قــف تأمـــــــــــل .. فخيـر الكـلام ماقــل ودل

هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

نحـن فعـلا على ظهـر مـركب واحـد !؟

 

لا شـك ان المصـائب توحـد جهـد شـتات القـوم اذا كانـوا جميعـا على ظهـر مـركب واحـد، وقـد يـزداد الجهـد المبـذول اذا كان مـركبهم معطـوبـا على منتصـف الطـريق والامـواج تتقـاذفه مـن كل الاٍتجاهـات، هـذه معطيـات تقـديـرية لـكنهـا تشـابه الواقـع الـذى نعيـشه فعـلا ـ لا غيبيـات او تنبـؤات تتحـدث عـن مسـتقبـل مجهـول، وبمـا ان هـذه المعطيـات تكشـف نتائج سـوداء ممـا يجبـر الفـرقـاء على توحيـد جهـدهم ومعاولهم، فـلا منـاص عنـدئـذ عـن توحيـد الجهـد طلبـا للنجـاة، والجهـد المبـذول فى هـذه الحالة هـو ذى عـلاقة مباشـرة بتجميـع الشـتات فى ذات جامعة مـوحـدة حـيث المصيـر المنتظـر واحـد، وتوحيـد الجهـد فى مثـل هـذه المواقف وارد ومتوقـع حتى مابـين الأعـداء، لأن الطـارئ الخـارجى لا يتـرك مجالا للخصـومة او ممارسـة العـداء لـدى اى من الأطـراف او يفتـرض حـدوث ذلك، ألم يقـل الحكيم ان البـلاء يوحـد مابـين أهـل الجحيم والنعيـم ..!! ـ وقـد يحـدث العكـس اذا كان الفـرقـاء على ظهـر مـركـبين مختلفـين، حـيث لا توجـد فى هـذه الحـالة عـلاقة مباشـرة مابـين الجهـدين المبـذولـين على ظهـر المـركـبين بسـبب اٍختـلاف الـذاتية هنـا وهنـاك، والمثـل العـامى يقول ,, العيـش اللى مايكفى أهــل الـبيت حـرام على الجيـران،، ومـن لا يسـتطيـع اٍنقـاذ نفسـه قطعـا لا يطـلب منه اٍنقـاذ الآخـر، وبالمقابـل مـن لا يبـذل جهـدا مشـتـركا فى الحالة السـياسـية والتنظـيمية الأولى لا ينتظـر منه مـد يـد المسـاعـدة فى الحالة الثانـية ( مفارقـات الأربعينيـات والسـتينيـات)، فالـركاب الـذين على ظهـر المـركب الواحـد هم عبـارة عـن شـعب واحـد يميـل بأكمله حـيثمـا يميـل الفـرد منه، أمـا الحالة الثانـية تجسـد سـلوك ذاتـيـتين اٍثـنـتين وبمعنى أصـح هى همـوم شــعـبـين او عــدة شـعـوب، كل معلـق مـن عـرقوبه منفـردا حـيث لا غـرابة على سـلوكهمـا المتناقض لأن الأقـربـون اولى بالمعـروف.

