مدنية كريمة .

ومضت سنة أخرى أيضا ونحن غارقون في الاحتفالات والرقص والشرب حتى الصباح الباكر . فوجئنا مرة أخرى بمشكلة حدودية مع جيبوتي طلبنا مرة أخرى للخدمة لبينا النداء حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

ذهبت ونبشت قبر سلاحي مازال مبتسما أخذته ولبيت النداء و أمضينا سنة أخرى في النضال و انتهت المشكلة لتصورنا أننا سنعيش حياة مدنية كريمة .

قامت الاحتفالات مرة أخرى وزاد الانحلال والناس مازالوا في الرقص والشرب حتى الصباح الباكر لتصورنا أننا سنعيش حياة مدنية كريمة .

ومضت سنتان دون شعور مازال الوضع كما هو عليه احتفالات ورقص وشرب وانحلال زائد لتصورنا أننا سنعيش حياة مدنية كريمة .

في اللحظة التي بدأت أفكر فيها بالتغيير أفاجأ مجددا بمشكلة مع اليمن حول بعض الجزر . طلبنا للخدمة ذهبت ونبشت مرة أخرى قبر سلاحي وجدته مبتسما ولبيت النداء حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

ومضت أيضا سنتان في النضال والترقب وانتهت المشكلة والحمد لله . أوفـــ من جديد قامت الاحتفالات بانتهاء مشكلة اليمن ومازلنا في الرقص ، والشرب والغناء حتى الصباح الباكر . حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

  اعتبرنا وتمنينا أن تكون هذه أخر مشكلة وبينما نجن نستعد للتفكير السليم دبت الصاعقة الكبرى مرة أخرى بمشكلة حدودية مع العدو الأول النظام الأثيوبي طلبنا مرة أخرى للالتحاق بالجيش على وجه السرعة حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

ذهبت للقبر الذي يوجد به سلاحي وأنا أقول في نفسي مضت عشر سنوات دون فائدة تذكر فقط شرب ، ورقص ، واحتفالات ، وانحلال زائد ، وصلت للقبر تمنيت أن يكون سلاحي ميتا تفاجئت بوجوده مبتسما ووعد بأنه لن يدفن مرة أخرى .  

وصلت للميدان وإذا بي أتعجب من المنظر العام للجنود وكأننا في دار عجزه أراء قصتي على وجوه كل الجنود الكل نادم على ضياع العمر . وأراء في الصفوف الأخيرة الجيل الثاني والـثالث من الشباب ويبدوا أنهم سيساقوا على نفس النهج حينها تأكدت تماما بأنها مؤامرة ضد شعب كامل .

بدأت الحرب اللعينة العديد والعديد من القتلى و الجرحى حرب يصل عدد القتلى فيها لعشرين ألف جندي إرتري ( كارثة كالجراد ) مأساة جديدة بادمى إرترية أم أثيوبية أصبحنا في هذه الدوامة توقفت الحرب وعرض الأمر على الأمم المتحدة لم توافق أثيوبية على التحكيم 4 سنوات في الميدان الفصول كلها عدت ونحن مازلنا في حيرة .

ثلاثين سنة حرب مع النظام الأثيوبي ، سنة واحد من الاستغلال ، ثلاثة عشر سنة احتفالات ، ورقص ، وشرب ، بقي سبعة عشر عاما ونكون قد أكملنا ثلاثون سنة أخرى ، المجموع 60 سـنة قـمة في التخلف !

وصل عمري السبعين وأنا أحلم ضاع عمري كله دون سبب ترى من هو المسئول . أدركت ألان لماذا طلب منى سلاحي أن يدفن وهو مملوء بالذخيرة لإحساسه ولإدراكه أنا الحرية لم تأتي بـعد احترمت فراسته وقررت أن أنتحر وأدفن أنا بدل منه . حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

( نـهايـة القصـة )

 

من كلام ووصايا الشهيد :

1 – قرر الشاب قبل وفاته نيابة عن جميع أفراد الجيش وأسرهم / في مقاضاة خصمهم الذي أهدر شبابهم وسلبهم حياتهم وحرمهم من أجمل أيام عمرهم وأوصي بأن ترفع قضيته إلي كبرى المحاكم الدولية حتى يجازا المتهم بما فعل وجنى ضد الشعب الإرتري وضد شبابه . في إيقاعهم في حروب لا سبب لها إطلاقا . ولعدم معرفته بمعنى الحرية ،  ودائما كـان يـردد .

أننا لم نعرف معنى الحياة ، لم نعرف معنى الحب ، لم نعرف معنى السلم ، لم نعرف معنى الحياة المدنية ، لم نعرف معنى سن الشباب ، لم نعرف لماذا نناضل  لم نعرف ، لم نعرف ، لم نعرف من نحن الشي الوحيد الذي عرفته أنه لماذا طلب منى سلاحي أن يدفن وهو مملوء بالذخيرة لإدراكه ولإحساسه أننا لم نعرف معنى الحرية .

2 – نحن لم نناضل من أجل الغناء ، والرقص ، والزنا ، وشرب الخمر ، نحن بشر لا حيوانات. إذا كان هدفنا ما سبق فهذا الأمور لا تستحق حتى التضحية بحيوان لا بإنسان نحن شعب أطهر من ذلك مسلمون و مسيحيون نجيد تقيم وتقدير كل الأمور .

أصاب بالجنون وعدم الفهم أكاد لا صدق أن كل تلك التضحيات كانت من أجل !   

3- الحرية والنضال شئ ثمين ، أن تفقد من تحب شئ عظيم ، يبدو أننا كنا في وهم عظيم .

4 – الحرية معناها النماء والعطاء بالتنمية الشاملة ولم شمل كل المغتربين في بلدهم والترفع عن الرذائل ونشر العلم والرقي بالدولة وملاحقة الركب في كل المجالات حتى نجعل من وطننا هذا درة الدول ، وأن نجعل من الإنسان الإرتري مثالا يحتذي به في كل الأمور . فهذه الأمور فعلا تستحق التضحية .

5- آمل ممن يستطيع رفع قضيتي وقضية كل الشعب الإرتري ضد هذه الحكومة أن يقوم بذلك العمل احتراما لشهدائنا الأبرار .

6- أخيرا أتمنى أن يعمل سيناريوا لعمل فيلم لقصتي وجمعها مع قصص كثير حاصلة كرسالة قومية . حتى نعيش حياة مدنية كريمة .

 

التوقيع

شهداء إرتريا

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7944

نشرت بواسطة في مايو 8 2005 في صفحة القصة القصيرة. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010