فكر المنافع عند المعارضة الإثيوبية؟؟؟؟

بقلم:عبدالفتّاح ودّ الخليفة 15 يونيو 2016

كتبت مباشرة بعد قراءتى لمقال الأستاذ (أدحنوم) مباشرة هذا المقال ثم تعطّل حاسوبى لشهور ففقد المقال ولكن لا بأس بعد مرور شهور عدة على الحدث أن أنشره للقارئ علّى أدلوا بدولوى فى هكذا موضوع …..

بعد خروج (دمحيت) من لعبة الصراع الإثيوبى الإرترى  العام الماضى يبدوا أنّ مجموعة  (قنبوت سبات)(1) هى الواجهة الرّأيسية للمعارضة الإثيوبية تنشط فى المنفى ومن إرتريا  لأنّ تنظيمات (ألاروما)   مترهلة أما جبهة تحرير غرب الصومال فلا يسمع عنها حسّ ولايروى منها ولها خبر  … ماذا تريد مجموعة (قنبوت سبات)  وماذا تتوقع  وفى ماذا تريد  الرّأيس الإرترى (أسيّاس أفوورقى )    أن يساعدها ، إن كان مطلبهم تحقيق الديموقراطية فى إثيوبيا فذاك طلب مشروع ولكن أخطأوا العنوان حين طلبوا المساعدة من (رأيس إرتريا)  لأن فاقد الشيئ لا يعطيه ..

ولكن فى الفترات الأخيرة أصبحت الأنباء تتواتر هنا وهناك عن مسألة تواصل الشعب بالشعب (الإرترى والإثيوبى ) ولا أستطيع أن  أجزم هنا بأنّ هذه الإتصالت هى شعبية خالصة بل هى ناقصة ومفبركة والتواصل جزئى لا يعنى الشعب الإرترى كله ولا الشعب الإثيوبى كله )   و كان ولا زال  وراءها كثير من كواليس وكثير من لقط  و فى وسط عناصرها المروجة للفكرة  وفى حراكها   كثير من  أصحاب رسائل وأهداف غير معلنة وبعيدة عن هموم الشعبين!!! ..

وتشارك هذه المنظمة فى كثير من الأنشطة الدبلوماسية للتضييق على  الحكومة الإثيوبية وتعتمد بصورة شبه كليّة على الجالية الإثيوبية فى الولايات المتحدة الأمريكية … ويبدوا أنهم يستعملون علاقاتهم أيضا لدعم الحكومة الإرترية ولفكّ حبل المشنقة الملفوف حول عنقها من لجنة (حقوق الإنسان) الأممية … فأراهم نشطين هذه الأيام يجمعون التواقيع لصالح الحكومة الإرترية  وينشط فى نفس الإتجاه الوزير الأمريكى السّابق  (هيرمان كوهين ) فيما يؤكّد على  أنّ مطبخ أمور القرن الإفريقى ومنذ أمد بعيد يكمن فى (الولايات المتّحدة الأمريكية )…. و أعتقد بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية فى يدها كثير من مفاتيح أبواب الحوار المغلقة بين إرتريا وإثيوبيا  والقرن الإفريقى كافة ولا زالت ذكريات  (أتلانتا) والمدخل الأكاديمى  الذى منه دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على الشّأن الإرترى – الإثيوبي قبيل الإستقلال.

وبهذا الخصوص قال لى مسؤول إرترى رفيع فى أحدى مهرجانات الجبهة فى مدينة (كاسل الألمانية ) حين أثرت معه مسألة الدعم الكنسى الذى كان يأتي للجبهة  حينها!!! قلت : لا أظنّ أن ذاك الدعم هو لله فى لله ؟؟؟ ماذا ترى ينتظرون منّا ولماذا يقدّمون كلّ ذالك الدعم ؟؟؟؟ الرجل مخضرم ويدرى كثير من أمور كنت أجهلها  ويعرف المجتمع الإرترى معرفة  كافية بالرغم من أنه ولد فى قرية نائية من قرى المرتفات قال ذالك الزّعيم ” إنّ الدول الكبرى عندما لا تريد أن تتدخل فى شأنِ ما علنا تشجع وترسل منظمات أهلية أو  كنسية   وتدعمها وعبرها تتابع كلّ شيئ عن كثب وبذالك تنآى عن الحرج الدبلوماسى  (إنتهى حديث الزعيم .”

