فوز باراك أوباما وفرص تحسن العلاقات الإرترية الأمريكية

بقلم :طاهر محمد علي

مركز دراسات القرن الإفريقي

بات واضحا للجميع أن الحكومة الإرترية تراهن حاليا لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بناءا على النتائج الأخيرة للانتخابات الأمريكية والتي نتج عنها إضافة علي فوز باراك أوباما سيطرت الديمقراطيين علي مجلسي الكونجرس والشيوخ ،ولهذا سارع الرئيس اسياس بإرسال تهنئة إلي أوباما معربا فيها عن أمنياته أن تتبع الإدارة القادمة بقيادته في هذه المرحلة التاريخية سياسة إقرار السلام والعدالة واحترام القانون في منطقتنا ،كما بث التليفزيون الرسمي تصريحات حاول أن يؤكد فيها صحة الموقف الإرتري من الإدارة السابقة والذي جاء متطابقا مع موقف المواطن الأمريكي الذي تبلور من خلال نتائج الانتخابات وفقا للمصدر الرسمي ،كما إن هناك دعوات لإقامة احتفالات غنائية في 29من نوفمبر الجاري ابتهاجا بفوز أوباما في مركز الجالية الإرترية بنيويورك .

وقد سبقت تلك التصريحات الرسمية مناشط مكثفة قامت بها لوبيات تابعة للجبهة الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية ومنها (OEA ) منظمة الأمريكيين الإرتريين ،وأيضا (Eri-Ampac)أي لجنة النشاط السياسي للأمريكيين الإرتريين ،هؤلاء وغيرهم شكلوا سويا شبكة أطلقوا عليها (Eritreans for obama)وقد صمموا موقعا في الإنترنيت بغرض ربط كافة الإرتريين لمتابعة أخبار حملة أوباما وجمع التبرعات لصالحها ،وعموما فأن اوباما لم يدعمه الارتريون فقط بل صوت لصالحه كل المواطنين من أصول افريقية وعربية ،لكن الشاهد في الموضوع تلك الندوة التي أقامتها تلك اللوبيات بتأريخ 5أكتوبر 2008م في جامعة هاورد وحضرها حوالي (500 )إرتري ،والذي تم فيها استضافة كل من “دونالد بايني” وهو رئيس لجنة أفريقيا في الكونجرس الأمريكي ومن كبار مسئولي حملة أوباما وأيضا الباحث في شئون الكونجرس والخبير في الشأن الأفريقي “تيد داقني” ، وقد جاء في الورقة التي قدمها السيد دونالد أن بعض السياسات التي قامت بها إدارة بوش في منطقة القرن الإفريقي لاتخدم المصالح الأمريكية ،كما رفض ضم إرتريا إلي قائمة الدول الراعية للإرهاب بدون وجود أي دليل يثبت ذلك ،وقال إن إدارة أوباما ستختلف مع مواقف بوش تجاه المنطقة ،كما تحدث الرجل عن قضية الحدود وقال أنها تعتبر جوهر الصراع في منطقة القرن الإفريقي ،وقال إن إيجاد حل لتلك المشكلة سيضع حدا لكثير من الصراعات في المنطقة ،كما دعا كل من إرتريا وإثيوبيا لإيقاف دعم المعارضات المناوئة للأنظمة في بلديهما ،وقد حاول أعضاء اللوبي الإرتري تبليغه ريسما إن الإرتريون في أمريكا ليس كلهم تابعين للديمقراطيين، لكن استيائهم من تعامل إدارة بوش مع بلدهم وانحيازه لإثيوبيا دفعهم لدعم حملة أوباما ،وقد حمل هؤلاء رجل الكونجرس مذكرة لإيصالها لحملة اوباما دعوا فيها لمراجعة سياسة الولايات المتحدة في منطقة القرن الإفريقي ،والعمل من اجل تطبيق قرار ترسيم الحدود ،ويعتبر السيد دونالد صديق للإرتريين، وقد قام بزيارة إلي إرتريا في بداية يناير من هذا العام واستمرت زيارته ثلاثة أيام،وهي الزيارة التي دعا فيها إلي سحب القوات الإثيوبية من الصومال ،مما دفع أثيوبيا للقول إن ذلك بمثابة شراكة مع الإرهاب وتأكيدا لمواقفه ضدها، وقالت أن السيد دونالد كان وراء استصدار قرار من الكونجرس الأمريكي في عام 2003يقضي بتقليص الدعم التقني من إثيوبيا ، و يعتبر دونالد ارفع مسئول أمريكي يزور إرتريا خلال العامين الآخرين ،وحينها قال أنه زار إرتريا بالرغم من منع وزارة الخارجية له من السفر إلي إرتريا بسبب المخاطر التي قد تواجهه.

