كفـيت ووفـيت … أبــو يحيـى يعطيـك العافيـة

يقـال أن مـن لا يشـكـر العبـد لا يشـكـر المعبـود، عليـه نقـول بـارك الله علـى الاسـتاذ/ عمـر جابـر عمـر وجـزاه عنـا خيـرا علـى حسـن صنيعـه وتواصـل اهتماماتـه واسـتمـرار تقـديـم خـدماتـه الوطنيـة وقـربـه الـدائـم مـن المـواطـن العـادى، فقـد عـودنـا الاسـتاذ علـى تقاسـم رؤاه بحـب وسـخـاء بعيـدا عـن المـن والـريـاء، وهـو مـداوم علـى العطـاء مـن خـلال طـرح رؤاه الخاصـة وقـراءاتـه ومقابلاتـه بوضـوح يحسـد عليـه، وبشـفافيـة عاليـة وصـدق كبيـر سـيجـزيـه عنهمـا الله خيـرا كثيـرا ان شـاء الله. فقـد وضعنـا الـرجـل فـى قلـب الأحـداث دون أن نكـون حضـورا فـى أرض الملتقـى ضمـن المشـاركـين فيـه، وذلك مباشـرة بعـد انفضـاض الاجتماعـات التـى شـارك فيهـا مسـجـلا حضـورا وطنيـا مـؤثـرا. فالـرجـل مـداوم علـى حضـور كافـة الاجتماعـات والمنتـديـات ومعظـم اللقـاءات الوطـنيـة التـى تقيمهـا قـوى المعارضـة الارتـريـة بمختلـف مسـمياتهـا المتعـددة وسـياسـاتهـا المتباينـة، وذلك للمشـاركـة فـى حـل القضايـا الوطـنيـة العالقـة، وكمـا أسـلفنـا عـودنـا الاسـتاذ علـى مقاسـمـة نتائـج قـراءاتـه المتأنيـة لمعظـم الأحـداث التـى يقـرأهـا بعقـل راجـح وذهنيـة حاضـرة وحيـدة سـحـريـة تقـربـه مـن قلـب محـدثـه ولا تمنعـه مـن الابـداء بـرأيـه الواضـح والصـريـح فـى كافـة المسـائـل الوطـنيـة المطـروحـة للنقـاش. أيضـا عـودنـا الاسـتاذ علـى تحليـل الاحـداث وكتابـة مايشـبـه كشـف حسـاب لمـا دار ويـدور فـى الاجتماعـات والمنتـديـات التـى يشـارك فيهـا.

