مؤتمر أواسا خط النها ية أم صا فرة البداية؟

بقلم / عمر جابر 

بداية يجب أن أوضح أننى لا أكتب عن المؤتمر كشاهد عيا ن ولا كمشارك لأننى رغم الدعوة التى تلقيتها من المفوضية بصفتى الشخصيةوالأ عتبا رية الا أ ننى لم أ ستطع تلبيتهالأ سبا ب صحية طا رئة حا لت دون مشا ركتى. لكننى أ كتب عنهمن خلال متا بعا تى وقراءة شها دا ت من شاركوا وبعض اللقاءات
المبا شرة مع بعضهم أضا فة الى الوثا ئقالنها ئية للمؤتمر.  وقبل الدخول فىتفاصيل ما جرى فى المؤتمر وما نتج عنه لابد من تثبيت وتأ كيد بعض المبا دىء والمواقف العا مة:

أولا: من حق أى مجموعة أ رترية أن تجتمع فى أىمكا ن وزما ن لمنا قشة قضا يا الوطن وتفعيلوتنشيطنضا لاتها ضد النظا م الدكتا تورىولا تحتا ج فى ذلك الىأذنأو رخصة من أ حد.با لمقا بل ليس منحق تلك الجما عة فرض ما تتوصل اليه علىالآخرين. أنيعا رض النظا م الدكتا تورى فى أ سمرامؤتمرأواساذلكأمر مفهوم ومتوقع ولكن أن تأ تى المعا رضةمن المعارضين للنظامذلك أمر غير مقبول!

ثانيا: قلنا قبل الآ ن ونكرر مرة أخرى أنكل ما يجرى فى سا حة المعا رضة الأ رتريةهو مؤقت وجزئى الى حين سقوط النظا م وعودةالحق الى أ صحا بهالشعبلينتخبممثليه الشرعيين ويقر دستوره ويبنى دولةالقا نون والعدا لة والمسا واة. أنطلاقا من هذاالفهم ستضيق شقة الخلاف بين فصا ئل المعارضة وسيعرف كل فرد وفصيل حدوده وتدرك كلمجموعة قومية حقوقها ومتى وكيف تحصلعليها.

ثالثا: عملية التغيير الديمقراطى عمليةطويلة ومركبة ومتواصلة – أ نها لا تستهدفتطوير آ ليا ت المواجهة فحسب بل والقيا مبعمليةتطهيرداخلى فى جسم المعا رضة ومكونا تها تطهيرانظرياتعديلالبرا مجوتطهيراعمليافىتركيبة القيا دة والهيا كل التنظيمية كما حدث فى المؤتمرالأ خير!

وكلماكا نت وتيرة التطهير سريعة ووا سعة كلماأ قتربت سا عة الخلاص من الدكتا تورية. سيكون الفسا د دائما موجود فى العمل السيا سى والظلم مشهودطا لما كا ن هنا ك أ شرار ولكن العلاج هوبتقدم الأ خيار الى الصفوف الأ ما ميةوعدم صمتهم تجا ه الفسا د والظلم.

رابعا: النظا م الأ رترى معزول ومحا صر أقليميا ودوليا وأ صدقاؤه تسا قطوا الواحدبعد الآ خرلكنالمعا رضة با لمقا بل لم تكسب أى حليف أوصديق غير أ ثيوبيا!تعتيمأعلامى كامل على المؤتمر فى وسا ئل الأعلام العربية والعا لميةقبل أ نعقا دهو بعد أ نفضا ضه.

خامسا: هناك قوى قا طعت المؤتمر وهى محسوبةعلى قوى المعا رضة بل وذهبت الى حد التشكيكفى أ هداف المؤتمر!حزبالشعب – سدرى – الجبهة الوطنية الأ رترية للتغييرالخ.  وبغضالنظ عن حجم ودور تلك المنظامت الا أنالهدف كا ن مشا ركة جميع قوى المعا رضةالأ رترية ومن هذه الزا وية نقول أن الصورةلم تكتمل كما كا ن ينبغى بصرف النظر عنالمتسبب فى تلك النتيجة.

والآننلقى نظرة على المؤتمر ونتا ئجه:

الأيجا بيا ت:

 .1أنعقا د المؤتمر وأ كتما له كا ن أ ستجا بةلقطا ع واسع من المعا رضة الأ رترية وتلكنتيجة أ يجا بية جذبت أ يضا الى سا حة العملالسيا سى من كا ن خا رج دائرة الفعل ويقفبعيدا متفرجا.