وتعمل اللوبيات التي أشرنا إليها كمنظمات غير حكومية ومن أهم ماتقوم به تقديم معلومات لمختلف وسائل الإعلام والمؤسسات الأمريكية والرأي العام الأمريكي حول إرتريا ،كما تقوم بالعمل لتعزيز العلاقات الإرترية الأمريكية ،بالإضافة إلي تعبئة وخدمة أجندة الجبهة الشعبية في أمريكا من خلال التواصل مع المؤسسات الأمريكية الرسمية وغير الرسمية ،ومن أهم ماتقوم به تلك اللوبيات تعرية النظام الإثيوبي ،وتسويق دعاية ربط المعارضة الارترية بالإرهاب وذلك من خلال تصميم مواقع في الإنترنيت وكتابة مقالات وغيرها ومن أهم تلك اللوبيات بالإضافة إلي ماذكرنا(Horn Africa American for peace)وتضم إلي جانب بعض الإرتريين الموالين للنظام مثقفين أخرين من إثيوبيا والصومال وتخدم أجندة النظام بإخلاص، وقد أنشأت أغلبها في مرحلة توتر العلاقات الارترية الأمريكية ، ولإستقراء مستقبل ماستكون عليه تلك العلاقات بناء علي المعطيات التي أوردناها في ظل الإدارة الجديدة لابد من تسليط الضوء بشكل موجز علي خلفية علاقة الحكومة الإرترية مع كلا الإدارتين.

خلفية تأريخية للعلاقات الارترية الأمريكية :

منذ الاستقلال أقامت إرتريا علاقات مع كلا الإدارتين اللتين حكمتا الولايات المتحدة ،وقد امتدت كل فترة منها ثمانية أعوام فمثلا في الفترة مابين (1993-2001)أقامت إرتريا علاقات جيدة مع إدارة كلنتون حيث تم توطيد العلاقات الثنائية بين الطرفين ،كما تمكنت إرتريا من الحصول إلي مزيد من الدعم الأمريكي في كافة المجالات الاقتصادية ،والعسكرية والإنسانية ،ويمكن توصيف تلك الفترة بأنها أقصي فترات تطور العلاقات بين الجانبين ،كما أصبحت إرتريا في تلك الفترة أحد دول الطوق التي كانت تعمل تحت إمرة أمريكا بهدف إسقاط نظام الحكم في السودان ،لكن سرعان ما أنهارت تلك الثقة بين الجانبين ولاسيما بعد اندلاع الحرب الحدودية بين إرتريا وإثيوبيا في عام 1998م، وقد بدأ التوتر بعد رفض إرتريا للمبادرة الأمريكية الراوندية التي قدمتها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية حينها ومن كبار مستشاري أوباما حاليا وذلك بحجة أنها تهدف إلي تسوية سهلة للنزاع ،كما أتهم الرئيس اسياس أمريكا حينها بإعطاء ضوء اخضر لمهاجمة مطار أسمرا محملا إياها تعقيد الأزمة ،كما أبدت إرتريا حينها تحفظها إلي القائم بأعمال السفارة الارترية بأسمر وهو السيد “ياماموتي” ،وقد استجابت الخارجية الأمريكية لذلك وقامت بإستبداله ب “روبرت هوديك” الذي كان يعمل مستشار في وكالة الاستخبارات الأمريكية لفترة مؤقتة ، و مع ذلك كثف الرئيس اسياس هجومه علي إدارة بيل كلنتون في تلك الفترة حيث إتهم السفارة الأمريكية بأديس أبابا بالوقوف وراء القرار الذي أصدره البرلمان الإثيوبي القاضي بإعلان الحرب علي إرتريا في حالة عدم إنسحابها ،بل ذهب بعيدا عندما اتهم جهات أمريكية بالعمل مع أثيوبيا بتلقين الإرتريين درسا لن ينسونه ،كما اتهم أفورقي جهات أمريكية بوضع عراقيل تحول دون وصول رسائله الشخصية إلي الرئيس كلنتون ،كما تحدث عن مواقف تدخل الريبة في نفسه تجاه الدور الأمريكي ،متهما “انتنوليك زين” مستشار الأمن القومي في عهد كلينتون ومن كبار فريق عمل أوباما حاليا بالتجسس عليه ولعب دور غير ايجابي في الخلاف الحدودي

