كلمة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي في حفل تقوربا‏ بملبورن

السيد رئيس المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي حاج عبدالنور المحترم
الآباء المناضلين الأكارم من الرعيل الأول الوطني وأعضاء جمعية كبار السن
السيدات والسادة المناضلين الأعزاء أعضاء وأنصار المجلس الوطني والمعارضة الإرترية والتنظيمات السياسية والمجتمع المدني

السيدة زينب محمد على رئيسة الجالية الإرترية
السيدات والسادة الكرام جماهير الجالية الارترية بملبورن
السيدات والسادة الضيوف المحترمون

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تمر في هذا الاسبوع ذكرى مجيدة في تاريخ الشعب الارتري البطل الذي سطر تاريخا تفخر به الأجيال المتعاقبة. انها ذكرى معركة تقوربا العظيمة في النصف من مارس عام 1965 للميلاد. انه اليوم الذي أعز الله جنود الثورة الارترية على قلتهم وقلة عتادهم ومؤونتهم ونصيرهم. في ذاك اليوم الأغر  تجلت الارادة الوطنية في التحرر الوطني وفي اثبات الذات الحرة التي لا تقبل الضيم وتأبى إلا أن تعيش حرة مستقلة عزيزة مهابة الجانب. حيث واجهت فصيلة من جيش التحرير الإرتري في تقوربا في منطقة ساوا كتيبة كاملة التسليح من الجيش الاستعماري الاثيوبي بشجاعة فائقة وثبات منقطع النظير وكان النصر حليفها والخزي والعار للقوات الاستعمارية. فبالرغم من الفارق الكبير في العدد والعدة والتسليح ومستوى التدريب تفوقت الارادة الإرترية وقهرت جحافل الظلم والظلام وكان النصر المؤزر الذي هز أركان الامبراطورية الاثيوبية الاستعمارية. فخلال ثلاث أعوام من إعلان الثورة المسلحة من جبل أدال في الفاتح من سبتمبر 1961 بقيادة القائد الشهيد البطل حامد ادريس عواتي انتقلت معركة تقوربا بقيادة القائد الشهيد البطل محمد علي ابورجيلة بالثورة الى مصاف المواجهة العسكرية النظامية وأثبتت كفاءة المقاتل الإرتري البطل على الثبات في الميدان والقدرة على ادارة المعركة بتكتيك أربك العدو وأفقده مميزات التفوق الذي تمتع به كجيش نظامي مؤهل بأحدث النظم العسكرية والاستراتيجية. وكانت تلك لحظة فارقة في التاريخ الوطني الإرتري واعلان بلوغ جيش التحرير الارتري مرحلة المواجهة المنظمة وقدرته على المناورة وفرض قواعد جديدة للمواجهة الميدانية وادارة معارك نظامية ضد العدو. وهذا الوضع كانت له نتائج سياسية وعسكرية ثورية حيث أصبحت الثورة الإرترية رقما يصعب تجاوزه واتجهت الأحداث اللاحقة الى تغيير في ميزان القوى والى أضعاف النظام الاستعماري الاثيوبي من ناحية والى ثقة الجماهير الإرترية في جيشها الثوري وعلى قدرته في المواجهة وتحقيق النصر والحرية الوطنية. وكانت تلك هي عظمة معركة تقوربا حيث أثبتت امكانية غلبة الارادة الوطنية الإرترية في اطار صراع الارادات ضد المستعمر الاثيوبي.
إن الدرس المستفاد من ملحمة تقوربا هو أن الارادة الحرة قد احدثت الفرق وكانت عنصر التحول الأساس في ميزان القوى. واليوم ونحن نخوض معركة أخرى في ميدان الحرية الوطنية الإرترية نستلهم معاني تقوربا. مع ادراكنا للفرق في طبيعة الصراع – حيث نخوض معركة تحرير الانسان بعد اكمال معركة تحرير التراب وتحقيق الاستقلال الوطني من المستعمر الاثيوبي –  فان الارادة الوطنية الحرة هي سلاحنا وإن تقوربا تظل نبراسا نهتدي به في العمل والكفاح ضد الدكتاتورية.
إن معركتنا – كقوى وطنية إرترية معارضة – ضد النظام الدكتاتوري الفاشستي والعصابة الحاكمة في إرتريا هي معركة إرادات تتطلب الصمود وقبول التحدي وانكار الذات والانتصار لمعاني الحرية والكرامة الوطنية. ومن معاني نقوربا أن الجماهير الارترية تتطلع الى طليعتها الوطنية لأخذ زمام المبادرة ومن ثم لا تبخل عليها بالدعم والمساندة بما يتوفر لها من امكانات. ونحن في المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي قد تعاهدنا على مواصلة معركتنا السياسية من أجل انقاذ الشعب والوطن من براثن الدكتاتورية. وفي سبيل السير قدما في طريق الحرية واستقلال القرار الوطني الارتري اعتزازا بالذات الارترية الحرة الكريمة. وقد قرر المجلس الوطني عقد المؤتمر الوطني العام الثاني خلال السنة الجارية بالاعتماد على الذات وبالمراهنة على مساندة الجماهير الارترية لمبادرة المجلس الوطني. إن اعتماد خارطة طريق وطنية وقبول التحدي لعقد المؤتمر بدعم الجماهير تؤكد على الثقة في الانسان الارتري وفي ارادته الحرة وأنه قادر على قهر الصعاب وتجاوز عقبات الامكانيات وتحقيق النصر والتمسك بالحقوق الوطنية كاملة غير منقوصة.
السيد رئيس المجلس الوطني ، أيها السيدات والسادة الحضور
إننا في اقليم استراليا نجدد تأييدنا لخارطة الطريق ولدعم المؤتمر العام الثاني للمجلس الوطني واطلقنا مبادرة لدعم المؤتمر في اليوم العالمي لدعم المؤتمر العام الثاني للمجلس الوطني والمقرر له السادس عشر من ابريل القادم (16/4/2016). كما نؤكد وقوفنا كالبنيان المرصوص لاكمال مسيرة تحرير الانسان الارتري والالتزام بمبادئ المجلس الوطني حتي يتم انجاز التغيير الديمقراطي ويتحقق حلم الانسان الارتري في العيش الكريم وينال حريته وكرامته الانسانية.
في الختام نشكر لكم حضوركم المشرف ومساهمتكم في حفلنا هذا على أمل الاحتفال به قريبا في الداخل الإرتري ؛ في العاصمة أسمرا وفي تقوربا في ساوا وفي كل ربوع إرتريا – وطننا الحر الديمقراطي الذي يسع جميع ابنائه.
ولا يفوتني – ونحن نحتفل بثورتنا المجيدة ونصرها العزيز في تقوربا – ان أحيي شهداءنا الأبرار وأبطالنا من الرعيل الأول جيش التحرير والحرية وعلى رأسهم قادتنا وشهداءنا عواتي وابورجيلة وصحبهم الميامين. والتحية كذلك لجميع المناضلين الشرفاء الذين فدوا الوطن بكل غال ونفيس والذين كانوا ومازالوا على طريق الحرية والكرامة الوطنية.

عاشت ذكرى تقوربا المجيدة
عاش نضال الشعب الإرتري
عاش المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي
الخزي والعار للدكتاتورية والاستعمار وقهر الشعب الإرتري الحر

والسلام عليكم ورحمة الله

المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي استراليا
ملبورن – 19 مارس 2016

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36668

نشرت بواسطة في مارس 20 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010