في منتدى مركز البحر الأحمر: د. جلال الدين : التغيير المنشود في إرتريا يتطلب المرونة والتنازلات من الجميع


شدّد الدكتور جلال الدين محمد صالح الأكاديمي المعروف على أن غياب مشروع سياسي واضح المعالم للمعارضة الإرترية وجنوح خطابها نحو التعميم يعد أهم العقبات أمام التغيير السياسي المنشود فضلاً عن بعثرة الجهود في قضايا انصرافية مثل النزاع على المناصب القيادية بما جعلها تفقد ثقة المواطن الإرتري صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير .

ودعا د.جلال في المنتدى الدوري الذي نظمه مركز البحر الأحمر للدراسات والبحوث أمس الأول بالخرطوم بعنوان ( إشكالية التغيير السياسي في إرتريا ) بحضور جمع من السياسيين والإعلاميين والباحثين ،إلى وحدة سياسية متينة بين قوى المعارضة مدعومة بآلة إعلامية فاعلة تحمل خطاباً سياسياً واضح المعالم حتى يتسنى للشعب الإرتري التعرف على أهدافها وبرامجها ومن ثم نصرتها وتأييدها .

القبضة الحديدية

ورداً على المقولة الشائعة وسط المعارضة الإرترية بأن النظام آيل للسقوط قال أن قبضته الحديدية مازالت قوية وتطال كل من يتطلع نحو التغيير إلا أنه يعاني من إرهاق وآلام في المفاصل لم تصل به حد الإنهيار وأردف إنه نظام يفقد النظرة المؤسساتية ويقوم على الإرادة الفردية وتتحكم في قراراته المخاوف الأمنية وتصوغه العقلية الاستخباراتية بما يعوق أي عملية للتغييرمن الداخل والخارج .

وأبان إن التغيير المطلوب في إرتريا هو تغيير مرن بحدوث تنازلات من جميع الأطراف في الحكم والمعارضة بما يحقق الوفاق الوطني .

نظرة دول الجوار

وأوضح د. جلال الدين إن نظرة دول الجوار إلى إرتريا منزوعة من واقع إشكالياتها الداخلية بما يحد من تفاعلها مع عملية التغيير فالسودان ينظر إلى التغيير بما يحقق له استقراراً على حدوده الشرقية وإثيوبيا لها حضور أكبر من السودان مبيناً أنها لن تسمح بأن يفضي التغيير السياسي إلى أن تكون إرتريا دولة ذات تأثير في المنطقة وإنما دولة ترانزيت منزوعة الأسنان على حد تعبيره .وأشار إلى أن إثيوبيا ستقف حجر عثرة في طريق أي تغيير لا ينسجم مع نظرتها .

ورهن حدوث تحولات في مواقف دول الجوار من التغيير السياسي في إرتريا بحدوث تقدم ملحوظ في أداء قوى المعارضة الإرترية .

الشعب لا يثق في المعارضة

وحول تعاطي الشعب الإرتري مع التغيير السياسي قال د. جلال الدين محمد صالح إن الشعب الإرتري لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب للتفاعل معه بسبب جهله لهدف التغيير وعدم ثقته في من يحمل لواءه وأنحى باللائمة على وسائل إعلام المعارضة التي تقاصرت عن أيصال الرسالة الإعلامية بشكل رغم توفر الوسائط اللازمة لذلك .

مداخلات :

وشهد المنتدى نقاشاً واسعاً حول ضرورة أن يطال التغيير السياسي قوى المعارضة الإرترية في برامجها ووسائلها وخطابها وأسماءها وقياداتها حيث أشار عدد من الحضور إن العقبة الرئيسة أمام فاعلية المعارضة هي عدم قدرتها على التحديث المستمر .

وتوقع عدد من المشاركين في المنتدى حدوث تغيير داخلي محدود داخل النظام بناءاً على ما يرشح من معلومات ووفقاً لقراءة المعطى الدولي الذي لا يسمح بالتحولات الفجائية الدراماتيكية وذكروا إن الهدف من التغيير المحدود هو في إطار تهدئة بؤر التوتر مبنينلن يكون في مصلحة المواطن الإرتري .

وأجمع الحضور على أن النظام ليس ضعيفاً بالقدر الذي يؤدي با إلى السقوط مطالبين بعدم المبالغة في تقدير قوة المعارضة بما يرسل رسائل خاطئة إلى دول الجوار.

وأبانوا بأن العامل الخارجي يعد عاملاً حاسماً في التغيير داعين قوى المعارضة للتركيز على هذا الجانب وصولاً إلى أهدافها وشددوا على الدور المحوري للنخب والمثقفين في عملية التغيير مناشدين بضرورة رص الصفوف والانتظام في سلك القوى المطالبة بالتغيير .

وحدة الإعلام بالمركز البريد الإلكتروني:redseac@gmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41057

نشرت بواسطة في أبريل 25 2008 في صفحة تقارير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010