قـف تـأمـل .. فخيـر الناس مـن يـرى وجهه فى مـرآة الآخـر

عجــــبت لـشــعب

يجمــــــــــــــــــــــــع

رؤسـاءه مابـين الـزعامـة والقيـادة

 

وودت لـو يعـلم (الشـباب) الفـرق الجـوهـرى لا المظهـرى مابـين القيـادة والـزعـامة، حتى نتـمكن مـن وضـع حـد لطموحاتنـا الفـردية التى أصبـحت حجـر عثـرة امـام تحـركنـا السـياسى والتـنـظيمى، ففى البـدء يجـب ان نعلـم جميعنـا ان لـكل فـرد مـن افـراد المجتمـع دور حيـوى مؤثـر يشـارك مـن خـلاله فى اداء العمـل الخـاص والعـام، ولـكن العمـل العـام وهـذا مايهمنـا الآن ـ يتطلـب توافـر مواصفـات واٍمكانـات معـينة، بعضهـا ذاتى مـن شـاكلة مـدى الاٍســتعـداد النفـسى والاٍجتمـاعى والصـحى للشـخص، ومـدى معـرفـتة بطـبيعة الأشـيـاء وخفايـا العمـل المطلـوب اداءه، وحصيـلته السـابقة عـنه وهضـم الخلفيـة التاريـخية التى بنى عليهـا، والبعض الآخـر هـو ذات صـلة بمؤثـرات خـارجـية بـدءا بالمعـرفة والعـلم المصقـول بالتجـارب والتتـلمـذ الـذى يـؤدى الى تعـلـم واٍكتسـاب الخبـرة ومـزاولة المهــام والمهـن تحـت اٍشـراف ومتابـعة جهـات متخصـصة قبـل مـزاولتهـا بصـفة مباشـرة، هـذا بجـانب الاٍلمـام بالثقـافة الاٍجتماعـية التى تؤهـل الشـخص للولـوج الى حلـبة ممارسـة السـياسـة، ومعلـوم ايضـا ان ممارسـة السـياسـة والخـوض فيهـا لا يتـأتى الآ مـن خـلال حصيـلة تـراكمـات اٍجتماعـية وقـراءات شــتى العلــوم الاٍنســـانية ( عـلم الاجتمـاع/ التاريـح/ الجغـرافية/ الأجناس/ عـلم النفـس والفلسـفة وغيـره). هـذا بجـانب تعلـم الصبـر واٍكتسـاب سـعة الصـدر التى تؤهــل الممارس لاٍمتصـاص وقـع الـرأى الآخـر الـذى غالبـا مـايتعـارض مـع رؤاه، هـذا يعـنى ان السـياسـة فى حـد ذاتهـا ليســت مهـنة يتعلمهـا المـرء فى المـدارس او مـدرجـات الجامعـات دون المـرور بالعلـوم الاٍجتماعـية وبعـض العلـوم التكميـلية ـ لأنهـا تحصيـل حاصـل ثقافـات متنـوعة وتجـارب عملـية  بجـانب الاٍلمـام بالعلـوم الانسـانـية التى اشـرنـا اليهـا فى السـطور أعـلاهـا، ففى الحيـاة العمـلـية قـد نجـد شـخصـا بسـيطـا لا يحمـل مؤهـلا علميـا او خلـفية تاريخـية مؤثـرة، ولـكنه موفـق فى تقـديم نفسـه للآخـر بطـريقة جـذابة واضـحة المعـانى وسـهلة الهضـم، ومـن ثم موفـق فى  تقـريب وجهـات نظـر الفـرقـاء والمسـاهمة بيسـر فى حلحلة بـعض القضايـا البــينية المعقـدة والمـزمـنة، وعلى النقيـض مـنه قـد نجـد آخـر لا يحسـن الآ تـرتـيب حـديثه واٍنتقـاء كلماته التى لا تلامـس جوهـر القـضية المطـروحة للنقـاش وبالتـالى لا يـؤدى حـديثه الى حـلهـا، وعلى عكـس المنتظـر منه قـد يـؤدى تـدخله الى تعقيـدهـا واٍبتعـادهـا عـن مسـارات المـراجعة أو التوفـيق، وبالبحـث عـن سـيـرته الـذاتـية قـد نفاجـأ انه مـن حمـلة الألقـاب الحاصلـين على الشـهـادات العلمـية والمؤهـلات العالـية، وغيـاب الثقـافة الاجتمـاعـية وعـدم مخـالطة المجتمـع، حـيث تعتبـر الأخيـرة المـدخـل المـؤدى الى سـاحة عالـم المجتمعـات التى تخضـع قضاياهـا للتشـاور والتحـاور.

