مسئول العلاقات الخارجية في التحالف الديمقراطي الإرتري يقول لفرجت :

لم نتبع استراتيجية هجومية ضد النظام حتى الآن، والنظام الإرتري هو عنصر عدم استقرار في المنطقة.

علاقاتنا مع دول الجوار لا تؤثر في استقلالية قرارنا السياسي.

 إعداد/ عمر ليلش   

يقوم المناضل احمد ناصر مسئول العلاقات الخارجية للتحالف الديمقراطي الإرتري ومنذ تأسيس التحالف بجولات مكوكية بدأها بالالتقاء مع أبناء الجالية الإرترية في عدد من المدن السودانية ومن ثم انتقل إلى أوروبا حيث عقد العديد من الاجتماعات واللقاءات الهامة مع الإرتريين هناك بالإضافة إلى عدد من اللقاءات الرسمية مع عدد من المسئولين الأوربيين لشرح الوضع الإرتري وتقديم صورة واضحة عن التحالف الديمقراطي الإرتري وكذلك عكس معاناة الإنسان الإرتري. 

الزميل عمر ليلش التقى المناضل احمد ناصر خلال زيارته لهولندا وأجرى معه حوارا صريحا تناول فيه العديد من القضايا الهامة التي تشغل بال المواطن الإرتري وكذلك المتابع للشأن الإرتري، وخلال الحوار الذي استغرق أكثر من ساعة أكد المناضل احمد ناصر أن التحالف الديمقراطي الإرتري هو نقلة نوعية في الفكر السياسي الإرتري، معربا في الوقت نفسه عن أمله في التفاف الجماهير حول هذا التحالف لتخليص البلاد من قبضة النظام الدكتاتوري في إرتريا وتحقيق الديمقراطية التي هي أمل وطموح كل الإرتريين.

 

وقد استهل الأستاذ عمر ليلش اللقاء بسؤال حول تأسيس التحالف الديمقراطي الإرتري .

 

أولا ومنذ أن شعر الإرتريون وخاصة قوى المعارضة الإرترية بأهمية جمع شمل القوى السياسية الإرترية في إطار واحد مع احترام استقلالية كل تنظيم سعوا إلى توحيد جهود القوى المعارضة وهذا كان سبب لإعلان التحالف الوطني الإرتري في عام 1999م والذي ضم حينها 13 تنظيما، وفي تقديري إذا تساءلنا عن إنجازات ملموسة ضخمة حققها ذلك التحالف تأتي الإجابة بلا. ولكن على الصعيد السياسي، التزام الجماهير بصرف النظر عن الخلافات أو تقديرات المواقف المتباينة وتمسك الجميع بالحفاظ على هذه المظلة اعتقد انه شيء ايجابي جدا ومؤشر يدل على أن هناك تطور ايجابي وتحول في الفكر السياسي الإرتري. وبرزت خارج التحالف قوى أخرى في الساحة السياسية كمقاومة وخاصة الإخوة في الحركة الشعبية الإرترية وأيضا الحزب الديمقراطي الإرتري وعليه فان ضرورة استكمال الحلقة بحيث تشمل كل القوى السياسية هذا كان أيضا مؤشر على أن الفكر السياسي الإرتري يتطور. وأنا اعتقد انه ورغم الخلافات التي كانت سائدة بين هذه التنظيمات أو الجفاء الذي كان يسود العلاقة بين هذه التنظيمات إلا أن الجميع شعر انه لا نستطيع أن نخوض النضال مبعثرين ضد النظام الدكتاتوري الحاكم في إرتريا وأيضا شعر الجميع انه وما دمنا نناضل من اجل إقامة نظام ديمقراطي يتبنى التعددية السياسية في إرتريا كنا نرى أن البداية يجب أن تأتي من هنا ولا ننتظر سقوط النظام، هذا من جانب وأيضا المستجدات الموجودة في إقليمنا كان يجب أن نقدرها التقدير الصحيح وهذا أيضا كان قاسم مشترك وهو تفادي المخاطر المحدقة بالشعب الإرتري، وبالتالي وإحساسا بالمسئولية كان هناك استعداد من الإرتريين ولذلك بذلنا مساعي وكسرنا الحواجز التي كانت موجودة بين التنظيمات لأنه نحن كإرتريين لم نرسي ثقافة الحوار بين الإرتريين وبالتالي يمكن أن اختلف معك في وجهة النظر السياسية فالوطن يجمعنا والحفاظ على سيادته تجمعنا والعديد من العوامل الأخرى. كل هذه العوامل مجتمعة لعبت دور في أهمية أن نتعامل مع بعضنا البعض. هذه عوامل ايجابية أيضا وخاصة أن الساحة السياسية الإرترية عموما باستثناء النظام تعيش مرحلة النقد للتجربة السابقة. ستة عقود مضت في النضال سواء كان السياسي من النضال كانت تمارس فيه سياسة إقصاء الآخر لكن اليوم بدأنا نفكر باحتواء الأخر، أنا احترم وجهة نظرك وأنت تحترم وجهة نظري ونعيش مع بعض وهذا اعتقد مؤشر ايجابي وصقل هذه التجربة هو مسئولية وطنية ومسئولية إرترية. هذه التنظيمات السياسية أنجزت شيء ولكن يعتبر هذا الإنجاز مجرد رؤية لمجموعة من الأسئلة ونقل هذه الرؤية للمجتمع الإرتري لتكون ملكا له وهو عمل قابل للتغيير والتطور وهو أمر من مسئولية الشعب الإرتري.

