مجلة دراسات القرن الإفريقي

يسر هيئة مجلة دراسات القرن الإفريقي ان تزف البشرى لقرائها الكرام بصدور عددها الخامس في مايو 2006م وهي مجلة دورية تصدر كل أربعة أشهر تعني بقضايا القرن الأفريقي عامة وإرتريا خاصة ,

         والمجلة حافلة بالعديد من الموضوع السياسية والاقتصادية والاجتماعية       ,هذا بجانب التقارير والدارسات ,نختار للنشر من بين موضوعاتها

الصحافة الالكترونية في إرتريا  بقلم -عمر عبده

 

المحتويات

الرقم

الموضوع

الكاتب

الصفحة

1-

الإفتتاحية

أسرة التحرير

1

2

خبر وتعليق

وحدة الأخبار والرصد

2-13

3

العلاقات الارترية السودانية بين تطلعات الشعبين واشتراطات النظام الدولي

حسن علي أسد

14-16

4

الصحافة الإلكترونية في إرتريا

عمر عبده

17-24

5

القمة السادسة للاتحاد الإفريقي الإعداد والنتائج

إدريس جابر

25-36

6

ملف العدد : أزمة حقوق الإنسان في إرتريا

عثمان محمد نور

37-52

7

العلاقات السودانية الإثيوبية : رهان الخيارات التكتيكية والاستراتيجية

عبد الوهاب الطيب

53-66

8

تجمع صنعاء وتأثيره على الوضع في إرتريا

إدريس جابر

67-72

9

مشكلات اللاجئين الإرتريين في السودان ودور القوى السياسية في إرتريا

أحمد دين صالح

73-82

10

النيباد وآفاق التنمية في إفريقيا

جمال محمد نور

83-95

11

بين قمة اللاءات الثلاث وقمة ال … الثلاث ما الذي تغير؟

عبد الرازق كرار

96-98

12

واقع تعليم اللاجئين الإرتريين في السودان بين تجاهل المجتمع الدولي وضعف الإمكانات الذاتية

أحمد دين صالح

99-133

13

علاقة الضغوط النفسية والاجتماعية بالتوافق النفسي والاجتماعي للاجئين الإرتريين، دراسة حالة اللاجئين الإرتريين بولاية الخرطوم

استعراض / عبد الرحمن محمد علي

134-136

o        الموضوعات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن إتجاهات أو سياسات يتبناها المركز أو المجلة.

 

 

الصحافة الالكترونية الارترية

 

    إن الحروف الثلاثة www اليوم أصبحت أوسع الفضاءات في دنيا المعلومات وقلل من حدة التعتيم (وسر في بئر ) واختفت معها آلية حارس البوابة لتنساب المعلومة بلا رقيب وحققت مقولة (العالم أصبح قرية صغيرة لبوابة لتنساب المعلومة بلا رقيب وحققت مقولة () تقييم وسر في بئر )) وبرزت منتديات الحوار بلا حدود ولتنداح حرية التعبير واحترام الآخر.

والشعب الإرتري الذي حطم القيود وزلل الصعاب ليسمع صوته في زمن الحجر والحكر، قد دخل هذا الفضاء العالمي الرحب عالم (الانترنت)، ولتقييم التجربة الإرترية في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) قمنا بهذه الدراسة لعلنا نفتح الباب للباحثين للولوج منه.

وقد اتبعت في هذه الدراسة منهج المسح فضلا عن استخدام المنهج الإحصائي في تحليل البيانات والأرقام.

وقد أجري البحث على ثلاثة مواقع إرترية كعينة وكل منها يمثل فئة من المواقع والمواقع هي شابايت الحكومي والتحالف المعارض ومسكرم مستقل.

 وقبل الولوج في الدراسة رأينا أن نلقي الضوء على تاريخ الصحافة الإلكترونية ومزاياها طمعاً في أن نفتح آفاقاً للتعمق في موضوع دراستنا.

