قــطوف أرتــريـة الحلقة (14)

بقلم : أحمد نقاش

شعرت معاوية بين امريكا والنظام الاريترى

الى متى ؟!(4)

الحرب الحدودية الاخيرة بين اريترية واثيوبية هى التى اجبرة حركة العلاقات الامريكة الاريترية تجاه عدد تنازلى تتأرجح بين الشد والرخى الا ان شعرت المعاوية باقية حتى هذه اللحظة ولم تقطع بعد لاسباب عديدة وكثيرة منها :

عدم وجود بديل مناسب فى المعارضة الاريترية من حيث الكيف او الكم رغم كثرت الذين يطرحون انفسهم كبديل على مستوى الافراد والجماعات دون ان يكون لهم وجود فعلى على ارض الواقع والسياسة العملية اولا تنظر الى القوة الفعلية التى تمتلكها على ارض الواقع من حيث وجود مناصرين لك ام لا حتى تقبل كبديل او ترفض.السياسة الاريترية المعارضة اليوم تفتقد الى قائد او قيادة تستطع ان تفرض نفسها على الوضع الدولى اقليميا وعالميا،لان معظم القيادات الحالية نشأة من خلال الممارسة العملية فى ساحة النضال ولم تكن تتمتع بالعلم النظرى والثقافة الواسعة التى يتطلبها العمل السياسي خاصة فى شقه الدبلوماسى،لان المعركة الدبلوماسية سلاحها الحقيق هو الفكر والقدرة على المناورة المناسبة فى الوقت المناسب،وان تكن لديك معرفة من اى باب تدخل على دولة المراد خلق علاقة معها، فضلا على القدرة المطلوبة للولوج الى عقل محاورك من المسؤولين والدبلوماسين وكل هذا ما يتطلبه الثقافة الواسعة والعلم المطلوب خاصة فى العلوم الانسانية مثل الاجتماعيات والنفسيات فضلا عن التاريخ والمعتقدات وكل هذه الاشياء ما يسهل لك لاختراق المنظومة الفكرية للدول وممثليهم.

من حيث الكم انعدام تنظيم محورى ذو وزن مقدر فى قوى المعارضة الاريترية الحالية،وفشل هذه المعارضة فى خلق تحالف سياسي قوى فى برنامج حد الادنى الذى تتطلبه المرحلة الحالية،وهذا الفشل بدوره يرجع الى العلة الاولى التى ذكرتها اى ضعف النخب السياسية التى تقود العمل المعارض اليوم.

والولايات المتحدة الامريكية لا تريد حدوث فراغ سياسي فى اريتريا لان ذلك سوف يزيد من سوء الوضع فى القرن الافريقى المتأزم اصلا. وامريكا لا تريد فى الوقت الحالى على الاقل مزيد من المتاعب الدولية التى بدأت فيه الامور تنفرط من العقد الامريكى وسيطرتها.والنظام الاريترى مهما تطاول على اوليائه وانه لا يستطيع الانقطاع النهائى عنهم بل يمكنه ان يعود الى الخدمة والطاعة لمجرد حل مشاكله العالقة،وهذا ما تدركه الادارة الامريكة جيدا،وخاصة حلفاء السيد (افورقى) من بعض المؤسسات والافراد فى الولايات المتحدة الامريكة.

هكذا تبدو المسالة الاريترية معقدة الى ابعد الحدود فى ظل نظام عنيد وغير قادر على تغير سياسته مع شعبه،ومعارضة معاقة عن العمل السياسي الفعلى،والشعب الذى فقد الثقة فيما بينه،والشباب الاريترى الذى فقد البوصلة التى تحدد له كيفية احداث التغير مما فضل البحث عن الحلول الفردية بدلا عن الحلول الجماعية،والجيش الاريترى الذى اصبح يوجه عبر رموت كونترول من السلطة المتسلطة ضد نفسه والشعب،والمهاجرين الارترين الذين فضل بعضهم الصمت،والبعض الاخر نسيان الوطن بمن فيه والانصراف الى حياتهم الخاصة،وافضلهم يبكون على حائط المعارضة الذى لا يكاد يسقط ولا يقوم. ودول مجاورة ليس لديها اى رؤية فى اريتريا،والقوة الكبرى التى تفضل التعامل مع الشيطان الذى تعرفه بدلا من التعامل مع الحمائم الذين لا تعرفهم على الاقل الى هذه اللحظة. وكل هذه الامور هى التى تجعل من الممكن استمرار معاناة الشعب فى اريتريا دون اى حلول تلوح فى الافق.

وجملة القول ان شعرت معاوية سوف تبقى بين امريكا والنظام الاريترى بين الشد والرخى والعلاقة بين التوتر والهدوء الى ان يحدث تغير فى موازن القوى داخل السياسة الارترية او حدوث اشياء خارج التوقعات لحكمة التداول.((وتلك الايام نداولها بين الناس)).

Nagash06@maktoob.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40986

نشرت بواسطة في ديسمبر 26 2007 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010