ليست نظرية المؤامرة .. ولكن ..!!

الذين يجتهدون في التعاطي مع قضايا الشعوب بمسؤولية عالية هم ابناء الوطن وخلصائه يؤتمنون في الحفاظ على تاريخه ومستقبله لتحقيق العدالة وحقوق الانسان والمساواة بين مكونات المجتمع الارتري.
مازالت الجماهير الارترية تنتظر منذ عقود متطاولة الفرج في العيش بسلام لكنها -للأسف -مازالت ترزخ في بحور من الانتهاك الصارخ والضياع البائن في غياب من يسمعها وينفعل بها ويتفاعل معها- بعضهم -يريد منا دفع أثمان أخرى باهظة ليأتي اللاعبون الجدد يرقصون فوق أجسادنا المنهكة لنعود للدائرة الخبيثة والمربع المخيف في الصراع الذي لا ينتهي- هذه المرة -ربما كان أعمق أثراً وأكثر دماراً لا قدر الله.
الدلائل تُشير إلى إستمرار هذه المعاناة أزمان عديدة ليس إدعاءاً الغيب ولا تلبساً للتشاؤم ، نقول بقرائن وشواهد نعيشها اليوم الوضع برمته لا يشجع ولا يدل بقرب تحقيق الآمال ، الفرقة والتخوين والعمل الفردي والحرص على المكاسب الشخصية والمناطقية والتنظيمية وشرخ غائر في قيم التعايش ومحاولات الانفراد بالعمل المعارض والأنا الطاغية كلها عقبات واشكالات لا أظنها ستعجل بالتغيير المنتظر.. وما يخيف ويتفطر له القلب ربط التغيير والمستقبل بشخوص مقربين  من (….) (المرضي) عنهم ، خرجوا من رحم الجبهة الشعبية أعلنوا خروجهم من دائرة (التأثير المباشر) مع العصابة في اسمرا، كان مؤملاً أن يقوموا بإستحقاقات الخروج والإنتقال بجدية اختاروا ميداناً ومعطيات جديدة شعور عام ومخاوف اصبحت تتنامى وسط قطاع عريض من الشعب الارتري .
مازالت كل المؤشرات تذهب قريباً أن مدرخ كُلفت بإدارة ملف المعارضة الارتريةحسب التحركات المثيرة التي تقوم بها هذه المجموعة ولا يدري أحد مآلاته ، يتحمس بعضنا له بعد عقد لقاءات هنا وهناك تتويجاً لبرنامج مجهول وحراك تعرفه هذه القوى..! ربما حالة الضعف واحتياج الغريق لمن ينقذه سمة المشهد الآن والتهافت ولحاق آخر القطار  يجسد الحالة في فرانكفورت ونيروبي وغيرها.
 لا يمكن ان نتغافل في ظل المستجدات الماثلة امامنا  طبيعة الاشخاص وخلفياتهم التاريخية وغلوهم الفكري والسياسي والتعصب الطائفي وتأثيرهم السالب طوال مسيرة الجبهة الشعبية يجعلنا نشك في الجلبة التي يثيرها هؤلاء فضلاً عن تلكؤهم في معارضة العصابة بإمساك العصا من المنتصف ورفضهم في الإنحياز لركب القوى الوطنية ممثلة في المجلس الوطني ممن أثروا النضال بوضوح المسعى وسمو الهدف ، ومنذ تأسيس المنتدى في  فبراير 2014م لم نرى  أي وضوح يبين ووجهة المنتدي ورجاله ، أليسوا هم شركاء (النضال) الطويل..! الواضح أنها تريد أن (تعارض) وتهتف مخنوقة لكن يلجمها شيء ..!! ربما المانع (        ) و….
والأمر المزعج اللافت للنظر حرصهم الدائم بأنهم وسطاء لا يمثلون تنظيمياً في الساحة. ومن باب العذر والحجة بأنها – على الأقل – ترد مع قوى السياسية  نفس المورد. كيف لنا أن نثق بمجموعة مازالت في دائرة (الأتهام) من جرائم  أُرتكبت في حق الشعب ..؟؟!!
