لقاء إذاعي مع الطبيب/ عبدالحميد محمود منصور

ملبورن ـ إذاعة الجالية الأرترية.

السبت 30 يوليو2011

بقصد التعرف علي النظام الصحي الأسترالي والخدمات التي يوفرها وكيفية الحصول عليها أجرت إذاعتنا لقاءً مع الدكتور/ عبدالحميد الذي يعمل بمدينة ملبورن وطرحت عليه علي مدي أربعين دقيقة تشكيلة مختلفة من الأسئلة باللغتين العربية والإنكليزية وصاغت إذاعتنا الأسئلة مما يدور في أذهان أفراد الجالية أو من تجاربهم الخاصة مع الأطباء أو من مفاهيم سابقة عن هذه المهنة قد تختلف بإختلاف المكان والثقافات والدكتورـ مشكوراً ـ أشار علينا  بمحاور نأمل أنها كانت أكثر فائدة لمستمعينا.

يقول الدكتور بأن النظام الصحي في استراليا من أحسن الأنظمة الصحية في العالم وأنه يعمل بكفاءة عالية بقسميه الخاص والعام بالرغم من أن العثور علي المعلومات والخدمات التي يوفرها قد تبدو مهمة شاقة للواصلين حديثاً أو لمن تكون لغته الإنكليزية محدودة وأضاف أن طبيب العائلة الموجود في أستراليا من التطورات الحديثة المبنية علي ثقافة الوقاية خير من العلاج فالطبيب في هذه العلاقة قد تتكون لديه خلفية جيدة عن المريض وعن أسرته يحيث تعود هذه العلاقة بفائد إيجابية للمريض وحبذ عدم الإنتقال من طبيب الي آخر،إلا لضرورة تقتضيها الحالة، كما يفعل البعض، وأعتبر ان فائدة التأمين الصحي الخاص تقلل من فترات الإنتظار الطويل في الأحوال الصحية غير المستعجلة وإن رأي أنها لا تخدم كثيرا مجتمع قليل المعرفة بالأطباء وتحدث عن التطور الذي حدث في العلاقة بين الطبيب والمريض بخلاف ماكان عليه الأمر سابقاً أو ماهو موجود حتي الآن في بعض البلدان وأشاد بعلاقة المشاركة بينهما ورأي فيها فائدة جمة للمريض خاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة.

وتطرق الحديث الي خوف البعض من مجتمعنا في زيارة الأطباء معزياً السبب الي حاجز اللغة الإنكليزية وإختلاف الثقافات ففي مجتمعنا يذهب الفرد حين يحس بالمرض وهو يتوقع أن يصرف له الدواء للحالة التي يشتكي منها فقط، أما هنا فالخوف موجود بأن يحدثه الطبيب عن حالات أخري (كإرتفاع ضغط الدم أو نقص فيتامين د) مما لا يود أو يخاف من سماعه! وحول شكوي البعض من عدم صرف الأطباء في أستراليا الدواء بعكس أطباء أفريقيا مثلا عزا الدكتور ذلك الي نوعية الأمراض ففي أستراليا غالبيتها فيروسية يتخلص منها الجسم بالمناعة الذاتية بخلاف البكتيرية التي تعالج بالمضادات الحيوية وأشار الي توفر الفحوصات ومجانيتها في أستراليا وهو قد لا يتوفر في المجتمعات التي قدم منها الأرتريون.

وتطرق الحديث الي أمراض الصحة العقلية وشعور البعض بأنها عار لا يجب الإفصاح عنه ويقول الدكتور أن هذا الشعور موجود أيضا في المجتمعات الغربية وهم يطلقون حملات تثقيف صحية ويحسون الناس الي كسر الخوف وطلب العلاج خاصةً بعد أن أتضح تأثيرها العميق علي علاقات المجتمع وفي إنتاج الفرد ونومه وأكله وشربه وإنعكاسها علي الصحة العضوية فالإكتئاب والقلق والإرهاق يسبب أمراض القلب والضغط والسكري.