 لـكن التاريخ الارتـرى أثـبت حـقيقة ثالـثة لا تشـابه الحقـائق التى أعتبـرناهـا معطيـات، ففى أربعينيـات القـرن المنصـرم ناضـل البعض مـن أجـل تحـقيق الاسـتقـلال الناجـز والآخـر مـن أجـل نقـيضه .. وفى مطلـع الخمسـينيـات وافق البعض على سـيادة لسـانـين متـضامـنـين والآخـر أكتفى بلسـان اٍسـتحواذى واحـد، قـولا وفعـلا مـن خـلال جلسـات البـرلمـان الارتــرى ,, الـدورة الاولى ـ الجلسـة الاولى،، وبعـد توقف الجلسـات واٍنفضـاض اعضـاءه وعودتـهم الى مواقعهم الجغـرافية، تم اٍصـلاح ذلك التجـاوز الاٍسـتحـوازى ـ نتـيجة لـورود بـرقـية آمـره  مـن الاٍمبـراطـور هيـلى سـلاسى، والامـر المؤسـف والمعـيب جـدا، ان يتـم اٍصـلاح ماأفسـدته قـوى اٍرتـرية بواسـطة مـن دبـر بالأمـس أيلـولة الـوطن الارتـرى الى ممتـلكاته الـواسـعة .. وفى مطلـع السـتينيـات قاتـل البعض مـن أجـل السـيادة الوطـنية والآخـر مـن أجـل نقـيضهـا .. وفى السـبعينيـات تـرجـل الآخـر عـن المـركب الموحـد مفضـلا الصعـود على ظهـر مـركب خـاص أسـماه ( نحـن وأهـدافنـا) والمقصـون هنـا نحـن الضـيقة التى يعـانى منهـا جـل الشـعب الارتـرى اليـوم .. وفى الثمانينـات تم التنسـيق مـع جهة أجـنبية للكيـد بالقـوى الوطـنية الشـريكة التى علمـت وحضـنت ودللـت الكبـار مثلمـا يـدلل الصغـار .. وفى التسـعينيـات قطـع الآخـر شـعـرة معـاوية، فأعـاد اللاجئـون بشـكل اٍنتقـائى، وبـدأ مسـلسـل التصفيـات الجسـدية فى صفـوف القـوى التاريخية التى علمتنـا (جميعـا) لمـاذا نناضـل وكـيف نناضـل، ومـن ثم قادتنـا نحـو طـريق التـآخى والحـرية والاسـتقلال الناجـز متناسـية قـراءة صفحـات الأمـس القـريب، وهنـا يكفى ان نـذكـر القـارئ الكـريم باٍتفـاق ,, الجنتلمـان،، الـذى تم مابـين جبهة التحـريـر الارتـرية وحـركة الجهـاد الاٍسـلامى الموحـدة، حـيث قـررا اٍيقـاف المعـارك ضـد الجـبهة الشـعـبية، باٍتفـاق ثنـائى خـلا  مـن كتابة بيانات او اٍحـداث ضـجة اٍعـلامـية ـ وذلك حتى تتمكن الشـعـبية مـن عقـد مؤتمـرهـا فى ظـرف أمنى جيـد يمـكنهـا مـن مـراجعة مواقفهـا الفجة، اٍعتقـادا منهمـا ان الشـعـبية قـد تتـراجـع عـن سـياسـات الحـرابة والاٍقصـاء مـن خـلال مؤتمـرهـا القادم ـ خصوصـا وهى تتجهـز للقيـام بمهـام حكومة ـ والمفتـرض انهـا تنتقـل مـن عهـد الثــورة الى عهـد ممارسـة الـديمقـراطـية النيابـية وتسـليم السـلطة للمواطـن، قطعــا هـذا المـوقف يمثـل قـمة المسـئولية والتفـانى، وهـو ايضـا مسـاهمة وطـنية مسـئولة تعمـل باٍتجـاه اٍيجـاد مخارج وطـنية لحـل معضلة الخلافات الارتـرية ـ الارتـرية على الأقـل مـن وجهة نظـر الاسـوياء، وهـو ايضـا منـتهى الحـرص الوطـنى الخالص، متمثـلا فى تقـديم  مصيـر البـلاد والعبـاد على مهـمة تطهيـر وتضميـد الجـراحـات المتقيـحة الـتى سـببهـا الآخـر، حـدث ذلك المـوقف النبيـل بعيـدا عـن أجـواء الخصـومة وتسـابق الأحـزاب والفصائـل للوصـول الى الصـدارة وتقلـد المناصـب او حتى الفـوز بصولجـان السـلطـان، وبالفعـل عقـد مؤتمـر نــقفة ومـن ثم اٍنفض دون ان يحـركا التنظيمين سـاكنـا ضـد الشـعـبية ومؤتمـرهـا، وجـاءت قـرارات المؤتمـر مؤكـدة تثـبيت البـرامج القـديمة، كمـا اضـيفت اليهـا قـرارات جـديـدة كان اكثـرهـا عـداءا مصـادرة الأرض وعـدم الاٍعتـراف بالفصائـل الوطـنية الاخـرى وتسـويف عـودة اللاجـئين تحـت حجج باطـلة، وفيمـا بعـد تكـرم الـرئيـس أفـورقى باٍعـلان مكـرمتة التى أجـازت امكانـية اٍسـتقبـال القـوى التاريخـية على هـيئة أفـراد !!.

