مؤتمر أواسا اهم انجاز حققته المعارضة الإرترية

بقلم/ عمر عثمان ديهيشي 2011-12-21

جدير أن تكون البداية الحقيقية لعملنا الوطني الموحد لإنقاذ الشعب والوطن المؤتمر الوطني الذي عقد في 21 نوفمبر 2011 م بعضويته التي قاربت 600 عضو في إثيوبيا في مدينة (أواسا) حاضرة جنوب البلاد التي تبعد 300 كم تقريبا من اديس بابا.

و في اقليم أواسا تعيش 56 قومية بالتراضي تحت شعار (جمالنا في اختلافنا واختلافنا هو جمالنا) كما في كلمة رئيس حكومة الإقليم الذي شارك في افتتاح وختام مؤتمرنا. لا اعتقد أن الهاجس الأمني هو السبب الرئيسي في تحديد الحكومة الإثيوبية إقليم أواسا ليعقد فيه مؤتمرنا بل لعلها قصدت اي الحكومة الإثيوبية لفت انتباهنا وأنظارنا لنتأمل في واقع هذا الإقليم وتاريخه للاستفادة من تجربته، خاصة كثير منا تنقصه معلومات وحقائق عن حاضر إثيوبيا.

من باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله
برغم ماكنا نردده من إخفاقات و ضعف في التحالف الديمقراطي إلا انه يرجع له الفضل في انعقاد ملتقى الحوار الوطني في 2010 م الذي كان من أهم قراراته تكوين المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطي من قوى سياسية و منظمات مجتمع مدني انيطت بها مهمة الإعداد والترتيب لمؤتمرنا الوطني الجامع في 21/11/2011 م.

ولذلك أرى انه من الواجب أن أتقدم بجزيل الشكر وجميل العرفان للشعب الإثيوبي العظيم الذي تعجز الكلمات عن وصف طيبته ولحكومته الفيدرالية وقيادته الحكيمة التي هيئت كل الأسباب وذللت كل الصعاب لنجاح مؤتمرنا، ولحكومة اقليم أواسا وشعبه الذي رسم في شوارع مدينة (أواسا) لوداعنا تلك الصورة الجميلة والمؤثرة التي لن تغيب عن ذاكرتنا.

و الشكر واجب للمفوضية الوطنية للتغير الديمقراطي التي استطاعت أن تجمع هذا الجمع الغفير تحت سقف واحد بكل مايحمله من التباين والإختلاف والتنوع وعلى أوراق محددة ومعدة بعناية كبيرة، وهذا لا ينفي وجود نواقص وإخفاقات في جوانب متعددة ولكن في مجملها لم تكن عائقا لإنعقاد المؤتمر، كما نشكر سكرتارية المؤتمر التي نجحت في ادارة جلسات المؤتمرحتى النهاية وقد رد لها احد اعضائها فارس المؤتمر اعتبارها ونزاهتها لحظة ضعفها واهتزازها وهو د.عبدالله جمعة من (استراليا – ملبورن) والشكر موصول لكل من المناضل الكبير الدكتور/ هبتي الذي ادار جلسات مجموعتنا رقم (2) بكل حكمة واقتدار والأستاذ / جمال سعيد من (القضارف) سكرتير مجموعتنا باللغة العربية على دقة تدوينه لمحاضرنا التي كانت مرجعا اساسيا لتقريرنا الى سكرتارية المؤتمر.

لقطات من الحوار داخل مجموعات المؤتمر
تم تقسيم المؤتمرين على سبعة مجموعات ورش عمل وكنت في مجموعة رقم (2) التي تزينت بوجود احد رجال الرعيل الأول وهو العم/ محمد عمر يحي ختم الله له بالحسنى وكان معنا من رؤساء التنظيمات المناضل/ إبراهيم هارون رئيس تنظيم العفر و المناضل/ إبراهيم محمد احمد ين رئيس تنظيم الساهو.