 .1أعداد الوثا ئق ومنا قشتها بأ سها ب ومشاركة القوا عد فى ذلك ما جعل منها مرجعيات لحركة وعلاقات المعا رضة الأ رترية فىالمرحلة القا دمة. كماأن ذلك عكس مما رسة ديمقراطية تمثلت فىمشا ركةالقوا عد وهو ما يسا هم فى بنا ءوترسيخ الوعى الديمقرا طى فى المجتمع الأرترى.

 .2أنتخا ب قيا دةمجلسوطنىوهىوأ ن كا نت صيغة توفيقية الا أ نها تعكسحرص الجميع على تجاوز العقبا ت ومما رسةالوعى الجمعى والحفا ظ على التا ريخالمشترك.

 .3قام المؤتمر بعملية تطهير دا خلى وفرز موضوعىلقيا دا ت المرحلة القا دمة – تلك كا نتأ شارة أيجا بية بعد أن أ بتعدت الدولةالمضيفة تما ما عن التدخل فى الشأ ن الداخلى وتمكن الأ رتريون من تثبيت أختيا راتهم بحرية.

السلبيات:

 .1رغمالجهود المقدرة والأ يجا بية التى بذلتهاالمفوضية الا أن بعض المما رسا ت من جا نبرئيس المفوضية وبعض مؤيديه تركت بقعاسوداء على الثوب الأ بيض النا صع الذىنسجه أ عضا ء المفوضية.

تصعيدعدد كبير الى عضوية المؤتمر دون سند شرعىأو قا نونى وتهميش وأ قصاء البعضتلكبعض الأ مثلة من كثير

 .2موضوعالقيادة قدتكون مفهومة بحكم تركيبة المؤتمر وبأعتبا رها التجربة الديمقرا طية الأولىولكن شكل التمثيل الجهوى والجغرافىوالفئوى يضعف من أ مكا نية بروزقيا داتلها أ متداد علىمستوى الوطن أو ذات أ هتمام شا مل لكل قضايا التغيير الديمقراطى.السؤا ل: أذا كا ن مبدأ المحاصصة يعمل به لما ذا رفضتم حصة حزب الشعبعندما طا لب بها للمشا ركة فى المؤتمر؟ أم أنه طلب أكثر مما يستحق؟

 .3مسألة الدستور أ صبحت ها جس معظم قوى المعارضة خا صة الأ سلامية والتى تعتقد أ نهابحا جة الىعهدوميثا قمنالشريك حتى تضمن حقوقها!؟السؤا ل: هلأ وصى ملتقى الحوار أ صلا أ ن تقوم المفوضيةبأ عداد مسودة دستور وتقديمها الى المؤتمرأم أن المفوضية أ جتهدت وأ عدت المسودةتوفيرا للوقت والجهد فى المستقبل ؟ فى كلالأ حوال – المعروف عا لميا أن الدستورأىدستورتعدههيئة تمثل كل فئا ت الشعب السيا سية والأجتما عية والطا ئفية والثقا فية ثم يطرحفى أ ستفتا ء على الشعب كله ليقول كلمتهويصبح دستورا.  معنىذلك أنه لا يمكن عمليا أ ن يحدث ذلك الابعد سقوط النظا م ؟ ذكرنى هذا الموقفوالقلق الذى يحكم المطا لبين با لدستورالآ ن بقصة حقيقية حدثت فى قريتنا.

كان أحد التجا ر يمتلك شا حنة ويعمل بها سائق معروف بحبه للسرعة  بدأ أ هل القريةينقلون الأ خبا ر الى صا حب العربة ويحذرونهمن المخا طر بسبب سرعة السا ئق وقد عرف عنصا حب السيا رة محدودية علمه بقوا نينالميكا نيكا. قررصا حب السيا رة أن يرى بنفسه وركب مع السائق وقا ل له: أحذرمن أ ستعما ل رقم4 وهىالسرعة القصوى كما كا نت معروفة فىالتعشيقةأ درك السا ئق أنه أ ما م أ ختبا ر ولكنه لا يستطيع التخلىعن عا دته فى السرعة  ماذا يفعل ؟ كا نت هناككرةعلىرأ س مقبض تغيير ا لسرعةقام بفتحها ومكتوب عليها الأ رقا م من1- 4 وسلمها لصا حبالعربة وقا ل له: أطمئن الآ ن لا سرعة ولا يحزنونوحرك السيارة وأنطلق بها بسرعة رقم4وصاحب السيا رة مطمئن أ نه يمسك با لضما نةّ؟