ومن ناحية أخري أشار الدكتور الي قيام وزارة الصحة الأسترالية بتثقيف ألأطباء ببعض العادات والثقافات لشعوب القارة حين يتم التعامل مع المريض خاصة فيما يتعلق بإخباره عن إكتشاف مرض أو أعراض خطيرة، فقد يحتاج البعض الي تهيئة نفسية خاصة تقوي من عزيمته أو تدفع عنه أي ردة فعل قد لا تكون في حسبان الطبيب.

وبسؤاله عن تأثيرات الهجرة وإعتقاد البعض بظهور أمراض في المجتمع لم تكن معروفة من قبل قال الدكتور/ عبدالحميد  بأن الأمراض لها علاقة بمستوي معيشتك والعادات التي تمارسها فأكلك ومقدار حركتك وعادات أخري تلعب دورا في إصابتك، واضاف أنه من الصعب القول بأن أمراض معينة لم تكن موجودة في مجتمعنا لأن الفحوصات لم تكن متوفرة لدينا وبالتالي قدرتنا كانت محدودة في إكتشاف الأمراض وتشخيصها. وأمن علي الدراسات الأسترالية العديدة التي أكدت علي نقص حاد في فيتامين (د) لدي الجاليات الأفريقية وعزا ذلك الي عدم تعرض هذه المجتمعات الي أشعة الشمس ناصحاً القيام بذلك أربعة أيام أسبوعياً بمعدل نصف ساعة علي الأقل.

وحذر من أخذ البعض من استراليا الأدوية المدرجة في برنامج الإعانات الصيدلانية (PBS ) لأن ذلك جريمة يعاقب عليها القانون بسنتين سجن و5000 دولار غرامة وأضاف أنه لا يسمح إلا بأخذ الأدوية للإستعمال الشخصي فقط بأي كمية كانت طالما أن المريض لديه رساله من الدكتور. وعن فترات الإنتظار الطويل في أقسام الطوارئ قال أن ذلك يعود حسب الحالة فاستراليا تعتمد نظام عالمي يقسم حالات المريض الي خمسة أقسام حالة فورية تؤدي بصاحبها الي الموت كالسكتة الدماغية والذبحة الصدرية وهي حالة يجب رؤيتها فوراً وهناك حالات بعد عشرة دقائق ونصف ساعة وبعد ساعة والمستشفيات يتعين عليها مراعاة ذلك وإلا تخضع للمساءلة القانونية وأضاف أنه إذا أتيت الي قسم الطوارئ وشعرت أن صحتك تتدهور يجب عليك أن تبلغ فوراً وهو ذات الأمر يحدث أيضا حين يتم تحويلك الي أخصائي أو تأخذ موعدا طويلا لأجراء عملية ما. فإذا حدث أي تغيير سلبي في حالتك لا يتعين عليك إنتظار الموعد بل يجب العودة فوراً الي طبيب العائلة وإخباره  بما تحس به حتي يعجل لك الموعد.

اللقاء كان الحلقة الأولي من مقابلات أخري ستجريها إذاعتنا مع الدكتور عبدالحميد بقصد تثقيف أبناء الجالية الأرترية  بالنظام الصحي الأسترالي وإزالة بعض المفاهيم الخاطئة التي قد يحملوها عنه. ونعتقد أن سماع المقابلة كان أكثر فائدة من تلخيصها في هذا التقرير لأننا لم نأت ببعض النقاط المهمة التي ذكرها.

يذكر أن الدكتور/ عبدالحميد محمود منصور درس بكلاريوس طب وجراحة جامعة الخرطوم، عضو وزميل كلية الطب العائلي الملكية بأستراليا ولديه خبرة تسعة سنوات في المجال الصحي الأسترالي خمسة سنوات في القطاع العام وأربعة في الخاص وحالياً يعمل في

WYNDHAM HEALTH CARE

وهو مركز صحي بضاحية “وربي” بالمنطقة الغربية من مدينة ملبورن.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16596

نشرت بواسطة في يوليو 31 2011 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010