لا يمكن أن تسقط هذه الحقوق بالتقادم ، دائرة (الاتهام) هذه تشمل كل الرموز  الموجودة الآن في المنتدى غير المؤتمن على لعب دور الوسيط  هي اصلاً مجروحة في صدقها.. إذا سلّمنا جدلاً : هل تنطبق على مدرخ شروط الوسيط وما هي المقومات التي تميزها عن غيرها لتتبوأ مقعدها..؟؟!
هل يكفي قيادات مدر خ (التكفير) عن ذنوبهم بعقد لقاءات هنا وهنا حتى يسلمهم الشعب خياراته ومستقبله ويوقع لهم على بياض بعد كل ما عُرف عن هؤلاء من اولوغ في (       ) طول عقود التيه مع العصابة.؟؟!!
أرى في الأفق ارهاصات التسعينات تعود من جديد لترسم خريطة تنزع الحق من أهله.كما فعلت أمريكا ومخابراتها في اسناد الأمر لغير أهله في اللقاءات المتعددة مع قيادات الجبهة الشعبية منذ عقود خاصة عندما أصبحت ارتريا على مشارف الاستقلال والجولات المشبوهة التي قام بها اسياس وبعض قياداته يعود بعضه الى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي اختتم باللقاء المشهور بالسفارة الامريكية في الخرطوم 1990م.
تمت مراسيم تنصيب أسياس في غفلة لما يراد لنا ، وها نحن اليوم بعد مضي ستة وعشرون عاماً يراد لنا ان نشرب من نفس الكأس ولا عظات..!
لا نقول بأن (مدرخ) شرُّ كُله فاجتنبُوه، لكننا يجب أن لا نساق إلى نهاية إسدال الستار ونحن نصفق لمسرحية تم إخراجها في ظاهرها النعمة وفي باطنها من قبلها العذاب..!!
ونحن نستصحب ظهور مدرخ و(القبول) الغريب وسط أمواج من الملفات الساخنة في المنطقة..!
هل تسوق مدرخ نفسها للراي العام العالمي بلقاءاتها وحواراتها بأنها البديل المؤتمن للمصالح الاستراتيجية للغرب ..؟ وأنها تتخذ الوسائل السلمية في التغيير  بعد فشل المجلس الوطني من أخذ المبادرة والتقدم إلى الامام لتحقيق التغيير والتماهي مع متطلبات (الرعاية) البضاعة الرائجة اليوم في من يودُ بلوغ أعلى السلطة وقطف ثمارها المقدمة على موائد السحت وأوطاننا تعيش الكفاف بل تعيش العدم.
من أعطى الضوء الأخضر لمدرخ حتى تصول وتجول هكذا والمجلس الوطنى المجمع عليه من قبل المعارضة تائه في غرفة الانعاش خاصة بعد الاخبار التي تداولها النشطاء بوقف نشاطاته الراتبة في اثيوبيا ..؟
هل علاقات مدرخ ولقائها الأخير مع القيادة الاثيوبية هو بداية بسط البساط الأحمر وتسليم مفاتيح (التغيير) على الطريقة إياها ..! ليبدأ عهد جديد مع مدرخ ليؤول أمر المجلس الوطني كله بقده وقديده بشحمه ولحمه لهؤلاء.
وبذا يسدل الستار وتنتهي الحدوته. نفيق على حلم وكابوس جديد يتهدد الوطن كله، المخرج ليس في يد مدرخ ولا أحد بعينه لكن الذي يقبله العقل والمنطق أن يجتمع كل الفرقاء ليرسموا خط سير جديد أهم ما فيه التوافق على التغيير من أجل أن يبقى الوطن الذي نحلم به سالماً لا تتناوشه الاحقاد ولا نسلِّم هذا الوطن للأشرار .إن كانوا منّا أو من غيرنا.
عبده يوسف أحمد
ayae1969@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36525

نشرت بواسطة في فبراير 26 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010