في تقديري هذه هي الأسباب أما الحديث عن الدول المجاورة وهل كانت هناك تأثيرات خارجية على هذا الموضوع أنا أقول لا. نحن مناضلون إرتريون ناضلنا من اجل السيادة الوطنية ناضلنا من اجل التراب الإرتري وناضلنا من اجل تأمين السيادة الوطنية للشعب الإرتري. ولن نفرط في هذا الأمر ويعتبر تعاملنا مع الدول المجاورة هو أمر طبيعي لأسباب منها عوامل الجغرافيا والعوامل السياسية والعوامل التاريخية وعلاقات مستقبلية بين شعوب هذه المنطقة تفرض علينا ذلك ويكون مجال التعاون في إطار الاحترام المتبادل واحترام السيادة الوطنية والسلام وهذا هو المنطلق. ونحن لم نساعد هذه الدول المجاورة أو نشجعها لكي تتعامل معنا ونحن مبعثرون ولن تكون هناك قوى تناضل بالإنابة عنا لإزالة النظام وهذه مسئولية إرترية.

 

ما هو الفرق بين التحالف الديمقراطي الحالي والتحالف الوطني السابق؟

هناك أمور جديدة استحدثت في هذا التحالف، فالميثاق اتفق عليه كل ممثلو التنظيمات الموقعة عليه، ولكن في السابق كانت القيادة العليا تثنى أو الجهاز التنفيذي والسكرتارية العامة للتحالف وهذه الأسماء تم تغييرها وغير اسم التحالف إلى التحالف الديمقراطي الإرتري وكان في السابق التحالف الوطني الإرتري. القيادة الجديدة هي القيادة المركزية وهي الجهاز التشريعي يلتقي كل ستة اشهر، ينبثق منه المكتب التنفيذي وكان في السابق نتيجة تمثيل التنظيمات والأحزاب ولكن اليوم الأمر مختلف فأعضاء المكتب التنفيذي يتولون المناصب بشكل ديمقراطي، وهو تمثيل أدبي ولكن لا يخضع لمحاسبة تنظيمية وإنما يخضع للقيادة المركزية للتحالف وهذا يعتبر نوع من التطور ومن ناحية أخرى نظمت إدارات وفي السابق كان الأمر يسير على شكل لجان وكل مكتب يتحمل مسئولياته وهناك إدارة تكون مسئولة أمام عضو اللجنة التنفيذية والمكتب التنفيذي يخضع للمحاسبة أمام القيادة وهذه الصيغة وان كانت في التحالف السابق لم تكن بهذا الشكل المتطور.

 

ذكرتم في حديثكم أن ستة عشرة تنظيما وصلوا إلى اتفاق ويعملون مع بعض في المرحلة الراهنة وهو أمر جيد ولكن هناك من يقول إن انضمام تنظيمات تحمل فكر عقائدي أو قومي يقلل من فرص نجاح التحالف.

من حيث المبدأ يعتبر قبول أو عدم قبول التحالف ببرنامج بعض التنظيمات أمر خارج صلاحيات التحالف، فقد تتفق أو تختلف مع طرح ما، أو برنامج سياسي لقوة سياسية محددة، ولكننا نؤمن بأننا في إرتريا المستقبل نرغب في التعددية السياسية، وأساس التعددية السياسية هو التعبير عن الحريات العامة ومعنى ذلك هو حرية التنظيم والتأطير، ونحن نريد أن نبدأ من هذا الفهم، وعليه لا يمكننا مناقضة مبادئنا برفضنا لتوجهات معينة، الحكم في النهاية هو للشعب الإرتري ومصدر القانون سيكون الدستور وهو أمر سيلتزم به الجميع. ولكن اليوم هناك أطراف متناقضة كيف يتم جمعها، وهذا الأمر في النهاية يحتاج إلى تنازلان محددة، وما تم التوصل إليه هو برنامج الحد الأدنى. ولعلمكم فان ميثاق التحالف هو ملك التنظيمات الموقعة عليه وهذه التنظيمات إذا قورنت بمجموع الشعب الإرتري لا تمثل شيء وبالتالي فان هذه التنظيمات عقدت اتفاق سياسي فيما بينها وعليه فهو ليس بدستور ولا تمثيل مطلق للشعب الإرتري ولكن الأفكار المطروحة في الميثاق نعتقد نحن كقوى سياسية متعددة هي المخرج للازمة الإرترية. ولذلك هناك خلط بين الدستور الوطني الذي يقرر بواسطة الشعب وبين الاتفاقيات التي يوقع عليها مثل الميثاق وهو أمر يأتي عبر الاتفاق بين التنظيمات السياسية، ولا بد التفريق بين الأمرين.

