قــطوف أرتــريـة. (8)

بقلم : أحمد نقاش

Nagash06@maktoob.com

لمصلحة من تقليل شأن مسليمى مرتفعات ارتريا؟!

من حين لاخر يلاحظ المرء بعض المقالات التى تتحدث عن ان الصراع فى ارتريا كأنه بين مسليمى منخفضات ارترية،ومسيحي مرتفعاتها (كبسا)ويتم تناول منطقة كبسا بما يحى انها خالصة لسكان مسيحين او تجرينية،لا ادرى ايكون هذا جهلا ام تجاهلا ؟اتمن ان يكون جهلا، احيانا يكون الجهل ارحم من التجاهل،بإعتبار انك من السهل ان تغفر لمن يجهل الامور،فى الوقت الذى يصعب عليك من ان تغفر لمن يتجاهل وجودك فى الوجود،لان الله اوجدك لتكون موجودا،ومن يتجهال من اوجده الله فى منطقة جغرافية معينة يخالف سنة الله فى خلقه،(تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا…) فضلا ان مثل هذا التجاهل يضر بالجميع،بمن هم فى المنخفض او المرتفع… إن مثل مسليمى مرتفعات أرتريا ومسليمى منخفضاتها،كمثل جسد واحد إذا إشتكى منه عضو تساهرت له سائر الاعضاء بسهر والحمى…

ومن يعتقد أن مسليمى منخفضات سوف يستردون حقوقهم من دون إخوانهم فى المرتفعات،او العكس، يخالف الواقع التاريخى فضلا عن أنه بعيد عن منطق الصراع الذى يحتاج الى خلق توازن فى ميزان القوى التى لاتسترد الحقوق إلا بها،لان الحق يؤخذ ولا يعطى،والاخذ لا يتم إلا بالقوة وهذه الاخيرة لا تتحقق الا بالوحدة بين منخفض ومرتفع فى الرؤية والمشاعر والعمل (…وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون…).

بمأن المقالات التى تكتب هنا وهناك،تهدف فى إعتقادى الى خلق ارضية مشتركة للعمل المشترك،علينا ان نكون دقيقين فى المصطلحات والمسميات،بل يجب ان نفرق بين مسمى جغرافى وأخر مسمى يطلق الى مجموعة بشرية او قومية محددة والتى قد تكون جزء من المصطلح الجغرفى دون ان تكون هى الكل،على كاتب المقال إذن ان لا يجعل الطالح والصالح فى سلة واحدة (…و لا تذر وازرة وزر اخرى … ) بل مثل هذا الخلط يخدم الجهة المتجبرة والمتسلطة على الجميع دون استثناء،لتكون مثل هذه المقالات بمثابة السهم الذى يخطئ هدفه ليشكل جرحا عميقا فى صاحبه قبل اخيه،لذا علينا ان ندرك أن كتابة المقال ليس مجرد تراكم الكلمات،او شحنة عاطفية دون عقال،بل علينا ان نعقل العواطف ونتعقل المصطلحات والمسميات،اعتقد ان لكل مقال هدف ورؤية ورسالة، هدف يراد له ان يتحقق،ورؤية تستطيع حماية الهدف، ورسالة يراد لها ان تصل الى الظالم ليكف عن ظلمه،والى المظلوم بأن يتنبه من ظالميه لكى يسترد حقوقه ويتصدى للظالمين.

بما ان المقال يخاطب كل المستويات،عليه ان يراع فيه قدرات الناس فى الفهم والتأويل،والقارء عادة لا يدرك المقاصد التى هى فى الصدور،بقدر ما يفهم الكلمات التى هى فى السطور، بمأن للكلمة فعلها علينا ان نسمى الاشياء بمسمياتها، اذا اراد المجنى عليه ان يشير الى الجانى،وهذا حق مشروع،الا اننا يجب ان نشير إليه بشكله الجزئى.

ومصطلح ( كبسا) او (مرتفعات ارتريا) لا تعنى قومية بعينها،بل علينا ان ندرك ان منطقة (كبسا) فيها مأذن يذكر فيها إسم الله،كما فيها عباد الرحمان الذين يمشون على ارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما،بل فيها مؤمنون منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

ومظالم مسليمى ارتريا واحدة عبر التاريخ لا تتجزء،ورد هذه المظالم كذلك لا تتحقق الا بالوحدة،تلك نتيجة منطقية لا يخطأها الا من يخطئ فى قراءات التاريخ،فضلا عن ان اصحاب الفكر الاقصائ لا يفرقون بين هذا وذك ولا بين منخفض ومرتفع .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40683

نشرت بواسطة في مايو 5 2007 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010