متى يعود الوعى؟

يبدو أن الإستعدادات العسكرية على الحدود الإرتريه الإثيوبيه قد اكتملت والعد التنازلى لجولة جديدة من حرب مجهولة الأهداف قد بدأ ولم يبقى سوا اشارة من قائد مخمور و مهوس امضى ليلته فى حفلة شراب او خطأ اللإرادى من جندى منهك ونعسان اوفاقد للأمل فى الحياة نفذ صبره من عذاب الإنتظار , من هذا الطرف او ذاك ليضغط على الذناد, فيفتح باب جهنم وتزهق ارواح الشباب هنا وهناك, ارواح شباب قدرهم انهم ينتمون الى دول ابتلاها الله بقيادات لا يمكنها العيش من دون اشعال الحروب وخير مثال لذلك حاكم ارتريا الذى يخاف من السلام, لأن السلام له استحقاقاته واولها استعادة الشعب لحريته وكرامته واختيار من يحكمونه بالوسائل الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع, والعدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان وووووو.

ولكن لا يقبل عاقل ان تبدأ الحرب من جديد مهما كانت الأسباب لآن العالم قد اعطى النظامين فى اسمرا واديس ابابا ما يكفى من الوقت لتطبيق قرار الحكم الصادر من المحكمة الدوليه لترسيم الحدود ولكن رفض اثيوبيا للترسيم, هو من الأسباب الرئيسية للحالة التى نحن فيها الأن, هذا الى جانب استضافة كلا الجانيبين لمعارضى الطرف الآخر او دعم الدولتين لطرف من اطراف الصراع الداخلى للاخوة الصومالين, ولكن كما قلت هذه ليست اسباب مقنعة ولا مبرره لذبح الألاف من الشباب والتضحية بهم.

,ولهذا يبدو لى أن العالم قد سئما منا بعد أن استنفذنا كل الوسائل من وساطات لإغتنام الفرص , ولهذا نلاحظ أن العالم لا يتحرك ولا يبذل جهد من اجل التدخل واطفاء فتيل الديناميت قبل ان يشتعل,

و لانرى تحرك من الإتحاد الأفريقى ولا من الأمم المتحدة كأننا نحن من سكان كوكب أخر, ولكن وللأسف تصرفات حكامنا توحى بذلك. وهذا يلقى المسؤولية علينا, لنساعد انفسنا قبل أن نطلب من الأخرين مساعدتنا ويجب ان يفهم حكام الدولتين من أنه لا يوجد منتصر فى الحرب وفى المحصلة النهائية الكل خسران.

وهنا تكون مسؤولية النظام فى اثيوبيا متضاعفة , من منطلق امتلاكه للأليات الحكم, من دستور وبرلمان وحكومة منتخبة, و أن لا يستدرج الى اتون الحرب مهما كانت الضغوطات, الداخلية منها والخارجية, ولا ينجر وراء الإحساس بأن كفته ارجح ويمكنه كسب الجولة لأنه مدعوم من امريكا, ولا القناعة بضعف النظام الإرترى المنبوذ والمحاصر و أن هذه هى فرصته للتخلص منه, اكرر مسؤوليته النظام الإثيوبى اكبر للتفكير بهدوء وأن لا ينسى من أن الأنظمة سترحل ان عاجلا او اجلا ,اما الشعبين باقين فى مكانهم ابد الدهر وحتى قيام الساعة ,ولهذا عليهم الإمتناع من زرع الشوكو والنظرالى المستقبل بتفائل وبمنظار اوسع.

اما الأمر الأهم و المهم هو أن يراجع النظام فى اسمرا سياساته ويكف عن اللعب بالنار وبأرواح الناس واولى الخطوات فى الطريق الصحيح هى:

أن يعيد الأمانة الى الشعب الإرترى ويسلمه زمام الامور ليشكل حكومة وحدة وطنية انتقالية تمثل كل مكونات الشعب الإرترى.

أن يختار الشعب لجنة مستقلة لصياغة الدستور من كل فئاته, الطائفية والاقليمية والقبلية واللاجئين فى معسكرات السودان واليمن واثيوبيا.

أن يتم حل حزب العدالة والديمقراطية وتسليم ممتلكاته للحكومة الإنتقالية المؤقته.

أن تصفى مراكز القوى فى الجيش ويكون الجيش تحت امرة الحكومة الإنتقالية وكذلك البوليس والأمن.

أن تسمح الحكومة المؤقته بعودة تنظيمات المعارضة الى الداخل وتكفل لها الحماية الضرورية حتى تتمكن من اعادة تنظيم نفسها فى شكل احزاب سياسية.

أن تفتح السجون ويفرج عن كل المعتقلين

أن يسن قانون مؤقت للصحافة يضمن حرية التعبير والنشر.

أن ينتهى العمل بقانون الخدمة الوطنية المفتوح.

أن تكون لجنة من القانونين لتقبل مظالم وشكاوى الشعب فى قضايا الأرض والبيوت وغيرها لفحصها حتى تنظر امام القضاءالمستقل بعد اقرار الدستور الوطنى فى استفتاء شعبى.

لو اتخذ حاكم البلاد مثل هذه الخطوات سيقفل باب الحرب العبثية وسيقف الشعب الإرترى وقفة رجل واحد لحماية ارضه وترابه وللدفاع عن سيادته وحدوده وسيفكر من يحاولون اعادة عجلة التأريخ الى الوراء الف مرة ومرة.

ولكن قبل هذا وذاك هناك اسئلة يجب على حاكم ارتريا الاجابة عليها مع نفسه وبكل صراحة.

هل هو مقتنع بمقدرة قياداتك العسكرية التى تتناحر من حولك على جمع المال, وكأن مقولة ” أب زمن ورا ورا نفسكا ايتعبرا” هى التى تحكم تصرفاتها, تتمكن من قيادة الجيش ودخول الحرب؟

هل يعتقد بأن جيش منهك من اعمال السخرة الطويلة الأمد بقادر على الدخول فى المواجهة والصمود؟

لو قام الحاكم فى ارتريا بهذا, لربما يكفر عن جزء من خطاياه ولكن الأن وقبل فوات الأوان. وانادى كما ينادى البياعين للخضر وغيره فى اليمن السعيد قبل غروب الشمس الليل الليل فهل من يسمع ياترى؟

ع الماشى

هل يعقل بأن نحن فى صفوف المعارضة نطالب بتكميم الأفواه ونحجر على الناس من قول ارائهم بحرية و بل ونطالب بمنع نشر مايكتبون. هذا غير معقول ومرفوض, دعو الاستاذ ابراهيم يكتب مايريد لأن هذا حقه سواء اتفقنا معه او اختلفنا. واذا كان هذا منهاجنا فعلى ماذا نختلف مع هقدف الذى لا يقبل الرأى الأخر.

والظاهر ان الذى طالب بمنع كتابات ود حاج لم يقرأ شعار مجلة النهضة “لقد اختلف معك ولكن ادفع عمرى لكى تعبر عن رأيك”

والسلام مع املى بأن لا أكون قد اثقلت عليكم بأحلام رافض للحرب.

ابوحيوت

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40996

نشرت بواسطة في نوفمبر 2 2007 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010