 

هل التحالف مفتوح لقبول عضوية أي تنظيم قد يظهر على الساحة الإرترية أم أن هناك شروط محددة يجب توفرها للانضمام إلى التحالف؟

إن التعامل مع هذا التحالف لم يكن حكرا على التنظيمات التي وقعت هذه الوثيقة ولكن كل قوة منظمة لها قاعدتها تخضع لشروط وضعت في الميثاق وبالعودة إلى الميثاق يمكن مراجعة الشروط التي تسمح بانضمام أي تنظيم للتحالف ومن يرغب في الانضمام للتحالف مرحب به إذا استوفى شروط الانضمام المذكورة في الميثاق. وأنا اعتقد أن هذا عمل وطني وكلنا مطالبين بتأديته.

 

ما هي الإنجازات التي حققها التحالف حتى الآن، وخاصة على الصعيد الدبلوماسي؟

نحن في التحالف نهتم بالدرجة الأولى بالجماهير الإرترية، فعلى الرغم من التجارب المريرة التي مرت بها الجماهير الإرترية حول الوحدة والبيانات المتكررة والتي أصبحت تطاردنا مثل لعنة الفراعنة، يتساءل المرء هل ما تم الاتفاق عليه سيطبق على ارض الواقع أم لا؟ وهو أمر لا يمكن الرد عليه بالكلام وإنما بشكل عملي، فنحن ينصب اهتمامنا قبل كل شيء على جماهير الشعب الإرتري، ليس في المهجر فحسب وإنما في الداخل أيضا. وقد بدأنا تحركنا بعقد اجتماعات موسعة في السودان ومناطق اللاجئين والمدن السودانية ومن ثم انتقلنا إلى إثيوبيا ومن ثم إلى بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وهولندا للاجتماع باسم التحالف في إطار التعبئة السياسية، ويأتي بعد ذلك النشاط الدبلوماسي.  وفي الحقيقة لم تكن هناك دولة لم ترحب بميلاد التحالف سواء أن كان السودان أو اليمن أو إثيوبيا أو غيرهم من الدول التي لا تريد أن تجهر بمواقفها إزاء التحالف وبالتالي نحن لن نفشي السر. وعلى الصعيد العالمي وباستثناء هذه الدول يمكن أن تجد الدعم العلني من الدول الأوروبية التي لا تتحرج من ذلك. وقد سجلت زيارة إلى مقر البرلمان الأوروبي في السادس من الشهر الماضي وتقدمت بمذكرة أقرت من المكتب التنفيذي وأيضا ميثاق التحالف الديمقراطي الإرتري. وبكل صراحة يمكن القول إن هناك تحول في الموقف الأوروبي عموما يمكن القول انه أمر ايجابي، وقد التقيت رئيسة لجنة التنمية الأوروبية وانطباعي عن اللقاء انه كان ايجابيا، وهنا في هولندا أيضا كان لي لقاء برفقة الأخوين عقبا زقي دبوس ومحاري تسفاماريام باسم التحالف في وزارة الخارجية الهولندية دائرة أفريقيا وكان الموقف ايجابي وهناك رغبة لفهم الموقف وهناك الكثير من الدول الأوروبية التي كانت تراهن على القفزة النوعية التي سيقوم بها النظام انكمشت الآن وبالتالي يجب أن نفكر جميعا في سبل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة وإرتريا. وفي الولايات المتحدة تم لقاء مع المسئولين من شئون إفريقيا وكان يترأس الوفد السيد ادحنوم قبري ماريام بحكم كونه نائب رئيس التحالف وأيضا بحكم التوزيع الجغرافي ونعتقد أن هذه كلها خطوات ايجابية.

 

هناك من يقول إن عمل التحالف الديمقراطي الإرتري في الوقت الحاضر مقتصر فقط على القيادات وليس هناك أي عمل فعلي على مستوى القواعد. هل هذا التقصير هو من قيادة التحالف أم من القواعد نفسها؟

اتفقت التنظيمات علي تأسيس التحالف ولها برامجها الخاصة والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نوفق بين هذا الجمع وبين استقلالية التنظيمات، ونحن كقيادة للتحالف لا نستطيع التعامل مباشرة مع خلايا التنظيمات ويتوقف التحالف عن القيادة المركزية والجهاز التنفيذي أما في القاعدة لا بد من وجود آليات وقنوات، ونحن قمنا بدراسة هذا الأمر وقلنا أن قواعد التنظيمات وجماهيرها يجب إن يوجدوا أرضية للعمل المشترك فيما بينهم على أساس أن يدار العمل الجماهيري ككل ضمن خطة ترسم من قبل التحالف الديمقراطي الإرتري لتنشيط العمل السياسي التعبوي، ولكن هل الجماهير الإرترية هي فقط المنضوية تحت هذه التنظيمات؟ لا، هناك الجماهير التي تحدثنا عنها وهي غير نشطة في الوقت الحاضر ويجب بزل الجهود من اجل إشراكها. وهناك مواقع شبكية كان لها دور كبير في كشف النظام وتعريته، أيضا وان كانت في مرحلة جنينية هناك مؤسسات المجتمع المدني الإرترية، ولكن الجهات التي يمكن أن تدفع بهذا العمل بحيث أن التنظيمات والجماهير المجمدة ومنظمات المجتمع المدني والمواقع الشبكية يجب أن يتفقوا لان هذا العمل ليس ملك احد بل ملك الشعب الإرتري وجهد الجماهير الإرترية مقسم على هذا الأساس، إذن الأمر يحتاج إلى جهد كبير ووعي أيضا لإتمامه بنجاح.

