لماذا لا يتظاهر الناس في اسمرا

الافتتاحية

أوردت وكالات الانباء وبعض المواقع العنكبوتية التصريحات التي أدلى بها علي عبده وزير الكذب والدعاية في حكومة الجبهة الشعبية ، حول المظاهرات التي يزمع طبالو النظام القيام بها في كثير من عواصم العالم خاصة الولايات المتحدة وبعض العواصم الاروبية بالاضافة الى استراليا. وقال في تصريحه ” ان الحكومة لم تقم بتحريض الشعب للقيام بالمظاهرات ، ولكن احساسه بالظلم وبالقرار الغير عادل هو الذي دفع الشعب  من تلقاء نفسه للتظاهر ضد القرار”

ولما كان الكذب والانكار سمة رئيسية في تصريحات علي عبده ، هذا غير البذاءات النتنة التي ينثرها كلما توفرت له السانحة ، فلن نعيرها كثير الاهتمام ،  ولكن الحقيقية تبقى شاهدة على تصرفات اتباع النظام وبصاصيه وجامعي الاتاوات وحارسي ومديري الوكالات المسمى بالقنصليات ، حيث قاموا بقرار رئاسي بالتحرش والابتزاز والتهديد ضد جماهير المهجر قائلين ” من لم يشارك في تظاهرات الاحتجاج ضد القرار 1907 كأنه لم يشارك في الاستفتاء” وقامت بعض الرموز التي عفى عنها الزمن تجوب الاحياء والحواري واماكن تجمع الارتريين بغرض جمع تواقيع الناس  ، واجبارهم للخروج في الزفة الشعوبية.

منذ متى كانت تقاس انتماءات الناس الى أوطانهم بمواقفهم الشخصية ، وكيف يتم المقارنة بين الاستفتاء لقيام وطن وبقائه بالخروج بالتظاهرة لابقاء نظام  وفرد حاكم  يعاني الشعب من جبروته وتسلطه صباح مساء، وكيف يتم اختزال وطن  بأسره في شكل نظام أو حاكم عربيد لا قيم له ولا كرامة ، كيف يصبح هذا الوطن الشعبية واسياس وزمرته من الدجالين والقتلة ، ولكن هذه هي الزمرة نفسها التي رفضت كل ماهو وطني ، وانكرت حقوق الشعب الارتري في الحرية والكرامة  ودولة القانون والمؤسسات.

لم يكن الغرض من المقارنة سوى ارهاب الناس وتهويل امتناعهم عن الخروج بقصة الاستفتاء ، لا أحد يزاود على حب هذا الشعب لوطنه ، وهذه البضاعة قد كسد سوقها عندما بدأت الشعبية في سحل هذا الشعب وابنائه.

التظاهر هو الية ديمقراطية للتعبير عن السخط أو الرضى عن وضع معين ، وهو كحق ديمقراطي تكفله فقد الانظمة الديمقراطية لشعوبها ، بينما تحرمه الدول مثل ارتريا  على مواطنيها وتواجهه بالهروات والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه.

وهذا الحق اى حق التجمع السلمي والتظاهر غير مسموح به في ارتريا ، التي يعاني شعبها  من ظلم هو أكبر من ظلم المنظمة الأممية باصدار هذا القرار ، ويتمثل هذا الظلم في النظام الارتري الذي يطالبنا صارخا بالتظاهر من أجل بقائه وهو الذي يذيق الشعب الارتري الأمرين.

والتأريخ يشهد عندما تظاهرت حفنة من جرحى حرب التحرير في ماى حبار ضد الظلم والأهمال كان نصيبهم  وابل من النيران. لو كان هذا الحق مكفول في ارتريا ولو  كان الشعب قد انتفض من تلقاء نفسه كما يدعي علي عبده لكانت اسمرا بركانا من التظاهرات. مثل تلك التي حدثت في الخرطوم عندما اصدرت المحكمة الجنائية قرارا بتوقيف البشير، ولكن المظاهرات في اسمرا ممنوعة حتى ولوكان التظاهر ضد قرار مجلس الأمن لأن الجنرالات يرعبهم تجسد السخط الشعبي على شوارع ارتريا. والشعبية واتباعها دائما يكفلون الحرية لأنفسهم ويمنعونها على غيرهم.

لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما تسبب الجنرالات البلهاء في هزيمتنا امام العدو التقليدي في أزمة هم كانوا مفتعليها، لماذا يتظاهر وطنيو منهاتن وملبورن وبون عندما رمى بأبناء الشهداء وامهاتهم على قارعة الطريق وهدم منازلهم في  مقارح وطوالوت وأماترى .

لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما بدء الجنرالات باغتصاب الاطفال وقتلهم في السكنات العسكرية، وعندما بدءو يستخدمونهم في مشاريع السخرة التي تدر ارباحها على الجنرالات .

لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما تقسم اسياس واتباعه ثروات البلاد واعطائها للشركات متعدد الجنسيات لنهب الارض التي رحلو قاطنيها وأصحابها دون أى تعويض.

لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما هدمت جرافات النظام المساجد الأثرية وسط مدينة مندفرا ، لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما قام النظام باعتقال اكثر من ثلاثة الاف من اتباع الكنائس المحظورة ووضعهم في سجون تحت الارض، لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما قام جزارو ا النظام بسحل القرى في اكلى قوزاى  ودنكاليا بحجة ايواء المقاومة ، لماذا لم يتظاهر هؤلاء عند تعفير جباه اخواتنا المسلمات  وانتزاع حجابهن وثيابهن في اكلى قوزاى ، لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما سحلت الشعبية اكثر من 500 من أخوتنا العفر دون اى اسباب غير اعتراضهم  على سياسات النظام الجائرة؟

لماذا لم يتظاهر هؤلاء عندما قام جزاروا النظام بحشر المئات من اخوتنا الكناما في حاويات حديدية ورشهم بمواد كيميائية كالحشرات؟

بامكانننا ان نعدد الى ان تنتهي المساحات البيضاء عن المواقف التي كان بامكان هؤلاء  التظاهر فيها ضد الظلم في ارتريا ، ولن نقول لهم ان من يشارك في مظاهرات النظام الحاكم هو كمن لم يشارك في الاستفتاء!  ولكن سنقول لهم ان من يشارك في مظاهرات النظام الحاكم هو شريك في جرائمه وسوف يعاقب عليها عندما تقوم دولة القانون.

فيما يخص هذا القرار  لم يكن مكيدة ضد ارتريا ، بل المكيدة تكمن في  تصرفات النظام الغير المسؤولة في التدخل في شؤون الغير واختياره لاسلوب الابتزاز والارهاب في علاقاته مع جيرانه  ، واستغلال ظروف جيرانه الداخلية لنشر عدم الاستقرار ولممارسة تجارته المفضلة هو واصدقائه الرشايدة في الاتجار بالسلاح والبشر.

من خمسة دول دائمة العضوية تختلف مصالحها وافقت اربعة بينما أمتنعت الصين التي كان بامكانها ايقاف القرار هذا ان دل انما يدل على تورط هذا النظام حتى انفه لدرجة تحقق مثل هذا الاجماع. كما وافقت دول أخرى بالاجماع على هذا القرار  بىنما صوتت دولة مغمورة ضده.

اذاً هذا هو قرار قانوني ولا اعتقد ان مجاميع من الغوغاء تجوب شورارع واشطن ستغير شيئا ، وليس هنالك ما هو غير قانوني حوله.

اذا كانت حكومة الشعبية  جادة في الاعتراض على هذا القرار  فليس امامها سوى الذهاب الى المحكمة الدولية نعم القاعة التي ترددت عليها كثيرا ، لأنها هي الوحيدة التي يمكنها الغاء هذا القرار اذا  وجدت انه  كان مجحفا بحق النظام الحاكم وجنرلاته . ولكنها الشعبية  لم تعلن عما اذا كان في نيتها فعل ذلك ، اذا فالمقصود من كل هذه  الزوبعة المفتعلة هو كسب تعاطف شعبي كبير مع النظام الحاكم مما يضخ في شراينه  المترهلة دماء جديدة تبقيه عدة سنوات أخرى؟

الشعب الارتري يعاني من العسف في كل شيء ، شذف العيش وقلة الدواء ، فلن يخسر هذا  الشعب  بالقرار اكثر مما خسره بوجود هذا النظام ، لأن القرار موجه ضد الزمرة الحاكمة ، فلن يتمكنوا من تهريب أموالهم  الى الخارج ولن يتمكنوا من ارسال ابنائهم الى الخارج ” طبعا قبل اداء الخدمة الالزامية” للدراسة والتنزه كما كان يفعل ابرهام افورقي في لندن ، ولن يتمكنوا مع القرار بارسال زوجاتهم الى ايطاليا لتجميل انوفهن مسح وشم رقابهن وشد صدورهن في العيادات الايطالية الخاصة.

وسوف لن يتمكن السماسرة والمتربحون من هذا النظام بالسفر الى دبى لاحضار كريم” ديانا” بدلا من السكر والدواء والبضائع الصينية المغشوشة  بدلا من حليب الاطفال .

وكلمة أخيرة نقولها اذا كان هذا النظام يؤمن بالاجماع الوطني لما تفرد بالحكم طيلة هذه السنوات .

اذا كنت  ستخرج فأخرج فهذا قرارك وغدا سوف تحاسب عليه وتوقيعك سيكون شاهدا عليك ، أما نحن في انتظار التظاهرة الكبرى في أسمرا تلك التي سوف تكنس هذا النظام واتباعه الى غير رجعة.

فرجت

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=1801

نشرت بواسطة في فبراير 21 2010 في صفحة كلمة التحرير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010