كيف تكون إيجابياً في حياتك؟؟؟

الإيجابية ورد لها أكثر من تعريف ومنها الطاقة الإيجابية أو النفس الإيجابية أوالسلوك الإيجابي وقد تكون  جبلية فطرية تولد  مع الإنسان وبدون أي  تدخل مباشر أو غير مباشر  ويمارسها الإنسان في حياته بتلقائية  ، أو تكتسب  بأعمال وأفعال خارجية عن طريق ممارسة المهارات عبر الالتحاق بدورات التنمية البشرية  فهي في الحقيقة  صفة  عظيمة ولها حضور  وتواجد  في  ضروب عديدة  من  حياتنا اليومية  فضلاً   عن ذلك  يقرها  ويأمر بها  الشرع  ولا وتدعو لها كثير الأعراف والقوانين  في  المنظمات  والهيئات   وأيضاً  لها حظ أوفر في   كافة  التعاملات  والتطبيقات باختلاف أنواعها وواقعيتها  كما أنها  تنعكس  على الحياة بكلياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية … الخ،   وابتداءً نجدها بين افراد الأسر الصغيرة   ثم تتدرج إلى اعلى  المستويات فتبعث  روح الاستقرار والطمأنينة إلى  أوسع نطاق ، ومن  ثمرة ممارستها تجعل  السعادة ترفرف بأجنحتها في   بيئتنا   وتسود الفضيلة   وتصفو  النفوس  ويعم  المجتمعات  الأمن والأمان والصدق والإخلاص حتى لو كان الأمر متناهياً  في الصغر  قال صلى الله عليه وسلم  “ولا تحقرن من المعروف شيء ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”  وكلمة شيء لفظها نكرة  وتعني  مفهوم  واسع وشامل دون حدود ، ومن هذا الإفهام والقناعات الداخلية تنطلق المشاعر  لتصب وتفيض  نوراً على  حياة الأمة فيصبح  سلوكاً يمارس وطباع  تتجذر في الأعماق .  . ولنا أسوة حسنة في الأنبياء والمرسلين فهم طبقوا هذا المفهوم على   الأمم السابقة  فمنهم  كتب الله له الهداية فاتبع  المرسلين ومنهم من لم يكتب له  ذلك فضل عن سواء السبيل.

فغرس هذه الصفة وتعزيزها  لا غنى لنا عنها  وديننا الحنيف يحث على ذلك لكي تتآلف  القلوب وتحابب النفوس  فنعرج هنا إلى بعض  عناصر الإيجابية على سبيل المثال ولا الحصر:

1-  الإخلاص في القول والعمل مع ابتغاء مرضاة الله والنأي عن الرياء  والسعمة والشهرة  وحظوظ النفس الضيقة وهذا  المبدأ بمكان من الأهمية لقبول العمل من الله ومن ثم ينعكس هذا الرضي والقبول  في  الناس. “إنما الأعمال بالنيات ولكل أمريء ما نوى”.

2- السير على  خطى ونهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأدية العبادات والطاعات فهو  القدوة و المثل الأعلى وهو القائل  “خذوا عني مناسككم” .  فأوامره ونواهيه  حقائق من القرآن  وسنته هي النبراس المفسرة للقرآن  لا سيما في  الأحكام والفروض والحلال والحرام.

3-  تنقية  وصنفرة القلوب من النفايات المعنوية مثل الحسد والغل والضغينة وغسلها بدموع  التوبة والإنابة إلى الله ثم ملؤها بالحب والإيثار والحكمة.

4- البُعد عن مثيرات الفتن من النعرات القومية والقبلية والعشائرية والجبهوية والحزبية وما شابه ذلك حيث  يترتب عليه الاحتقار و النظرات الدونية للآخرين وهذا من المخاطر العظيمة  إن تمكن من العبد فهو مجال خصب لمكائد الشيطان ونزغاته.  وغالباً  بوابته من عرض الحياة الدنيا ” المال والجاه والنسب والعلم.. الخ” ومن يقع في  هذا  الفخ  فلن يخرج سالماً .

5- اعتزال هوى النفس  والفساد وأهله ومواطن الريبة والظنون . ومصاحبة أصدقاء السوء  ” الصاحب ساحب”  وفي الحديث “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.