 

ما هي العقبات التي تواجهكم كقيادة للتحالف الديمقراطي الإرتري؟

أولا هذه تجربة جديدة فكما كان النظام يقول من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة فنحن أيضا ننتقل من مرحلة الإقصاء إلى مرحلة الاحتواء. تنشيط مؤسسات التحالف الديمقراطي يتطلب دعم مالي وفكري وكثير من المجالات الأخرى، وإذا تمكنا من تجاوز هذه الأشياء والتي لن نتجاوزها لوحدنا ومن غير دعم شعبنا، ولكن المواطنين الموجودين في المهجر والذين يعيشون في أوضاع أفضل من اللاجئين الموجودين في السودان يجب أن يضاعفوا من جهودهم لتقوية التحالف، ومن ناحية أخرى يكونوا قيد حتى لا يحدث أي انحراف في المستقبل. نحن وقعنا على هذا الميثاق ولكنه ملك للجماهير الإرترية وليس بقراَن منزل ويمكن تعديله عبر الحوار، و يجب تطوير أداء التحالف كما يجب توفر كل التسهيلات.

 

ما هي الوسائل التي سيتبعها التحالف لإسقاط النظام؟

أولا كواقع هناك بعض التنظيمات التي تملك أجنحة عسكرية، كما أن هناك تنظيمات لا تملك أجنحة عسكرية أو لها الاستعداد ولكن لا تعطي الاهتمام للجانب العسكري في المرحلة الراهنة وتفضل النضال السياسي والإعلامي والجماهيري. وهناك من يقول لا بد من مقاتلة هذا النظام لأنه وعبر العمل السياسي لن نستطيع أن نسقط النظام. ولكن نحن في التحالف ونظرا لكل هذه الآراء المختلفة اتفقنا على أن نقوم بدراسة كل الخيارات دراسة متأنية وتقوم التنظيمات بشكل جماعي باتخاذ الأسلوب الأمثل بحيث تقره القيادة وتتخذ الأجراء المناسب بشأنه، وكوسائل نحن نعتقد كل الوسائل مشروعة ولكن أي الوسائل انجح، هي التي يجب أن نعطيها الأولوية في التفكير. هذه القضايا هي ليست قضايا مزاجية ومن المفترض أن تخضع لدراسة من قبل الخبراء والمختصين والملمين بالعمل العسكري والجوانب السياسية أيضا، وما يهمنا نحن هو أننا سنقوم بأي عمل من شانه إسقاط النظام. ونحن حتى الآن لم نتبع استراتيجية هجومية على الإطلاق واستراتيجيتنا حتى الآن هي استراتيجية دفاعية. كما يجب أن نعلم جميعا انه ليس وحدنا من يقاوم هذا النظام ولكن هناك معارضة داخلية أيضا لم تمكنها الظروف حتى الآن، إذن نحن يجب ان نضع في الاعتبار ما نقوم به وما يمكن أن يتطور داخل إرتريا، وإذا كانت هناك طرق تمكنا من إزاحة النظام دون سفك دماء سنتبعها بدلا من تكرار تجربة انجولا أو ليبيريا أو غيرها. والوضع هنا مختلف جدا عن السابق حيث أن قوة أجنبية كانت تحتل البلاد ولكن اليوم نجد أن الحاكم إرتري ولذلك أي تأثير نقوم به ضده سيؤثر في الشعب الإرتري. ونحن يجب أن نضع كل هذه الأشياء في الاعتبار. وكما ذكرت أننا حتى الآن لم ننتهج استراتيجية هجومية ولكن من حقنا أن نوصل رأينا للمواطن سواء كان في اسمرا أو في أي مكان آخر. وإذا هاجمنا النظام سندافع عن أنفسنا ولكننا لن نقوم بالهجوم واستراتيجيتنا يجب أن تكون دفاعية.

 

