قائد قوات الشرطة الجيبوتية: قضية المعتقلين والمحتجزين الإرتريين إقتربت من النهاية

مركز الخليج

تزداد معاناة اللاجئين الإرتريين يوما بعد يوم والهاربون من جحيم نظام أسمرا يدفعون فاتورة هذه المعاناة، والدول المجاورة بدءا بالسودان واليمن وجيبوتي بها معسكرات لإيواء اللاجئين الإرتريين. والسودان يوجد به العدد الأكبر من منذ حرب التحرير.

وموجات الهجرة لم تنته في إرتريا حتى بعد الاستقلال بل زاد عددهم وكادت البلاد تفرغ من مواطنيها.

وفي جيبوتي قام قائد قوات الشرطة الجيبوتية المقدم (عبد الله عبدي) أمس بزيارة لمراكز الأسرى الإرتريين بأكاديمية الشرطة، يرافقه فيها مدير مركز الخليج محمد طه توكل وعدد من الضباط الجبوتيين بغرض التفقد لأوضاعهم. واستغرقت 3 ساعات. ويوجد في أكاديمة الشرطة من الإرتريين 265 إرتريا ما بين أسير وهارب من الخدمة من اجمالي العدد الذي كان بالمعسكر 500 إرتري غادر منهم 235 شخص إلى كل من كندا وأمريكا ودول أوروبية أخرى وعملية اللجوء إلى جيبوتي بدأت منذ أبريل 2008م مع اندلاع الحرب الحدودية بين البلدين.

وبهذا المناسبة أوضح مستشار الرئيس الجيبوتي للشؤون الإعلامية (نجيب على طاهر) بالقول: إن الإرتريين اخوة لن وسنسعى إلى توفيق أوضاعهم. مشيرا إلى أن بلاده عاملت الأسرى وفقا لمعاهدة جنيف لحقوق الإنسان. وقال إن الحكومة الجيبوتية قامت بتسليم ملفاتهم إلى المفوضية السامية للاجئين والصليب الأحمر.

وفي سؤال لمركز الخليج حول الأسرى الجيبوتين المعتقلين في السجون الإرترية رد بالقول: إن الحكومة الجيبوتية ليست لديهماأية أخبار عن الأسرى المعتقلين ولا مكان اعتقالهم وحتى المنظمات الدولية التي تتطالب السلطات الإرترية بالكشف عن الأسرى لم تجد هي الأخرى الرد من الجهات المسؤولة في إرتريا. كما أن إرتري تنفي وجود حدوث حرب مع جيبوتي ناهيك عن الأسرى ودآبت على النفي وتجاهل ماحدث بين البلدين. على الرغم من صدور عدة قرارات من مجلس الأمن الدولي تطالب إرتريا بوقف العدوان على جيبوتي وإطلاق سراح المعتقلين. ولا حياة لمن تنادي ولو ناديت حيا لأسمعت.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للعمل بالضغط على النظام في إرتريا لمعرفة مصير الاسرى الجيبوتيين، وامكان اعتقالهم.

وذكر الأستاذ توكل بأن الجولة شملت في البداية مركزا بها مجموعة من أسرى الحرب الجيبوتية الإرترية في أبريل من العام 2008م بمنطقة (دميرا). ويبلغ عددهم 19 أسيراً.

وأضاف توكل أنه لاحظ في البداية بعض التوتر والغلق على وجوه هؤلاء الأسرى ولكن بعد أن ألقى المقدم عبدالله التحية قائلاً برفقتي الأستاذ توكل الصحفي الإرتري ونحن جئنا لنتفقد أحوالكم ونسمع عنكم(بادرت التحدث باللغة المحلية في إرتريا وشعرت ببوادر الإطمئنان في نفوسهم). وقال توكل إنه طلب منهم إلى تقديم كل ما لديهم من شكاوا وتظلمات مؤكدا لهم أن هذه فرصتهم. الأمر الذي دفع ستة من بينهم للحديث عنهم.

وكانت أغلب الشكاوا التي تقدم بها الإرتريون تركزت حول توفيق أوضاعهم الانسانية والمعيشية إلى جانب الفترة الزمنية التي يمكن أن يبقوا فيها بالأكاديمية للشرطة محتجزين… كما طالب الاسرى الإرتريين زيارة الأطباء وتوفير العلاجات الدوائية لهم إلى جانب مطالبتهم السماح لهم بالنوم في ساحات المراكز بالأكاديمية بسبب إرتفاع الحرارة في البلاد.

