كلمة حركة شباب 24 مايو الإرترية بمناسبة عيد الشهداء : فلنكن أوفياء لشهدائنا ..

        نقف اليوم إجلالا وإكبارا لشهدئنا الأبطال صانعوا المعجزات قاهروا الصعاب والتحديات، علت نفوسهم وهاماتهم عندما كرهوا حياة الذل والهوان والعبودية فثاروا في وجه الظلم والطغيان ولسان حالهم إما حياة عزيزة كريمة واما موتا شريفا. كانت قلوبهم تواقة للحرية والعزة والكرامة فهان غندهم كل شئ يقدمونه في سبيل ذلك، فحملو أرواحهم على أكفهم فداء للوطن والمواطن وسكبوا دمائهم الغالية من أجل حرية الأرض والإنسان الارتري حتى ينعم شعبهم بحياة كريمة يسودها العدل والمساواة في ظل وطن ينعم بالديمقراطية والتعددية لا بالدكتاتورية والفردية والهمجية والفوقية .

        كان حلم  الشهداء و أملهم اشراقة شمس الحرية في بلادهم، لم يكن حلمهم القصور الفارهة والإستبداد بالحكم والغطرسة واستعباد الشعب واستعماله سخرة في ما يسمى في (مشروعات التنمية) الكاذبة. ولم يكن في بالهم أن الحرية ستأتي بمن يتعالى على الشعب ويقمعه بل كان حلمهم عبر قصة النضال والإستشهاد من أجل الحياة الكريمة لمن ذاق اشد العذاب والتنكيل تحت نير الإستعمار البغيض حتى يهنئ أهلهم وذويهم من بعدهم بالعزة و الرفاهية . ضحى الشهداء بأرواحهم الغالية ونفوسهم الطاهرة وسكنوا الأجداس بعزة وكرامة. ولكن لم يعرفوا أن القدر كان يخبأ المزيد من المحن والعذاب لهذا الشعب الذي ظن أن زمن العذاب سيولي مع التحرير المجيد وأن زمن القهر سيذهب معه دون عودة ولكن كأن كل أرتال الشهداء الذين مضوا في دروب الحية لم تكفي حتى يتحرر الإنسان الإرتري. وما كان في مخيلتهم ان أفورقي سيسيم أمهات الشهداء بالجوع والفقر والمرض والإذلال، وسيكافئ أبناء الشهداء بطردهم من ديارهم وتهجيرهم والتنكيل بهم وتفريق البلاد من أهلها ليذج بهم في أنحاء العالم حتى تبتلعهم البحار وتحرقهم الصحاري، اما اخوانهم وأخواتهم فأصبح مصيرهم السجن المؤبد والإعتقال العشوائي اللامبرر .

        هكذا كافأ أفورقي الذي اعتلى كرس الحكم على أجساد الشهداء الطاهرة النقية ودمائهم الذكية وأصبح يرقص على قبورهم ويحتفل بمعانات وآلام شعبهم بمنتهى العجرفة والسخرية والإستهتار، مفاخرا بغدره وخيانته لأمانة الشهداء. لينهي تلك المأساة برصاصة الرحمة التي أطلقها على معاقي حرب التحرير. ومقابره الجماعية التي لم تنبش بعد و ستظل شاهدة تطارد السفاح في حلمه وفي حله وفي ترحاله التي تسجل بجلاء مدى الحقد والكراهية التي تسكن قلبه وجنانه لهذا الشعب الشهم الأبي , ومقدار القسوة والوحشية التي فاقت مداها فلم يتصورها عقل بشر واستنكرتها وتألمت لها الجمادات والحيوانات من قبل الانسان .

        فالعشرون عاما من الدكتاتورية (الإسياسية) لم تكن سوى عشرون عاما من القهر والإعتقالات والإذلال. ولربما سنوات الإستعمار كانت أهون منها في القمع والوحشية وكذلك في تهجير الشعب وارغامه على هجران مسكنه وموطنه وإفراغ البلاد من أهلها وسلب ونهب ثرواته . ولكن آن الأوان لنقول كفى عبثا يا إسياس بدماء شعبنا فهي لم تكن رخيصة ومن تهن علينا، ومهر الحرية الذي دفعته نفوسا غالية على قلوبنا لن يضيع سدى وستظل أرواحهم تسكن قلوبنا تهز أوتار السكون فينا وتوغظ ضمائرنا .

        ستبقى ذكرى الشهداء لنستلهم منها الدروس والعبر وكيف أن الإرادة القوية والتضحيات الجسام تهز كل الجبابرة مهما كانت قواتهم وعدتهم وسلاحهم .

        فعلى درب الأحرار نحن ماضون وسنقتفي آثارهم وتضحياتهم الجسام وسنتحرى سيرهم ومآثرهم حتى تتحقق حرية الإنسان الإرتري ويسترد كرامته المهدرة ويسترد حقه المسلوب في التعبير في الرأي ولكي يحظى بالعدالة  كباقي الشعوب وحتى تخلوا السجون من معتقلي الضمير .

        ونحن في حركة شباب 24 مايو الارترية نحث الشباب الارتري في كل مكان للقيام بواجباته تجاه وطنه و أمته ووطنه من أجل أن تذخر (ارتريا الشهداء) بالديموقراطية التي خاض من اجلها مواطنوها الأبرار أطول حرب تحرير في القارة السمراء وسوف لم نألوا جهدا في توعية شعبنا بأهمية التغيير إلى الأفضل حتى لا نخون أمانة الشهداء ولنظل أوفياء لأرواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية، وماهذه الفعاليات إلا خطوة أولى في ذات الطريق.

 

                                                    “حركة شباب 24 مايو الارترية”

.

.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=15737

نشرت بواسطة في يونيو 20 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010