هل للتحالف أي تصور لحل مشكلة اللاجئين الإرتريين ؟

التحالف يعطي مسالة اللاجئين جل اهتمامه، وإذا نظرنا إلى ملف اللاجئين نجد انه مقسم إلى قسمين، حيث أن هناك اللاجئين الذين لجأوا سابقا إلى إثيوبيا، السودان، اليمن وجيبوتي ولاجئين جدد هربوا من النظام إلى هذه الدول فمنهم من هرب من الخدمة ومنهم من قاطع دراسته الجامعية وهرب، بالنسبة لللاجئين القدامى كانت مواقفنا دائما أن يعودوا إلى إرتريا ولكن النظام هو من وضع العراقيل أمامهم، ونحن نعتقد أنهم قوة منتجة ويمكنهم الإسهام في بناء وتطوير البلاد، هؤلاء ولأسباب سياسية ولأسباب عدم وجود كل التسهيلات المطلوبة والتي يجب توفرها في إرتريا لم يتمكنوا من العودة وحتى من ذهب إلى إرتريا عاد مرة أخرى، بالنسبة لهذه القضية قال موظفو الأمم المتحدة انه وما دامت إرتريا قد نالت استقلالها لا نتحمل أن نعطيهم صفة اللاجئ، وعندما رفضوا العودة اجروا لهم مسح، وللأسف فشل معظم الذين يستحقوا صفة اللاجئ وتم قبول اعدد قليلة وتم جمعهم في المعسكرات، أما البقية الباقية ستخضع إلى قانون إقامة الأجنبي، وهنا نتساءل من أين لهم بالإمكانيات المادية والوثائق التي تمكنهم من التحرك بحرية، وهم لا يرغبون في العودة لأسباب سياسية بالإضافة أن الوضع غير مشجع. والحالة الجديدة هي الشباب الهارب وهم فيهم أناس متعلمون وفيهم صغار السن الذين يحتاجون إلى عناية خاصة، وإذا قامت الأمم المتحدة بسحب وضعية اللاجئ منهم ماذا سيكون مصيرهم؟ ولذلك نتحاور مع السودان وإثيوبيا لبلورة ما سيترتب على سحب الاعتراف بوضعية اللاجئ الإرتري. ونحن قمنا برفع العديد من المذكرات بهذا الشأن ووجدا ترحيبا ووعدونا بإعادة النظر في الأمر.  وتفرض علينا مسئوليتنا السياسية والوطنية الاهتمام بالمواطن الإرتري سواء أن كان لاجئا أو غير لاجئ.

 

هناك تكهن بتحسن العلاقات بين النظام الإرتري والسودان وهناك العديد من الدول تقوم بالوساطة في هذا الأمر. إذا تحقق ذلك ماذا سيترتب على قوى المعارضة بصفة عامة و التحالف بصفة خاصة؟

لا ادعي إنني ملم بكل خفايا العمل الدبلوماسي والعلاقات بين هذه الدول ولكني احلل ظواهر، والحكومة السودانية صبرت كثيرا على النظام الإرتري. وفي البداية دعموا هذا النظام على حسابنا وطوردنا في الأعوام 1991-1992 وحتى عام1994م لم نستطيع أن نعمل من السودان ولكن النظام لم يستجب لهذا الموقف من السودان. وكما يبدو أن حسابات السودانيين كان تعزيز استقلال إرتريا وهو كان الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لهم. ولكن يبدو أن تقديراتهم كانت مبنية على خطأ، وكانت هناك العديد من المحاولات عبر عدد من الدول لإصلاح العلاقات بين البلدين وكان النظام في إرتريا يتفق معهم اليوم ومن ثم يهاجمهم في اليوم الثاني عبر الحدود ثم ينفي تورطه. والسؤال الذي كان يطرح نفسه دائما من أين دخل المنفذون لهذه العمليات إلى السودان والى مدن مثل كسلا، إذن تجربة السودانيين مريرة مع هذا النظام، والآن هناك مشاكل في شرق السودان ونحن لا ندعي الكمال للحكومة السودانية وهناك حقائق مثل أن هناك بعض المشكلات في الشرق وكانت هناك أيضا مشكلات في الجنوب وأيضا في دار فور ولكن نجد تدخلات اسياس في كل هذه القضايا، وعليه يمكنني القول انه من الصعب جدا أن تكون العلاقة بين الحكومة السودانية والنظام في إرتريا سمنا على عسل. ولا اعتقد ذلك لان الشعب السوداني يعلم تمام أن شعب إرتريا يعاني. وعادة تنطلق الدول في علاقاتها من مصالحها الخاصة ولذلك أي مصلحة يمكن أن يجنيها السودان من التعامل مع النظام في إرتريا؟ وفي تقديري ليس هناك أي مصلحة لان هذا النظام يشكل عنصر عدم استقرار في المنطقة. وفي اعتقادي من اجل أن يعم السلام والرخاء في المنطقة وبين أنظمتها وشعوبها في تقديري وكما هو معلوم للجميع أن الأنظمة تأتي بإرادة الشعوب، فالديمقراطية في السودان والانتخابات التي جرت في إثيوبيا بصرف النظر عن نتائجها يعتبر شيئا جديدا في هذه المنطقة. إذن إذا كان أي نظام يحكم بإرادة شعبية وعبر أصوات الشعب عبر صناديق الاقتراع يأتي الاستقرار. فالنظام في إرتريا لا يعترف بوجود معارضة ولا يعترف بأخطائه ووفق هذا المفهوم يقوم بخلق المشاكل للدول المجاورة. فمثلا النظام أصبح طرف في مشكلة دار فور، أنا لا أقول انه ليست هناك مشكلة في دار فور ولكن هناك فرق بين حكومة مثل الحكومة السودانية تعترف بمشكلة دار فور ومشكلة الشرق ولها الاستعداد لحلها سياسيا عبر التفاوض وبين النظام في إرتريا الذي ينفي وجود المعارضة ويدعي أن كل شيء بخير وعليه فان نهج هذا النظام مختلف جدا. ولذلك أنا اعتقد انه من الصعب أن تتطور العلاقات بين السودان والنظام في إرتريا.

