محطات للاحداث

المحطة الأولى : النظام الارتري يصادر المناسبات الاسلامية .

في الاعياد الاسلامية تتكشف لك لعبة قذرة من ألا عيب نظام الشعبية في طمس الهوية الإسلامية للشعب الإرتري , طبعا وراء تظاهره أنه يحيي ذكر هذه المناسبات ويعظمها ، ويكفيك برنامج التلفزيون لتعرف أن ما خفي أعظم لأن الإعلام أينما كان ينقل حيزا ضيقا من نشاط المجتمع .

برامج التلفزيون الإرتري في الأيام الثلاثة الأولى تكون عن العيد لكن من زاوية أخرى ليس لها علاقة بالعيد من قريب أو بعيد مع أن ظاهره والمعلن هو احتفاء بالعيد ، ويمكن إجمالا سرد هذه البرامج كما حفظناها فيما يلي :

اليوم الأول : يأتي خبر صلاة العيد وصورة عن المصلى والمصلين بشكل عابر لايجاوز زمنه

ثوان وكأنها صورة منقولة من عوالم بعيدة فقط في الأخبار .

ثم يقدم تقريرا عن الأعياد الدينية في إرتريا تكرر فيه لحظات الصلاة بينما يغرق بصور لاحصر لها عن أعياد المسيحيين حتى يخيل إليك أن الحديث يجري عن عيد للمسيحيين ، لأن صورة الإسلام باهتة مطموسة وعابرة ، والحديث عن المسيحية وتعايش الأديان هو الغالب ، ولا تنقل أية صورة تعبر عن مظاهر فرح المسلمين أبدا لا أفراد ولا جماعات .

وما أن يفرغ المسلمون من الصلاة حتى يبدا حفل رسمي للإحتفال بالعيد – في السنة الماضية كان بين وزارة الداخلية والاعلام وكان رسميا خالصا إختصر على الوزراء وكبار الموظفين أما في هذه السنة كان مشاعا وعامته من المسيحيين وقليل من المسلمين  – تماما هذا الاحتفال نسخة من احتفالات الجبهة الشعبية لا يختلف عن تلك الاحتفالات المعهودة كامل المظهر وطبعا رقص وغناء وصخب ،ويستحيل أن يخلو بحاله المشاهد عن بقية الكماليات .

وزراء وكوادر النظام يلهون فيه لهوهم المعروف يعاد عرضه بعد إنتهائه طول اليوم وربما باقي الأيام ، ليس فيه مشهد ينبئ أو يعبر أنه سمع بالإسلام ناهيك أن يكون إحتفالا بعيد للمسلمين والفرقه والفنانين لايحملون أي من مظاهر الاسلام وفلكلوره ، أما الراقصون في الإحتفال فأغلبهم مسيحيون وإن كان لا مانع في ذلك لكن المسلمون في المظهر قله أي أعني أن من يرى الإحتفال لا يراوده شك في أنه عيد للمسيحيين .

أما الأيام الثانية والثالثة فتكون مخصصة لفرق الأقاليم الغنائية ومايعرف عندهم بالفرق القومية وكأن العيد فقط رقص وغناء ، وهنا أيضا تجد أن الإسلام وعيده لا وجود لهم ، فالصورة مجهزة لتحاكي غير الإسلام وعيده إنها صورة حولاء محوّرة ربما فضلت عليها صورتهم الرسمية الناصعة الهوية ، هكذا أرادوا من كتبو السيناريو أن يكون إخراجها أن تختارهم عليها .

وكيف لنا أن نرجو منهم أو نطالبهم أن يخرجو لنا كنوز الإسلام في هذا البلد تاريخية كانت أو ثقافية وتراثية لكنا نتحدث ليس عن المحو الثقافي فحسب  وإنما عن تبديل الهوية وتحوير الحقيقة .

وعلى العكس من ذلك الصورة الحقيقية للمسلمين في إرتريا نجد هم  يحرصون دئما أن يكون عيدهم عيدهم وعبادتهم ومظهرهم إسلامي صافي المعين نقي المنابع كما كان بداية في عهده الأول يغشاه الوحي المكي في هذ الأرض يحمل البشائر للمهاجرين في سبيل الله ومن ءامن بالله واليوم الأخر فيها .

 

المحطة الثانية : مظاهرة جنيف وتقريرمنظمة حقوق الانسان .

أعجبتني مقولة لمواطن إرتري حين سمع عن مظاهرة جنيف وتقرير مبعوث منظمة حقوق الإنسان عن إرتريا حيث قال :” لم يسمع بنا أحد ولم يرنا سنين عدة ونحن ترتكب ضدنا المجازر والمجازر ونباد ونضطهد ، وكانت هذه المنظمات موجودة ولم نسمع بها ولم تسمع بنا ، لكن أكيد أسمعهم الآن المسيحيون حين جاء القتل الذي كان علينا وحدنا على بعضهم فهذا ليس صوتنا الذي وصل إنه صوت المسيحيين ” .

والحق لأول مرة أحسسنا أن هناك عالم يحس بنا ويسأل عنا ، فتقرير جنيف ومظاهرتها شهادة الأشهاد التاريخية على من سميت القيادة التاريخية للجبهة الشعبية أنها ليست إلاسلطة إرهابية عنصرية طائفية وزمرة من السفاحين متعطشي الدماء . ستتكشف الحقائق وستتوالى الشواهد للعالم كله وللأجيال القادمة على أن حكومة الجبهة الشعبية هي شر أبناء حكمو وطنهم وسيعلو الحق ولايعلى عليه إن شاء الله .