نشأة وتعريف الإنترنت:

 

        الانترنت في أبسط صورة مجموعة مواد ومعدات معلوماتية متصلة ببعضها، بدأت فكرة الانترنت لأول مرة عندما أمر الرئيس الأمريكي (آيزنهاور) ببناء قاعدة بيانات وتأمين عدم إتلافها إذا قامت حروب نووية، وكان ذلك في العام 1957م وعلى أساس ذلك تم إنشاء وكالة البحوث المتقدمة الامريكية ARPAA في سنة 1969م وبمرور عامين تم ربط 15 هيئة وجامعة بالانترنت بما فيها ناسا (NASA ) وبعد عامين آخرين تم عقد أول مؤتمر لاتصالات الحاسوب / وظهرت خدمة البريد الإلكتروني (E-mail) على ARPA net وكان ذلك عام 1972م.

وبعد عام من المؤتمر أصبحت ARPA net شبكة دولية بانضمام بريطانيا والنرويج إليها في العام 1973م، وفي عام 1979م برزت خدمة المجموعات الإخبارية USENET وبعد عشرة سنوات ربط كمبيوتر (سيرفر ) للشبكة لتصبح أول شبكة تجارية بالانترنت في العام 1989م وكانت الطفرة الكبرى في العام 1994م عندما بدأ الاستخدام الشخصي للإنترنت بشكل واسع وتزايد عدد المراكز المرتبطة بها إلى ثلاثة ملايين مركز.()

تعريف الصحافة الإلكترونية:

الصحافة الإلكترونية مصطلح مثير للكثير من الإشكالات ولم يعد له تعريف معين فالبعض يرى أنه كل موقع يحمل معلومات في الشبكة الدولية والبعض يجعله قاصراً على الصحف التي تصدر وليس لها نموذج مطبوع، أما الرأي الغالب هو أن الصحافة الإلكترونية تشمل الصحف سواء كان لها مثيل مطبوع أم لم يكن، والصحيفة الإلكترونية لا مقر لها تدار من أي مكان في العالم ما دامت على شبكة الإنترنت.

وفي كلا الرأيين فالصحافة الإلكترونية الإرترية ينطبق عليها الاسم.

مزايا الصحافة الإلكترونية:

    في ظل الثورة الالكترونية التي يعيشها العالم أصبحت شبكة الإنترنت ظاهرة واسعة الانتشار ووسيلة إعلام واتصال جديدة ومؤثرة تربط سكان العالم بعضهم ببعض وتتميز بالسرعة الفائقة والضخامة.

وأن الحروف الثلاثة WWW أصبحت أكثر المختصرات شيوعاً في العالم وهي تعني ما معناه الشبكة العنكبوتية المنتشرة بالعالم().

والصحافة الإلكترونية وسيلة لحرية التعبير إذا توفرت إمكانية التعبير (فقد أسهمت تكنولوجيا النشر المكتبي فيما يمكن أن يطلق عليه دمقرطة المعلومات DEMOCRATIZATION IN INFORMATION فأي فرد يتمتع بالمهارات المكتبية الضرورية والقدرة المادية يمكنه نشر جريدة أو مجلة) () أو كتاب ولا شك أن هذا سيؤدي إلى انعدام القدرة على التحكم في المعلومات من قبل مجموعة من الأشخاص كالرقابة على المطبوعات أو حتى الحكومة.

وفي ظل انعدام وسائل إعلام و اتصال مستقلة في إرتريا يصبح الانترنت هو البديل المناسب، فالانترنت منبر إعلامي وسياسي دولي يوفر مجالاً كبيراً لامتلاك المعلومات بالإضافة إلى سرعة وصولها وإتاحتها من وسائل متعددة ومتنوعة ومن جهات ذات وجهات مختلفة مما يساعد على مقارنة المعلومات وتقييمها.

وأهم ميزة في الانترنت هو انتهاء دور ما كان يعرف بحارس البوابة المتحكم على المعلومات والجمهور أسير مزاجه.