 .4الغموضالتنظيمى الذى يحيط با لعلاقة بين ما نتجعن المؤتمر والتحا لف الديمقراطىالكيا ن الجا معللمعا رضة الأ رتريةقبلالمؤتمر.المجلسالوطنى الذى تم أ نتخا به هو قيا دة لتنظيم  ما أسم التنظيم ؟ أم أن العا دة هى تقليدما جرى فى ليبيا وسوريا ؟ كلا – المعا رضةالأ رترية سبقت تلك الحركا ت ولها تجاربها وكيا نا تها ولا يمكن أن تعود الىالوراء أو أن تبدأ من الصفر. الغريب أن المجلسالوطنى فى بيا نه الختا مى طا لب المجتمعالدولى با لأ عترا ف به كممثل للشعب الأرترى – حسنا لما ذا لا تحسمون الأ مر أولامع التحا لف الديمقراطى؟ ثم ما هو موقف أثيوبيا – الحليف الوحيد – هل تعترف بالمجلس الوطنى فقط أم با لأ ثنين معا ؟ أنيكون لحركة ماأذرع وأ رجلذلكقد يسا عدها على التمدد والتوسع والوصولالى موا قع بعيدة وكسب مؤيدين  لكن أن يكون لهارأ سا ن) فذلك ما يؤدى الىتشتيت للجهد والوقت وقد يحمل فى طيا تهمخا طر التصا دم والصرا ع بسبب البحث عنشرعية التمثيل. يقولبعض المفسرين والمرا قبين لتلك الظا هرة: أنوجود التحا لف بصيغته القديمة هو للمتابعة ومراقبة المجلس الوطنى!؟مع العلم أن أ كثر من نصف أ عضا ء المجلسالوطنى هم أ عضا ء فى ذلك التحا لف الديمقراطى!؟ ألا يستطيع هؤلاء المرا قبة من الدا خل ؟أم أن الخوف هو من عدم أستمرار الولاءلتنظيما تهم؟ كل ذلك وارد ومفهوم وهوحقيقة ما جعل الوضع على ما هوعليه. المطلوب سريعا الأنتقا ل من التمحور والتخندق التنظيمى الىالفضا ء الوطنى الوا سع وبنا ء علاقاتصحية وصحيحة جديدة فى دا خل جسم المعا رضةالأ رترية.

أنهذا الوضع التنظيمى الهلامى يسبب أ رباكا سيا سيا ويجعل القيا دة الجديدة تسيردا ئما وهى تلتفت يمنة ويسرى حتى تطمئنالى موا قع أ قدا مها وتأ مين ظهرها!لا بد من خطوة جريئة و مسئولة من قبل المجلس الوطنى والتحا لفالديمقرا طى على حد سواء لتصحيح الوضعوأزالة الغموض.

هناكم وقفلا أ درى هل أ ضعه ضمن السلبيا ت أ مالأ يجا بيا ت:

بعدالملتقى ثا ر جدل طويل وعقيم ولمدة عا مكا مل حول ما سمى بحقوق القوميا ت فى تقريرالمصير

خفتالصوت وترا جع الجدل فى المؤتمر حولالموضوع!؟لكن با لمقا بل تمت محا صصةقومية

فىالقيا دة  بمعنىآخر أن الموضوع ترا جع نظريا ولكن تمتفعيله عمليا  هليكون ذلك من مصلحة تلك الكيا نا ت وتفعيلدورها فى المستقبل؟ اذا كا ن هذا الأ سلوبهو لجذب ونفعيل دور تلك المجموعا ت القوميةلأ كتسا ب مسا حة جغرافية وأجتما عية أكثر أ تسا عا للمعا رضة الأ رترية ذلك أمرمفهوم ومطلوب ومشروع وقد ما رسته الثورةفى تجربة المنا طق العسكرية عا م1965 ولكن بشرط ان ذلكالقا ئد الذى تم تصعيده الى المستوىالنمثيلى العا مالوطنىعليهأن يتخلى عنردائهالقديمويتبع نهجا وسلوكا يجعله ممثلا للجميع. عندما أ صبح الزعيمأ براهيم سلطا ن سكرتيرا للرا بطة الأسلامية – طلب منه الشهيد عبد القا دركبيرى أن يتنا زل عن نظارة قبيلتهالرقبا توقا ل له:أ نت الآن تمثل شعبوعليك أن ترتدى ثوبا وتحمل أ سما يقبلهالجميع – وبا لفعل أ ستجا ب الزعيم أ براهيم سلطا ن لتلك الدعوة. المرحلة القا دمةستبرز مصدا قية تلك الخيا را ت وهل سينعكسذلك على الصورة العا مة والتلاحم الوطنىالمهمالأ ستفا دة من تجا رب التا ريخ وعدم تكرارالسلبيا ت خا صة ما حدث فى تجربة المنا طقالعسكرية المذكورة أ علاه – بدلا منالتمدد والتوسع حدث الأ نغلاق والتمحوروبدلا من الوحدة والتعا ون برز الأ نقسام والصرا ع!!