إلى ذلك تطرق الأسرى حول وضع زميلهم الصحي الذي أصيب بالمرض النفسي وطالبوا بضرورة عرضه إلى الطبيب وعدم بقائه بينهم لأن حالته الصحية بدأت في تدهور. وعبر المتحدثون عن تقديرهم وشكرهم لقائد قوات الشرطة الجيبوتي على الزيارة ووصفوها بالمهمة.

وكشف توكل أن قائد قوات الشرطة الجيبوتية أوضح لهم بوجود خيارين الأول التقدم إلى تسجيل أسمائهم إلى الصليب الأحمر لطلب العودة إلى إرتريا طواعية، أما الثاني الانتقال إلى بلد ثالث، وأن ملفاتهم بيد الصليب الأحمر الدولي بإعتبارهم أسرى حرب مؤكدا أن حكومة بلاده تعمل جاهدة من أجل توفيق أوضاعهم لدى المفوضية السامية للاجئين.

أما قضية التكييف فرد بالقول: سنقوم بتكييف الغرق التي ليس بها مكيفات؛ وأن النوم على البرحة (الفناء) أمام غرف الإحتجاز فمسموح به لكم نوموا كماتشاءون.

ووقف عندقضية العلاج بالقول: إن الجهة الملزمة بعلاجكم الصليب الأحمر الدولي وإن جيبوتي تقدم ماتقدرعليه من ذلك ومالم نستطع عليه من العلاج والدواء سنبلغ الصليب الأحمر بذلك.

أما عن الشخص المختل عقليا: قد أبلغلنا الصليب الأحمر حتى يتم الإتصال بأهله. والحل المؤقت له: أن نخصص له غرفة خاصة به ونقدم له أدوية مسكنة.

المجموعة الثانية:

فكانت المجموعة الثانية الأكثر عددا وووجدناهم في حال أفضل عن حال المجموعة الأولى. ومع دخولنا المحتجز خرجت إلينا أفواج تعالت أصواتهم بالترحيب. وفيما بعد اكتشفت أن المجموعة الثانية قد علمت بزيارة قائد قوات الشرطة من أخوانهم في المجموعة الأولى الذين يفصلهم بينهم حائط جداري.

والجميع تجمع من حولنا لمعرفة ما يحمل إليهم المقدم عبدالله من اخبار. وتحدث توكل قائلا: إن هذه الفرصة التي أمامكم اليوم ينبغي أن تستفيدوا منها بالحديث عما ترونه بكل صراحة – بطرح مطالبكم وتظلماتكم ونحن سنستمع إليكم وستجدون الردود من المقدم عبدالله.

هذه المجموعة وجدناها الأكثر تنظيما سواء في طرح الأسئلة والقضايا أو في إدارة الحوار وكان من بين أسئلتهم: هل نحن أٍسرى أم لا جئون؟ لماذا لايتم نقلنا إلى معسكر خاص باللاجئين المدنيين؟ كما تناولوا قضية العلاج والأدوية إلى جانب السؤال عن إجراءاتهم.

من هؤلاء هناك من تمَّ فصلهم عن زوجاتهم وأولادهم بحجزهم في محتجزات خاصة بهم ؛وأسرهم توجد في معسكرات اللاجئين المدنيين. كما كان هناك 5 محتجزين مع أنهم مدنيون تم إعتبارهم عساكر. ويقول هؤلاء بأنهم كانوا في الخدمة المدنية وأنهم أساتذة.

وكان رد المقدم عبدالله عليهم بالقول: أنتم تعتبرون لاجئون وعساكرمعا ولستم أسرى حرب ولذلك قمنا بفصلكم عن اللاجئين المدنيين كحالة إستثنائية؛ لأنه في الوقت الذي تم فيه قدومكم إلينا كنا نحن مع أرتريا في حالة حرب. ونحن اليوم نتعامل معكم كأخوة لنا ولانتعتبركم أسرى حرب.