 

ومعلـوم ايضـا ان لـكل شـخص دور يسـاهم به فى رفـع شـأن اٍسـرته ورعايتهـا وتوجيههـا، فالأب مثـلا هـو الواجهة الحقـيقية التى تسـمى بهـا الاسـرة، ولا ينافسـه فى اداء هــذا الـدور اي مـن أفـراد اسـرته المـكونة مـن الـزوجة والأبنـاء مـن الجنسـين، وهـذا المجتمـع الصغيـر يمـنحه الـولاء والطـاعة المبنيـان على الثـقة بالنفـس والتسـليم بكمال الـرؤى والفـطنة وعلـو الهمة والمشـاركة فى تبعـات النتائـج بخيـرهـا وشـرهـا، هـذا التفويـض المطـلق لا يـأتى الآ نتـيجة لتـراكمـات الحـب والـرعاية والسـعى مـن أجـل اسـعـاد الاسـرة واٍستمـرار حياتهـا وانتقالهـا مـن حسـن الى أحسـن، اذن الـزعامة لا تـأتى الآ نتـيجة لتـراكمـات سـابقة تـدفـع المسـتـفيـد الى الاٍعتـراف بـزعامة مـن سـعى ومـازال يسـعى لتحــقيق أهــدافه ومجتـمعه الصغيـر او الكبيـر، ومـن تنطـبق علـيه هـذه المواصفـات هـو زعيـم الاسـرة او الجمـاعة او الأمة وراعيهـا ومـدبـر سـياسـاتهـا والمسـئول عـن توجيههـا واٍرشـادهـا، وبعـد هـذا التسـليـم الطـوعى بالـزعـامة يـأتى دور التعـرف على مـدى مـرونة هـذا الـزعيم ومـردوده لمـن اعطــاه الـولاء وريـادة التصـرف، فقـد يناقـش الـزعيم اعضـاء اٍسـرته بشـكل فـردى او بطـرح القضـية بـرمتهـا فى اٍجتـماع يحضـره كل الاعضـاء ـ فيـدور نقـاش القضـية وتقلـيبهـا على كافة أوجههـا ومـن ثم تحسـم بـرأى ينتـج مـن خـلال النقـاش الجماعى، وقـد يقـرر الزعيم مايـراه منفـردا ويـوضعه قيـد التنفيـذ دون الـرجـوع الى مجتـمعه الصغيـر او الكبيـر، ففى الحـالة الاولى نوصـفه بالـزعيم الـديمقـراطى، وفى الثانـية بالـزعيم الـدكتاتـورى او احـادى الـرأى والقـرار، ولـكن يظـل محتفظـا بالـزعامة فى الحالتـين باٍعتبـاره الأب المـربى وموضـع ثــقة كافة المجتمـع الصغيـر والكبيـر بصـرف النظـر عـن سـلوكه فى تقـديـر الاٍمـور وكيـفية معالجتهـا، لأن زعامته تـأتى مـن تحصيـل حـاصـل الابـوة والبنـوة التى فـرضتهـا قـوانـين الأرض والسـماء بالاٍضـافة الى اٍجمـاع الاسـرة وثقتهـا المـطلقة به، مثلمـا تـأتى زعـامة الأمـة مـن التـراكمـات الـوطـنية وتحمـل المسـئولية بشـقيهـا وثبـاته فى المواقـف الوطـنية المختـلفة، حـيث ان الـزعمـاء يعملـون فى مجـال التخطـيط والبحـث عـن الحلـول والمخـارج للقضايـا العليـا وتوجـيه المجتمـع نحـو قضايـاه الـوطـنية .