.. . وفى إطار هذا الحراك كنت قدقرأت موضوعا كتبه الأستاذ  (أدحنوم فتوى) نشر فى كثير من المواقع التى تنشر بالتقرنية ومنها (تقوروبا دوت كوم )تحت عنوان: “مؤتمر حول مستقبل إرتريا وإثيوبيا عقدته نخب مستنيرة من إثيوبيا”

 

كتب الأستاذ (أدحنوم ) يقول: إنّى لم أكن متابعا ولم يكن له علم بما يجرى  ولكن زميلى رئيس المفوّضسة السّابق ( أمّها دومونيكو بهلبى) أرسل إلي عبر البريد الإلكترونى  خبر ووقائع جلسات مؤتمرا عقد فى الولايات المتّحدة الأمريكية لمناقشة مستقبل العلاقات الإرترية الإثيوبية (الكاتب: كلّ أمورنا تناقش بغيابنا والكل يتحدث بإسمنا) حضره عدة مثقفون إثيوبيون كما حضره إثينين من السفراء الأمريكان السّفير (ديفيد شينى) (2) والوزير السابق  (هيرمان كوهين ) الذى كان مشرفا يوما ما على الحوار الإثيوبى-الإثيوبى فى لندن  وحضره زعماء الجبهة الشعبية  وهو القائل يومها  فى مقابلة صحفية تلفزيونية: ) نأمل أن تحلّ المشكلة الإرترية ديموقراطيا فى إطار دولة إثيوبيا الكبرى….

ولكن خزل الرجل و نجحت الإرادة الإرترية بقيادة (الجبهة الشعبية) فى تمرير الفرصة على الأمريكان وعضتّ (الجبهة الشعبية )  بالنواجز على توجّهات الـ (إهودق) بقيادة (ملّس) و(سبحت نقا) فكان ما كان وأعلن الإستقلال وأصبحت إرتريا عضوا فى الأمم المتّحدة ورفع  العلم الإرترى على السارية الأممية …وطويت صفحة من التأريخ  السياسى الإرترى وطويت معها قصة الإستعمار المتعاقب.

. يقول الأستاذ (أدحنوم فتوى) أنّ اللقاء   كان فى مدينة (واشنطن دى. سى) الأمريكية. تخللته 4 ورش عمل كانت الأولى  حول محاضرة للبروفسور الإثيوبى  (قيتاشو باقاشّاو) ولبّ محاضرة البروفيسر  كانت عن  الدور الذى يمكن أن يقوم به التجمعات الأهلية فى التواصل بين الشعبين وهى التى سوف تلعب دورا رئيسيا فى تنمية العلاقات بين الشعبين الأرترى والإثيوبى.

أما ورشة العمل الثانية فكانت حول محاضرة البروفيسور (مانقا نقاش) وهو أيضا إثيوبى وكان موضوعها مدى التأثير الخارجى على السلام والأمن فى منطقة القرن الإفريقى وحام كثيرا حول الموضوع الإرترى الإثيوبى … وفى هذه المجموعة كان حضور السفراء الأمريكان   (هيرمان كوهين) و ( ديفيد شين)  كما كان فى تلك المجموعة البروفيسور (مسفن ولدى ماريام )

إعترف الأمريكيّان الإثنان بأن الموقف الأمريكى فى المنطقة ينسجم مع مصالح الدولة الأمريكية.. وقال السفيرين فيما قالاه: بما يخصّ الوضع الإثيوبى الإرترى ” أنّ قرار لجنة تعيين الحدود التابعة للأمم المتحدة  يجب أن يحترم وينفذ على الفور وأضاف السفير (هيرمان كوهين) بأنّ العقوبات الإقتصادية  التى فرضت على إرتريا يجب أن ترفع  وإعترف بأن بلاده تستعمل الـ (فيتو) لإبقاء العقوبات الإقتصادية على إرتريا ..(وكأنه ينتقد حكومته فيما تفعل) …..

و فى نفس ورشة العمل أضاف  البروفيسور (مسفن ولدى ماريام) قائلا :

” أنّ القائمون على أمر إثيوبيا (إهيودق) هم تابعون للقوى الكبرى.. ولكن حكومة إرتريا هى حكومة حرّة لا تخضع للضغوظ الخارجية وقال مواصلا: أن الحكومة الإرترية تتعرض للضظ والعقوبات لأنها رفضت أن تخضع لأمريكا.. ولذالك يقول : أن الرّأيس أسياس هو رأيس نعتزّ به”.