 

كما ذكرت انه من الصعب تطبيع العلاقات بين السودان وإرتريا في الوقت الراهن، وفي المقابل انتم في التحالف لكم علاقات متميزة مع السودان وإثيوبيا. سؤالنا حول استقلالية القرار السياسي داخل التحالف وهل علاقاتكم مع هذه الدول تعرضكم إلى بعض الضغوط، كما أن هناك من يتحسس من إقامة علاقات مع إثيوبيا في الظرف الرهن ماردكم؟

أولا نحن نؤمن بالدفاع عن السيادة الوطنية الإرترية ونحن نؤمن بوحدة إرتريا أرضا وشعبا ولا نفرط في هاتين المسالتين. ونحن نرغب في تأسيس علاقات مع دول الجوار مبنية على هذه الأسس بحيث أن يعم السلام والتعاون والإخاء أما بالنسبة لعلاقتنا مع إثيوبيا لن تؤثر في المساس بالسيادة الوطنية ونحن لن نعمل من المريخ وليس من رغبتنا أن نكون خارج البلد ولكن النظام هو الذي فرض علينا ذلك برفضه للحوار ورفضه للاعتراف بالرأي الآخر ويطالب بشروط سياسية قاسية ويقول حلوا تنظيماتكم وادخلوا كأفراد وهو أمر لا نقبله. إذن من أين ننطلق؟ الجماهير موجودة في السودان وفي إثيوبيا وكذلك جماهيرنا في الداخل وعليه من حقنا أن نتحرك في هذه البلدان لوجود الجماهير الإرترية فيها. هناك لاجئين لم يعودوا إلى ديارهم بالإضافة إلى اللاجئين الجدد إلى هذه الدول. والنقطة الثانية هناك عوامل الجغرافية السياسية فهذه الدول هي المجاورة إلى إرتريا وعليه من أين يمكن أن ننطلق. ونحن إذا وجدنا أي فرصة ونحن لا نستطيع أن نفرض أنفسنا ولكن إذا رحبوا بنا سنكون هناك بصرف النظر عن كل شيء. لكن في مسالة الحدود وبمجرد أن بدأت المناوشات قلنا كمعارضة إرترية لا بد من حل هذا الخلاف عبر الحوار ونحن من حقنا أن نرسم الحدود مع دول الجوار كدولة حديثة ولكن مشكلة الحدود وأي مشكلة تظهر لا يمكن أن تعالج عبر الحرب. فالحل يجب أن يكون سلميا اخويا وإذا تعذر ذلك يجب الاحتكام إلى القانون الدولي وهذا كان موقفنا منذ البداية. وهم رفضوا ذلك لأنه صدر مننا والآن وقعوا اتفاقية مذلة في الجزائر ووضعوا سدس مساحة إرترية تحت الاحتلال أو خارج السيطرة الإرترية، وإذا كانوا سيقبلوا مثل هذه الاتفاقية لماذا لم يتبعوا الخيارات السلمية قبل أن نستنزف طاقة البلاد وقبل أن نضحي بشبابنا ولكن للأسف هذا هو الواقع، وما كنا نطالب به من شرعية دولية لجأوا إليها والمحكمة أصدرت حكمها ونحن الآن نطالب بتنفيذ هذا القرار والالتزام به كما أعلن الطرفان قبولهم به. ولكن هناك صعوبات عملية لان ما تخططه على الورق قد يختلف على الأرض وهذه المشاكل يمكن حلها سلميا واخويا. وهي ليست سابقة في إرتريا فالعديد من الدول مرت بنفس المشاكل الحدودية ولكن لم تجعلها سببا لإشعال الحروب بل استمرت لأكثر من خمسين عاما. وبناء على هذا الموقف اتهمونا بالخيانة ولكننا نحن ندافع عن السيادة الإرترية وعن الأرض الإرترية وسمعة إرتريا ككيان مترابط. ولكن ما النظام يتحدث على النقيض وهذا من مصلحته يرغب في استمرار حالة اللا سلم واللا حرب الحالية. إذن هم يريدون استمرار النظام ونحن نرغب في استمرار شعبنا وأرضنا بسلام، ونحن لسنا بعملاء لأحد ولا نرغب في شهادة وطنية من النظام أو من غيره بل من شعبنا، والتاريخ لا يرحم ولنحتكم للزمن.

 

المراقبين للوضع الداخلي يرون أن النظام يمر بأزمة داخلية حادة ويتكهنون باحتمال حدوث انفجار من الداخل، كيف تقيمون الوضع الداخلي وهل انتم على استعداد لملئ أي فراغ في السلطة قد يحدث وهل لكم أي خطط للحيلولة دون انزلاق إرتريا إلى مستنقع الحرب الأهلية.