 

أمـا القائـد فهـو عبـارة مـوظف حكـومى تنفيـذى تسـنـد اليه المهـام بعـد ان يتـم معالجتهـا واٍقـرارهـا، ومسـئوليته تنحصـر فى تنفيـذهـا وفـق المواصفـات المطلـوبة وفى اطــار المحـددات المعلـومة والسـلطات الممنـوحة لـه فى شـكل تفـويض قـانـونى، فالمعـلم والطـبيب والـراعى والمـزارع ورئيـس الحكـومة كلهم قـادة تنفيـذيـين، وقـد يتمــكن القائــد مـن تنفيـذ المهمة او يفشـل فيهـا، ومـن ثـم يتـم تقـييم المسـألة لتحـديـد اسـباب نجاحهـا او فشـلهـا، فاٍذا تـبين ان الفشـل كان لأسـباب ذاتـية تتعـلق باٍمكاناته الخاصة وقـدراته القيـادية او سـوء ادارته لمـرؤوسـيه قـد يتـم اٍعفـاءه دون مسـائلة، واذا كان السـبب نتـيجة لتجاوزات متعمـدة قـد يعـاقب ويـعفى مـن موقـعه، أمـا اذا تـبين ان الفشـل كان نتـيجة لعوامـل خارجـية طارئة رغـم اداءه وفـق محـددات المهـنة وفى اٍطـار المسـئولية، فـلا يخضـع للمسـائلة التى يعقبهـا عـقـاب.

ورغـم ان الكثيـر مـن مثقفينـا تقـّول على جبهة التحـريـر الارتـرية، زاعمـين انهـا اعلـنت الكفــاح المسـلح قبـل ان تعـد له بـرنامجـا سـياسـيـا يهـتـدى به، ولـوائح داخـلية تقـنن عـلاقـات الأجهـزة وتضـبط سـلوك الأفـراد والجماعـات، الآ ان ماتـم أنـذاك يـدحض ذلك الاتهـام ويخالـف ماذهـب اليه النقـاد المحتـرمـون الـذين يقيسـون الأشـياء بمعاييـر اليـوم، صحيـح انهـا لم تبـدأ الكفاح المسـلح عـقـب مؤتمـر وطنى تنـظيمى تــؤمه جماهيـر التنظيم كمـا حـدث لاحقــا فى عـام 1971م، ولـكن الأعضـاء المؤسـسـون قامـوا بالمهـام المطلـوبة مـن خـلال اجتماعـات متعـددة تمـت مـع الصـفوة الارتـرية المـكونة مـن جـل قـدمـاء المسـئولـين والخـريجـين والواجهـات الأهـلية والطـلاب، فضـلا عـن لجـوء القيـادة للعـديـد مـن الاشـقـاء والأصـدقـاء مـن ذوى الخبـرة والمعـرفة للاٍسـتـفـادة بخبـراتهم وتوظيفهـا لمصـلحة العمـل العـام، فقـد كان لـؤلئـك الأشـقـاء أدوار لا يطالهـا النقـد او التجـريح، كمـا كان منهم دعـم معـنـوى وعلمى ومـادى حـيث شـاركـوا فى مـراجعة اللـوائح والبـرامج الأولــية وتصـويبهـا، وبالـرغم مـن تقـادم الـزمـن ومضى مايقـارب نصـف قـرن مـن الـزمـان على تـلك الفتـرة مـازال النضـال متواصـلا ومـازال الحبـل على الجـرار، ولـكن صـدى ذلك النقـد النظـرى مازال يتـردد مـن حـين لآخـر على ألسـنة مـن يبتـغى النيـل مـن شـعبنـا البطـل الـذى قـاد أطــول ثــورة فى المنـطقة معتمـدا على جهـده ومقـدراته الخـاصة، وللأسـف نجـد اليـوم بعـض شـبابنـا المثـقف يجـارى اولئـك المغـرضـون تحـت عنـاويـن الشـفافـية وتمـليك الحـقائق للمـواطن، متناسـين ان الحقـيقة الأكبـرهـى الاٍرادة العـظيمة التى فجـرت طـاقات الشـباب ووجهتهـا نحـو طـريق التحـرر والاٍنعتـاق، ويـكفى اولئـك الفـرسـان انهم كانـوا مـن وراء  الجهـد الـذى أدى الى  تفجـيـر الثـورة المباركة التى قـامـت باٍمكانات شـعـبية متواضـعة ، كمـا يكفيهم قيـادتهـا نحـو تحـقيق أهــداف ـوطـنية معـلنة تمثـلـت فى التحـريـر والاٍسـتقـلال، أمـا ماحـدث بعـد ذلك مـن اٍنكسـارات واٍنشـطارات او سـرقة النتائج فهـذا لا يعــيب الثـورة ولا مؤسـسـيهـا، لأنهـا لـم تــكن ردة او تحـول عـن الأهـداف، ولـكن اٍنفجـار الصـراعـات الارتـرية ـ الارتـرية كان مـن وراء ذلك، وهـذا وارد ومكـرر فى كافة بلـدان العـالم وعلى وجـه التحـديـد فى الـدول المسـتقلة حـديثـا وأغلـب الـدول النامـية.                                                      