الخلاصة

الرسالة الأ ولى – الى كل من شا رك فى المؤتمروكل من سا هم فى الأ عدا د له والى كل منرفع الدعا ء الى الله ليجعل منه خا تمةسعيدة وبدا ية وا عدة – عليكم با لفخر لأنكم أنجزتم مهمة كبيرة وحققتم أمنيةعزيزة. أجعلوا منه بدا ية لمرحلة تخلص فيها النوايا وتتوحد الجهود وتصدقالعزائم – لميبقى غير العمل.

لابد من بنا ء البيت دا خليا وكسب كل أ رترىالى صفوف المعا رضة – لا بد من كسب أ صدقاءوحلفا ء فى المنطقة خا صة دول الربيعالعربى من خلال الدبلوما سية الشعبيةلا بد من أعلام حديث متطور وها دف ويستندالى الحقا ئق ويعكس هموم النا س. كفى من المعا ركالأ نصرا فية – كفى التشكيك فى موا قفونوا يا الآ خرين – عليكم تقديم البدا ئلالتى تقنع الشعب بأ نحيا زه ضد النظا م. لا يمكن ولا يجبأن ننا فس أو نصا رع الجبهة الشعبية فى أمتلاك ومما رسة شعا را تها ونهجهالالنهج الأ حتكا ر والأ قصا ء – لا للتمثيلالأ نتقا ئى – لا للسكوت على الظلم والفساد – لا لحجب الرأى الآخر – نعم للتعدديةوالتنوع وأ ختلاف الرأى. لا يجب أ ن نصا ببا لأحباط من أ نسداد الأ فق الظا هرىللتغييرلأن بزوغ الفجر يأ تى دوما بعد أ ن يصل الظلامالى أ حلك درجا تهالدماس الأ عظم.

الرسالة الثا نية – الى حزب الشعبوحلفا ئه وأنصا ره  ماذا تريدون حقا ؟؟ أ نفضا ض النا س وأن يذهبكل منهم الى شأ نه ويترك لكم السا حة ؟ هلهذا يسهل لكمنضالكم السلمىلتغييرالنظا م ؟

أم تريدون أ ن يصطف الجميع خلفكم ويرفعونرا يتكم ويعترفون بكم قا دة وبديلا؟هذا ما طا لبت به الجبهة الشعبية وهى تملكالسلطة فما ذا تملكون أ نتم ؟ ومع ذلك رفضالشعب ذلككيفتتهمون أ كثر من خمسما ئة أ رترى بأ نهمعملاء – أو سذج أومغفلين ينفذون أ جندة أ ثيوبية ؟؟) من بين هؤلاء منرفع راية الوطنية فى موا جهة أ ثيوبيا قبلأ سيا س أ فورقى وقبلكم جميعامنهؤلاء من يحمل فى جسده نيا شين تا ريخيةعبا رة عن جرا ح معا رك خا ضوها ضد قوا تالأ حتلال الأ ثيوبىمنهؤلاء من يتمتع با لوعى الكا فى ليعرف مايضر وطنه وما ينفعه.. منبين هؤلاء من كا ن ضحية تحا لف الجبهةالشعبية وويا نى تقراى فى مرحلة الثورةوبعد التحرير – ورغم ذلك أرتفعوا وترفعواعلى تلك الجرا حمن أ جل مصلحة الوطنمن بين هؤلاء من جا رت عليهم بلا دهم وظلمهمأخوتهم فلجأ وا الى البلاد التى وفرت لهمالحما ية والرعا يةأكثرمن خمسين أ لف لاجىء!ثمأذا كا نت لديكم با لفعل معلوما ت موثقةومؤكدة عن أ جندة أثيوبية خفية – أ غلقوامكتبكم فى العا صمة الأ ثيوبية وأ سحبواقيا دا تكم وكوا دركم من أ ثيوبيا وأ نشرواتلك الوثا ئق!؟ وأ ذا لم يكن لديكم ما تفعلون أ تركواالآخرين يوا صلون هدم معبد الظلم والطغيان حتى لو طا ل السفروأذالم يكن لديكم خيرا تقولونه فا لصمت أ كثرجدوى وفا ئدة.

كان الله فى عون الشعب الأ رترى

كاتب وسياسي ارتري مقيم في استراليا

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39683

نشرت بواسطة في ديسمبر 31 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010