وهكذا أن العلاقات التي بدأت قوية بشكل ايجابي تدهورت حتي وصلت إلي درجة متدنية بعد التصريحات التي رصدناها من دراسات سابقة أعدها المركز لتدليل بها علي مستوي الهبوط الذي وصلت إليه العلاقات في الفترة الأخيرة ،ومع ذلك إن إدارة كلينتون كان لها دورا هاما في إيقاف زحف القوات الإثيوبية داخل الأراضي الإرترية أثناء الجولة الثالثة من الحرب ،كما أن مبعوثي الإدارة الأمريكية حينها وهما سوزان رايس وانتنوليك زين لعبا دورا كبيرا في توقيع اتفاقية السلام بين الطرفين في ديسمبر 2000م ،وهكذا كانت نهاية علاقة إرتريا مع الديمقراطيين في فترة حكمهم التي امتدت ثمانية أعوام.

وبسبب التدهور الذي حصل في العلاقات تمنت الحكومة الإرترية أن يأتي اليوم الذي يفشل فيه الديمقراطيين فكان لها ماأرادت حيث وصل المحافظون الجدد إلي الحكم (2001- 2008) وحينها ابتهجت الحكومة الارترية ،وسرعان ماأرسلت التهاني وزار الرئيس اسياس بنفسه الولايات المتحدة والتقي بوش وبدأت العلاقات بقوة ،وقد حاولت الحكومة الارترية في تلك الفترة أن تثبت للإدارة الجديدة أنها هي الأقدر للعب دور مهم في منطقة القرن الإفريقي ،وأن الإستراتيجية التي وضعتها إدارة كلينتون في عام 1998م للسيطرة علي أفريقيا واعتمادها علي إثيوبيا كدولة محورية في شرق أفريقيا كان خاطئا ،وفعلا تم بدأ صفحة جديدة من العلاقات وأصبحت إرتريا بعد الحادي عشر من سبتمبر واحدة من أهم حلفاء أمريكا في التصدي لما يسمي الإرهاب ،ولهذا شهدت إرتريا زيارات مهمة لوفود عسكرية وكان من أهم تلك الزيارات زيارة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في 20/12/2002م قبيل غزو العراق ،وقد سبقت هذه الزيارة دعوة رسمية من سفير إرتريا في الولايات المتحدة السيد قرماي أسمروم للأمريكا بإستخدام الأراضي الإرترية في الحرب علي العراق ، وقد استمرت تلك الزيارات ومنها زيارة قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط سابقا الجنرال جون أبوزيد والتي كانت في 22يوليو2005م ،وزيارة دوق براون قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية في 30أغسطس 2005م ،وأما زيارات قائد القوات المشتركة في منطقة القرن الإفريقي اللواء صامويل هيلاني فكانت دورية ومكررة ، وكان هؤلاء العسكريون يجرون لقاءات مع الرئيس إسياس بحضور وزير دفاعه سبحت إفريم ومسئول جهاز الأمن والاستخبارات الإرتري أبرها كاسا، وكانت تتمركز تلك المباحثات حول سبل التعاون والتنسيق حول التصدي لما يسمي الإرهاب في منطقة القرن الإفريقي ،واستمرت هذه العلاقات من قبل العسكريين حتي مطلع 2006م وتدهورت بعد تأزم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين،ولم يكن بعدها بوسع العسكريين الأمريكيين الذين كانوا يرون في اسياس حليفا لهم في منطقة القرن الأفريقي مساحة للتواصل معه بعد موقف ارتريا الداعم للقوي المناهضة لإثيوبيا وحلفاء الأمريكان في الصومال .

لكن بالمقابل سرعان ما كانت تشهد العلاقات الدبلوماسية توترا بين الطرفين ،وقد بدأت التناقضات بين الطرفين بعد قيام الحكومة الارترية باعتقال مواطنين أمريكيين من أصل إرتري كانا يعملان في السفارة الأمريكية ،ورفض إطلاق سراحهما متجاهلة الدعوات المتكررة من الخارجية الأمريكية ،مما دفع بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في 13إبريل 2004م بمداهمة مكاتب شركة همبول للصرف المالي التابعة للحزب الحاكم(الجبهة الشعبية) ،كما قام البلدان بتقييد تحركات الدبلوماسيين في بلديهما خارج العاصمة ،كما منعت الخارجية الأمريكية تأشيرات دخول للدبلوماسيين ورجال الأعمال الارتريين ،وتدهور الأمر أكثر عندما قام (FBI) مرة أخري في سبتمبر 2004م بإخضاع وزير الخارجية الإرتري لعملية تفتيش في مطار نيويورك ،و صعدت إرتريا الموقف عندما منعت في أغسطس 2005م الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID )من العمل في إرتريا وصادرت ممتلكاتها ،وفي المقابل ظلت الخارجية الأمريكية تصدر تقاريرها السنوية التي صعدت فيها من انتقاداتها بشدة لأوضاع حقوق الإنسان ،والحريات الدينية في إرتريا.

