في أول حديث من نوعه لمركز الخليج الشيخ ابو البراء يقول : تصورنا للحكم يتجاوز الدولة الإسلامية بشكلها التقليدي والعلمانية بشكلها الحالي

GIC مركز الخليج

27/3/2007

تحدث حسن سلمان رئيس المؤتمر الإسلامي الإرتري إلي الخليج في أول حديث من نوعه كشف

خلالها عددا من القضايا الساخنة وتتطرق للمرة الاولى حول قضايا التعايش بين المسلميين والمسيحين والعلاقات بين المسلمين وطرح تصور جديد لادارة السلطة في ارتريا وتداولها وحذر من خطورة تفجير الصراع الطائفي بين القوى المعارضة وعبر عن أسفه للانشقاق العمودي في التحالف وقال إن الجميع اتفق على الميثاق واختلف على راس التحالف معتبرا الخلاف غير مبرر ولا منطقي او مقنع وقال انه سوف يقوم بمبارزة لإعادة الجميع تحت مظلة التحالف واعترف بوجود علاقات جيدة مع الكتلتين كما تناول سلمان في حديثه للخليج عددا من القضايا الحساسة و دور التنظيمات الإسلامية وتصور حزبه للرؤية المستقبلية.

يعتبر حسن سلمان احد منظري الحركة الإسلامية وقدم إسهامات ايجابية في إثراء الحوار بين مختلف القوى السياسية وفعل الحوار بين الإسلاميين في السنوات الماضية كما لعب دور بارز في دفع الحوار مع التنظيمات العلمانية وخاصة جبهة الإنقاذ والحزب الديمقراطي والمجلس الثوري والحركة الشعبية جناح ادحنوم بالاضافة الي علاقات متميزة مع كل القوى السياسية

حسن سلمان رئيس المؤتمر الإسلامي من مواليد إرتريا 1966 أكمل المراحل الدراسية في السودان ،حاصل على درجة الماجستير في السياسية وطالب في مرحلة الدكتوراه

مؤسس الاتحاد الإسلامي وعضو اللجنة التحضيرية لحركة الجهاد الإسلامي سابقا شغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة 88-93 وبعد الانشقاق (المرحلة الانتقالية) شغل مسئول العلاقات الخارجية والإعلام في الحركة وفي 95 شغل نائب أمير حركة الجهاد وفي 2004 مسئول مكتب العلاقات الخارجية

أسس في 26 مارس 2006 المؤتمر الإسلامي الإرتري وبعد عام انتخب رئيسا للمؤتمر الإسلامي الذي انهي أول مؤتمر له في 23 مارس الجاري ولمعرفة أفكار أحدث تنظيم إسلامي التحق بمعسكر المعارضة أجرينا هذا الحوار معه وفيما يلي نصه :

هل بالإمكان إعطائنا فكرة عن المؤتمر ؟

سلمان : في وقت صعب للغاية وفي ظل متغيرات سياسية كان البعض يرى انه من الصعوبة بمكان انعقاد هذا المؤتمر إلا انه بتوفيق الله عز وجل ثم بالإصرار تمكنا من إقامته بالجهد الذاتي حيث لم نتلقى أي دعم من أي جهة كانت ومعلوم في السنوات معظم التنظيمات استفادت من الدعم لعقد مؤتمراتها ونحن سجلنا أول سابقة في سياسة الاعتماد على الذات ومواجهة التحديات و فرضنا على قواعدنا وقيادتنا اشتراكات وتبرعات لإقامة المؤتمر . أما فيما يتصل بالتحضيرات المسبقة قمنا بعقد سمنارات لتقييم التجربة السابقة في جميع المجالات ، وعلى مستوى الأوراق قدم المؤتمر أوراق متميزة مثل الرؤية الاستراتيجية (ماذا نريد خلال الأربعة السنوات القادمة )و ورقة المجتمع الإرتري التي كانت عبارة عن تحليل للتركيبية الإرترية وتعتبر هاتين الورقتين من أميز الأوراق خلافا للأوراق التقليدية التي دأبت عليها معظم القوى السياسة حيث تناولات ورقة المجتمع الإرتري علاقة المسلمين ببعضهم البعض وعلاقتهم مع المسيحيين ونقاط الالتقاء معهم والقواسم المشتركة فيما بيننا ، وتم منافشة الوضع في ارتريا بصورة موضوعية اعتمادا على الحقائق التاريخية متظمنه الحفاظ على السيادة الوطنية والاعتراف بالاخر