وفي دولة كإرتريا أصبحت الانترنت هي السبيل الوحيد لمصدر المعلومات كما صرح بذلك مرة وزير الإعلام الارتري عندما سئل عن حرمان الشعب من وسائل الاتصال فكان رده يجدونها في الانترنت.

    وعلى كل توفر الانترنت فرص أكبر للحوار الحر وتتيح مجالات كبيرة أمام الأفراد للتعبير عن آرائهم كما يوفر أرضية للحوار العقلاني والنقد البناء الذي هو أساس الحكم الرشيد الذي ينشده الإرتريون، ولنرى إلى أي مدى استفاد منها الإرتريون؟ وما هي ايجابيات المواقع الارترية وما هي سلبياتها؟ وما هي العوائق التي تواجه هذه الصحافة؟

لقد جاءت الصحافة الإلكترونية الارترية ملبية لمتطلبات المرحلة في وقت شحت فيه الإمكانيات وأوصدت فيه الأبواب والنوافذ أمام الصحافة الحرة والمستقلة لتكون متنفساً لأصحاب الأقلام والآراء فضلاً عن ما قدمته للشعب الإرتري وبالذات الجاليات الارترية التي ما زالت تعيش في المهجر فقد ربطتهم بقضايا الوطن ولعبت دورها في اختراق كل الحواجز التي تفرضها الحكومة الارترية على المعلومات أو التي تحاول أن تحجبها المعارضة، وذلك لطبيعة الانترنت الوسيلة التي لا تعرف الرقابة ولا التعبئة الأحادية، بل تنساب المعلومات من كل الاتجاهات متنوعة ومتعددة لتتيح للمتصفح مساحة المقارنة والتحليل، فقد انقضى مع الانترنت ما كان يعرف بسياسة الإعلام التنموي في العالم الثالث الذي جل اهتمامه قيام السيد الرئيس وجلوسه بجانب إفتاحه طريق ترابي معبد لا يتجاوز كيلو متر واحد، كما أن السياسة التعبوية ضد الأنظمة من قبل معارضيها لم تعد كالأمس.

والمتتبع للصحافة الالكترونية الارترية يجدها تحاول إشباع رغبات الشعب الارتري أينما هو، وهنا نستطيع أن نقسم الصحافة الالكترونية الارترية من توجهاتها السياسية واتجاهاتها العامة إلى الآتي:

1-     سياسية إخبارية وتنقسم إلى:

 (أ) الصحافة المستقلة.

(ب) الصحافة الحزبية.

2-     المواقع الثقافية أو الصحافة الثقافية وتندرج تحتها المواقع التالية:

(أ) ثقافية ترفيهية. 

(ب) دينية. 

(ج) المواقع الخاصة بالقوميات. 

في وقت تنحصر فيه الصحافة الإعلانية التجارية.

(1)- الإخبارية السياسية:

     وهي المواقع الأكثر شهرة ونشاطاً ونستطيع تقسيمها إلى مستقلة وحزبية.

(أ)- الموقع المستقلة:

       وهي المواقع التي تقدم خدمات إخبارية وتحليلية وتطرح في صفحاتها أفكار وآراء متباينة وهذا النوع من المواقع الإرترية قام على أكتاف إرتريين نشطين ومهتمين يعيشون في المهجر يمولون هذه المواقع من جيوبهم ويقتطعون لها من أوقاتهم، وتتمتع هذه المواقع بإقبال أكثر واهتمام أكبر من قبل المتصفحين ويلاحظ أن زوارها أكثر من زوار الصفحات الحزبية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى مفهوم الاستقلالية في هذه المواقع فهي تسمي نفسها مستقلة لكن يظهر فيها أحياناً عدم الحياد ويتضح ذلك في صياغة أخبارها حيث الرأي الشخصي يظهر بصورة سافرة مما يخل بقدسية الخبر وتتفق مع غيرها على ندرة المادة التحليلية والمقال ألمعلوماتي.