         

اذن فاليتقـول المخـربـون والمـزورون كمـا شـاؤوا ـ وعلى الشـباب الـذى لم يعـاصـر تـلك الفتـرة الـزمـنية ان يبحـث عـن الحـقيقة بعيـدا عـن أنـدية المـزوريـن وخـانقى الحـقيقة، ولأننـا نعلـم سـلفـا ان لـكل منـعطـف نضـالى ضحايـاه وأبطـاله، ايضـا نعـلم مسـعى المضللـين وأسـالـيبهم الملتـوية، علـيه نهـيب بالقـوى الوطــنية ان تعمـل جـاهـدة لتقليـل ضحايـا التضليـل بـاٍشـاعة الحقائـق التى تـدحض أكاذيبهم الفاسـدة، أمـا اصـرار بعـض شـبابنـا على ضـرورة تقـصى الحقـائق مـن مختـلف مصـادر المعلومـات بمـافيهـا مصـادر المـزورين، والخـوض فيهـا تحـت حجـة الاٍثـراء وزرائـع توسـيـع المشـاركة فهـو أمـر مؤسـف لا دواء له الآ تكـثـيف الجهـد والصبـر عليهم، ولكنهم يجـب ان يعلمـوا سـلفـا ان هـذا التوجه يؤدى الى ضيـاع الـوقت الثمـين ويخـلط الحقـائق بـرسـائـل تخـريب موجهه تـؤدى بـدورهـا الى زيـادة عـدد الضحايـا وتعــويق المسـيـرة، والبعـض الآخـر نجـده يخـوض فى الأمـر تحـت حـجة النقـد الـذى يخلـو مـن المنـطق او الاٍشـارة الى البـدائـل، وفيمـا يبـدو اليـوم ان بعضنـا افـرغ مهـنة النقـد مـن مضامينهـا الفـنية الاصيـلة، لتصبح مهـنة سـهلة  يمتـطى جـيادهـا مـن لا مهـنة له أصـلا، والآ أيـن هـم اليـوم اولئـك النقـاد المثقفـون، لمـاذا لا يـأتــون لضـبط المعادلة المختـلة وتـرويض الجنـوح الـذى تحـول الى جـرائـم قاتـلة واسـواطـا تلهـب أجسـاد الآبـاء والامهـات فى ربـوع بـلاد العــز الـتى تحـولـت على يـد قـوى الشـر الى وطـن طـارد تنكـر لمـريـديـه الكبـار، وبـرع فى تجهيـل ابنـائه وبعثـرة وحـدته وقتـل أحـلامه وآماله فى العـدل والأمـن والاٍسـتقـرار والسـلام .. أيـن هـم .. أيـن هم نقـادنـا الافاضـل، هـل نقـدهم مـوجه فـقط ضــد قــوى المعـارضة، أم تعثـرت دابتهم فى الطـريق المتـجه الى مـن يسـتحـق النقـد والتقـويم، ام مازالـوا يمارسـون نقـد ريـاضـة السـباحة دون ان تبتــل اجسـادهم بالمـاء.

