محاكمة رائحة السلاح

بقلم ودالشيخ     

بداية لابد ان نسجل في دفتر انطباعاتنا اعجابا وتقديرا وحفاوة برائحة السلاح التي أضافت ولاشك مع غيرها من روائع المبدع عمر احمد شيخ والمتألق ادريس اباعري فك الله اسره ، اضافت الي مكتبة الادب الارتري دررًا يحتفي بها .

ولابد ايضا ان نثمن دور الاخوة في ايلول الذين رموا حجرا في بئر السكون الذي يلف حقل الثقافة العربية التي يراد محوها في ارتريا .

يقول مكسيم غوركي ( النقد هو ارقي اشكال الادب والفن ) ، وهذا يعني ان للنقد شروط صعبة يجب ان تتوفر في كل من يتصدي بالنقد لاي عمل ابداعي ، بهذه القناعة دخلت صالون ايلول فافزعني ماوجدت :

مجموعة من الشباب يحملون (معاول) النقد ليجردوا بترصد نجهل دوافعه ( رائحة السلاح ) من سمة الابداع فتحول الصالون الادبي الي محكمة عسكرية حكمت بنفي المبدع ابوبكر حامد وابعاده عن واحة الابداع !

تقدم المنصة رمضان احمد فاطلق عدة طلقات سماها (رؤية نقدية ) وقد خلت هذه الرؤية من ابسط شروط النقد ثم اعقبه احمد فايد الذي اصر علي استخدام لغة جافة فوصف الرواية بالركاكة والمغالطات والفجاجة ثم جاء محمود ابوبكر فتحدث عن اخطاء لغوية ولغة متواضعة ، ونتيجة لافتقاده لادوات النقد العلمي لم يبرز هذه الاخطاء ، فقد اشار النقاد الذين تصدوا لهذه الرواية وهم بالطبع اكثر تخصصا وتاهيلا من شباب ايلول ، اشاروا الي اخطاء مطبعية ولم يذكروا اخطاء لغوية .

اما عبد الرازق سعد الله فانا استغرب كيف يقحم نفسه في عالم النقد وقد فشل في استخدام ( لم ) كاداة جزم وهذه ابسط قواعد اللغة التي تدرس في فصول محو الامية !

كرر عبد الرازق بطريقة مخجلة عبارة (لم يستطيع ، لم يستطيع ، لم يستطيع ) !!

اتفق اصحاب الصالون علي خطأ ابوبكر حامد في الاهداء بحجة ان عواتي هو ليس مؤسسا لجبهة التحرير الارترية !

فمن هو مؤسس الجبهة اذن ؟ وما الفرق بين مؤسس  و مفجر ؟ فاذا كان حامد عواتي هو مفجر الثورة واذاكانت جبهة التحرير هي اول عضو في جسد الثورة واذا كان عواتي هو اول قائد لها فاين الخطأ هنا ؟

قبل ان يسدل الستار علي المحاكمة تحول الصالون الادبي الي ( صالون حلاقة) فخرج فايد مرة أخري عن اللباقة وتحدث عن تلقين وتوجهات سياسية نصح ابوبكر بالابتعاد عنها !

لست ادري لماذا يصاب بعض مثقفي اللغة العربية في ارتريا بانتفاخ الاوداج قبل ان تنمو شواربهم فيحاولوا ان يجعلوا من مخزونهم المعرفي الشحيح مبدأ يلزمون الآخرين بالانطلاق منه ؟

لقد فشلت اقلام النقد الهدام في عهد ( باتستا ) والتي لعبت دور الكلاب البوليسية لتحطيم معنويات المبدع ( غارسيا ماركيز) لان المبدع الحقيقي لايقيم وزنا للمعارك الانصرافية واظن ان مؤلف رائحة السلاح من هذا الطراز .

ختاما أؤكد اننا بهذا التفنيد المختصر وان بدأ قاسيا الا أننا لانجنح الي فرض منهجية للحوار لكنا فقط نشدد علي التقيد بادابه والابتعاد عن الاسفاف والتعالي ، فالتحية لابوبكر حامد والتحية لابنائنا في ايلول .  

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7299

نشرت بواسطة في نوفمبر 14 2006 في صفحة الصفحة الثقافية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010