الاتفاق حول التحالف الديمقراطي هو خطوة في اتجاه تجنب مثل هذه الاحتمالات وخاصة فيما يتعلق بالحروب الأهلية الناحية الثانية هي أن هذا النظام يعاني معاناة كبيرة ولكنه يمتلك جهاز قمع ونحن نعتقد أن هذه ليست التجربة الوحيدة التي مرت في التاريخ فكم من أجهزة قمعية وأنظمة دكتاتورية سقطت برغبة الجماهير، بالنسبة لمسالة ملئ الفراغ اعتقد نحن لا نستطيع وحدنا ملئ الفراغ، ولسنا بديل للشعب الإرتري كتنظيمات والشعب الإرتري برغبته وإرادته هو من يقرر ونحن نطرح رؤية فقط ويجب أن يتفق الإرتريون في الخارج والداخل على صيغة معينة تجنبنا الكثير من الانفلاتات الأمنية وكما هو معلوم إن تعدد البندقية وما يمكن أن نواجهه من أعباء اجتماعية يجب أن تقدم بشأنه الأبحاث والدراسات، ومن هذا المنبر أدعو كل المثقفين والأكاديميين الإرتريين لإقامة ورش عمل يقوموا خلالها بإجراء دراسة للاحتمالات المستقبلية ويقدموا مساعداتهم للتحالف بهذا الخصوص لان هذا التحالف يقاد عبر عناصر سياسية وهي غير أكاديمية وغير متخصصة. والمطلوب من كل الإرتريين بصرف النظر عن خلافاتهم أن ينظموا أنفسهم ويعقدوا ورش عمل وإذا عملنا عبر بهذا الأسلوب يمكننا تجنب كل الاحتمالات التي ذكرتها.

 

في الفترة الماضية عقد النظام العديد من الاجتماعات واللقاءات لكوادره في خطوة اعتبرها الكثيرون مؤشر على أن الكثير من الأمور تحدث داخل أروقة النظام، ما رأيكم فيما يحدث في البلاد وما هي توقعاتكم؟

لن يتوانى إن أي نظام دكتاتوري وحتى سقوطه عن اتخاذ كل الإجراءات التي يعتقد أنها يمكن أن توفر له ظروف وشروط استمراريتة، والنظام الإرتري يعيش الآن في هذه المرحلة، وما يقال عن تفاعل الجماهير في تقدري لن يكون مثل ما حدث في الأعوام 1991م وحتى 1995م والآن تشهد البلاد العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية والإدارية بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها إرتريا، إذن وبسبب كل هذه العوامل لا اعتقد أن هناك جدوى من هذه الإجراءات. أما فيما يتعلق بان النظام يحاول سرقة أفكار الآخرين وتطبيقها فانه لا يمكن تطبيق فكرة إلا بحضور أصحابها، وأصحاب الفكرة موجودين وإذا أراد النظام عمل رتوشات وديكورات فان هذا الأمر لن يجديه نفعا. الحل هو قبول النظام بمحاورة المعارضين الإرتريين والجماهير الإرترية وبحيث يقبل بتسليم السلطة للشعب الإرتري عند ذلك يكون يأتي الحل، أما حاليا كل ما ترونه ما هو إلا محاولة تجميلية للاستمرار في السلطة. خلال الكلمة التي ألقاها رئيس النظام تحدث عن إنجازات كبيرة في عام الفين وخمسة وتحدث عن بناء الطرق وغيرها وأنا أقول إن اكبر الطرق والمباني التي بنيت في أوروبا بنيت من قبل هتلر وموسليني ولذلك هذا ليس بمقياس. هل قام النظام ببناء الإنسان أم لا؟هذا هو ما يهمنا في هذا الأمر، ولذلك استغربت جدا عندما تحدث النظام عن الإنجازات والناس تعيش في مجاعة والبترول يوزع عبر بطاقات التموين، إذن ما هي الإنجازات؟ وهل يعتبر تجنيد الأطفال من هم في السابعة عشرة عاما وإجبارهم على أداء امتحانات الشهادة الثانوية في ساوا، وتجنيد من يرسب يعد إنجازا؟ وفي الوقت نفسه هم من يحدد من نجح ومن لم ينجح ولذلك ما يؤلمني هو إفساد الأجيال الجديدة. ونحن كنا نأمل باعتبارنا جيل الاستقلال كنا نأمل ألا يتعرض جيل البناء وهو الجيل الحالي لهذا الهروب الكبير من البلاد.

 

يعلل النظام عدم إطلاقه للحريات وإطلاق سراح السجناء السياسيين والسماح للصحف المستقلة بوجود حالة حرب مع إثيوبيا، ما رأيكم في ذلك ؟