 

هـذا ردنـا المتواضـع على مـن يـريـد ان يكيـل أحـداث الأمـس بمكاييـل اليـوم:

عنـد بـدايـات تأسـيـس جبـهة التحـريـر الارتـرية فى عـام 1960م كان على رأس هـرمهـا مجمـوعة تتـكون مـن سـبعة اشـخاص تحـت مسـمى ,, اللجـنة التنفيـذية،، وكان جـلهم مـن الطـلاب الـدارسـين بالجمهـورية العـربية المتـحـدة ( مصـر)، وفيمـا بعـد تـم تكـوين قيـادة عليـا سـمـيت,, المجلـس الأعلى ،، .. ( الشـهـداء اٍدريـس محمـد آدم/ عثمـان صـالح سـبى/ اٍدريـس عثمـان قـلايـدوس ومحمـد صـالح حمـد كاكـاي)، وهى المجمـوعة التى عـرفـت بالقيـادة المؤسـسة للعمـل الـوطنى، وفيمـا بعـد تـم توسـيعهـا لتصبـح ,, 8 أشـخاص،، يقومـون بمهـام القيـادة السـياسـية الجماعـية بـرآسـة الشـيخ/ ادريـس محمـد آدم، وفى الفاتح مـن سـبتمبـر عـام 1961م تـم اعـلان الكفـاح المسـلح الـذى قـاده الشـهيـد/ حامــد ادريـس عـــواتى، وفى عـام 1965م انشـأت قيـادة وســطـية ســمـيت القيـادة الثـورية، كمـا قسـم الـوطن الى قطاعــات ادارية عـرفت ب ( المناطـق)، ووضـع على رأس كل قطـاع خمسـة اشـخاص يـرأسـهم قائـد المنـطقة ( نائـب قائـد المنـطقة/ المفـوض السـياسى/ المسـئول المـالى/ الصـحى والجماهيـرى).

حينـئـذ كانـت الـزعـامة مـوزعة مابـين الثنـائى الـوطنى ابـراهيـم سـلطـان علي واٍدريـس محمـد آدم، الى جـانب قيـادتـين اٍحـداهمـا سـياســية ( المجلـس الأعلى)  والثانـية عسـكـرية ( قـادة المناطـق)، وكانـت بينهمـا القيـادة الثـورية التى كان اولى مهامهـا مسـئولية التنسـيق مابـين القـيادتـين.

كانـت موجهـات (بـرامج) العمـل آنـذاك تعـد وتصـدر مـن خـلال اٍجتماعـات مشـتـركة مابـين هـاتـين القيـادتـين، وفـق لـوائح وضـوابـط مسـتغـات مـن البـرنامج الـوطنى للتنـظيم، ذلك الـذى تـم وضـعه واٍقـراره بواسـطة القيـادة المؤسـسة، وخـلال الثمـان سـنوات الأولى سـارت الاٍمـور على هـذا النحـو حتى تـم توحيـد جيـش التحـريـر مـن ,, مؤتمـر أدوبحـا،، العسـكـرى 1969م، وفيمـا بعـدعقـد أول مؤتمـر وطـنى للتنـظيم فى عـام 1971م وجـاء البـرنامج المتكامـل الـذى أقـره المؤتمـرون (400 عضـوا)

