كلمة جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لإنطلاقة الثورة الإرترية

يطل سبتمبر الثورة في عامه التاسع والأربعين حاملا في ثناياه تضحيات وصمود وآمال وإنكسارات الشعب الإرتري . ثلاثون عاما كانت ثورة ضد الإحتلال الأثيوبي في عهديه الإمبراطوري والنظام العسكري الذي سقط غير مأسوف عليه في عام 1991م . وبنهايته أطل فجر الإستقلال على إرتريا الذي حمل رايته الشهيد البطل حامد إدريس عواتي ورفاقه في عام 1961م ، بإعلان الكفاح المسلح في وجه المستعمر .

 

أما التسعة عشرة عاما الأخرى ، فكانت في ظل الإستقلال الوطني وفي كنف النظام الدكتاتوري الذي لم يكن عهده أقل مرارة من العهد الإستعماري على شعبنا . حيث فقد الأمن والإستقرار والحريات العامة في وطن مهره بدمه ودموعه ولجوئه ومعاناته . والمؤسف أن ذلك حدث ويحدث على يد من ساهموا في الإستقلال ، وجاءت لحظة الميلاد الأخير للإستقلال على يديهم .

 

نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن نهج وسلوك النظام الدكتاتوري القائم ضد شعبنا ، فهذا شأن حفظه كل الإرتريين عن ظهر قلب . وصار معروفا حتى لدى شعوب ودول الجوار والعالم . وبالتالي ليس هناك سر نضيفه بهذه المناسبة حول الإنتهاكات التي يرتكبها النظام في حق شعبنا من مصادرة حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات العامة ، وحالة اللجوء الجماعي وخاصة في أوساط الشباب بصورة تحاكي فترة الإستعمار .

 

ولكن في المقابل نود أن نؤكد بهذه المناسبة التاريخية . أن أهم أهداف سبتمبر التي سقط من أجلها كل أبطال الثورة على مدى ثلاثين عاما لم تتحقق بعد ، على رأسها حرية وكرامة الإنسان الإرتري وأمنه وإستقراره في وطنه ، والمشاركة العادلة في السلطة والثروة والتنمية . التي هي أهم أعمدة الإستقلال الوطني .

 

إذا فإن أهداف سبتمر التي لم تتحقق بعد تستوجب على قوى التغيير الديمقراطي سياسية كانت أو مدنية وضع إستراتيجية فاعلة مبنية على وضوح الرؤية حول المخاطر التي تحدق بشعبنا وبلادنا في هذه المرحلة وقراءة المؤشرات الدالة على تلك المخاطر بعناية فائقة ، ومن ثم وضع آليات مناسبة لكيفية التصدي لها قبل فوات الآوان .

 

وفي هذا الصدد  نعتقد في جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية أن عقد ونجاح ملتقى الحوار الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي خطوة وآلية مهمة في هذا المضار يمكن البناء عليها بقليل من الجدية وكثير من العمل في إطار الإستراتيجية المطلوبة لمواجهة التحديات الوطنية الراهنة .

 

وكخطوات إضافية وضرورية في هذا الإتجاه لابد من تأطير مختلف جهود قوى المعارضة الإرترية في مواجهة النظام الدكتاتوري، وتجاوز الخلافات الثانوية والكيدية وصولا إلى تعزيز الأداء وجدية المواجهة مع النظام والإرتقاء إلى مستوى المسئولية الوطنية إزاء ما يتعرض له شعبنا وبلادنا من مخاطر لا تخطؤها العين .

 

وتلتزم جبهة الإنقاذ الوطني لتكون أول من يعمل على تعزيز وتوحيد جهود قوى المعارضة الإرترية من أجل خلاص شعبنا وبناء غد أفضل له ولأجياله القادمة .

 

وفي هذا السياق يأتي أيضا ضرورة إنجاح المؤتمر الوطني القادم بعد عام ، والذي ستشارك فيه كافة قطاعات شعبنا السياسية والمدنية الفئوية والمهنية من كل أنحاء العالم .

 

صحيح أن قوى المعارضة الإرترية يقع عليها عبء ومسئولية إحداث التحول الديمقراطي وإسقاط النظام الدكتاتوري . غير أنها في ذات الوقت مهمة تضامنية تكاملية بينها وقطاعات شعبنا المختلفة. ومن هذا المنطلق ، وبمناسبة سبتمر الثورة ، نود تذكير شعبنا وقواه الحية في الداخل والخارج أهمية دورها ومساهمتها في تمكين قوى المعارضة من تحقيق الأهداف التي ينشدها . ولا سيما أن أدوار المعارضة والشعب يتقاطعان سلبا وإيجابا .

 

وأننا على ثقة أن شعبنا الذي صنع ثورة سبتمر وحقق معجزة الإستقلال لن يعجزه إسقاط النظام الدكتاتوري وإقامة النظام الديمقراطي البديل.

 

 

 

 

عاشت إرتريا حرة مستقلة

النصر للنضال الديمقراطي

المجد والخلود لشهدائنا

1 سبتمبر 2010 م

 

 

 

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8991

نشرت بواسطة في سبتمبر 1 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010