وفـى هـذه المـرة نقـل لنـا شـوارد ومـوارد ملتقـى الحـوار الوطنـى للتغييـر الـديمقـراطـى، وكان نقـلا أمينـا تميـز بشـفافيـة مطلوبـة ولغـة مفهـومـة واسـلـوب سـلـس معـزز بقـوة المعنـى وحسـن طـريقـة تنـاول الموضـوع. والجـديـر بالـذكـر ان دقـة السـرد وتوخـى الصـدق فـى النقـل الأمـين جعلانـا ننتقـل الـى أرض ملتقـى الحـوار عقـلا وروحـا دون ان نكلـف انفسـنـا او الـدولـة المضيفـة سـنتـا واحـدا، ودون ان نشـد الـرحـال ونتكبـد مشـقـة الأسـفـار لـكـى نتواجـد بأجسـامنـا فـى أرض الملتقـى محـاوريـن أو مسـتمعـين، فجـزاه الله عنـا خيـرا وأكثـر مـن أمثالـه. نعـم بفضـل هـذا النقـل الأمـين والتحليـل المتوازن والتكنولوجيـا العجيبـة وجهـد شـبابنـا المناضـل الـذى يـقف مـن خلـفهـا مجتهـدا ليطوعهـا لنـا قسـرا او اٍيجابـاـ نتيجـة لتضافـر هـذا المـزيـج المتناسـق وهـذا الجهـد المنسـجـم ـ حضـرنـا الملتقـى وعلمنـا معظـم أحـداثـه الايجابيـة والسـلبيـة. لـم يبخـل علينـا الاسـتاذ بسـرد أحـداث صغيـرة او كبيـرة اٍلآ وذكـرهـا قاصـدا تنويـرنـا او معالجـة بعـض المشـاكل التـى كان يطلـب منـه فـك طـلاسـمهـا، ومـن خـلال السـرد المـوفق لمعظـم الأحـداث والمـواقف التـى صـادفتـه داخـل قاعـة الملتقـى او خارجهـا علمنـا مغـزى معظـم المـواقف التـى كنا نجهـل مصـادرهـا ومقاصـدهـا، ولا شـك ان بعـض الحضـور شـاركنـا فـى جهـل تـلك الاحـداث بالـرغـم مـن تواجـده فـى أرض الملتقـى، واذا أحسـنا تتبـع السـرد ومـن ثـم التحليـل واسـتخـدمنـا ادوات المقارنـات والقيـاس نجـد مقـال الاسـتاذ ذات الثـلاثـة حلقـات هـو عبارة عـن محاضـرة متكاملـة أجابت علـى كل شـيئ لنـا وللبعـض الـذى شـاركنـا جهـل بعـض الأحـداث الجـديـدة التـى اعتبـرهـا الظـرفـاء ضـيفـا غيـر مـرحـب بـه .. نعـم حضـرنـا الملتقـى .. ويمكننـا أن نـزعـم علمنـا بـكل شـاردة او واردة دارت فـى جلسـاتـه الـرسـميـة أو فـى كواليسـه الخلفيـة منـذ يومـه الأول وختامـا بسـاعاتـه الأخيـرة. وممـا يسـتغـرب لـه معظـم القـراء وشـخصـى أولهـم ـ أن تـلك الاحـداث كانت تسـعـى اليـه سـعيـا دافعـة بأبطالهـا نحـوه للتعـرف عليـه ومـن ثـم تفسـيـر بعـض المعلومـات الـدقيقـة او للوقـوف علـى صحـة معلـومـة او حـدث قـديـم او جـديـد واحيانـا لمعـرفـة خفايـا بعـض المـواقف والسـياسـات، فهـذا الحـدث صـادفـة خـارج القاعـة والآخـر شـارك فيـه لأنـه كان مطـروحـا للنقـاش والثالـث اقتحـم عليـه مجلسـه طالبـا نصحـه ومشـاركتـه فـى حـل معضلـة مـا. ومـن خـلال سـرده الشـفاف ايضـا تمكنـا مـن الـوقـوف علـى رؤوس معظـم الأحـداث القـديمـة التـى كنـا نعـرف بعضهـا، تمامـا مثلمـا علمنـا أسـباب ودوافـع السـياسـات والاحـداث الجـديـدة التـى اقتحمـت سـاحاتنـا السـياسـية فجـأة مـن غيـر اسـتئـذان . ومـن قـراءة فـراغـات سـطـور الحلقـات الثـلاث علمنـا مـواقف رجـال آمنـوا بجمـع عناصـر القـوة وتـرشـيـدهـا لخيـر الجماعـة، ومـواقف رجـال يحبـذون تفكيكهـا الـى ذراتهـا غيـر المتآلفـة، وعلمنـا فحـوى الكثيـر مـن الأحـداث والمـواقف الثابتـة والمتغيـرة التـى كان أبطالهـا حضـورا علـى أرض الملتقـى، هـذا بالاضـافـة الـى المـواقف والأحـداث التـى خـرجـت علينـا فجـأة مـن مكمنهـا بعـد ان ظلـت حبيسـة فـى صـدور أصحابهـا منـذ وقـت ليـس قليـل، وهـذا يـؤكـد صحـة المثـل القـديـم الـذى يقـول ” أخفـى ما بـك والـزمـن كفيـل باٍظهـاره خيـرا كان او شـر”.

