كلمات من ذهب للشهيد والبطل حامد عواتي

في لقاء القائد عواتي خاطب فيه مناضلين جيش تحرير إرتريا الأبطال قائلاً:

” نحن جميعا ارتريون ويجب أن نخدم بلادنا  بأمانة وإخلاص ونناضل بتجرد من أجل تحقيق الهدف الأساسي وهو تحرير ارتريا من المحتل الإثيوبي وتحقيق حلم الشعب الارتري في الاستقلال والحرية وأي شخص لديه تطلعات وطموحات فردية ما عدا الهدف المعلن عليه أن يترك الثورة ويضع سلاحه، ويذهب لحاله ويجب علينا أن نلتزم بخط الثورة بتنفيذ التعليمات بدقة وصرامة مهما كانت التضحيات المطلوبة في سبيل ذلك وكل ذلك من أجل تحقيق الهدف الأسمى  وهو التحرير والاستقلال لبلادنا وطرد العدو المحتل”.

 

كما روى  المناضل / همد حسن إدريس دوحين وهو من الرعيل الذي حضر تلك الأمسية إذ خاطب فيها القائد عواتي قائلا:

” نحن اليوم لا نخرج لقتال عدو أهان وأغتصب أرضنا فحسب ولكننا نخرج لنكتب التاريخ المشرف لإرتريا ونتحدى سلطات الاحتلال بكل أسلحتها وجيوشها ونقول لها أننا لن نقبل بعد هذا اليوم حياة الذل والهوان ، وإننا عازمون ومن خلفنا الشعب الارتري العظيم للمضي قدما في درب النضال والشهادة حتي التحرير. “

ويواصل المناضل دوحين قائلا:

في تلك اللحظات تعالت الصيحات بالتكبير والتحدي للغزاة وأشتد الحماس وبلغ أوجه وأقسمنا ألا نتراجع الي الوراء وأن يكون شعارنا “النصر أو الشهادة”

 

 لقد كان لنبأ خروج عواتي للجبال بمثابة المفاجأة الكبرى لسلطات الاحتلال  الإثيوبي التي لم تحسب لمثل هذا التحدي حسابا ، ولهذا سعت لتطويق هذا الحدث من خلال استدراج عواتي عن طريق الإغراء بالمال والجاه فأرسلت إليه رسالة بهذا الشأن عن طريق أحد أعضاء البرلمان الارتري فرد برسالة خطية كتبها باللغة الايطالية يقول فيها:

” إن خروجي الي الجبال وحمل السلاح ضد إثيوبيا لم يكن إلا لتحرير إرتريا وليس لمنفعة شخصية. “

 

أرسل عمر حسن حسنو وزير العدل الإرتري رسالة مكتوبة إلى حامد عواتي الذي كان موجودا في ذلك الحين بمنطقة ” ألقدين ” يطلب فيها من حامد عواتي الحضور لمقابلته فرد عليه حامد برسالة مكتوبة فحواها رفضه المقابلة وإعلانه الثورة المسلحة في العبارة التالية (وكان ذلك بتاريخ 10/9/1961):

” إذا كنتم تريدون إنزال العلم الارتري فإنني ومن معي إن شاء الله سوف نرفعه بقوة السلاح وبلغ الحكومة الارتري بذلك.”

 

    لم تيئس سلطات الاحتلال الإثيوبي من محاولاتها لإقناعه بالعدول عن رأيه وإلقاء السلاح والعودة الي قريته فأرسلت له وفدا كبيرا من أعيان المنطقة بهذا الشأن وكان رده حاسما عندما قال لذلك الوفد :

“أخبروا من بعثكم بأن يعدلوا هم عن رأيهم في احتلال إرتريا ، إننا لن نتراجع عن الهدف الذي اختاره الشعب الارتري بإعلان الكفاح المسلح ونحن لم نكن قطاع طرق وهواة حروب ولكننا طلاب حرية ونتحمل كل الصعاب في سبيل تحرير الوطن.”

 

لقد كان عواتي صادقا مع الجماهير فقد كان يقول:

“طريق الثورة صعب وطويل ووعر تمهده التضحيات وتحف به المخاطر من جميع الجهات ، ولكنه طريق مضمون النتائج للاقتراب من ساعة الخلاص.”

 

وإثر الانتصارات التي حققها جيش التحرير الارتري في معركة أدال ثم أومال أصدر الإمبراطور هيلا سلاسي أوامره المشددة الي قواته المسلحة في ارتريا باستمرار العنف بحرية مطلقة لقمع الخارجين عن القانون _ كما كان يحلو للإمبراطور أن يسمي الثوار _ وحشدت لهذا الغرض أكثر من ألف وخمسمائة جندي وبدأت خطتها بضرب نطاق حول المنطقة التي يتحرك فيها الثوار من كل الاتجاهات ثم التضييق تدريجيا حتى تحاصر الثوار في مساحة ضيقة ومن ثم تتمكن من إبادتهم .  أدرك عواتي خطورة هذا المخطط العدواني الهادف لإخماد لهيب الثورة وهي في مهدها ولهذا جمع رفاقه المقاتلين وخاطبهم قائلا:

“أنتم تعلمون أن عددنا قليل ولا نملك سلاحا كافيا وصالحا للاستعمال ، لمواجهة قوات العدو الضخمة الزاحفة والمستهدفة إطفاء شعلة الثورة وقتل أمل التحرير ، ويجب أن نعمل علي إبقاء شعلة الثورة مشتعلة علي الدوام حتى التحرير الكامل لإرتريا فإذا أطفأت لا سمح الله يصعب إشعالها مرة أخري في وقت قصير.”

 

” إذا أردنا أن ننقذ بلدنا ونسترد كرامتنا علينا أن نسلك في سبيل ذلك طريقاً واحداً وهو الكفاح المسلح وبدونه يستحيل علينا استرداد أي حق لنا”.

 

” اليوم وقد نطقت الأذانيت – يعني البندقية – فقد انقطعت آخر شعرة بيننا وبين المحتلين , فلا راحة بعد اليوم ولا نوم”

 

” التحية لكم أيها الشجعان وأنتم تجمعون كل الإرادة الوطنية ، وتتسابقون علي ركوب الصعاب والتضحية دفاعا عن وطنكم ووجود شعبكم في الحياة وإني مطمئن وواثق تمام الثقة أن عدوكم وعملائه وجواسيسه لا يستطيعون بعد هذا اليوم إطفاء شرارة الكفاح المسلح في إرتريا.”

 

لا بد من مقاومة الظلم زالظالمين بشتى الطرق؟

 

ليس اعلان الثورة المسلحة هدفاً لذاتها وانما استمرارها حتى تؤتى ثمارها.

 

فى اللحظات الأخيرة من حياته: تناول عواتي بندقيته أبو عشرة التي أطلق بها شرارة الثورة وسلمها للمناضل كبوب حجاج وقال له:

” أرفعوا هذه البندقية عالية ، حتى تحقيق نصر آت بإذن الله “

 

اليوبيل الذهبي

1 سبتمبر 1961 — 1 سبتمبر 2011

بداية الكفاح المسلح الإرتري من أجل الحرية  والاستقلال

الشهيد والبطل : حامد إدريس عواتي

“أب الكفاح المسلح والثورة الإرترية من أجل الحرية والاستقلال”

 

إعداد: صفحة / حامد إديس عواتي – فيسبوك (بمناسبة اليوبيل الذهبي للثورة الإرترية)

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17023

نشرت بواسطة في أغسطس 27 2011 في صفحة التاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010