 فلــو أفتـرضنـا جـدلا اننـا كنـا فى الاربعينيـات والخمسـينيـات على ظهـر مـركـب واحـد، واننـا شـعب واحـد لا شـعبـين، وان مـركبنـا كان معـرضـا للغـرق بمـن فيه مشـكـلا هـلاكا مؤكـدا لـكافة الـركاب، لـو أفتـرضنـا ذلك ـ اذن لمـاذا اختلفـت النوايـا والافعـال والسـلوك آنـذاك، ممـا ادى ذلك الى اٍختـلاف اللجـنة الخماسـية الـدولـية التى رفعـت تقـررين مختلفـين لتصبـح النتـيجة اٍتحـادا فيـدراليـا مـع اثيـوبيـا الامبـراطـور!!؟، ومـن ثم حدث اٍلتفـاف جـديـد على الاٍتحاد الفيـدرالى بواسـطة نفـس القـوى وتم اٍلغـاء السـيادة الارتـرية، كمـا بـذلـت ضغـوط تـرغـيب وتهـديـد على القـوى الاسـتقـلالية لتتخلى عـن المشـروع الـوطنى الـذى كان يمثـل رأى الاغلـبية الـوطـنية ـ ولاحقـا تـم اٍصطـفـاف جـل الآخـر بجانب اٍثيـوبيـا الامبـراطـور الـذى حـارب الثـورة الوطـنية الارتـرية بقـوى اٍرتـرية على مـدار السـنوات 61/ 1975م ( الكومانـدس + البانـدا الأهـلية + القـرى المسـلحة).

 لمّ حـدثت كل تـلك التصـرفات الغـريبة فى عقـد السـتينيـات/ السـبعينيـات/ الثمانينيـات/ التسـعينيـات، ولمّ تحـدث اليـوم سـياسـات القهـر والحجـر على حـريات وممتلكات اكثـر مـن نصـف السـكان، هـذه المـواقف بجـانب الاٍصـرار على الاٍسـتمـرار والتمـادى لاٍذكـاء الخـلاف وتحويله مـن جانبهم الى عـداء، ألآ تعتبـر سـياسـات جنـونية تـؤذى صناعهـا والآخـر وتـورث الاجيـال أحقـادا هم فى غنى عنهـا، هـذا بالاضافة الى تصعيـد الـضغط على المواطـنين ودفعهم الى مايشـبه الحـروب الأهـلية المنـظمة او اٍجبارهم على اللجـوء الى خارج بلادهم ـ أليـس هـذا كافيـا للتأمـل ما اذا كان التعايـش معـا ممكنـا أم لاّ ..!!؟.

 

اذا تمكنـا فـرضـا اٍيجـاد تفسـيـرات منطـقية لـكل تـلك السـياسـات المتعمـدة السـابقة ـ قـد لا نجـد تفسـيـرا مقنعـا يبـرر الخـلافات والاٍخـتلافات الحالـية التى نحتـرق بهـا رغم تجـاربنـا المـريـرة، ودعـواتنـا المتكـررة مـن اجـل طـلب الجلـوس لخـلق حـوارات وطـنية تؤمـن الاٍسـتقـرار والسـلام فى ربـوع ارتـريـا الموحـدة، ومـن قبلهـا حـربنـا الطويلة التى خضناهـا ضـد المسـتعمـر خـلال الســتون سـنة السـابقة، دونمـا اٍحـداث أية مـراجعـات او تهـدءات مـن جانـب شـقنـا الآخـر، ورغم هـذا وذاك ربمـا .. ربمـا قـد نتمـكن مـن اٍيجـاد حـل يغنينـا عـن تبـريـرات كل تـلك التصـرفات السـابقة، بصنـع عمـل وطنى جـديـد يـلغى مـن ذاكـرتنـا احـداث وجـراحـات الأمـس البعيـد والقـريب ـ حـيث الشـباب الكبسـاوى التغـرينى موجـود وهـو قطعـا قـادر على اٍحـداث سـلام جنـح عـنه السـابقـون بعيـدا، هـذا اذا اراد هـؤلاء الشـباب القيـام بمشـاركة فعـلية ومؤثـرة فى اٍنقـاذ الـوطن الجـريح، اٍنقـاذه مـن هـذه المحـن التى تـدفعه نحـو مـزيـد مـن الشـتات وربمـا غـدا النضـال مـن أجـل تجـزئـته بغـرض تحـقيق مالم يتحـقق الآن، هـذا الـرأى التفـاؤلى ليـس مبنيـا على أوهـام او مجـرد تمنيـات، لأننـا على علم تـام بوجـود شـباب تغـريني وطـنى خـالص يـرفـض ممارسـات الشـعـبية ومـن يـدور فى فـلكهـا، كما يـرفض ممارسـات الهـيمـنة والاٍسـتحـواذ أينمـا وجـدت، وقطعـا لا يـرضى ان يتجه المـركـب الـوطنى نحـو هـاوية تـلغى اٍسـم اٍرتـريـا الـدار والـوطن الـذى حـلم به الجميـع.