ورقة اخرى كانت بعنوان الرؤية الإستراتجية تناولت تحليل البيئة حيث الفرص والتحديات تلمسنا فيها الفرص ورتبنا أوليتانا حيث قدمنا الأولية السلمية دون إهمال الخيار العسكر لكن من حيث الأوليات هو مؤخر إذا يأتي قبلة الخيار السياسي الدبلوماسي و السلمي , وقمنا بمراجعة بعض السلبيات في السنوات الماضية في كافة المجالات وفي رؤيتنا الجديدة لم نعطى أي ثغرة يستفيد منها النظام مع الاعتماد على بناء الثقة بين مكونات المجتمع الارتري واعادة العلاقات الاستراتيجية من حولنا على المستوى المحلي والإقليمي ، ولهذا تبنت استراتيجيتنا اقامة نظام سياسي متوازن يكفل كل الحقوق الواجبات للمواطن الارتري حتى لا يشعر احد بالغبن واطروحتنا الفكرية ليست الدولة الاسلامية بمفهومها التقليدي ولا الدولة العلمانية بمفهومها الحالي بل نظام متوازن يجمع كل طموحات وتطلعات الشعب الارتري ورفض التهميش و الاقصاء والدعوة الي اقامة نظام سياسي عادل في ارتريا حتى تعيش في استقرار دائم

ما رأيك في أزمة انشقاق التحالف الذي ترك اثار سلبية على المستوى المحلي والاقليمي ؟

سلمان : نعم ما حدث كان سلبي وليس لمصلحة الشعب الارتري والمعارضة ونرى ان الانشقاق الذي اصاب التحالف غير مبرر وغير مقنع سيما وانهم اتفقوا علي الميثاق وندعوا كل الطرفين الي العودة الي ما قبل مؤتمر اديس ابابا وان تعذر ذلك فعلي الاقل اقامة كتل بين القوى المتقاربة في الافكار داخل مظلة التحالف ، ولا نعتقد ان المعارك الجانبية تخدم الجانبين بقدر ما تأجج الازمة وندعو الي تطوير اليات التحالف واعادة النظر في صيغة التدوال للسلطة والابتعاد عن النهج التقليدي بين اقلية واكثرية ، ولو تمت معالجة تدوال السلطة كان يمكن تجنيب التحالف من مأزقه الحالي فميثاق التحالف معروف للجميع وفي السنوات الماضية معلوم كيف كانت تدار عملية تداول السلطة التي كانت تعتمد على التفاهم والتراضي ولهذا ينبغى وضع قوانين ولوائح ثابته تفاديا لمثل الازمات وانا شخصيا لا ارى أي مصلحة في استبعاد تنظيمات بعينها او اشخاص وادعوا قيادة التحالف لاعادة النظر في الازمة وايقاف التصعيد و نعبرعن قلقنا من التصنيفات الاقليمية والدينية والجغرافية للصراع على تدوال رئاسة التحالف .