(ب)- الحزبية التعريفية:

وهي مواقع الحكومة أو المعارضة وهي تركز بشكل كبير على التعريف بالحزب وأنشطته وتغطية مناشطه المختلفة إعلامياً بجانب اهتمامها بالأحداث السياسية العامة وأكثر أحزاب المعارضة الارترية لها مواقع كما أنّ للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحزب الحاكم العديد من المواقع وبالجملة بعض هذه المواقع له حضور وبعضها الآخر يتسم بالجمود وعدم الفاعلية ويفتقر للتحديث المستمر.

(2)- المواقع الثقافية:

(أ)- الدينية:

وهي المواقع ذات الصبغة الدعوية أو التبشيرية وتخدم أغراض دينية فقط بما فيها تغطية المناشط الدينية الإسلامية أو المسيحية   كل على موقعه والمواقع الإسلامية من هذا الشكل هي مواقع أفراد وليست مؤسسات.

(ب)- الثقافية الترفيهية:

 هي المواقع الثقافية التي لا تهتم بالسياسة وإنما تحاول أن تقدم مواد ثقافية كالأغاني والدردشة، ويغلب عليها أنها صفحات شخصية

(ج)- مواقع القوميات:

وتختص بالتعريف بالقوميات المعينة أو بالقوميات الارترية المختلفة.

ويغلب على مجمل المواقع الثقافية البرامج الترفيهية وأنها مجرد كم وليست نوع ولذلك قليلة الصيت، وبرزت في الآونة الأخيرة مواقع ثقافية بالتقري (موداي أوكير) مما أحدث موجه إعلامية في المواقع حيث رأى البعض أنها تخدم سياسة لغة الأم التي تتبناها الحكومة.

واقع الصحافة الإلكترونية الإرترية:

 

     لمعرفة واقع الصحافة الالكترونية قمنا برصد عينة من المواقع لمدة شهر كامل وقد استهدفت الدراسة كل المواقع الحكومية والمعارضة والمستقلة وقد وقع الاختيار كعينة من بين أكثر من 60 موقعاً الكترونياً على موقع SHABAIT.COM وهو موقع وزارة الإعلام الإرترية وهو الناطق بإسم الحكومة أما مواقع المعارضة فقد وقع الاختيار على موقع ERIT_ALLIANCE.ORG وهو موقع التحالف الديمقراطي الإرتري وكان لزاماً علينا اختياره لأن التحالف الديمقراطي يضم أغلب قوى المعارضة الارترية.

أما المواقع الإرترية المستقلة فقد وقع الاختيار منها على موقع مسكرمMESKEREM.COM وكان من أهم عوامل اختياره أنه موقع متعدد النوافذ من حيث اللغات إذ تجد به اللغة العربية والتقرنية والإنجليزية كما نستطيع أن نقول أنه يكتب فيه المعارضون والحكوميون.

وكانت نتائج الدراسة كالتالي:

أولاً:موقع شابايت(Shabait.Com):

المواد المنشورة في موقع SHAPIT.COM في الفترة من 1 مارس -31 مارس 2006م فترة الدراسة كانت 119 مادة، بالإضافة لـ23 عدد من جريدة إرتريا الحديثة الصحيفة الوحيدة في إرتريا و9 مواد للاستماع بالتقرنية من صوت الجماهير الإرترية الإذاعة الحكومية أيضاً وكانت الأخبار المنشورة 111 خبر كلها محلية تتعلق بالتنمية بها حوالي 7 أخبار رياضية وخبران يتعلقان بالسودان وإثيوبيا ، أما المقالات فكانت 8 مقالات 50% منها كانت ردود على تقارير الأمم المتحدة والولايات المتحدة، كما أن 50% من المقالات لكاتب واحد.

وقد نشرت كل المواد باللغة الإنجليزية ما عدا المسموعة فكانت بالتقرنية أما العربية فقد اختفت تماماً.