 

أمـا اذا فشـلنـا فى تفسـيـر ذلك وهــو أمـر متوقـع الحـدوث، رغم اننـا نـريـده ان يتحـول بقـدرة قـادر الى حلم وخيـال، ولا قـدر الله اذا مـا أحجـم الشـباب الـوطنى التغـرينى عـن القيـام بـدور المصـلح والمناضـل الـوطنى ـ والحجـام أمـر مسـتبعـد، ، اذن فى هـذه الحـالة يجـب ان نجلـس لنـراجـع سـياسـاتنـا ونتحـرى الغـرض الاخيـر مـن اٍسـتمـرار سـياسـات شـقنـا الآخـر .. نعـم يفتـرض ان نفعـل ذلك رغم مايؤكـده المنـطق العقـلانى والسـياسـات الطـاردة التى نـراهـا تمـارس يوميـا على الأرض، ولا شـك ان نتائج هـذه السـياسـات واٍسـتمـرارهـا يؤكـدان أننـا فعـلا نمثـل اٍرادتـين متناقضـتين بـل شـعبـين او اكثـر، بـدليـل تواجـدنـا المسـتمـر على ظهـر اكثـر مـن مـركب معطـوب، فالمواقف كانـت متبايـنة مـنـذ كان المسـتعمـر يمسـك بمقـود البـلاد وتسـييـر العبـاد، كمـا ظلـت متناقـضة عنـدمـا كنـا نناضـل بالأمـس القـريب ضـد المسـتعمـر الاثيـوبى فى خطـين متوازيـين رغم وحـدة الهـدف، أمـا اليـوم وبعـد خـروج المسـتعمـر الأجنبى فالتناقض اصبـح اكثـر وضوحـا، والآخـر ممثـلا فى ,, نظـام الجبهة الشـعـبي،، اصبـح اكثـر جحـودا ونكـرانـا بــل الأكثـر اٍيـلامـا، حـيث أسـتولى على الأرض والثـروة والسـلطة فارضـا ثقـافته وسـلطانه وهيمـنته الـلا محـدودة التى لم يخفيهـا او يبـرر أسـبابهـا بالأمـس عنـدمـا كان ضعيفـا، فلماذا ننتظـر منه تبـريـرهـا اليـوم بعـد ان اصبـح قويـا، وبـدأ ممارسـة سـياسـاته السـابقة تحـت الاضـواء معتمـدا على قـواه العسـكـرية والاقتصـادية، والحليـف الـذى وجـد فيه ضالته فجعـل منه قـادرا على الـردع والتصـدى، خصوصـا ونحـن نناضـل ضـد بعضنـا اكثـر مـن نضالاتنـا ضـد النظـام.