وعند مناقشة الأوراق كان رأي الأخوين (ابراهيم وابراهيم) واضحا بضرورة تضمين أوراق المؤتمر حق تقرير المصير للقوميات. كان هناك اصحاب رأي يرون من وجهة نظرهم انه لا ينبغي تضييع الوقت في مناقشة مثل هذه القضايا و خاصة أمامنا قضايا كثيرة وكبيرة، وقالوا اصحاب الرأي الأخر أن مناقشة قضايا القوميات ليست مضيعة للوقت بل هو من صميم أعمال المؤتمر إذ تم قبول بعض تنظيماتها في التحالف السابق وجميعها ممثلة بقيادتها وكوادرها في هذا المؤتمر و لا ينكر دورها في مواجهة طاغية اسمرا في هذه المرحلة من نضالنا و بالتالي فالتنظيمات القومية وما تحمله من هموم ومطالب بعض مكونات شعبنا يجعلها شريكاً أساسياً في هذا المؤتمر التاريخي ولكن ما نقوله لهذه التنظيمات هو الآتي:

1- نحن وانتم جميعا طلائع الشعب الإرتري و لسنا كل الشعب وبالتالي فإن على هذه التنظيمات أن تتيح فرصة ابداء الرأي لقومياتها في مثل هذه القضايا المصيرية الذي هو من ابسط الحقوق الطبيعية والديمقراطية ننشدها جميعا، ولا يكون ذلك إلا في إرتريا.

فالمجموعة الحاكمة الآن في إثيوبيا مثلا لم تبت في مثل هذه القضايا في لندن و لا نيورك بل أقرتها بمشاركة شعوبها في مؤتمر جامع بعد انتصارها في 1991 م وهذا لا ينفي انه كانت طلائع من الشعب الإثيوبي عملت منذ وقت مبكر لهذا الطرح.

2- إن هؤلاء المؤتمرين البالغ عددهم 600 عضو تقريبا لا يملكون الحق في في الفصل في مثل هذه القضايا المصيرية كحق تقرير المصير فلا قيمة لذلك اذا نسبوا لأنفسهم ذلك الحق.

3- لو فرضنا جدلا أن المؤتمرين نسبوا لأنفسهم هذا الحق ووافقوا على حق تقرير المصير للقوميات حتى الإنفصال، فسينالنا جميعا من ذلك ضرر سياسي كبير من تصديق لما يردده طاغية اسمرا كذبا وبهتانا من أن هذه المعارضة العميلة لإثيوبيا تحمل برنامج تفتيت ارتريا، وهذا يطيل عمره ويصطف معه من كان يقف في المنطقة الرمادية.

في الحقيقة أن الأخوين الكريمين تفهما بمسؤولية كبيرة ما ورد من إخوانهم من تبريرات وتخوفات ومع قناعة مسبقة واستعداد تام في نفسيهما بضرورة تضييق نقاط التباين والإختلاف لإنجاح هذا المؤتمر التاريخي، وسيحفظ لهم التاريخ تلك المواقف المشرفة كغيرهم من احرار ارتريا.

نجاح المؤتمر
نجاح المؤتمر كان هما لنا وللإثيوبين ايضا، ولعل من اسباب التعتيم الإعلامي الإثيوبي على المؤتمر هو الخوف من فشله لكثرة الجهات المشاركة فيه وتباينها. والمؤتمر نجح بفضل الله من حيث ترتيبات انعقاده وإجازة أوراقه والإتفاق على مخرجه و هو المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي الممثل الشرعي للقوى المعارضة الإرترية، وكان نجاحه بمساهمة كل الأطراف المشاركة فيه.

وبهذا يعتبر نجاح المؤتمر هو اهم انجاز حققته المعارضة الإرترية حتى الأن خلال مسيرة نضالها الطويل. وعلى عاتق القوى السياسية تقع مسؤلية مضاعفة الجهود في المرحلة القادمة لإنجاح عمل المعارضة، ولذلك يلزمها تحسين صورة أدائها وتعاملها مع بعضها البعض لتنال اكبر قدر من ثقة شعبها الذي هو وقود عملها.

تمنياتي ودعواتي بالتوفيق والنجاح لفريق العمل الذي يقوده الدكتور/ يوسف برهانو قائد سفينتنا الذي نال ثقة المؤتمر لدوره في النضال والمكمل لدور والده رحمه الله المسطر بأحرف من نور في تاريخنا. اختم مقالي بسؤال يتردد كثيرا في هذه الأيام في الوسط الإرتري وغيره بدوافع مختلفة وهو هل الكيان الجديد للمعارضة (المجلس الوطني) سينجح في ازالة النظام واقامة حكم راشد في إرتريا؟ ذلك من علم الغيب ينفرد الله وحده بعلمه، و لكن من خلال قراءة المعطيات التي امامنا سنحاول معا استعراض بعض الإحتمالات في قابل ايامنا ان شاء الله.

deheshee@gmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39729

نشرت بواسطة في ديسمبر 21 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010