كلمة الجبهة بمناسبة الذكرى 52 لمعركة تقوربا التاريخية

elf

أيها الارتريون الأباة:

الإخوة الجبهجيون الأوفياء:

نعيش هذه الأيام الذكرى الرابعة والخمسين لملحمة تقوربا في الخامس عشر من مارس 1964م.تلك المعركة التي أسفرت عن  ولادة معطيات جديدة في ساحة الصراع الارتري الإثيوبي وفي المنطقة كلها. هذه المواجهة التي وقعت بين حلم الارتريين في الحرية الذي حملته جبهة التحرير الارترية وبين طموحات عدوهم في الهيمنة التي حملتها قواته المدججة بأحدث أنواع الأسلحة . فكانت مواجهة حاسمة وأسفرت عن نتائج مذهلة في ذلك الوقت أشرت إلى أقوى الاحتمالات الممكنة في ذلك الصراع  وكانت صادمة للاستعمار وأعوانه وحلفائه باعتبار موازين الأطراف في تلك الفترة . فمن حيث الزمن لم تكمل الجبهة التي تأسست في يوليو من العام1960م بجهود فئة بارة ومخلصة من أبناء ارتريا بقيادة الزعيم الوطني الشيخ إدريس محمد آدم عامها الرابع بعد ، ولم يكمل الكفاح المسلح الذي انطلق في الفاتح من سبتمبر من العام 1961م بسواعد فئة مؤمنة وشجاعة بقيادة القائد الشهيد حامد إدريس عواتي عامه الثالث بعد . ومن حيث العتاد والتجهيزات المطلوبة كان الفارق كبيرا بين جيش الاحتلال المجهز والمسنود من أمريكا وإسرائيل والغرب وبين جيش التحرير الارتري المسلح بعدالة القضية وإيمان المقاتل وثقته بالله وبمساندة الشعب الارتري.

أيها الإخوة الجبهجيون الأوفياء:

لقد شكل الانتصار الذي حققه أبطال جيش التحرير في مواجهة غطرسة قوات الاحتلال الإثيوبي في معركة تقوربا منعطفا هاما في مسيرة حرب التحرير الارترية حيث ارتقى بالمقاتل الارتري إلى مرحلة تعميق القناعة بإمكانية الصمود في وجه الجبروت وبحتمية الانتصار عليه وجدد من ثقة المقاتل الارتري بنفسه وصوابية الخيار الوطني المتمثل في البندقية المقاتلة وفتح باب التطور والتوسع واسعا أمام جيش التحرير الارتري ، فيما كان انعكاس تلك المعركة الكبيرة سالبا على معنويات قوات الاحتلال التي منت نفسها بالقضاء المبكر على الثورة التي لم يزل عودها طريا وكانت مؤشرا مهما ورسالة هامة بعث بها المقاتل الارتري إلى  سلطات الاستعمار وأعوانها وأدواتها المحلية وحلفائها في الإقليم وعلى مستوى العالم بضرورة الإصغاء إلى صوت الشعب الارتري واحترام مطلبه المشروع في الحرية والاستقلال.

أبناء شعبنا الوفي:

لقد تحقق ما ذكرنا من نتائج ايجابية وانعكاسها على الصعيد الارتري بثمن باهظ هو أرواح طاهرة ودماء زكية لإبطال جيش التحرير بذلوها برضا من اجل ارتريا ومستقبل كريم لشعبها. واليوم تمر علينا ذكرى معركة تقوربا ونحن نعيش أحداثا وتطورات شبيهة بتلك التي تحداها الارتريون عموما والرعيل الأول لجيش التحرير البطل على وجه الخصوص وخلقوا منها أرضية صالحة للصمود والانتصار وتتعرض مسيرتنا إلى تضييق وعراقيل وتواطؤ إقليمي ودولي . فما أحوجنا اليوم أن نسلتهم دروس وعبر تلك المواجهة البطولية ونجعل منها محطة نشحذ فيها الهمم ونتزود منها بمزيد من الإصرار على الصمود والاستعداد للوفاء بمتطلبات الانتصار على الظلم الذي يخيم في الوطن منذ أن تمكنت عصابة الشعبية من القفز على ظهر المسيرة الوطنية وخانت كل قيم ومبادئ النضال الوطني. ما ادعانا أمام هذا التحدي الجديد للوحدة والتماسك في مواجهة هذه العصابة الظالمة وإنقاذ وطننا وشعبنا منها. بقدر ما تشكل معركة تقوربا رمزية للتحدي والصمود والانتصار في تاريخنا ينبغي أن نجعلها مناسبة ومنطلقا لوضع خطة وطنية جامعة تمكن كل القوى الوطنية من صب جهودها في مشروع عمل قادر على رفع ظلم هذه العصابة الجائرة عن كاهل شعبنا. بينما نجدد اليوم عهدنا بالوفاء لشهداء شعبنا ومسيرة التحرر الوطني العملاقة علينا نحن في الجبهة أن نفتح من الصعوبات التي تعترض طريقنا آفاقا واسعة نحو النصر.

ألا رحم الله القائد (أبو رجيلة) وكل شهداء وجرحى أبطال تقوربا الذين صنعوا لنا من بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية منصة للبطولة والصمود.

عاشت ارتريا حرة مستقلة

عاش جيش التحرير الارتري

عاشت جبهة التحرير الارترية

اللجنة التنفيذية

15/3/2016م

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36646

نشرت بواسطة في مارس 17 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010