6-  اشغال النفس بالطاعات بتنفيذ لا سيما  الأعمال الصالحات  ..  وأعلم إن لم تشغلها بما ينفعك فسوف تشغلك  بما يهلكك ويوردك موارد الندم.

7-  لا تغتر بكثرة المخالفين  للأنظمة والقوانين  وإن لم  تطلهم يد القانون  والعدالة في الحياة الدنيا  وإن كان ظاهرهم  يتمتعون  بأطايب من المأكولات والمشروبات والملبوسات والمركوبات والمسكونات  واعلم “إن الله  يُمهِلُ ولا يُهِملُ”  وإذا أخذ يأخذ  أخذ عزيز مقتدر.

8- ارسم على وجهك ومحياك دائماً ابتسامة  الرضى واجعلها رسول بينك وبين  أقاربك  والناس اجمعين وابتدرهم بالسلام والمصافحة وادخل عليهم السرور  بالسؤال عن أحوالهم  واقضي حوائج  المحتاجين  منهم  وفي حدود المستطاع  ولا تنسى أن  “تبسمك في وجه أخيك صدقة” .

9-  إبدأ يومك الجديد  خاصة  بشيء من بر الوالدين ثم صلة الأرحام حسب درجة قربهم لأن الحقوق والواجبات تبنى على ذلك مع مراعاة  الكيف والكم .. والدعاء لمن غيبه الموت أو بُعدت عنهم  المسافات.. والتجاوز عن المسيء  منهم  بلا استثناء. ” فمن عفا وأصلح فأجره على الله” .

10-  بذل المعروف  والإحسان  للفقراء  والمساكين والأرامل والأيتام وابن السبيل وفي سبيل الله … قال تعالى ” إني لا اضيع عمل  عامل منكم من ذكر أو أنثى”  ”  وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.

11-  احفظ  ما هو   في  عهدتك  من الأمانات سواءاً   المالية  أو المادية أو القولية أو  الفعلية خاصة   ممن هم ضعفاء أو قصر من  أفراد الأسرة والأقارب  ومن هم تحت  الوصايا  وأعلم أنك مسؤول ومحاسب امام الله  عن التقصير أو التهاون  “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” “وأدوا الأمانات إلى أهلها”.

12-  ساهم في بناء وتشييد دور المؤسسات الخيرية  والعبادة  والملاجيء والمستشفيات والمراكز التعليمية  حسب امكانياتك المادية أو مهاراتك الحرفية أو في مجال المعلومات  والأنظمة والقوانين  الخاصة بتلك  المؤسسات  حيث تدفع  بها نحو مزيد من الانتاجية  .

13- اجعل لك حضور دائم في المناسبات الاجتماعية  من حيث اسداء  أو توجيه  النصح  بعيداً عن التشهير  والفضح والتشفي وليكن ذلك حسب مقتضيات وحجم المخالفات فالسكوت على المحذور والممنوع مع الحضور يعتبر موافقة وإقرار بها  مهما كانت المبررات ..   ” انصح أخاك ظالماً أو مظلوماً”.

14-  افسح في قلبك وعقلك  مساحات للحوار والنقاش المثمر وبأسلوب يجمع ويؤلف القلوب ولا ينفرها  والتدرج  والتمرحل في  الخطوات التنفيذية مهم وليسع حلمك الناس كافة  “ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن “.

15-   توقير الكبير وذي الشيبة،  ومد يد المساعدة  لذوي  الاحتياجات الخاصة  والضعفاء  ومعرفة مقامات الرجال وانزالهم منازلهم  سواء إن كانت العلمية  أو الاجتماعية أو الوظيفية وتفهم مستويات تفاوت  الأفهام  بينهم والصبر على سلوكياتهم .

كن إيجابياً  وطبقها شيء منها   يومياً  لأنها  مفتاح السعادة في الدنيا.. مع ما يدخره الله لك في الآخرة من الحسنات  والرقي  في الدرجات العلى في أعلى الجنان ، والجزاء  دائماً  من نفس العمل…

بقلم / حسين رمضان

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43410

نشرت بواسطة في أغسطس 16 2018 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010