ولنا أن نشيد بالاحرار من أبناء أرتريا الذين جاءوا لهذه المظاهرة من كل فج عميق ليؤكدوا مصداقية التقرير ، وأكدوا للعالم أجمع أن الشعب اإلارتري اليوم صوت واحد وموقف واحد في وجه النظم الارهابي البغيض فضحضت كل محاولات النظام المتلبسة في تبرأته من الجرائم كلها ، وأخرست أصوات الدهاليز المندسة للافتراء على الشعب بشهادة الزور حين هدر صوت الإجماع الإرتري بالحق .

لكننا لسنا على يقين وتأكد من مواصلة منظمة حقوق الانسان ما بدأته في كشف وتعرية سياسة النظام القمعية الإرهابية .

سيجمد هذا النشاط في محطته هذه لايجاوزها حسب ما تعودنا ، تماما كما كان حال مقاطعة النظام قبل سنين بسبب ما أعلن عن مساعدته ودعمه لتنظيم الشباب في الصومال فلا نحلم بمحاكم دولية ولا عقوبات أممية إلا البيانات الأدبية لمثل هذه المنظمات تدين الممارسات القمعية ستكون باقية في كل تقاريرها الدورية .

وهاهي الأخبار تسابقنا بركون بعض الحكومات الأوروبية الى نظام الشعبية الإرهابي تعرض عليه المساعدة لإحكام إقفال السجن الذي  هو الوطن كله ومنع الحركة والخروج منه بحجة أن ذلك حل لمنع الهجرة الى أوروبا بينما في الحقيقة يعبر عن أنه أفلت القبضة وعليه إحكامها .

ونحن قبل ذلك لم نتعود على ان نتفائل أكثر من ذلك ونؤمل الآمال في السراب والمحال والحقيقة لولا هذه المنظمات لما كان حال شعبنا هذا الحال يقتلون مع القاتل ثم يبكون مع الباكي ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .

 

المحطة الثالثة : المؤتمر الوطني

ينسب الى إنشتاين قوله : ” الغباء هو أن تعيد تجربة ، تأكد لك أن نتائجها فاشلة ” ، هل يصح هذا القانون العلمي التجريبي تنزيله على السياسة والإجتماع أم يقتصر على العلوم التجريبية كـ الفيزياء والكيمياء ….؟

أي كان نحن مقبلون على مؤتمر وطني وملحقاته ثم مجلس وطني ولجانه وسنين تكليفه ….

سنعيد التجربة حذوة القذة بالقذة ونحن على يقين  بأن النتائج لن تتغير ، سنقتص الاثار قصصا …

نعم سنعيد التجربة مستنسخة بكل تفاصيلها تماما كقانون لاقوازي الكيميائي ” لايخلق شيء من عدم ولايفنى شيء بعد وجود ” .

لا لشيء إلا لأننا لانملك أي خيار للتغيير ،  ليس لدينا طموح ولا همة للتغيير ، لم نعمل للتغيير وليس لدينا قدرة ولا تفكير بالتغيير ،  على ما كان سيكون  وعليه نسير …

أو قل للحقيقة تسير الأمور ونسير معها نراقبها ونسايرها ونتلون بلون مكانها وزمانها .

نتائج المؤتمر هي هي لا ولن تتغير لأننا نحن لم نتغير سنبقى في الرصيف نراقب دوائر تموج الماء وحركة الهواء والشراع ثم نكتب خواطرنا الحزينة .

هل سنبقى دائما نعمل بالروتين وعلى الروتين وفي الروتين ؟ .

هل سنبقى دائما نراقب حركة وفعل بعضنا على بعض أكثر من فعل الأخرين علينا ؟ .

هل سنبقى مللا ونحلا في المؤتمرات ولا شيء بعدها ، أثر بعد عين ، لا فاعل ولا مفعول ،  بل حتى لا قائل ولا مقول ؟ .

هل سنبقى نستنفش على بعضنا في المؤتمرات ولا ريش لزغب القطا بعدها ؟ .

لا داعي لاستفاهامات كثيرة ولا للإحباط ولا التشائم …

التغيير الذي نحلم به هو تكوين منظمات وأحزاب جادة ينعكس حضورها في المؤتمر ببرامج فعلية ميدانية تتجاوز خلافاتها الجانبية في خطوات عملية لبناء الثقة بينها وتضع برامج عملية وجادة للعمل المشترك المتكامل لإزالة الكابوس وتخليص الشعب الإرتري كهدف مشترك وأساسي أولا ، ثم تتواثق على تحكيم العقل والقانون ونشر وإرساء ثقافة السلام والتعايش في عدل لا يخترق وأمن للجميع ، أعني نتجاوز القول الى عمل ميداني  فاعل ومشاهد حسب ما يتاح ، بدلا من الحضور في المؤتمر والغياب والتباعد بعده الى حين المؤتمر التالي حسب  ما تعودنا .

قال الله جل في علاه : {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الآية . صدق الله العلي العظيم

لا داعي للأحلام والأماني ، وقانون إنشتاين لا مكان له هنا  ، فالسياسة ليس في قانونها الفشل وليست هذه الكلمة من قاموسها ، سينجح المؤتمر نجاحا باهرا مجلجلا ببياناته وقيادته الجديدة  والتصريحات ، وهذا تصفيقي سلفا وعاش ويعيش المؤتمر .

والله المستعان وعليه التكلان

salehkarrar@Gmail.com               /7/2015 26       صالح كرار

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34947

نشرت بواسطة في يوليو 26 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010