لـكل ذلك نثمـن جهـد قيـادة التحالـف الوطنـى التـى أقـرت قيام ملتقـى الحـوار الوطنـى للتغييـر الـديمقـراطـى، وجهـد شـباب اللجنة التحضيـريـة الـذيـن وقفـوا علـى رأس العمـل وتحملـوا نتائجـه وتبعاتـه بصبـر مقـدر رغـم بعـض الهنـات والأخطـاء الفنية المقصـودة او غيـر المقصـودة التـى صاحـبت الأداء، والشـكـر موصـول لـكافـة الـرجـال المجهولـين الـذيـن سـهـروا مـن أجـل تحقيـق ملتقـى الحـوار الوطنـى للتغييـر الـديمقـراطـى، فـاٍن تـم التغييـر الـى الأفضـل فهـو المطلـوب اثباتـه وكفـى شـعـوبنـا شـر القتـال، وان تعثـر التغييـر لسـبب او لآخـر لا قـدر الله فيكفـى ان القافلـة تسـيـر فـى الاتجـاه الصحيـح الـذى يـؤدى الـى الغايـات. المهـم عقـد الملتقـى وأنفض متفقـا علـى عقـد سـلسـلـة مـن الملتقيـات الوطـنية وهـذا جيـد، لكننـا نتسـاءل عمـا ورد فـى الفقـرة الخامسـة مـن قـرارات ملتقـى الحـوار الوطنـى للتغييـر الـديمقـراطى ( اٍعـلان أديـس أبابـا) التـى يفتـرض ان تقـرأ ” أكـد الملتقـى علـى أن الأرض مـلك لأصحابهـا ….. ألخ” بـدلا مـن ان تقـرأ ” أكـد الملتقـى علـى أن الأرض مـلك للشـعـب …. ألخ” لأن الاخيـرة تعنـى أن الأرض مـلك مشـاع لعامـة الشـعـب، وهـذا ينسـجـم مـع سـياسـة التغيير الـديمغـرافـى الـذى تسـيـر علـى قـدم وسـاق، وهـذه اضـافـة جـديـدة للمشـاكل الخلافيـة القـديمـة. وفـى الختام نتمنـى التوفيـق للآليـة الجـديـدة (المفـوضيـة) التـى اسـنـدت اليهـا مهـام وطـنية معقـدة نتمنـى ان توفـق فـى أدائهـا مسـتعينـة بكل الجهـات المسـئولـة وأولهـا القيـادات التاريخيـة، الواجهـات الوطنيـة، قيـادة التحالـف وكافـة الكـادر الارتـرى العـريض ( التنظيمـى والمـدنـى ـ الأهلـى)، لأن كل هـذه الجهـات تمـلك ارصـدة ومفاتيـح معظـم قضايانـا الخلافيـة قـديمهـا وجـديـدهـا مضافـا الـى ذلك حـرصهـا الكبيـر علـى الوطـن والمـواطـن .

رحـم الله شـهـداءنـا الميامـين .. آباءنـا واخـواننـا المـؤسـسـين .. أبطالنـا الصناديـد الـذيـن ظلـوا يعملـون بعيـدا عـن الضوضـاء والأضـواء، وفـى الختـام الشـكـر الجـزيـل لمـن كفـى ووفـى وأسـعـدنـا وأشـقانـا بسـرد الحقـائـق مسـتخـدمـا اسـلوبـا جميـلا ولغـة هـادئـة تشـبـع القـارئ دون ان تجـرح زيـدنـا او عمـرنـا، والشـكـر مـوصـول لشـبابنـا المناضـل الـذى يسـهـر ويتكبد مشـاق الأسـفار ومعانـاة التـرحـال ليـطـوع لنـا تكنولوجيـا الشـبكـة العنكبوتيـة الـى جانب وسـائـل الاتصـالات الحـديثـة وذلك لتمكيننـا مـن تقـريب المسـافـات وتوفيـر الـزمـن .

رمضـان كـريـم وكل عـام وشـعبنـا البطـل بخيـر .. وان شـاء الله لنـا لقـاء آخـر اذا مـد الله فـى الآجـال.

محمـد سـليمـان أسـناي كـدوس

Kadous46@ymail.com