ثم كانت ورشة العمل الثالثة والتى ألقى فيها كلمة وترأسها البروفيسور (ماساى كبّدى) (3)  وكان موضوعها ” حول العلاقة بين الحكومة الإرترية والمعارضة الإثيوبية “فقال: أنّ كلّ أطراف المعارضة الإثيوبية يجب أن  تؤمن بسيادة الدولة الإرترية على أرضها  وأضاف : الدكتور (كاسا كبدى)  متحدثا عن تأريخ إثيوبيا وإرتريا ومدّعيا  بأن الشعبين  كانا  شعبا واحدا وعاشا لفترة طويلة فى وحدة وسلام …( الكاتب :كلام يشبه وكأنه للإستهلاك المؤقت نسبة لماضى البروفيوسور المعروف)

ثم كانت الورشة الرابعة والأخيرة والتى حاضر فيها السيّد (نأمّن زلّقى)   مفنّدا  العلاقة المتينة بين تنظيمه (قنبوت سبات) والحكومة الإرترية برئاسة (أسيّاس أفوورقى) وقال : ” أن تلك بداية طيبة وقال أن إرتريا بلد سلام ويعيش فيها الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين  بسلام تحت حماية حكومة (أسياس أفوورقى ) …”

وهنا يقول الأستاذ (أدحنوم فتوى ) مدافعا  ” إنّ وجه المقارنة غير دقيق  و البروفيسور (مسفن) يغنّى خارج السّرب فما أعلمه ويعرف العالم أجمع إن الـ (إهيودق)  أعلن الحريات وسنّ دستور يحكم الدولة وأبدل نظاما إداريّا وأشرك 24 من الأحزاب والمنظمات السياسية فى العملية السياسية، كما عمل على إصلاحات إقتصادية أثرت تأثيرا مباشرا على حياة الأفراد وإثيوبيا تخطوا خطوات حثيثة نحو الأحسن والنمو الإقتصادى فى تصاعد مستمر.. أين نحن وأين حكومة (أسيّاس ) من كلّ هذا .. ناهيك من إشراك تنظيمات وأحزاب فى العملية السياسية بل حتّى الأفراد الذين ناضلوا معه كلّ العمر خطوة بخطوة… فقط لأنهم طالبوا بإصلاح والإسراع فى تطبيق الدستور  لا يعرف مصيرهم  منذ عام 2001…”

ويضيف ” إنّ  مسألة التقارب  فى أصلها  غير مرفوضة   ولكن السّؤال الملح والمرحلى هو : من يتقارب مع من؟؟؟

كيف يستقيم الأمر أن يأتى معارضا إثيوبيّا   يريد أن يصلح بين الشعبين ولكن عبر دكتاتور لفظه شعبه وأذاق شعبه الويل والعذاب؟؟ ماذا جرى لكم يا دكاترة القرن العشرين؟؟؟

ويضيف (أدحنوم) :  أذكر مرة إلتقى القياديان المعارضان من قيادة (ويانى) سابقا (أرقاوى برهى) المقيم بهولاندا والقيادى (أبراهام ياىّ) فى حوار فى غرفة من غرف  (البالتوك) حيث سأل (أرقاوى) زميله أبراهام) الذى كان نشطا حينها من (إرتريا) قائلا : كيف تريد أن تقنع شعب تقراى بأنك تريد أن تجلب الإصلاح بمساعدة (الهقدف) إن قلت ذ الك لشعب (تقراى) سوف لن يسمعك لأنه يعرف (الهقدف) معرفة حقّة وله معها ما يكفيه من تجارب …”

وتمادى الأستاذ (أدحنوم)  فى تفنيد المواقف: فقال ” أما ما يخص موقف السفيرين (هيرمان كوهين) و(ديفيد شين) والبروفيسور (مسفن ولدى ماريام)  قولهم ” بأن إثيوبيا يجب أن تنفّذ قرار لجنة الأمم المتحدة فى مسألة الحدود  ” إن المسألة وما فيها لم يكن حولها خلاف أن إثيوبيا يجب أن تلتزم بالقرار ويجب أن توضع العلامات على الحدود ولكن المشكلة بين إثيوبيا وإرتريا ليست مسألة حدود  بل أوّلها وأهمّها   الإقتصاد الذى حاول الهقدف تخريبه ا فتصدت له حكومة (هودق) بكلّ ما أوتيت من قوّة أولها كان  هجر ميناء عصب وتغيير العملة الإثيوبية ورفض تعويض ما عند الحكومة الإرترية من العملة الإثيوبية” …  وحاول نظام الهقدف  الدفاع عن نفسه فأشعل الحرب ”

ولكن بالرغم من هذا يصرّ السفير (كوهين) على رفع العقوبات عن إرتريا ولكن  الكل يعرف أن النظام لم يعاقب للحرب مع إثيوبيا فقط !!