وهنا قام توكل بالمداخلة قائلا: هل تعرف ياسعادة المقدم بأن أرتريا ليس فيها مواطن مدني الجميع عساكر و المدني الوحيد هو أفورقي؛ وستواجهكم صعوبة في تحديد المدني من العسكري لأن الجميع قد تعسكر قسرا. وأردف قائد الشرطة الجيبوتية بالقول: هذا ما فهمناه ولذلك نتعامل معهم معاملة خاصة وعليهم أن يصبروا لنا ونحن نسعى في سبيل إيجاد الحلول لهم مع الامم المتحدة لإيجاد المخرج لهم بالهجرة. وكحل سريع سيتم نقلهم إلى معسكر أوسع في وقت أقرب؛ ونحن نوجد الأن في الإتصال المستمر مع مفوضية غوث اللاجئين التي توجد معها ملافاتهمم كما لنا إتصالات مع كل من السفارة الأمريكية والكندية والسفارات الإروبية لترحيلهم إلى دولة ثالثة. وقال لهم: إن رسائلكم وصلت بأنكم لاتريدون العودة إلى إرتريا ونحن سنحترم رقبتكم وسنساعدكم في الإنتقال إلى دولة ثالثة.

وأرجع القائد أسباب التأخير إلى الدول المانحة والمقدمة للهجرة وليس من دولة جيبوتي وعليهم أن يصبروا ويتحملوا.

وقال لهم عن العلاج: كما كان ردي على زملائكم إن دولة جيبوتي لن تقصر عنكم بما تسمح به الإمكانيات المتاحة ومالم نستطع عليه سنحيله إلى الصيليب الأحمر حتى يتحمل مسؤوليته في ذلك.

أما عن المدنيين الخمسة فقال بأنه سينهي إجراءاتهم ليضمهم إلى المعسكرات المدنية؛ كماإلتزم بإدخال المكيفات والتهوية لهم. وأشار إلى نفقات الإعاشة بالقول بأن جيبوتي هي المتكفلة بذلك وليس الصليب الاحمر.

المجموعة الثالثة والأخيرة: لقد غادرنا المقدم رئيس شرطة جيبوتي عائدا إلى من حيث أتى وأصبح برفقتي مدير معسكر اللاجئين. هذا المعسكر الأخير يعتبر الأكبر من حيث العدد الذي به كما هو الاوسع من المعسكرات المتقدمة.

الأسئلة والقضايا التي تقدم بهاهؤلاء لا تختلف عن المجموعتين المتقدمتين وجاءت الردود عليها بنفس الردود السابقة (تلك الردود التي قام بها رئيس شرطة جيبوتي الذي قطع اللقاء عائدا إلى عمله) على لسان مدير مركز الخليح وقام توكل بتلطيف الأجواء ورفع المعنويات لهؤلاء كما قام بتنويرهم عن الوضع الراهن في إرتريا من اللجوء والتشرد كنتيجة لأخطاء النظام.

وأضاف بالقول: نحن ماضون لإقناع دول الجوار بالوضع في إرتريا من بطش وقهر وعسكرة وأنتم عليكم بالصبر والتحمل حتى يأتي الإنفراج.

وناشد توكل في ختام الزيارة الجاليات الإرترية في المهجر بالوقوف إلى جانب إخوانهم المحتجزين في جيبوتي وتقديم الدعم لهم المادي والمعنوي بقدر الإمكان والمستطاع.

وكانت المفاجأة أن ثلاثة من بين هؤلاء الذين التقيناهم في المعسكرات وجدناهم في مطار جيبوتي وهم في طريقهم إلى كندا. وكانت المشهد رائعاً يجز المرء عن وصفه. وكانت اللحظة أجمل عندما رأيت الأخوة (هينوك ملاكي) وإبراهيم عمر محمود، (هبتأم قبرازقيهر) وهم يتحدثون إلى ذويهم في أسمرا عبر الهاتف. وهو يرددون (ماما حلفولي أبا نفاريت تسغلي ألخوا)، معناها ياوالدتي العزيزة ولت محنتي وأنا على سلم الطائرة متجها إلى كندا.

والفرحة لاتوصف في تلك اللحظات التي نزلت الدموع الفرح على الخدود للجمع بين فرحتين فرحة إنفراج الكربة وفرحة لقاء الأهل عبر المهاتفة وبهذا كان لزيارتنا ولقائنا بهؤلاء الإخوة مسك الختام.

وكلنا أمل ورجاء لنتهي معاناة شعبنا الذي حقق تحرير أرضه في 91م في أن ينتصر في تحرير الإنسان الإرتري من جبروت النظام.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39183

نشرت بواسطة في سبتمبر 8 2013 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010