 ولمّ التبـريـر أصـلا وما فوائـده لنـا، فالعكـس هـو الصحيـح فالـذى كان يبـرر أخطـاء الطـرف الآخـر هم مظاليم الأمـس واليـوم، بـل مظاليم المسـتقبـل القـريب والبعيـد اذا لم يتحـركـوا فـورا لنصـرة ذاتهم .. فهـل وعينـا الـدرس القـديم المتجـدد دومـا، أم سـنظل  نبـرر أخطـاء وجـرائم المسـتعمـر الخارجى ومـن ثم المسـتحوذ الـداخلى الـذى جعـل منـا عبـرة لمـن لا يعتبـر، وبالمقابـل اصبحنـا نناضـل ضـد أنفسـنـا ونقـلل ممـا نفـعله بأنفسـنـا على مـر الأيـام، هـل يعقـل ان تصبح محـطة خـلافاتنـا مالم نتمـكن مـن تحـقيقه بعـد، وهـل يصـح ان نهـدد بعضنـا باٍسـتعمـال الفيتـو على بنـود يفتـرض انهـا ثـوابت لا متغيـرات .. لمـاذا الفيتـو على ,, الشـريعة الاسـلامـية والفصائـل القـومـية واللـغة العـربية والنظـالم الـلامـركـزى،، الآ يعلم هـؤلاء ان الشـريعة الاسـلامـية ليـس بالضـرورة ان تطـبق على غيـر المسـلمـين او المسـلمـين العلمانيـين، ألآ يعلمـون ان الفصائـل القـومـية لم تطالـب بالحجـر على الآخـر ولكنهـا تطالـب بحقـوق مواطنيهـا وهـو حـق تملكه دون اٍسـتئـذان الآخـر، ألآ يعلمـون ان رفض اللـغة العـربية سـيقابـله رفضـا قاطعـا ومعلنـا للتغـرينية، ألآ يعلمـون ان اللـغة العـربية التى يمارسـون ضـدهـا حـربـا معلنة وآخـرى مسـتتـرة هى خيـار غيـر المتحـدثـين بالتغـرينـية مثلمـا لهم خيـارهم، وأخيـرا ألآ يعلمـون ان النظـام الـلامـركـزى الـدسـتورى (الفيـدرالى) هـو دواء وليـس داء، وانه البـديـل العلمى والعملى عـن التجـزءة والاٍنفصـال، وان رفـضه يعـزز كـفة دعـاة التجـزءة ويمكنهم مـن تحـقيق سـياسـات الشـتات واٍلغـاء اٍرتـريـا الاسـم والكيـان !!.

ليعلم فقهـاء السـياسـة الارتـرية وممارسـيهـا ان بيننـا اليـوم مـن يـريـد فعـلا تجـزءة الـوطن الارتـرى دون ان يكتـرث لمـا قيـل سـابقـا او سـيـقال لاحقــا، وان هـذه القـوى كلمـا زاد قهـر النظام وصمـت الآخـر اصبحـت تأخـذ خطـوة متقـدمة باٍتجـاه تحـقيق سـياسـاتهـا، كمـا اصبحـت فى حـالة تـزايـد مطـرد، واٍذا أسـتمـرت القـوى الارتـرية بشـقيهـا الحـكومى والمعارض على اٍتخـاذ مـواقف هـلامـية والتـأرجح  مابـين الأمـانى الضـيقة والتنقـل مـن أخطـاء الى اخـرى، قـد يـأتى اليـوم الـذى لا تسـتمـع فيه قـوى التجـزءة الى رأى الأقـربـون او الخصـوم، كمـا قـد لا يهمهـا الامـر حينئـذ سـواء تم اٍسـقاط النظـام أو اٍجـراء تســوية مـا معه، لأنهـا سـتكون قـد جمعـت سـلوك الأمـس واليـوم وخلصـت الى ان المسـتقبـل سـوف لا يختلـف عنهمـا مهمـا تعاقـبت السـنون ومعهـا الأجيـال، ومـن المفتـرض انهـا الآن فى حـالة التـرقـب الـذى يسـبق الحسـم، هـذه المـواقف المخـيفة التى لم تظهـر على السـطح بعـد ـ بالتأكيـد هى نتـاج مـواقف مقابلة ناشـطة فى قفـل كافة المخـارج الـوطـنية، وكان آخـرهـا الفيتـو المـزدوج الـذى حـدث داخـل أروقة التحـالف (الـديمقـراطى) الارتـرى، ولاشـك ان هـذه الاحـداث الغـريبة سـتجبـر المـواطن الارتـرى لينـدفـع بعيـدا عـن الهـوى الارتـرى السـابق، حـيث السـاحة الارتـرية لم تـكن تعـرف فصائـل قومية فيمـا مضى، ولـكنهـا اصبحـت اليـوم وسـيلة نضـال لا غنى عنهـا وهى فى الأصـل نتـاج سـياسـات طائـفية ومناطـقية ظالمة فـرضتهـا علينـا الجبهة الشـعبية، وفى حـالة عــدم اٍمتثـال الأصـوات النشـاز وفى مقـدمتهـا الشـعـبية لصـوت العقـل والحـكمة ـ قـد تظهـر قـريبـا جـدا فصائـل تناضـل فى وضـح النهـار مـن أجـل تجـزءة الـوطن الى كنتونـات تمثـل امـارات ودويـلات وعلى عينـك ياتاجــر العطـور والتوابـل.