ثانياً موقع     ERIT_ALLIANCE.ORG:

نشر في الموقع في فترة إجراء البحث من 1- 31 مارس 2006م حوالي 55 مادة ما بين الأخبار والبيانات، موزعة ما بين التقرنية والإنجليزية والعربية بالإضافة إلى مواد منشورة بالعفر والكناما لم نتمكن من حصرها أو قراءتها، وركز الموقع على أخبار التحالف وهو مثله مثل شابايت الموقع الحكومي المقالات والتحليلات فيه شبه معدومة خلال فترة الدراسة.

ثالثاً موقع MESKEREM.COM:

 فقد نشر فيه حوالي 65 مادة في فترة البحث 27 منها أخبار و33 مقالاً و5 إعلانات والمواد المنشورة أغلبها بالإنجليزية تأتي بعدها التجرنية مع ندرة في العربية.

كما أنه قد طرح موضوع للنقاش في المنتدى الحواري لشهر ابريل ويتميز الموقع لربطه لكثير من المواقع الإرترية، كما نستطيع أن نقول أن كتابه يتناولون قضايا حية في الساحة الإرترية.

وبتحليل لمجمل ما جاء في المواقع الثلاثة المختارة نستطيع أن نسجل الملاحظات التالية:

1-  تعتبر مادة الأخبار هي المادة الرئيسية والغالبة بين الموضوعات التي تم تناولها في كل المواقع المختارة خلال مدة الدراسة.

2-  يعتبر موقع التحالف من أكثر المواقع استخداماً للغات الوطنية والعالمية (العربية والتقرنية والعفر والكناما والإنجليزية).

3-  تفرد موقع مسكرم بكونه أكثر المواقع تناولاً للمقالات السياسية والتحليلية إذ مثلت المقالات فيه خلال مدة الدراسة أكثر من 50% من المواد المنشورة بالموقع.

4-  نلاحظ شطط الحكومة في تركها اللغتين الوطنيتين العربية والتقرنيية واللتان يتحدث بهما معظم سكان إرتريا ولجوءها إلى اللغة الإنجليزية على الرغم من أنها لا تزال لغة صفوة وقلة من المثقفين في إرتريا.

إيجابيات المواقع الإرترية:

   لا أحد ينكر الدور الذي لعبته الصحافة الإلكترونية في توعية الارتريين الذين يعيشون الشتات في أنحاء العالم حيث الانترنت الوسيلة الوحيدة التي تربطهم بإرتريا فهي مصدر الأخبار الذي يتابع عبره الإرتريون في المهجر حال أهلهم وبلادهم وما يدور فيها. فالمواقع الارترية تقدم لمتصفحيها ما يلبي اهتمامهم من أخبار ومقالات وتحليلات سواء اشبع ذلك رغباتهم أم لم تشبعها.

كما أنها برزت كمساحة للرأي الآخر وحرية التعبير ومنبراً للحوار بالأقلام مما يدعم دراسة لسيكولوجية المتحاورين ومعرفتها مما يسهل الوصول إلى أرضية للفهم المشترك لأن التواصل يقرب الآراء من بعضها ويؤدي إلى تجانس الأفكار. وفي استطلاعنا لرأي بعض قادة الإعلام الإرتري حول دور الصحافة الإلكترونية قال الأستاذ جمال همد مدير المركز الارتري للخدمات الإعلامية أن أهم ما قدمته المواقع أنها طرحت نفسها كبديل للصحافة الموؤدة في إرتريا بفعل الحكومة الارترية ونهجها الشمولي على حسب تعبيره، ويضيف قائلاً لقد قامت المواقع الارترية بكشف انتهاكات حقوق الإنسان وجندت نفسها لفضح ممارسة النظام في هذا الجانب.

ويتفق معه الأستاذ / عبد الإله الشيخ الصحفي والكاتب الارتري حيث يقول لقد أسهمت المواقع بوجه عام إيجاباً في تحريك الجمود الذي اعترى الساحة الارترية وربطت قطاعات عريضة من أبناء إرتريا بمعاناة الشعب الارتري وعكست الأوضاع المذرية التي تعيشها البلاد كما نجحت تلك المواقع في كشف وتعرية النظام وانتهاكاته لحقوق الإنسان الارتري وتضييق الخناق عليه في كل الميادين على حد قوله.