ومنذ منتصف عام 2006م وتبني الحكومة الارترية للمعارضة الصومالية بشكل علني وتدهورت العلاقات بين الطرفين الي مستوي متدني جدا، وأصبحت ارتريا تعد في معسكر مناوئ للولايات المتحدة ،وواصل الرئيس اسياس توجيه هجوما عنيفا علي الإدارة الأمريكية متهما إياها بتعطيل اتفاقية الجزائر،والتدخل في الشئون الداخلية الإرترية ،وتدهورت العلاقات إلى أن وصل الأمر إلي مغادرة السفير الأمريكي في إرتريا “اسكوت دلشي “وملحقه العسكري أسمر وكان ذلك في نهاية مايو2006م، ومن ثم عاد وغادرها مرة أخري لتردي الوضع في الثاني من يونيو2007م وحينها أصدر بيانا سماه far well statement أي بيان الوداع والذي تناول فيه الانتهاكات التي تمارسها الحكومة الإرترية ضد حقوق الإنسان والحريات الدينية والاقتصادية ومبادئ الديمقراطية ، وتبع ذلك إعلان السفارة الأمريكية إيقاف التأشيرات السياحية والتجارية بأسمر ،وبررت ذلك القرار بأنه صدر علي خلفية منع الحكومة الإرترية تأشيرة الدخول للقنصل الأمريكي الجديد إلي إرتريا ،كما اتهمت إرتريا في وقت لاحق (FBI)بإخضاع سفيرها لدي الأمم المتحدة لعملية تفتيش وعزله من الركاب عند وصوله مطار JFKبنيويورك ،كما أصدرت الخارجية الأمريكية توجيهاتها في 12اغسطس 2007م بإغلاق القنصلية الارترية في كل من أوكلندا وكلفورنيا، وبررت ذلك إنه رد فعل علي قيام إرتريا بعمل عدائي غير مبرر ضد سفارتها واتهامها بالوقوف إلي جانب إثيوبيا في الخلاف الحدودي ،وساءت العلاقات أكثر مع تورط حلفاء أمريكا في الصومال بسبب مواجهتهم مقاومة شرسة من تحالف إعادة الصومال المدعوم من قبل أسمرا ،حيث لجأت الخارجية الأمريكية إلي تهديد إرتريا لضمها إلي قائمة الدول الراعية للإرهاب ،وهو تهديد مازال يتجدد حتي الآن بين الحين والأخر،كما أصدرت الخارجية الأمريكية قرار بفرض حظر تصدير الأسلحة إلي إرتريا،وهكذا ساءت العلاقات مع الجمهوريين ووصلت إلي طريق مسدود ،وظل منصب السفير الأمريكي شاغرا في إرتريا إلي أن تم اعتماد Ronald k.Mcmullen في 8 من نوفمبر2007م، ومنذ ذلك الوقت يبدوا ن الحكومة الإرترية قد تراجعت من حدتها في التعامل مع السفارة الأمريكية ،والزائر لموقع السفارة يلاحظ أنها تقوم بمناشط خدمية مختلفة ،كما أن السفير الجديد زار في الشهور الماضية عددا من المرافق الخدمية في كل من كرن ومصوع ومندفرا ،وقد يأتي ذلك في إطار إرسال رسالة حسن النوايا إلي الجانب الأمريكي لأن إرتريا كانت تمنع منذ مطلع 2005م تحرك الدبلوماسيين الأمريكيين خارج العاصمة .