 

هـذه الحقـائق بـل هـذه المخاوف تفـرض علينـا ان نعمـل ونناضـل ونكـد مـن خـلال قـوى المظاليم الموحـدة، واذا تعـذر ذلك وهـو الأقـرب الى الحقيـقة المـرئية، فالتعمـل كل قـوى متجانسـة بقواهـا الـذاتـية وفى موقعهـا الجغـرافى، شـريطة ان يتم ذلك فى اٍطـار بـرنامج وطـنى واحـد او على الأقـل فى اطـار الـوطن الموحـد، حـيث لا توجـد حتى الآن مؤشـرات تؤكـد اٍمـكانـية العمـل فى اٍطـار وطـن واحـد يتعايـش فى ربـوعه كافة مواطـنيه دون ان يـكون بينـهم خيـارا او فقـوس، والنضـال مـن اجـل اٍســتعادة حقـوق مسـلوبه ليـس شـرطـا ان يتقيـد بوحـدة مـزعومة قـد لا تـرى النـور اليـوم او غـدا، ولـو أنتظـر القائـد عـواتى حتى تتم وحـدة الشـتات الارتـرى لمـا تمـكن مـن تفجيـر الكفـاح المسـلح الـذى يتعاطـاه بعضنـا اليـوم بشـكل مـزاجى مشـوه، ومـن ناحـية اخـرى ان مـن يسـوف نضالاته ويبحـث عـن الـزرائـع والمبـررات التى تعيــق مواصلة النضـال مـن اجـل اٍسـتعـادة حقـوق مسـلوبة، قطـع شـك هـو احـد اٍثـنـين لا ثالـث لهمـا، ( مـن لم تسـلب حقوقه أو سـلبت حقوقه فعـلا ولـكنه متواطئ مـع الآخـر ضـد الأول كشـرط ملـزم مقابـل اٍسـتعادة حقـوقه المسـلوبه)، وفى الحالـتين لا يعـول على مـن يحمـل هـذين الـرأيـين، والضـرورة تفـرض نسـيانهم والعمـل بالجهـد الشـخصى المتوفـر، وهـذا على أقـل تقـديـر قـد يوفـر الطاقة والـزمن المهـدورين، وفى هـذه الحـالة سـيتم تفعيـل البـرامج الخـاصة على النـور بـدلا مـن تفعيلهـا مـن وراء ظهـر الآخـر، وهـكـذا كل يجـد ضالته واٍمكانية تـرجمة بـرامجه الخاصة فتتوقـف الملاسـنات والمماحكات، كمـا سـيتم توفيـر وقـت ثمـين يضـيع الآن فى تبادل الاٍتهامـات ومـن ثم تبـريـرات واهـية تعطـل العمـل النضالى وبالمقابـل تعمـل على توسـيع المسـاحة التى يتحـرك عليهـا النظـام القهـرى، وقـد يـكون هـذا التصـرف هـو المفتـاح الضائـع. ولنعلم جميعـا ان مـن لم يمـت أبـاه مقتـولا ليـس مجبـرا للبحـث عـن قاتـل مـزعـوم، لأنه فى هـذه الحـالة ليـس طالـب ثـأر يتيـم ولا هـو أجيـرا عنـد صاحـب الثـأر. أللهم انى قـد بلغـت، أللهم فأشـهـد، ولله الأمـر مـن قبـل ومـن بعـد.

 

 جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6784

نشرت بواسطة في يونيو 30 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010