لكن هناك من يشبه الصراع داخل التحالف بصراع طائفي واقليمي ؟

سلمان : نحن نعبر عن قلقنا عن خطورة هذا الموقف لانه على المدى البعيد سيشكل هذا التقسيم خطورة على الكيان الارتري وسيتجاوز ازمة السلطة التي اتفجرت مؤخرا في التحالف ونحن نعتقد ان هذا الخلاف سوف يطيل من عمر النظام وارتريا لا تحتمل مثل هذه الصراعات التي لا تخدم الشعب الارتري المتضرر الاكبر من الخلافات المعارضة وعلينا ان تحمل مسؤليتنا لانقاذ الشعب الذي يواجه اكبر نظام ديكتاتوري وأولياتنا شعبنا هو تغير هذا النظام بنظام ديمقراطي

تحدثتم كثيرا عن الانشقاق بماذا تفسرون انشقاقكم ولماذا لم تنضموا الي تنظيمات اسلامية اخرى

سلمان : سؤال منطقى ، ولكن في بعض الاحيان الظروف والحسابات السياسية في معسكر المعارضة تجعلك تبحث لنفسك مكان تحت الشمس كان بامكاننا ان ننضم الي تنظيمات نتفق معها وخياراتنا كانت محدودة اختلفنا مع حركة الاصلاح وكان امامنا الحزب الاسلامي للعدالة والتنمية وهو كان مرتبط مع حركة الاصلاح والعمل معه قد يكون محرج للحزب ولهذا كان خيارنا اقامة هذا الكيان الذي يحمل افكار ومقترحات ويجمع الكثير من التنوع والخبرات والتركيبات الاجتماعية ونرى ان الاختزال الاجتماعي هو انتحار للمشروع الاسلامي الذي لابد ان ياخذ صفة الوطنية واستعياب كل القوى . كما اننا تناولنا اطروحات فكرية جديرة بالخروج من التقليد وقراءة جادة للواقع والامكانيات وتقوم منهجيتنا على التوزان وتبتعد عن التطرف او الاقصاء لاننا عانينا من الاقصاء وان الحل يكمن في اقامة نظام سياسي متوازن

هناك تصنيفات للاتجاهات الإسلامية بمدرستي الإخوان والسلفيين وانتم لستم ببعيدين من المدرستين فما هي الاضافة الجديدة للمشروع الاسلامي في ارتريا

سلمان : نحن ارتريين وتجاربنا تولدت من روح مأساة هذا الشعب ومعاناته حتى المؤتمر مول بجهد ارتري و وطنيتنا كانت الحافز في انطلاقتنا وسوف تكون ركيزة في علاقتنا مع الاخر وما يميزنا بأنه ليس لدينا أي ارتباط بالعامل الخارجي وهذه هي الحقيقة التي دفعتنا بأن نقدم نفسنا للكل بلا استثناء وفتحنا عقولنا وقلوبنا للجميع سواء كانوا من الاخوان او السلفيين ويعتبر مشروع المؤتمر الاسلامي مشروع وحدة المدارس الفكرية الاسلامية

ونحن نحترم المدراس الفكرية التي لها ارتباطات بالمدارس السلفية والاخوانية وقمنا باستعياب قطاع واسع من الدعاه ومن الرعيل ومجموعات اخرى ظلت مجمدة من التنظيمات الاسلامية والكيان الجديد هو جامع لكل الشرائح ومكونات المجتمع الارتري حيث توجد فيه كل التركيبة الارترية الاسلامية وبالطبع باعتبارنا تنظيم اسلامي لا يوجد فيه مسيحيين اقرينا بمبدأ التعايش واقامة حوار وطني من اجل اقامة دولة ديمقراطية في ارتريا .

