ليست زلة لسان ولكن!!!!

على يونس برهان-    واشنطن  

فى مقابلة اجراها موقع ” دقى ابات” مؤخراً حاول السيد بشير اسحاق ان يعتذر عن بعض ما جاء فى كلمة تحرير موقع ” قبيل” التى نشرت فى يناير الماضى والتى اثارت السخط والغضب فى صفوف كافة الحادبيين على وحدة الشعب الأرترى ، بمختلف انتماءته ، والمناضلين من اجل الدمقراطية والمساواة والعدالة.

حاول السكرتير العام للحركة الفدرالية الدمقراطية الأرترية ان يقنع الرأى العام الأرترى ان الأمر كان مجرد زلة لسان –  زلة قلم فى حالتنا هذه.

انتظرت فترة ليست بالقصيرة آملاً ان تقوم قيادة الحركة الفدرالية ، بإصدار بيان او توضيح ، تضع فيه النقاط على الحروف وباللغتين الرسميتين اللتان اعتبرتهما معظم قوى المعارضة الأرترية ، بما فيها الحركة الفدرالية، احد الثوابت الوطنية.

طال انتظارى بلا حدود،  هنا بدأت تتجول بخاطرى العديد من التساؤلات .

لاشك ان ان كلمة تحرير ” قبيل” تسببت فى ردود فعل غاضبة، كما تأكد ذلك فى بعض المقالات التى نشرتها العديد من مواقع ” الأنترنت”.

كما اتاحت تلك الكلمة مناخاً ملائماً لبعض الأقلام لتشويه تاريخ الثورة الأرترية، وساهمت الكلمة – وعت ام لم تع – فى نشوء حالة من الأحتقان الطائفى التى لايمكن ان تخدم الاّ مصالح النظام الدكتاتورى، خاصةً فى هذه الأيام التى تتداعى فيه قوى المعارضة الأرترية فى التوصل الى إطار جامع مؤهل لحشد كافة الطاقات المادية والمعنوية لأسقاط النظام الدكتاتورى فى اسمرا.

 

فلماذا  لم تبادر ” قبيل ” كموقع يعتبر  ناطقاً رسمياً بإسم الحركة الفدرالية بإصدار توضيح لا لبس فيه ولاغموض، تؤكد فيه بإلتزامها بالوحدة الوطنية وتقدم فيه إعتذاراً شجاعاً خدمةً لصالح النضال الدمقراطى.

ام ان هناك اجندة خاصة لا نعلم بها

ام ان الأمر لايعدو ان يكون الاّ فقراً فى التجربة السياسية او النضج السياسى.

 

كل ذلك دفعنى الى إعادة قراءة بعد ما نشرته ” قبيل ” فى السنوات السابقة، علني اجد اجابة لتساؤلاتى.

كانت المحطة الأولى فى رحلة”البحث” الوثيقة السياسية التى تبنتها الحركة الفدرالية فى بداية اعلان تكوينها.

كانت تلك الوثيقة السياسية ما جاء فى كتاب الأستاذ على محمد سعيد برحتو المعنون بإسم ” هذا هو الحل”.

كان مشروع الأستاذ برحتو – مع احترامنا  لمكانته ونضالاته ، نسخه كربونية لمشروع الحكم الذاتى للمنخفضات الأرترية – الذى طرحته مجموعة من الشخصيات الأرترية فى آواخر فترة الأحتلال الأثيوبى فى ارتريا.

مع الأشارة الى فكرة الأستاذ ” برحتو” – التى تبنتها الحركة الفدرالية الأرترية ، طرحت فى صياغ تاريخى مختلف.

ماذا يعنى ذلك؟

 

يؤكد ذلك ان الحركة الفدرالية سارعت بتبنى الوثيقة السياسية دون بذل اى  محاولة للقيام بتحليل،  سياسى واجتماعى واقتصادى موضوعى للواقع الأرترى.

 

وهذه سابقة فريدة فى تاريخ الحركات السياسية المعاصرة.

ان المسألة المحورية فى  فكر ” الحركة الفدرالية الأرترية” هى ان الصراع الدائر حالياً هو بين سكان المرتفعات والمنخفضات.