 والمعلـوم ان خلـفية الشـيخ ادريـس كانـت رئـاسـتة للبـرلمـان الارتـرى الأسـبق، واٍسـتقالته المشـهـورة التى قطـعت الطـريق على مـن اراد اٍقـالتة على خـلفية موقـفه الـوطنى الـرافض للسـياسـات الاثيـوبية، ومشـاركته فى تأسـيس أول تنظيم وطنى ديناميـكى، مضـافـا الى ذلك موقـفه الـوطنى الـذى قضى باٍتـاحة المجـال للشـباب مـن خـلال المؤتمـر الـوطنى الثـانى 1975م .. ومعلـوم ايضـا خـلفية الشـيخ ابـراهيم سـلطـان علي التى بـدأت بتصـديه البطـولى للاٍدارة البـريطانـية التى أعقبهـا تولـيه لأمـانة الـرابـطة الاسـلامـية ومـن ثم الكتـلة الاسـتقـلالية، ومواقـفه المتعـددة مـن السـياسـات الاٍسـتعمـارية البـريطانـية والاٍثيـوبـية، وطـرح القـضية الارتـرية امـام الجمـعية العـامة للامم المتحـدة، وثباته فى خـط الـدفاع عـن الحقـوق الوطـنية الى ان وافـته المـنية شـهيـدا، وايضـا الشـهيـد محمـد عمـر قـاضى رجـل الصـولات والجـولات الـوطـنية التى أدت الى الغــدر به على أيـدى الاٍســعمـار الاثيـوبى وعمـلاءه مـن مجمـوعة الآنـدنـت، ومـولانـا أبـراهيم المختـار الـذى تتلـمذ على يـديه عـدد مـن الشـباب الـوطنى العامـل، اذن هـؤلاء هـم الـزعمـاء سـواء كانـوا داخـل الهيـكل التنـظيمى للعمـل او خـارجه، حـيث انهـم كانـوا دائمـا خيـار الشـعب الـذى لـم يتبـدل، ويـكفى اولئـك الـزعمـاء رحلـوا عـن عالمنـا مـرفـوعى الـرأس والقـامة، ودون ان يحـدث بيـنهم نـزاع او خـلاف مـن أجـل طلـب السـلطة او الوجـاهة.

فيـاحبـذا لـو اقتـدى قادتنـا اليـوم بتـلك القـمم الـتى علـمت ووجهـت وأخلصـت جـامعة مـابـين الأقـوال والأفعـال، والمنطـق يشـيـر اليهم قائـلا ـ هـؤلاء هـم الـزعامـات الوطـنية الـحقة التى يجـب ان يحـفظ تاريخهم فى صـدور الشـباب وبطـون الكـتب ليقتـدى بهـا المحـدثـون ويتنـاول تاريخهم المؤرخـون والباحثـون، أمـا المحـدثـون يجـب ان يقتنعـوا بأنهم قيـادات ـ قيـادات سـواء نجحـوا فى او فشـلـوا فى اداء مهـامهم الوطـنية، وفيمـا بعـد قـد يتحولـون الى زعمـاء وطنيـون اذا أتـوا بعمـل سـياسى خـلاق يـؤدى الى تجـاوز المـحن والأزمـات التى نعيشـهـا اليـوم وفى مقـدمتهـا مسـألة الوحـدة الـوطـنية او التعايـش بـين المـكون، يجـب ان يـأتـوا بعمـل يظـل نبـراسـا يهتـدى به شـعبنـا للوصـول الى حـلول سـياسـية واجتماعـية مسـتـدامة يشـيـد بهـا افـراد شـعبنـا فى محـافله العـامة وخلـواته الخـاصة.

 

هـذه مجـرد وجـهة نظـر شـخصية قـد تغـضب البـعض الـذى يصـطـاد فى المـاء العكـر، وقـد يسـتفيـد منهـا مـن يتميـز بالصبـر وسـعة صـدر تمـكنه مـن الاٍسـتماع الى الـرأى الآخـر مهمـا كان طعـمه مـرا، وقـد لا تجـد مـن يلــتـفت اليهـا، ولـكننـا سـنظل نطالـب كل الأطـراف  بضـرورة تصـحيح تجـاوزاتهـا المقصــودة وغيـر المقصـودة وتهــذيب جمـوح طموحاتهـا الـلامحـدودة التى عطلـت مسـيـرة الأمة …. فالـدنيـا دار رحيـل اٍجبـارى بـل غـرفة ضيـافة مؤقـتة والعاقـل مـن يتـرك فيهـا أثـرا طـيبـا يـذكـر به بعـد الـرحيـل الأبـدى .. وآخـر دعوانـا الصـلاة والسـلام على خيـر خـلق الله.                                        

جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم  

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6782

نشرت بواسطة في يوليو 27 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010