كيف ابتعدت إريتريا عن الغرب؟

‎تقرير : BBC
لطالما عقدت الحكومات الغربية آمالا عريضة على إريتريا، بوصفها نموذجا يحتذى في إفريقيا.
و عندما حققت الاستقلال في سنة 1993، أهاب الكل بهذه الدولة الفتية الواثقة من نفسها، لما أبدته من رغبة في إعادة البناء بعد حرب استقلال شرسة خاضتها مع عدوتها اللدودة إثيوبيا.فكان أن أقامت إرتريا علاقات متينة مع الغرب. و بادرت أسمرة إلى عرض مساعدتها للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب في عام 2001 ، ومنح الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الإرتري إساياس أفورقي لقب “قائد النهضة”. لم يعد الأمر كذلك الآن. لقد تأزمت العلاقة بين بين إرتريا والدول الغربية -خصوصا الولايات المتحدة- إلى أبعد مدى، حسب المحللين. “كذب” ففي يوم السبت الماضي، أعادت مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية جندايي فريزر تذكير إرتريا بأن واشنطن ستضعها على لائحة دول “محور الشر” إلى جانب، إيران وكوريا الشمالية وكوبا. وتتهم الولايات المتحدة أسمرة بمحاولة زعزعة منطقة القرن الإفريقي عبر دعم حركات التمرد واستخدامها لتصفية حساباتها مع جارتها إثيوبيا التي لا تنازعها مناطق حدودية. وترد إرتريا بالنفي على هذه التهم، وعلى ما تتهمها به الأمم المتحدة من شحن أسلحة وتهريبها إلى الإسلاميين في الصومال، ليقاتلوا بها القوات الإثيوبية، قائلة إن هذا كذب. وتدعم الولايات المتحدة اتهاماتها بمؤتمر المعارضة الصومالية الذي احتضنته أسمرة هذا الأسبوع والذي حضره الشيخ حسن ظاهر عويس أحد الزعماء الصوماليين الإسلاميين المنفيين، الذي تشتبه الولايات المتحدة في أن يكون أقام علاقات مع القاعدة. وقالت فريزر إن مزيدا من المعلومات الاستخباراتية، قد يقود واشنطن إلى إدراج إرتريا ضمن “الدول التي تدعم الإرهاب”، ثم إلى فرض عقوبات اقتصادية. “من أجل السلام” وتقول إريتريا إنها تريد إحلال السلام بالصومال، كما فعلت مع المتمردين في المناطق الشرقية للسودان. ويعزو المحللون غضب إريتريا إلى خيبة أمل قادتها في واشنطن لإخفاقها في فرض ضغوط على أديس أبابا من أجل تنفيذ حكم قضائي لترسيم الحدود بين إريتريا و إثيوبيا صدر قبل خمس سنوات بعد حرب 1998-2000 التي خلفت مقتل 70 الف شخص. وترى إريتريا أن التحالف الأمريكي الإثيوبي تهديدٌ لها، كما تعتبر أن التهم الأمريكية بتشجيع الإرهاب مسوغ لاحتلالها. وتقول إرتريا إن الطريقة الجامعة التي تنهجها الدبلوماسية الأمريكية تؤجج الوضع في المنطقة؛ دليل ذلك -حسب أسمرة- الدعم الأمريكي للتدخل العسكري الإثيوبي في الصومال، نهاية السنة الماضية. تصعيد ومنذ ذلك دخل الطرفان في شد وجذب دبلوماسي. فقد عمدت السفارة الأمريكية، إلى سحب مصالحها القنصلية، بعد أن اتهمت أسمرة بطلب إجراء تفتيش لحقائب دبلوماسية. كما قيدت واشنطن من تنقل الدبلوماسيين الإرتريين، ردا على إجراء مماثل فرضته السلطات الإرترية على الدبلوماسيين الأمريكيين، وعمدت إلى إغلاق القنصلية الإرترية في كاليفورنيا. ينضاف إلى ذلك الاتهامات المتبادلة فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان. إذ تتهم واشنطن سلطات أسمرة بالتضييق في هذا المجال، وترد إرتريا متهمة الولايات المتحدة باستخدام الديمقراطية وحقوق الأقليات مطية لتقسيم المجتمع الإرتري إلى فصائل وطوائف متناحرة. لكن هذه العلاقات المتردية لم تبلغ بعد حد الأزمة. فقد صرحت فريزر قائلة: ” ثمة فرصة أمام إرتريا للتراجع عما تُقدم عليه.” ويبدو أن الرئيس الإرتري لا يجنح إلى المهادنة في الوقت الراهن. ففي حديث للقناة التفزيونية الرسمية، قال أفورقي: “إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى الإضرار بمصالحنا الوطنية، ونسف استقرار المنطقة، فلا ينبغي لها أن تتوقع الدعم.” ويخشى العديد على منطقة القرن الإفريقي الملتهبة إذا ما استمرت العلاقات بين واشنطن وأسمرة على هذا التدهور.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41029

نشرت بواسطة في سبتمبر 12 2007 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010