بل كان بسبب تدخلّه فى الشّأن الصومالى  وإشعال حرب حدودية  مع دولة (جيبوتى) الجارة!!! ولكن اللوبى الإثيوبى لعب دورا محوريا فى الضغط على مجلس الأمم للخروج بالقرار إيّاه وبالإتّكاء على الغول الأمريكى… وهناك تحيّز واضح من الإدارة الأمريكية لصالح إثيوبيا مع أنّه كان من باب أولى أن يعاقب النظام الإرترى فيما إقترفه وما يقترفه من جرائم فى حقّ شعبه فى الداخل.

 

أما  البروفيسور (مسفن ولدى ماريام) (5)  يقول (أدحنوم) : ” بالرغم من علمه الغزير والذى كان محاضرا فى الجامعة الإثيوبية   لا يريد أن يفهم ويستوعب المسألة الإرترية حق فهمها ويبحث عن الديموقراطية مع أحد أكبر الدكتاتوريات فى العالم … ونقول للبروفيسور كفى نفاقا فنحن أدرى بـ (أسياس أفوورقى)  لأننا مكوين بناره أكثر من أى أحد آخر..”.

أما ما قول السيد (نأمن زلقى) أحد زعماء حركة (قنبوت سبات) ” أن إرتريا بلد سلام وهى ترعى الآلاف من اللاجئين الإثيوبين فهذه كذبة أخرى.. أن اللاجئين الإرترين فى إثيوبيا اليوم أكثر بعشرات المرات من أى وقت مضى ولا وجه مقارنة بينهم وبين الأفراد الذين يعيشون من الشعب الإثيوبى فى إرتريا هاربين من نظامهم ( الكاتب: مسألة المواطنون الإثيوبيون المتواجدون فى إرتريا عددهم مخيف إذا أخذنا مثال ميناء ومدينة عصب فإنّ سكانها 70% من الإثيوبيين وخاصة من الإقليم الإثيوبى (تقراى) ولا زالت هى المدينة الوحيدة  فى إرتريا التى لغة الشّارع فيها هى الأمحريّة)

إنّ الأمر مكشوف ومعروف أنّ المثقفون الأثيوبيون يدورون حول نفسهم ويحومون حول الحقائق دون لمسها  ولا يرون من ِحكم  الحياة إلاّ حكمة واحدة وهى :    (عدوّ عدوّك صديقك) فأصبح  رهانهم فاشل وسوف يفشل لأنّه لا يصمد أمام الحقائق فى أرض الواقع…. (الكاتب والمترجم :  وهنا أريد أن أضيف أن هذا الأمر ليس من أولويات المعارضة اليوم ولكنه يجب أن يُحفظ من ضمن الملفات السّاخنة فى دولاب المعارضة حتّى يحين الوقت )

هوامش

1- منظمة سبات قنبوت هى منظمة كونت فى المنفى بعد أن أقصت حكومة الـإثيوبية رئيس بلدية (أديس أببا المنتخب ) (برهانو نقا)  وإثر إقصاءه قامت مظاهرات عارمة فى العاصمة الإثيوبية (أدّيس أببا) فى (7 من شهر مايو 2008  )  وخرج الزعيم (برهانو نقّا) من إثيوبيا ليؤسس المنظمة المذكورة أعلاه وسميت بحركة (7 مايو ) بالعربية و(سبات قمبوت ) بالأمحريّة ،يترأسها (برهانو نقّا ) وفيها  من القياديين  البارزين (قيتاشو طقاى) الذى سلمته السلطات اليمنية لحكومة إثيوبيا العام الماضى ،والسيّد (نأمن زلّقى ) الذى يحجّ بين فترة وأخرى إلى (أسمرا) وينشط من هناك.

2- السفير (ديفد شينى) كان أيّام الحرب الإرترية الإثيوبية سفيرا لبلاده فى (أدّيس أببا) وهو الذى إتهمته حكومة الـ (هقدف) الإرترية بأنّه كان المحرّض على الحرب وكان منحازا فى كل مراحل الحرب إنحيازا كاملا ومكشوفا للجانب الإثيوبى (راجع كتاب حوار البندقية للأستاذ ( فتحى الضو محمد )

3 كان محاضرا جامعيّا و كان وزيرا فى أحدى حقب حكم الدرق

4 وكان قد  وصل  إلى (3 ونصف ) مليار برّا إثيوبيا ) (راجع كتاب الأستاذ فتحى الضو محمد (حوار البندقية)

5- كان محاضرا فى جامعة أديس أببا فى عهدى الملك البائد والحكم العسكرى الدرقوى.

شرح المشروح…

1 – (سبات قُمبوت) = (سبات تعنى سبعة بالأمحرية وأنظر لوجه الشبه بين اللفظتين وقمبوت= هو الشهر الخامس فى العام على حسب التقويم الجئزى .

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37311

نشرت بواسطة في يونيو 17 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010