والصحافة الالكترونية كما قامت بدورها الفعال في التواصل السياسي ساهمت في الجوانب الاجتماعية وإن كان بشكل محدود وذلك عبر النداءات للتواصل مع القطاعات المنكوبة في معسكرات اللاجئين كالنداء الذي كان موجها للإرتريين عبر موقع عونا لدعم القوافل العلاجية التي تنظمها الجمعية الطبية الارترية في معسكرات اللاجئين بالسودان وقد وجد النداء استجابة من الجالية الارترية في أستراليا.

 

 سلبيات المواقع الإرترية:

                             بطبيعة الحال العمل المفتوح يواجه القصور ويكون معرضاً للخطأ بقدر الثواب والإجتهادات الفردية البعيدة عن أي رقابة من أنواع الرقابات تفتح الأبواب أمامها مشرعة ليطاردها شبح النزوات والهفوات وبطبيعة الصحافة الالكترونية وكما أشرنا في فاتحة الحديث أنها أطاحت بكل أنواع الرقابات التقليدية واغتالت ما كان يعرف بحارس البوابة فظهرت الانفلاتات بادية في صفحات المواقع الارترية، فالأسماء المستعارة التي تزيل كتابات الكثير من كتاب المواقع تنتج عنها الإساءة إلى الآخر وذلك مما يمهد لخصومة سياسية وقطيعة إجتماعية واحتقانات، كما أن تصفية الحسابات القديمة تبوأت مكاناً لها في المواقع وأن بعض الكتاب حمل معه خلافات السبعينات من القرن الماضي وأصبح يطل بها عبر المواقع الالكترونية وأن هذا يؤدي إلى استهلاك الطاقة في أشياء لا فائدة منها، والمتصفح في غنى عنها بل ترجع بأثر سيء عليه، بالذات الجيل الناشئ، حيث تشغله عن قضاياه الأساسية، وفي ذلك يقول احد كتاب المواقع الارترية(كرار هيابو) في مقال كتبه في ديسمبر 2005م تحت عنوان: الكتابة في الصحافة الارترية شر لابد منه يقول: ( ولا يخطئ أحد وهو يتصفح مواقع الانترنت الارترية ملاحظة حجم الانفلات في الكتابة الالكترونية لبعض الأقلام التي تحط من قدر من تشاء دون اعتبار لأدب الكتابة وهو أمر لا ينسجم وحجم قضايانا الوطنية الملحة) والإساءة لا تتوقف تحت الأسماء المستعارة فقط بل تكون الخصومة سافرة أحياناً بين كاتبين، وبعض الكتاب طبعوا على انتقاد الأشخاص وتجريحهم وهذه من أكبر السلبيات في المواقع الإرترية.

عوائق وتحديات تواجه الصحافة الالكترونية الارترية:

تجربة الصحافة الالكترونية الارترية حتى الآن تعتبر ناجحة لا سيما إذا أخذنا في الإعتبار حداثة نشأتها وبيئة عملها وظروف العاملين فيها، ولتطوير أي عمل لا بد من البحث عن مكامن الضعف فيه والمواقع الارترية تقف أمامها عوائق وتواجهها تحديات في مقدمتها:

المؤسسية:

 فالمواقع المستقلة أغلبها تابعة لأشخاص بعينهم وهؤلاء الأشخاص يقومون بتمويلها وتغذيتها وهذا ما سيقف عائقا أمام تطور هذه الصحافة فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال وصاحب الإمكانيات المحدودة عطاءه محدود كإمكانياته.