أوباما ومنطقة القرن الإفريقي :

بناءا علي الورقة التي قدمها “ويتني اسكايد مان” في 29سبتمبر2008م وهو مستشار حملة أوباما للشئون الإفريقية،وقد عمل مساعدا للخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية في عهد إدارة كلينتون في النادي الوطني للصحافة بواشنطن ونشرت الورقة كاملة في موقع مسكرم أن أولويات الإدارة الجديدة في المنطقة ستكون كالأتي:-

1- إنهاء بؤر الأزمات في القارة ،ومعالجة حالات إنعدام الأمن والاستقرار من اجل تعزيز السلم والأمن الدوليين

2- تعزيز العلاقات مع الحكومات ،والمؤسسات الدولية ،ومنظمات المجتمع المدني من اجل تحقيق الديمقراطية ومبدأ المحاسبة ،والحد من الفقر

3- العمل من أجل دمج أفريقيا في الاقتصاد العالمي

وقد زار أوباما منطقة القرن الإفريقي في مطلع سبتمبر 2006م ،وقد شملت زيارته بالإضافة إلي كينيا مناطق في شرق إثيوبيا، والقاعدة العسكرية الأمريكية “ليمنير” في جيبوتي ،وحينها أكد علي أهمية بناء شراكة أمنية مشتركة بين دول المنطقة ،وإعداد البنية التحتية لذلك ،ودعا إلي تبادل الخبرات والمعلومات وصولا إلي بناء مؤسسة قوية تنسق فيما بينها في العمل للتصدي للإرهاب ، واستهداف مصادر دعمه، كما دعي لمحاربة ظاهرة الفساد .

و أكد على أهمية إعادة النظر في النهج الذي كانت تتبعه الادراة الأمريكية لسنوات طويلة في معالجة الأزمة في الصومال ،مؤكدا على أهمية إعادة بناء الدولة في الصومال ،من اجل إنجاح عمليات مكافحة الإرهاب ،ودعا أوباما الذي كان عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي حينها كل من إرتريا وإثيوبيا إلي عدم المضي قدما إلي حافة الانهيار ،وقد شملت زيارته أيضا معسكرات لاجئي دارفور في الحدود التشادية السودانية ،ومعروف عن الرجل مواقفه المتشددة ضد السودان وانتقاده لإدارة بوش لعدم قيامها بمافيه الكفاية بالضغط علي الحكومة السودانية لايجاد حل لإزمة دارفور علي حسب رأيه ،ويعتبر الرجل حاليا من أولوياته وضع حد لأزمة دارفور .

فرص تحسن العلاقات بين إرتريا والإدارة الجديدة :

من خلال السرد التاريخي للتطور الذي مرت به العلاقات نجد أن إرتريا منذ الاستقلال تعاملت مع الإدارتين ،وقد اتسمت العلاقة معهما بالتوتر في غالب الأحيان ،وإن الرهان علي الإدارة القادمة برئاسة أوباما رهان غير مجدي ،لأن معظم مستشاري وأركان إدارة أوباما هم من الذين عملوا في عهد كلنتون ،وبالتحديد الذين كانوا قريبين جدا من ملف أزمة الحدود الإرترية الإثيوبية من أمثال سوزان رايس،وانتنوليك زين،وريتشارد هيلبروك، هؤلاء هم الذين اتهمهم الرئيس إسياس بالتجسس عليه ،ولعب دور غير إيجابي في قضية الحدود .

وحتي إذا افترضنا أن أوباما سيأتي بطرح جديد،وان الحكومة الارترية ستستمر في إبداء حسن النية مع الإدارة الجديدة وذلك من خلال تقديم بعد الخدمات المجانية لها ، مثل تخليها عن دعم المقاومة الصومالية ، والتعاون في التصدي لما يسمي الإرهاب ،والسماح للسفن الحربية والطائرات التابعة للنيتو والولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر لمراقبة تحركات القراصنة الصوماليين للتحرك في المياه الإقليمية الارترية ، كل ذلك حتي إذا تم فإن الوضع الداخلي المتأزم في إرتريا المتمثل في ملفات إنتهاكات حقوق الإنسان ،والحريات الدينية ، وحرية التعبير،وملف الإصلاح السياسي ، تعتبر عائقا كبيرا في إقامة أي علاقات طبيعية مع إرتريا، إذ تجمع كافة التقرير الدورية التي تصدرعن المؤسسات الدولية المختلفة بإن إرتريا من أكثر الدول انتهاكا للتك الحقوق في العالم ،وبقي أن نشير تأريخيا معروف أن الديمقراطيين أكثر اهتماما من غيرهم بقضايا حقوق الإنسان ،والحريات ،ولهذا من المرجح أن هذه الإدارة لايتوقع أن تنفتح علي النظام الإرتري مالم يبادر بإصلاح داخلي ،ويتوقف عن لعب دور سلبي في منطقة القرن الإفريقي .

للتواصل :tahira@ymail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41082

نشرت بواسطة في نوفمبر 17 2008 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010