قـام تقـدم وقـع .. قـام تقـدم وصـل !!

جابـر سـعيـد ـ أرض ألهـرم

مـن لم يـسـتذكـر دروسـه فى الوقـت المناسـب لابـد ان يجتهـد لينقـل مـن زميله المجاور حتى يتمكـن مـن اجتيـاز الامتحـان العصـيب، ولكن لابـد مـن تجييـرذلك باٍسـلوبه الخاص وبمـا يتناسـب وطبيعة الأشـياء!! طبعـا لا أعنى بـذلك الاعتمـاد على الغيـر ولـكـن يكفى ان يفهم من ذلك الاسـتفادة مـن خبـرات الآخـرين، والنبى صلى ألله عليه وسـلم وصـى بالجار أخـذا وعطاءا!!!

ومـن يضـع بـرنامجـا لحياته ومسـارا لتحـركه وهـدفـا سـاميـا ينشـده لابـد ان يصـل الى حـيث مبتغـاه مـدفوعـا بنشـوة الوصـول ومعتـزا بشـحنة المصابـرة التى تـدفعه نحـوالقضية الهـدف الـتى تغـذيهـا نخوته ويجـددهـا اصـراره، فاٍذا اسـتـذكـرنـا تاريخ نضالات الشـعب الارتـرى نجـده فى الصـدارة حـيث سـبق اغـلب شـعوب القارة الافـريقية فى طلـب الحـرية .. ويكفى ان نـذكـر فى حـق الشـعب الارتـرى هبته التاريخية المباركة لمنازلة الاسـتعمار البـريطانى، عنـدمـا كان الاسـد البـريطانى شـابـا يمتلك القـوة المتفـردة حينمـا كان العلم البـريطانى يشـار اليه بالعلم الـذى لا تـزول عنه الشـمـس .. فى ذلك الوقـت تحـرك الشـعب الارتـرى البطل مطالبـا باٍسـتقـلاله الناجـز ورفـع العلم الوطنى الـرابـع فى القارة الافـريقية مـن بعـد مصـر الكنانة واثيوبيـا الحضارة فى الشـمال والشـرق وليبيـريـا فى الغـرب، تـلك الـدول التى سـبق ان ناضـلت وقـدمـت الكثيـر مـن الشـهـداء لنيل اسـتقلالهـا، وبالـرغم مـن تواجـد الجيـش البـريطانى فى مصـر والأمـريكى فى الاثننتـين الآّ ان الاعـلام والشـارات الوطنية التى كانـت تـرفـرف على سـماء تـلك الأوطان كانـت دليـل قطعى على تحقيق نوع مـن السـيادة الوطنية، أمـا ماحـدث ويحـدث مابعـد ذلك فهو كثيـر لا يتسـع المجـال لـذكـره، فمصـر بعـد الاتيـان بالنظام الجمهورى أصبحـت قبلة لكافة طـلاب الحـرية مـن القارتـين كمـا حـقق الشـعب الاثيوبى غاياته المتمثلة فى اقصاء الملكية والـديكتاتورية وتحقيق النظام الجمهورى، ومازالـت هـذه الـدول تسـيـر قـدمـا نحو تحقيق رغبـات شـعوبهـا، المهم لم يتمـكن الشـعب الارتـرى أنـذاك تحقيق الاسـتقـلال الناجـز حـيث جاءت نتيجة تـلك النضـالات ماأسـموه ,,الاتحـاد الفيـدرالي،، ذلك المشـئوم الـذى جاء بسـبب اختـلاف أهـداف مكوناته .. نعم بـسـبب أختـلاف أهـداف مكوناته .. لا اريـد ان أتحـدث عـن فتـرة الكفاح المسـلح الآ ان هى الاخـرى اصـيبت ببقايـا اخـتلاف الأهـداف ومـن ثم باٍختـلاف الوسـائل والـرؤى المتباينة ممـا أدى ذلك الى اطالة فتـرة الكفاح المسـلح، الأن كلنـا نعلم مايحـدث فى السـاحة العالمية كمـا نعلم سـلوكياتنـا السـياسـية الممارسـة التى قـد لا تحقق غايـات أعـرابنـا أو أعجامنـا ……….، وبالمقابـل تحولـت اٍثيوبيـا الخصم الى حلـيف، والسـودان شـعبـا وحكومة كان ومايزال المـلاذ الأمـن والناصح الأمـين والحلـيف الـدائم، على الأقـل شـعبه الـذى أصبح شـريكنـا فى السـراء والضـراء، لم يتبقى مـن الأدوات التى نحتاجهـا الأ المجهـود الـذاتى الوطنى .. الاسـتماع الى بعضنـا بعض .. اجمـاع الـرأي للاسـتظلال تحـت مظلة وطنية يجتمـع فيهـا أصحاب الهم .. الاسـتفادة مـن المسـاحة المتاحة فى أرض اليمـن السـعيـد وسـودان التسـامح والحليف الاثيوبى .. الاسـتفادة مـن خبـرة الحكومة السـودانية التى انتصـرت على نفسـهـا قبـل الانتصار على جمـع شـعبهـا بالعلم والصبـر والتناصح والحكمة والاسـتفادة مـن الخصوم والاصـدقاء .. فهـل ننتصـر نحـن على أنفسـنا قبـل الانتصار على خصومنـا .. هنـاك الآن فـرصة أخيـرة أمامنـا مـن خـلال الاجتمـاع المـرتقب فى الثانى عشـر مـن ينايـر 2005م، فهـل نسـتمع الى الـرأى الوطنى ونتـذود بالحكمة أم سـنظل كمـا كنـا فى سـابق الأيـام !؟