المهنية:

 يلاحظ غياب المهنية في المواقع الارترية إلا ما ندر فأغلب المحررين والكتاب سياسيين في المقام الأول وليسوا محترفي إعلام أو صحفيين، وذلك جلي في أدائهم، والمهنية ضرورية للارتقاء بالعمل الصحفي وهذا بالطبع لا يعني أن مهنة الإعلام حكر على المهنيين من الإعلاميين ولكن إذا أردنا الإبداع فلا بد من التخصص بجانب الخبرة والمواهب الذاتية.

المعلوماتية:

يلاحظ غياب المعلومة الصحيحة في غالب الأخبار مع ضعف بنية الخبر ووضوح الموقف السياسي لصانع الخبر وذلك سيؤثر سلباً على المواقع بخلقه عدم الثقة بين المواقع وزوارها.

استشراف المستقبل:

المواقع الارترية كانت مواكبة حقيقية لعالم متغير، فلم يكن السبق العربي للصحافة الالكترونية الارترية كبير، بل فروق شهور لا أكثر، حيث أطلت أول صفحة الكترونية عربية في العام 1995م لصحيفة الشرق الأوسط، ليطل مسلنا وعواتي الإرتريان كأول مواقع إرترية على الشبكة العنكبوتية، لكن موقع مسلنا طوى صفحته بعد خدمة جليلة ومتميزة ببيان عممه على المواقع الارترية، مبيناً أنه رأى الآن أن يستريح بعد عمل دءوب متفرد، لأن المهمة قام بها الآخرون والاستمرارية فيها حالة من الأنانية.

  أما عواتي الذي يشاطره القدم ما زال صامداً والسؤال الملح هل المواقع الارترية ستحزوا حزو مسلنا أم ستستمر تجدد في الأسلوب وتطور في الأداء؟.

 إن أهم ما تتطلبه المرحلة في تقديرنا لاستمرارية الأداء وتجويده، إيجاد ميثاق شرف يضبط العمل في هذه المواقع، وهنا نشير إلى خطوة إيجابية نستطيع القول أنها لبنة أساسية لإيجاد ميثاق شرف إعلامي، حيث اجتمع في لقاء تفاكري كل من المركز الارتري للخدمات الإعلامية وموقع عونا وفرجت ومركز الخليج للخدمات الإعلامية ودار النقاش حول تطوير الصحافة الالكترونية وكيفية تلافي التجريح الشخصي واحترام الكاتب وغيرها.

كما أن الاهتمام بترقية أداء المواقع ازداد فقد كتب أحد الكتاب (باسم القروي) في المواقع الالكترونية الارترية في 3/12/2005م مقالاً مطولاً تحت عنوان: (المواقع الارترية المعارضة في الشبكة العالمية ظاهرة التماثل السلبي وغياب الخصوصية والتفرد)، وفي نهاية مقاله تقدم بمقترحات نراها مهمة للارتقاء بهذه الصحافة وتطويرها والمقترحات هي:

1- إيجاد ميثاق شرف يضبط العلاقة بين المواقع وتحدد فيه الأهداف المشتركة التي يلزم التعاون فيها مع ترك مساحة للتفرد والخصوصية لكل موقع.

 2- سعي كل موقع لاستقطاب كتاب مقتدرين يلتزمون بزوايا خاصة بهم.

3- التزام الكاتب بأن يبعث بمنتوجه الكتابي إلى موقع بعينه وان يلتزم الموقع بنشر المادة أو الاعتذار السريع.

4- دعوة للمواقع المتشابهة للتكامل.

5- تفعيل العلاقة بين المواقع وبين التنظيمات المعارضة.

6- السعي لإيجاد مصادر دعم ثابتة من خلال إيجاد نوع من الاستثمار المناسب.

7- السعي لإيجاد علاقة بين القراء والمواقع.

هذه المقترحات في غاية الأهمية وإن كان الكاتب قدمها كخدمة منه للمعارضة، إلا أننا نرى أن تعمم على المواقع الارترية حتى نستطيع بناء صحافة الكترونية مسئولة.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6907

نشرت بواسطة في مايو 25 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010