يتجلى ذلك – اضافة الى وثيقة الأستاذ برحتو – فى كلمة اسرة ” قبيل” تعليقاً على مقابلة الأستاذ محمد نور احمد و التى صدرت فى 29 اكتوبر2004 

     حيث جاء فيها :{ …..الكبساوي مستقر ومبسوط والقضايا التي تقلقه ليست كتلك التي تقلق وتبكي غيره من ابناء ارتريا. }

كما جاء فى تلك الكلمة ايضاً ما يلى:

{ أن الكبساويين  لايحتاجون اليوم لمن يبكي أو يتباكي لهم. فهم يتمتعون كما تعلم بكل شئ في إرتريا من توظيف وحقوق ولغة وأرض وثقافة الخ. ولايحتاجون أيضاً لمن يتحدث بالنيابة عنهم او يتأسف “لحالهم” تحت نظام افورقي.}

وجاء فى كلمة الأستاذ بركاى محمد، و التى  نشرها موقع قبيل فى 23 نفمبر 2004 ما يلى:

{يجب أن نكون واقعيين عندما نحكم على العصر أو نتحدث عن  التاريخ , فإذا  تكلمنا عن نصارى ارتريا حقدهم وتأمرهم على المسلمين منذ عصور قديمه  فهذا واقع عاشته المنطقة لا يختلف عليه اثنان , فوقوفهم مع إثيوبيا بحرق قرانا , وإبادة شعبنا , حتى نزح من شعبنا عام 1967 ما يقارب الـ 70 ألف لاجئ إلى السودان}.

ويذهب الأستاذ آدم  قلايدوس –  وهو احد الكوادر القيادية  للحركة الفدرالية الأرترية بعيداً فى هذا السياغ فيلجأ الى مراجع اجنبية ليؤكد ان الأحباش – ويقصد بهم الهضبة الأثيوبية والمرتفعات الأرترية-غدارون بطبيعتهم!!!!!

وفى مقالة نشرتها “قبيل” فى 22 يناير يواصل  الأستاذ قلايدوس نفس التهم   قائلاً:

{ أى جهة انتمت إلي ما كان يعرف بالأندنت أو حزب الأتحاد مع أثيوبيا ابان فترة تقرير المصير في الأربعينات وحاكت المؤامرات والدسائس تحت جنح الظلام وألحقت البلاد بالكيان الأثيوبي ؟ وأي جهة ارتكبت جرائم الإغتيالات السياسية  ضد الشرفاء الذين نادوا بحق تقرير مصير بلادهم}  

وفى الأشارة الى مجموعة سلفى ناظنيت يقول { من أين أتت هذه المجموعة ؟}

من أي كوكب ظهرت مجموعة الفالول بقيادة عضو المجلس الثوري  عند آب قبري؟}

ويمضى قائلاً:  {ما هي أصول القوى في الجبهة الشعبية والتي تحالفت مع وياني تقراي لازاحة جبهة التحرير الأرترية عامي 1980 و1981 تمهيدا لهيمنة ثقافة كبسا علي كافة الساحة الإرترية ؟}

{لماذا  لم يحرك السيد كحساي ساكنا لينتقد سياسة قومه ونهجهم الشوفيني!!!!}

واسأل السيد آدم قلايدوس : اليست هذه الأفكار نابعة من النهج الشوفينى؟

فكيف تريد مقارعة نظام نظام تصفه بالشوفينية بنفس افكاره!!!؟

الا يعتبر هذا النهج محاولة لدفع ابناء المرتفعات للأرتماء فى احضان النظام الدكتاتورى الذى يناضل من اجل اسقاطه!!!

والغريب فى الأمر ان الأستاذ قلايدوس لايتردد فى التأكيد بأن الصراع الراهن هو صراع بين المسلمين والمسيحين حيث يقول:

{…. رغم ان الأوضاع قد تغيرت فى مرحلة الكفاح المسلح بإنحياز المسيحين الى جانب المسلمين فى ثورتهم الاّ ان الآمال كانت تراود المسيحيين للعودة الى الأمجاد السابقة، ومن هنا نفذ التحالف مع ويانى تقراى ، وهذا ما دعم المسيحين الرترين بعد تحرير كلمل التراب الأرترى من تعزيز موقفهم السياسى والعسكرى مستفيدين من تحالفهم مع ويانى والوصول الى سدة الحكم وفرض ثقافة احدية على الجميع} .

 

اذن ليست كلمة تحرير ” قبيل” التى صدرت فى يناير الماضى، زلة لسان ، بل هى تأثير للفكر السياسى الذى يحكم “الحركة الفدرالية الأرترية

وقد اكد على ذلك عدد من الكوادر الأساسية فى تلك الحركة منهم السيد\ يوسف يسن الذى قال فى كلمة نشرتها ”  قبيل” فى 19 يناير الماضى { ….. اعبر عن ثنائى وتقديرى لشجاعة وامانة ووضوح فى ابراز القضايا الجوهرية العالقة منذ تشكيل الكيان الأرترى}.

 

وفى الختام  اود ان أٌ ؤكد لقيادة “الحركة الفدرالية ” ان الساحة تتسع لمزيد من التنظيمات والتجمعات السياسية ، شريطة الألتزام بالواقعية السياسية وتغليب مصلحة الوطن.

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6178

نشرت بواسطة في فبراير 22 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010