لكن هناك من يتهمكم بتبنى مشروع إقصاء المسيحيين واقامة دولة اسلامية ؟

سلمان :نعم هناك ازمة ثقة وملف المظالم للمسلميين مطروح من 50 سنة و لاشك ان النظام الارتري ساهم بشكل او باخر في احداث فجوة بين المجتمع الارتري ، ولكن نحن لا نحمل المسيحيين بكاملهم مسالة التهميش فرئيس النظام هو المسؤول الاول وانا اعتقد ان اسلوب الخطاب وبعض الاعمال التي قامت بها بعض الاطراف الاسلامية قد تم استغلالها من قبل النظام الذي يسعى الي تأجيج الصراع فالنظام في سبيل ان يبقى يفجر أي ازمة سواء كانت دينية اوعرقية ولكن هناك مجموعات حتى في داخل معسكر المعارضة تتبنى مشاريع اقصائيه واطروحات قد تخدم النظام من خلال المنهج الذي يلحق ضرر بمصلحة المعارضة ، ومطلوب من الحركة الاسلامية وضع رؤية واضحة والاتصال بالاخرين لنفى هذه الشبهة ، كانت هناك فرصة للاسلاميين في التحالف لاقامة مثل هذه الاتصال من اجل تصحيح المفاهيم الخاطئة التي يروجها النظام وفي السنوات الماضية نجح الاسلاميين من خلال مظلة التحالف ومحاورة الاخريين وان ابعاد العنصر الاخر من داخل التحالف يعتبر العودة الي المربع الاول وتصنيف الصراع بين مسلمين ومسيحيين سواء كان في الداخل والخارج ، وهذه ضربة للشعب الارتري وللمصلحة الوطنية والمستفيد الاكبر هو نظام اسمرا.

ماذا تقولون عن اتهامكم بالميل نحو العلمانيين بل البعض يتهمكم بميلكم للنظام الارتري

سلمان : انت تعلم هذه جزء من ثقافة الخلاف يجب ان نقربها وهي تخوين من يختلف معك هذه اصبحت تقليد في الخلافات بين تنظيمات المعارضة سمعت الكثير في الشهور الماضية ، نحن حددنا علاقتنا مع القوى السياسية بما فيها التنظيمات العلمانية وادرنا معهم حوار ووجدنا تقارب في الرؤيا والافكار نحن واقعيين لا نتعامل بالعاطفة او القفزات فوق الواقع هذه التنظيمات التي ظلت في معسكر المعارضة ولم تتزحزح قيد انملة ولم يذهبوا الي اسمرا وبقوا معنا في معسكر واحد وساهموا معنا في تأسيس معسكر المعارضة فعلاقتنا معهم مبنية على اسس وثوابت وطنية ونحن اذا لم نستطيع التعايش مع هذه التنظيمات سوف يكون من المستحيل التعايش مع تنظيمات اخرى لم تظهر بعد

اما فيما يتعلق بعلاقتنا بالنظام فنحن مع كل القوى الوطنية ندعوا النظام بايقاف عمليات القمع وتجويع والعودة الي العقل ووقف كافة اشكال العداء فخلافنا مع النظام ينتهى بانتهاء معاناة الشعب نحن نطرح القضايا بصورة موضوعية فلا نريد ان نحمل شعبنا ما لايحتمل ولا نعتقد ان الحرب الكلامية قد تسقط النظام ولهذا ندعو الي اقامة جبهة عريضة تضم كل الوطنيين الارتريين المناهضين للنظام ونعتقد ان أي متطرفين يحملون المشروع الطائفي سواء كانوا مسلمين او مسحيين لا يخدمون سوى النظام الديكتاتوري الذي يستمد قوته من الصراعات الطائفية والقبلية والاقليمية

ماذا عن دول تعاون صنعاء ؟

سلمان : هذه الدول هي حليفة استراتجية للمعارضة الارترية والشعب الارتري ونحن نقدر دعمهم للشعب الارتري ونناشد ان يقوم بدور اكبر على المدي البعيد وضروة اقامة علاقات متوازنة معه لان ارتريا تحتاج الي تكامل مع التعاون وعلاقتنا بالسودان علاقة تاريخية وتأخذ بعد استراتيجي وهناك تداخلات ومصالح وهذة العلاقة لن تتاثر لانها وجدت لتبقى كما ان المعارضة نجحت في اقامة علاقات استراتجية مع اثيوبيا في عهدها الجديد والعلاقات بين الشعبين هي علاقات تاريخية وان الازمة التي صنعها نظام اسمرا ترحل مع رحيله .كما ان العلاقات الارترية مع دول الجوار سوف تعود الي طبيعتها بعد عودة الاستقرار السياسي في ارتريا وان الحالة الداخلية سوف تنعكس على الوضع الاقليمي والدولي.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40641

نشرت بواسطة في مارس 27 2007 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010