 لابـد ان نسـتفيـد مـن (هـذه) الفـرصة المتاحة فالغـد لا نملكه ولا نعلم التحولات التى سـتطـرأ بعـد السـلام المبارك الـذى حققه الشـعب السـودان الكـريم وحكومته الشـجاعة التى أسـمت الأشـياء بأسـمائهـا، هـذا السـلام الـذى نباركه ونؤيـده لمـا فيه مـن مصلحة شـعوب القارة وحقـن دماء أبنـاءهـا، أقول مكـررا لابـد ان نستفيـد مـن الفـرصة والتجـربة لأننـا لا نعلم ماالـذى سـيحـدث فى صفوف حلفائنـا، وهنـاك مؤشـرات لا يخطؤهـا المـراقب ناهيك عـن المتابـع الـذى سـيتأثـر بهـا سلبـا وايجابـا .. مـاذا نحـن فاعلون والى أيـن متجهون، فالوقـت مـن ذهـب والفـرص الجميلة قـد لا تتكـرر مـرارا.

كافة قطاعـات شـعبنـا الارتـرى تـرى ضـرورة الاسـتفادة مـن هـذه الفـرصة المتاحة لنـا للخـروج بميثـاق وطنى يظلل كل المسـاحات ويجمـع كافة السـواعـد الفتية، فهـل تـرى قياداتنـا المعارضة مايـراه شـعبهـا ؟؟، هـذا هـو السـؤال الـذى يـدور الأن فى الأذهـان ويـردده بعضنـا بصوت عالى. والى المـوعـد المحـدد واللقاء المـرتقب الـذى سـيضم كافة فصائـل المعارضة الارتـرية فى العاصمة السـودانية، وعلى خلفية اجتمـاع القيادة السـياسـية العليـا المنعقـد الأن فى العاصمة الاثيوبية، وعلى أنغام السـلام السـودانى الـذى سـيؤسـس  لسـلام دائم، بالاضافة الى الـدعوة المقـدمة للنظام الارتـرى مـن بعض الجهـات وقـد تتلوهـا دعوات وخطوات لا يحمـد عقبـاهـا.. ســلام .. سـلام .. ونحـن فى انتظار انتصار العقل على الـرغبات الفـردية والتنظيمية الضيقة، وسـمو الأرادة القوية وتوسـيع دائـرة المشأركة خيـر زاد لمـن تكـررت عثـراته، وضاقـت مسـاحات صـدره وتحـركه، ومـن تقـدم وصـل، أمالنـا عـريضة وأحـلامنـا كثيـرة والسـلام مازال المبتـدأ والخبـر والختـام.


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6272

نشرت بواسطة في يناير 11 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010