قٌطاع الطٌـرق ونظام (الشعبية) !!!

ربما يجد المتصفح غلظة فى إختيار هذا العنوان وربما يعتقد أن هنالك حدة ومبالغة فى التناول للقضايا الوطنية بمسلك إستخدام أعنف المصطلحات بهكذا عنوان؟؟؟

لكن المتمعن فى الوضع الراهن لإرتريا و قياس ذلك بحالة التغيير الممنهج  لهوية وثقافة وتاريخ شعب كامل يدرك حجم التأمر ويتفق معى فى ما ذهبت اليه من عنوان …

بل ربما يقول لى أحدهم  إن الحالة أكبر من هذ الوصف بكثير!!! وللتوضيح والتبسيط نعرج على بعد المواصفات التى نعرفها عن قطاع الطرق حتى تتضح الرؤية أكثر للقارىء الكريم  ويعرف حجم الهوةوالفرق تماماً بين نظاماً يجسم على كاهل شعب باكمله ويجعل الوطن رهينة ومٌلك له يتصرف فيه كيفما يشأ ويتصرف فيه أيضاً من يشأ دون رقيب أو حسيب!!!

وبين قطاع الطرق الذين حفل بهم تاريخ الأمم والشعوب على مدى التاريخ وهدفهم لايتعدى الدراهم والدنانير !!!  .

أسباب قيام قطاع الطرق :

1-عندما لا تكون هنالك قوانين تنظم العيش لمجمتع بشرى فى رقعة   جغرافية محددة

2-تعرض مجموعة بشرية للسلب أو النهب فمن باب الرد تقوم جماعة بقطع الطريق .

3-دافع الطمع فى جمع المال للتخلص من الفقر.

القوانين التى تتبعها مجموعة قطاع الطرق :

أ) – يكون لهم قائد كاريزمى يحقق التوازن بين أفراد المجموعة يتم إختياره بالتراضى

ب)-همهم جمع المال فلاشأن لهم بالقيم والأخلاق

ج)- القتل عندهم فى حالة الإعتراض من أحد على تنفيذ مهمة النهب فقط

د)- يتميزون بالشجاعة والشهامة فليس فيهم الجبان الخائن القاتلُ لرفاق الدرب.

ثم تعال عزيزى القارى بعد هذا الوصف المبسط أنظر الى حال وطننا تتناهشه الخطوب من كل جانب وتتقاذفه الأهواء من كل صوب بسبب طيش من يديرون دفة الحكم فى أسمرا ،

وأضع أمامك نقاطاً لتفرق مابين أنهم أصلح ليصبحوا حكاماً  أم أن قطاع الطرق أبعد منهم نظرةً وفهماً .

 

وإليك أورد بعد النقاط للتتميز:- .

1– فرضوا أنفسهم بالقوة والدليل (ثمانية عشر عاماً وحكومتنا مؤقتة !!!)

2– تنصلوا من قيم المجمتع أعرافه وتقاليده وقيمه .

3– سلبوا الهوية وبدلوها بل غيروا التاريخ برمته.

4– الطيش والتهور ديدنهم يرسمون به ملامح سياستهم إن كانت هنالك سياسة!

5– الوطن وضعوه تحت تصرفهم وهم مطعونون أصلاً فى هويتهم وإنتماءهم.

6– السجن والخطف والقتل هو الوضع الطبيعى لهم حتى( للرفاق)

وفوق كل ماذكر فلا إستقرار لمواطن فى بلده يستسلم ويرضخ لنظامهم !

بل فوق كل ذلك باعت ما تسمى بالحكومة الإرترية هويتنا (جوازاتنا للبدون ) فى عمل رخيص بالكويت إنها السخرية والقدر !!

ويحضرنى  هنا موقف للأستاذ/ الروائى الطيب صالح حينما تم سؤاله عن الهوية فى إحدى مقابلاته .(يقولون لى معاتبين لماذا لاتستبدل جوازك السودانى بجواز بريطانى وأنت تستحق ذلك بحكمإقامتك الطويلة ومصاهرتك للإنجليز ،ولكن كيف أجيبهم وهم قوم ينظرون للجواز على أنه وثيقة عبور وأنا أنظر إليه كوثيقة إنتماء .ورغم أن الجواز السودانى أعاقنى كثيراً فى حركتى وتسفارىعبر مطارات العالم إلا أننى كنت دائماً أشعر ان هذه ضريبة إنتماء أدفعها نيابة عمن يستحق لمن لايستحق)

هكذا تجد المواطنين يعتزون بهويتهم  وحال نظامنا يبيع الهوية للبدون….

و فى حالتنا الإرترية فإن حمل الجواز الوطنى يعتبر مغامرة نعم مغامرة طالما ليست هنالك سوى عصابة تتحكم على رقاب المواطنين ومصيرهم!!

ثم انه إذا تحدثنا عن ما يحاك فى وطننا من عزل لقوميات إرترية سجلت صفحات السبق فى مضمار النضال بل كان لها القدح المعلى فى إرساء دعائم النضال الوطنى فى خطوات مستغربة من النظام،هذا بالإضافة للقرصنة المنظمة على قيم وأخلاق شعبنا العظيم!

ينتاب الواحد منا حالة من الإحباط والشعور الغريب تجاه مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة أمام زمرة فاسدة تريد تغير خارطة الوطن فى شتى الإتجاهات والسٌبل ….

ثم الأنكى والأمر والمستهجن أن تجد من لايخجل فى الدفاع عن هذه الزمرة الغريبة من عصابة (حفاش) ومخلفاتها وهو من الذين لامكانة له البتة فى خارطة عصابة الجبهة واسرد لكم ما حدث لى معبعد الإخوة  .

ففى جلسة نقاش مع أحد بوق النظام  قلت له ليس بوطننا قانون ولا نظام يمكن وصفه بحالة  محددة بل قلت له إن قطاع الطرق أرفع شأناً من هؤلاء قال لى حينما تتحدث هكذا يعتقد البعض أن مصنعاً لكتم تأميمه ومصادرته فى إرتريا وقد قالها فى حالة غضب !!!!!

تخيلوا معى هذه المعادلة تأميم المصنع موجع بالنسبة للبعض من تأميم تاريخ بأكمله وتغييره بل محو وجوده أصلاً من الذاكرة بل سحق نضالات مجمتع باكمله بل تضييع حقوق من ناضل ومن ضحىبفلذات أكباده فى ثرى الوطن!!!!!

نعم البعض نظرته ضيقة  وقاصرة وبصيرته محدودة

لكننى أقول للجميع:

أن تاريخك هو كينونتك !!!

هو ثقتك فى الحياة لتعيش وتنتج !!!

هو قيمتك فى الحياة !!!!

هو وجودك الذى به  تحس أنك موجود فعلاً!!!

هو مصدرك للقوة حين تضعف!!!!

هو المحرك للأجيال ودافعها فى أن تسود و تحترم !!

فتأميم كل مالديك من مال أهون من سلب الهوية ومحو التأريخ ومسخه فالمال يمكن أن يعود ويسترد ولكن محو التاريخ هو بتره عن الأجيال لتعيش فى ظلمة وفقدان البوصلة للأبد  !!!!

إذاً فلنحفظ مكتسباتنا الوطنية من المتغولين ولن نجامل أحداً فى هويتنا وتاريخنا  لأنها روح الحياة بل كل الحياة….

abuhusam55@yahoo.com

أبوحسام – محمد رمضان

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41160

نشرت بواسطة في أكتوبر 20 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010