وهل إبقاء المعتقلين سيحل المشاكل؟ أنا أتساءل ما هي علاقة الحرب الحدودية بالمعتقلين، وهل إطلاق سراح المعتقلين يؤثر في امن البلاد؟ هذا تبرير وحق يراد به باطل. وسأضرب لك مثلا في البدء قالوا نحن حكومة مؤقتة ملأنا الفراغ وسنقيم نظام ديمقراطي ثم بعد فترة أعلنوا انه ليس هناك قوة سياسية أخرى غير الجبهة الشعبية وان من كانوا في الساحة دخلوا ضمن إطار ما أسموه إعادة البناء ومن ثم أعربوا أنهم لا يرغبون في النمط الغربي للديمقراطية وعندما سئلوا عن ذالك أجابوا أن للمجتمع الإرتري خصائص خاصة. وأنا أتساءل ما هي الخصائص التي تميز إرتريا عن غيرها، فالقبائل موجودة في العديد من الدول والدين المسيحي والإسلامي أيضا لا ينحصر وجوده في إرتريا وحدها أما مسألة الأقاليم فهي الأخرى لا تعتبر سابقة تنفرد بها بلادنا، إذن ما هو الأمر الذي يميزنا نحن؟ وأحيانا يقولون انه ما لم يحقق الإرتري مستوى محدد من التطور الاقتصادي والاجتماعي لا يتحمل إقامة نظام ديمقراطي، والسؤال الذي يطرح نفسه من هو الذي يحدد لنا كشعب ما وصلنا إليه من تطور؟ وأكثروا من الحديث عن الدستور والتعددية السياسية وعبر الصياغة نجد تلاعب بالكلمات ورغم كل شي نجد أن الدستور معطل والمبرر هو أن البلاد تعيش حالة حرب، وفي تقديري أن أهمية الدستور في أوقات الحرب أكثر من غيرها وذلك من اجل أن يكتسب النظام سندا جماهيريا لان الحروب لا تقاد بالجيوش فقد ولكن برفع الروح المعنوية ومساهمة الجماهير. وأصبحت مشكلة الحدود مبرر لعدم إقامة نظام ديمقراطي، وفي تقديري أن هناك مشاكل حدودية في دول أخرى استمرت لأكثر من خمسين عاما وعليه إذا كانوا سينتظروا حتى انتهاء مشكلة الحدود لإطلاق سراح المعتقلين فان هذا أمر يراد به باطل.

 

هل انتم على استعداد للتحاور مع النظام، وإذا كنتم تقبلون بالحوار معه هل لديكم شروط محددة للجلوس والتفاوض مع النظام؟

بصريح العبارة نحن كمعارضة إرترية ومنذ عام 1991م كنا نقول لا بد من حل خلافاتنا الثانوية عبر حوار وطني وذلك لأننا طوينا صفحة طويلة من النضال العسكري والسياسي ونحن الآن في مرحلة بناء الدولة الإرترية. وهذه الدولة الإرترية تتطلب جهود الجميع وخبرة الجميع والوفاق الوطني لأنه إذا لم يكن هناك استقرار داخل البلد لن يكون هناك تنمية ولكن النظام رفض كل مطالبنا في هذا الأمر. ونحن لم نتنازل عن هذا الموقف، وإذا أبدى هذا النظام استعداده للدخول في حوار سياسي مع قوى المعارضة التي ينفي وجودها، نحن على استعداد للجلوس في طاولة المفاوضات لحل مشاكلنا كإرتريين، وذلك لكي نضمن الاستقرار في بلادنا. وعلى هذا الحوار أن يؤدي في خاتمة المطاف إلى تسليم السلطة للشعب باعتباره في الأخير صاحب السيادة الوطنية. والسيادة هي للشعب وليس لتنظيمات أو أفراد، ونحن الآن من المبكر جدا أن نناقش هذه المسائل ولكن كل ما يؤدي إلى تحقيق ضمانات حقيقية تمكنا من إقامة نظام ديمقراطي وتسليم السلطة للشعب ونحن على استعداد للتحاور.

من الملاحظ عزوف الجماهير الإرترية في السنوات الماضية عن المشاركة في العمل السياسي. إلى ماذا تعزوا ذلك وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه التحالف لإعادة الثقة لهذه الجماهير؟

في تقديري أولا كإرتريين وإثناء النضال التحرري لم نهيئ شعبنا لمرحلة ما بعد التحرير وكان كل همنا هو استقلال إرتريا وكأنه الهدف النهائي ولم تكن هناك برامج تثقيف سياسي تهتم بمرحلة ما بعد إنجاز الاستقلال، وهذا الخلل برز بعد الاستقلال مباشرة وبسبب انتشاء المواطن بالاستقلال لم يكن يقبل أي نقد يمكن أن يوجه للنظام. وما زاد الأمر سوءا أن آلة الدعاية الغربية كانت تمجد وتضخم دور النظام في المستقبل، وكانت تروج لما أطلقت عليه بالجيل الجديد من القادة الأفارقة المستنيرين، وكان هناك من يرى انه وعبر التعامل مع النظام تعمل على إدخال بعض الاستثمارات وتبدأ حياة جديدة في الوطن بعد سنوات الهجرة، وعندما كنا نقدم لهم النصح لم يصدقنا الكثيرون وعليه فان عدد كبير من الناس اتجه بهذا الاتجاه. ثم اشتعلت الحروب وبدأت المشاكل واتي السؤال البديهي ما البديل؟ والبديل لا على الصعيد الدولي ولا على الصعيد الإرتري كان جاهز وكل هذه التنظيمات كانت تعمل كل وفق أسلوبه الخاص. ونحن قمنا بجمع كل هذه التنظيمات في التحالف لإعطاء روح معنوية جديدة والآن الكل يترقب التحالف الديمقراطي الإرتري وكما قلت في بداية حديثي إذا انحزنا على ارض الواقع ما اتفقنا عليه فان مشاركة الجماهير أمر حتمي. وقضية المقاومة اليوم هي قضية الشارع وعليه فان توظيفها التوظيف الأمثل وتوجيهها الوجهة الصحيحة اعتقد يحتاج إلى جهد كبير.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7320

نشرت بواسطة في يوليو 18 2005 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010