كلمة الثوابت

ماذا سيقول الطاغية في حديثة المرتقب والذي تكرر فضائيته  كل يوم إعلان عن حديث للطاغية  قريبا.؟!  ولكن بغض النظر عن ما سيقوله هذه المرة والذي لن يأتي بجديد وقد يتمحور حديثه حول الصراع مع إثيوبيا وبالطبع الشأن الداخلي ليس له نصيب في حديثة إلا من باب ذكر الانجازات المزعومة والوعود بانجازات أخرى علي الطريق أي حديث القفز على الواقع , ولكن الجديد في الأمر هذه المرة أن يعلن عن لقاء إعلامي للطاغية أي له حديث  للناس مسبقا , خاصة انه قد تحدث حديث مطول في يوم (الاستقلال) ولكنه لم يأت بجديد ربما يكون الجديد في حديثه هذه المرة التطور الجديد في العلاقات الخارجية الذي ظهر من خلال لقاء سفيري ابرأن وسوريا وكذلك السفير الايطالي والهندي وكذا من السفراء الجدد رغم إن الأمر لا يعدوا مجرد لقاءات برتوكولية عادية تجري عند تسليم أوراق اعتماد سفراء جدد , ولكن هذه المرة نجد إن هناك تطورا في العلاقات مع إيران وخاصة إن وسائل الإعلام تحدثت عن مشاريع (استثمارية) إيرانية في البلاد فهل هذه رسالة للولايات الأمريكية  تقول إن للطاغية حلفاء جدد أي من باب ( أعني إياك يا جاره)  ولعل الحضور الإيراني في إرتريا  قد يتعدى العلاقات التقليدية  إلى علاقات أشبه بالتحالف لان ارتريا قد تكون مفيدة في إطار سياسية 

 

التمدد الاستراتجي إيراني في المنطقة من منطلق جديد, وهو بروز إيران كقوى إقليمية  كبري معترف بها  خاصة , في ما هو متوقع من نجاح تجاربها النووية  وقربها من دخول النادي النووي. وبالتالي  أنها تبحث ألان عن حلفاء لها في المنطقة  تحتويهم تحت مظلتها, وتعتبر ارتريا وبموقعها المطل على البحر الأحمر والتي تمتلك شاطئا طويلا على البحر الأحمر ,وعدد كبير من الجزر كما إن شواطئها تطل على اكبر الدول المنتجة للنفط والعدو الاستراتيجي الأول لإيران من ناحية أيدلوجية,  وهي المملكة العربية السعودية , وبالتالي فان وجود تواجد إيراني مكثف في ارتريا سوف يخدم استراتجيا إيران أي على المدى البعيد, ولكن هناك محاذير  للعلاقات مع إيران على حساب الأمن القومي العربي , حيث لاتزال إفرازات الوضع العراقي ومن ضمنها لدور الإيراني الواضح في تشكيل الوضع السياسي العراقي تلقي بظلالها على المنطقة , ولا يتوقف الأمر عند العراق بل يمتد النفوذ الإيراني  إلى دول خليجه مثل البحرين والكويت حيث يشكل الشيعة ثقل اجتماعي وسياسي له تاثيرة   بالطبع لبنان . وبما إن إيران تعتبر الدولة المرجعية للشيعة في العالم فان النفوذ السياسي والروحي لإيران  يجعل منها دولة مركزية لا يمكن تجاهل نفوذها وتأثيرها في مجرى الأمور, وعليه إن محاذير الذهاب بعيد مع إيران ربما يؤثرا على الصراع الارتري الإثيوبي  ويتحول الدعم العربي إلى إثيوبيا لا سيما  دول الخليج التي تدرك مدى خطورة  الدور الإيراني في المنطقة وعلى الأمن القومي العربي, لذا إن سياسات نظام أسمرة  التي  تحاول من خلالها اللعب على التناقضات والصراع في المنطقة والإقليم,  ربما يعود بالضرر على الأمن الوطني الارتري بل قد يتعداه إلى استهداف وجود الدولة الارترية ذاتها , خاصة وان سياسات نظام أسمرة  العدائية ضد دول الجوار وعدم قدرتها في أقناع الآخرين  بمواقفها تجاه دول الجوار , وفي ظل عجز المعارضة وعدم قدرتها على التواجد على المسرح السياسي الداخلي  وتشكيل تهديد مباشر لنظام الطاغية . وعليه إن سياسات نظام أسمرة  ربما تودي في النهاية إلى ضياع الكيان الارتري إذا لم ترعوي  وترجع إلى رشدها وتترك أسلوب القفز على الواقع والهروب إلى الإمام وتتصالح مع الشعب وترضخ لإرادته.  

 

 

 

 

                             

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7447

نشرت بواسطة في يونيو 15 2007 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010